39 مشكل الحديث
شارك حسين البلوشي ونورس الهاشمي
وسيف بن دورة
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——‘——-”
——-‘——‘——-”
مشكل الحديث:
قول الملكين للميت (نم حتى يبعثك الله)؛ بمعناه
مشكل مع المعروف أن جسد الميت أذا كان ممن رضي الله عنه أنه ينعم في القبر.
وروحه تنعم في الجنة
وقد استدل باحث بأن النوم لأهل القبور نوم حقيقي بأدله:
قال عبد الله بن أحمد في السنة 1320 – حدثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة أن المؤمن حين ينزل به الموت ويعاين ما يعاين ود أنها خرجت والله يحب لقاء المؤمن ويصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن موتاهم من أهل الأرض فإذا قال: إن فلانا قد فارق الدنيا قالوا ما جيء بروح ذلك إلينا لقد ذهب بروح ذلك إلى النار أو إلى أهل النار وإن المؤمن إذا وضع في القبر يسأل من ربك؟ فيقول ربي الله فيقال من نبيك فيقول نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيقال ما دينك فيقول الإسلام ديني ثم يفتح له باب في القبر فيقال انظر إلى مقعدك ثم يتبعه نوم كأنما كانت رقدة فإذا كان عدو الله عاين ما يعاين ود أنها لا تخرج أبدا والله يبغض لقاءه وإنه إذا دخل القبر يسأل من ربك قال: لا أدري قال: لا دريت قال: من نبيك قال: لا أدري قالا: لا دريت قال: ما دينك قال: لا أدري قال: لا دريت ثم يضرب ضربة يسمعه كل دابة إلا الثقلين ثم يقال له: نم كما ينام المنهوش. قلت يا أبا هريرة وما المنهوش؟ قال: «الذي تنهشه الدواب والحيات» ثم قال أبو هريرة: «ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه هكذا وشبك بين أصابعه»
وهنا تصريح بذكر نوم المؤمن ونوم الكافر وهذا الخبر إسناده صحيح إلى أبي هريرة، وهذا الخبر وإن كان موقوفاً إلا أن له حكم الرفع
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 12188 – حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعَ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ مُدْبِرِينَ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَاسِهِ وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ يَمِينِهِ وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَسَارِهِ وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَيَؤتَى مِنْ قِبَلِ رَاسِهِ فَتَقُولُ الصَّلاَةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ وَيَاتِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَقُولُ الزَّكَاةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ وَيَاتِي عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مَا قِبَلِي مَدْخَل وَيَاتِي مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، قَالَ فَيُقَالُ لَهُ اجْلِسْ فَيَجْلِس قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ تَدَانَتْ لِلْغُرُوبِ فَيُقَالُ لَهُ أَخْبِرْنَا عَنْ مَا نَسْأَلُك عَنْهُ فَيَقُولُ دَعَوْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ فَيُقَالُ لَهُ إنَّك سَتَفْعَلُ فَأَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُك فَيَقُولُ وَعَمَّ تَسْأَلُونِي فَيَقُولُونَ أَرَأَيْت هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ وَمَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ، قَالَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيُقَالُ لَهُ نَعَمْ فَيَقُولُ أَشْهَدُ، أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُقَالُ لَهُ عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى
الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: ذَلِكَ مَقْعَدُك وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَو عَصَيته فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ثُمَّ يُجْعَلُ نَسَمَةً في النَّسْمِ الطَّيِّبِ وَهِيَ طَيْرٌ خُضْرٌ تَعَلَّقَ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ وَيُعَادُ الْجِسْمُ إلَى مَا بُدِأَ مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَفِي الآخِرَةِ} قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ: ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَنَامُ نَوْمَةِ الْعَرُوسِ لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أُحِبُّ أَهْلِهِ إلَيْهِ , حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَيؤْتَي مِنْ قِبَلِ رَاسِهِ , فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ، ثُمَّ يَاتِي عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ، ثُمَّ يَاتِي عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ، ثُمَّ يَاتِي مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ , فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِسُ فَزِعًا مَرْعُوبًا , فَيُقَالُ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُك عَنْهُ؟ فَيَقُولُ: وَعَمَّ تَسْأَلُونِي؟ فَيُقَالُ: أَرَأَيْت هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَيُّ رَجُلٍ؟ قَالَ: فَيُقَالُ الَّذِي فِيكُمْ فَلاَ يَهْتَدِي لاِسْمِهِ فَيُقَالُ: مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي سَمِعْت النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْت كَمَا قَالُوا: فَيُقَالُ عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ , وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ , وَعَلَى ذَلِكَ تَبْعَثُ
إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ ذَلِكَ مَقْعَدُك وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا , فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى الجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ذَلِكَ مَقْعَدُك مِنْهَا فَيَزْدَاد حَسْرَةً وَثُبُورًا، ثُمَّ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ , وَهِيَ الْمَعِيشَةُ الضَّنْكُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
وهذا موقوف حسن
ودفع تفسير ابن كثير في تفسير قوله تعالى (من بعثنا من مرقدنا هذا) قال ابن كثير:
وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم؛ لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد
وقال تفسيره مخالف لتفسير السلف للآية _ وإن قال به ابن كثير _ ومن خالف تفسير المتفق عليه انخرط في سلك البدعة
قال الطبري في تفسيره (2/ 532): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن الحسن، عن أُبي بن كعب، في قوله (يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) قال: ناموا نومة قبل البعث.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن رجل يقال له خيثمة في قوله (يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) قال: ينامون نومة قبل البعث.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) هذا قول أهل الضلالة. والرَّقدة: ما بين النفختين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) قال: الكافرون يقولونه.
ويعني بقوله (مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) من أيقظنا من منامنا، وهو من قولهم: بعث فلان ناقته فانبعثت، إذا أثارها فثارت. وقد ذُكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود: (مِنْ أّهَبَّنَاِ مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) .. ”
ففسر الطبري الرقدة بالمنام بعد ذكره للآثار
وقال هناد في الزهد 312 – حدثنا المحاربي، عن ليث، عن مجاهد في قوله عز وجل (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) قال: «للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح: يا أهل القبور. يقولون: (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا) قال مجاهد: يرى أن لهم رقدة. قال: يقول المؤمن إلى جنبه: (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)»
ورواية ليث عن مجاهد في التفسير مقبولة
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 36513 – حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ، أَنَّ الْعَذَابَ يُخَفَّفُ، عَنْ أَهْلِ الْقُبُورِ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ، فَإِذَا جَاءَتِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ، قَالُوا: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}.
وهذا إسناد صحيح إلى أبي صالح السمان التابعي المعروف
ونوم أهل الإيمان لا يمنع من تنعمهم كما لا يخفى ولا يتعارض معه والمراد هنا إثبات وقوع الأمر. انتهى كلام الباحث
——–
——–
الجواب على الاشكال:
أولا:
عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة، وهو واقع على الروح والجسد
ثانيا:
أصل المرقد في اللغة المضطجع، ففي لسان العرب: “والمَرْقَد بالفتح المضجع ” لسان العرب – (3/ 183)، قال ابن عاشور: “والمَرْقَد: مكان الرقاد، وحقيقة الرقاد: النوم، وأطلقوا الرقاد على الموت والاضطجاع في القبور تشبيهاً بحالة الراقد “.
انتهى من التحرير والتنوير – (22/ 245).
وإليك الأجوبة … :
منها: أن أهل القبور يرقدون رقدة قبل البعث كما روي عن أُبَيّ بن كعب، ومجاهد، والحسن، وقتادة، قالوا:”ينامون نومة قبل البعث”، ذكره الحافظ في تفسيره.
قال الإمام الطبري تعالى:”يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون لماا نفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلكك بعد نومة ناموها”.
قال العلامة السعدي تعالى في تيسيره:”ويقولون: يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا أي: من رقدتنا في القبور، لأنه ورد في بعض الأحاديث، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور.”.
ومن الأجوبة: أنهم لهول ما يرون تختلط عقولهم وتتبعثر أفهامهم فيحسبون أنهم كانوا راقدين، قال القاضي البيضاوي تعالى في تفسير الآية:”وفيه ترشيح ورمز وإشعار بأنهم لاختلاط عقولهم يظنون أنهم كانوا نياما”، وبنحوه
قال العلامة اليمني الشوكاني تعالى:”ظنوا لاختلاط عقولهم بما شاهدوا من الهول وما داخلهم من الفزع أنهم كانوا نياما”-فتح القدير-.
ومن الأجوبة:
قال ابن كثير رحمه الله: ” وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم؛ لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (6/ 581).
رواية البخاري وغيرها من أمهات الكتب لفظها: فيقال: نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به. أخرجه البخاري 86، ومسلم 905
فقيد النوم بالصلاح
يعني لا روع عليك مما يروع به الكافر (شرح ابن الملقن على الصحيح)
قال القاضي: أي لا روع عليك مما تروع الكفرة تنوير الحوالك
وفي المنتقى شرح الموطأ قال: وصفه بالنوم وإن كان موتا لما يصحبه من الراحة وصلاح الحال
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولانِ: *نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ*.
وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي، فَيَقُولانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ).
رواه الترمذي (1071) وحسنه، وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي”.
قال في تحفة الأحوذي:
” وَإِنَّمَا شَبَّهَ نَوْمَهُ بِنَوْمَةِ الْعَرُوسِ لأَنَّهُ يَكُونُ فِي طَيِّبِ الْعَيْشِ ”
—
قال صاحب فيض الباري:
وهكذا في القرآن إيهام الجانبين ففي سورة يس: {مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس: 52] وهذا يدل على أنه لا إحساس في القبر وكلُّهم نائِمون. وفي آيةٍ أخرى {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46] فهذه تدل بخلافه، والوجه فيه عندي: أن حالَ البرزخ تختلف على حسب اختلاف عمل العاملين في حياتهم، فمنهم نائمون في قبورهم، ومنهم متلذِّذون فيه، وإنما عُبِّرتْ الحياةُ البرزَخِيَّة بالنوم لأنه لم يكن له لفظ في لغة العرب يؤدي مؤدَّاه، ويصرِّح عن معناه وضعًا، فاختير اللفظُ الموضوعُ لنظيره تفهيمًا، فلا شيء أشبه بالحياة البَرْزَخِيَّة من النوم. ولذا جاء في الحديث «النوم أخ الموت» فالنوم أشبه الأشياء بالموت، ولذا أَدْخَلَ القرآنُ النومَ والموتَ تحت لفظٍ واحدٍ وهو التَّوَفِي، ثم فرق بينهما فدل على أن فيهما بعضُ اشتراك وبعض امتياز قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى} [الزمر: 42] إلخ (1)، والحاصل أن البَرْزَخَ اسم لانقطاع حياة هذا العالمَ وابتداءِ حياةٍ أخرى وكذلك النوم فيه أيضًا نوعُ انقطاعٍ عن هذا العالم.
تنبيه: أثر أبي هريرة الذي فيه: (فَيَنَامُ نَوْمَةِ الْعَرُوسِ) … ضعيف:
قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يزل الناس يتقون حديث محمد بن عمرو قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان محمد بن عمرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رايه، ثم يحدث به مرة أخرى، عن أبي سلمة عن أبي هريرة تاريخه 3/ 322/2
وقال الدارقُطني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف عنه:
فرواه نعيم، وحماد، وعبدالوهاب، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ووقفه خالد بن عبدالله الواسطي، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، وسعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو العلل 1772. من الشاملة
وسبق رواية يزيد بن هارون الموقوفة على أبي هريرة وعزوها لإبن أبي شيبة
تنبيه في العلل (نعيم)
ومحقق علل الدارقُطني قال يتأكد.
وأورد في تخريج الحديث أن معتمر ممن رفعه وعزاه لابن حبان فلعل نعيم تصحف من معتمر. وذكر أن الحاكم رواه من طريقة سعيد بن عامر مرفوعا فلعله ممن اختلف عليه
أما روايات من وقفه فلم يذكر تخريجها
والأثر الأول من طريق يزيد بن كيسان، حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة
فيزيد بن كيسان قال ابن حجر صدوق يخطئ فما تفرد به وعلم أنه أخطأ فيه لا يقبل.
لكن لفظ النوم سبق في الصحيح بلفظ (نم صالحا)
و ذكر ابن القيم رواية نومة العروس من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة وعزاه لابن حبان وفيه عن الكافر: فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
قال ابن حجر وفي حديث أبي سعيد عند سعيد بن منصور يقال للمؤمن نم نومة العروس
لفظ الرقدة فسبق ذكر توجيهات أهل العلم. حتى لفظ النوم ذكروا له تأويلات ومن ذلك نومة يسيرة قبل البعث
أما كون الكافر ينام فلم تثبت عن أبي هريرة أو يوجه بأنها نومة قبل البعث كما قال الباحث
وفي مسند أحمد
14547 حدثنا شاذان حدثنا أبوبكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى ما فسح له في قبره يقول: دعوني أبشر أهلي فيقال له: أسكن.
وهو على شرط الذيل على الصحيح المسند
فهنا بلفظ أسكن.
تنبيه: توسع ابن رجب في ذكر ألفاظ الحديث وطرقه (راجع المجموع من تفسير ابن رجب)