375 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
وشارك يوسف بن خميس
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي رحمه الله تعالى في الضعفاء
(375) حوشب بن عقيل أبو دحية بصري حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا صالح بن أحمد قال سمعت على بن عبد الله قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول حدثنا حوشب بن عقيل بكتاب عن سعيد بن عبد الله بن جروة قال عبد الرحمن فلا أعلمه الا كان يقول حدثنا ثم قال بعد هذا كتاب دفعه إليِّ سعيد بن عبد الله بن جروة
حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حوشب بن عقيل عن مهدى الهجري عن عكرمة عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة لا يتابع عليه وقد روي عن النبي عليه السلام بأسانيد جياد أنه لم يصم يوم عرفة ولا يصح عنه أنه نهى عن صومه وقد روي عنه أنه قال صوم يوم عرفة كفارة سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة
1 – ترجمة أبي دحية حوشب بن عقيل:
قال المزي في تهذيب الكمال: ” روى له أَبُو داود، والنَّسَائي، وابن مَاجَهْ حديثا واحدا عن مهدي الهجري، عن عكرمة، عَن أَبِي هُرَيْرة فِي “النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة” انتهى قلت يقصد النسائي في السنن الكبرى
قال العقيلي في الضعفاء: حدثنا محمد بن عيسى وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء حدثنا ابن حماد قالا حدثنا صالح بن أحمد قال سمعت على بن عبد الله قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول حدثنا حوشب بن عقيل بكتاب عن سعيد بن عبد الله بن جروة قال عبد الرحمن فلا أعلمه إلا كان يقول حدثنا ثم قال بعد هذا كتاب دفعه إليِّ (1) سعيد بن عبد الله بن جروة” وقال ابن معين كما في تاريخه رواية الدوري” ثقة” وقال مرة ” ليس به بأس” انتهى وقال الإمام أحمد كما في العلل لابنه ” 3245 – َ حَوْشَب بن عقيل الْعَبْدي الهجري قَالَ شيخ ثِقَة” وقال مرة 2023 ” ثقة” وكذا هو في سؤالات أبي داود للإمام أحمد 472
وقال أبو داود- كما في في سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود-:”ثقة”، وقال المزي في تهذيب الكمال “، قال النسائي ثقة “وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ” روى عنه عبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.” وقال الفسوي أيضا ” َسمِعْتُ صَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ وَذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. فَأَثْنَى عَلَى حوشب وقال: هذا حديث مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالُوا: سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ: عَمَّنْ حَدَّثَكُمْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ؟ قَالُوا: لَا. سَمِعَهُ سُلَيْمَانُ مِنْ حَوْشَبٍ. فَقَالَ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ.”. روى ابن أبي حاتم من طريق وكيع قال: حدثني حوشب بن عقيل وكان ثقة. كما في الجرح والتعديل له.
وعن ” علي – يعني ابن المديني – قال ذكرت ليحيى – يعني القطان – جهير بن يزيد فقال: لم يكن به بأس وحوشب بن عقيل أثبت منه”. كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. وقال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل لابنه بصري صالح الحديث.
وأورده ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي في الكامل: ” حوشب هذا لا أعرف له من المسند إلا شيئا يسيرا وله أحرف في الرقائق”.
وضعفه الأزدي قاله الذهبي في الميزان، وقال ابن حزم كما في المحلى ليس بالقوي
2 – مهدى بن حرب الهجري قال ابن معين لا أعرفه كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وقال الإمام أحمد كما في سؤالات أبي داود 473 لا أعرفه، وأورده البخاري في التاريخ الكبير ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي كما في المجرد في أسماء رجال أسماء ابن ماجه ” جهل”. وقال ابن حزم مجهول كما في المحلى وقال مثل هذا لا يحتج به، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب ” مقبول”.
3 – تخريج حديث الباب:
أخرج أبو داود في سننه 2440 والنسائي في السنن الكبرى 2843 والبخاري في التاريخ الكبير 1859 في ترجمة مهدي المحاربي، والحربي في غريب الحديث 1 186/والعقيلي كما هنا والطحاوي في شرح مشكل الآثار 2966 والطبراني في المعجم الأوسط 2556 وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال في أثناء ترجمة حوشب وأبو نعيم في حلية الأولياء/3347 والخطيب في تاريخ بغداد 2948 كلهم من طريق سليمان بن حرب قال حدثنا حوشب بن عقيل عن مهدى الهجري عن عكرمة عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
تابعه وكيع قال: حدثني حوشب بن عقيل قال: حدثني مهدي العبدي، عن عكرمة، قال دخلت على أبي هريرة في بيته، فسألته عن صوم يوم عرفة، بعرفات فقال أبو هريرة: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات» أخرجه ابن ماجه 1732 قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، واخرجه الإمام أحمد في مسنده 9760 قالوا حدثنا وكيع به
تابعه عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا حوشب بن عقيل به أخرجه النسائي في السنن الكبرى 2844 والإمام أحمد في مسنده 8031 وأبو نعيم في حلية الأولياء
تابعه أبو داود الطيالسي حدثنا أبو دحية حوشب بن عقيل الجرمي، حدثنا العبدي به أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2101 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 2965 والحاكم في المستدرك على الصحيحين 1587 والبيهقي في السنن الكبرى 8650
تابعه الحارث بن عبيد عن حوشب بن عقيل به لكن جعله من مسند ابن عباس بدلا من أبي هريرة أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9741 قال البيهقي عقبه ” كذا قال الحارث بن عبيد والمحفوظ عن عكرمة عن أبى هريرة. انتهى
قال الحاكم ” هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه”، قال الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة: لم يخرج البخاري لمهدي ولا لحوشب.
وقال العقيلي: ” لا يتابع عليه”.
وقال الطبراني في المعجم الأوسط 2556 لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا مهدي، تفرد به حوشب
قال ابن عدي وهذا لا يرويه غير حوشب بن عقيل عن مهدي، عن عكرمة، عن أبي هريرة
وقال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية ” هذا حديث غريب من حديث عكرمة، تفرد به عنه مهدي، وعنه حوشب”
قال البيهقي في السنن الكبرى عقب الحديث ” وفي حديث أم الفضل كفاية”.
وقال ابن حزم في المحلى: “فإن رواية حوشب بن عقيل وليس بالقوي عن مهدي الهجري وهو مجهول، وهذا لا يحتج به”
قال صدر الدين أبو المعالي الشافعي في كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح ” وكلامه مردود فإن مهدي الهجري ليس من رجال البخاري ولا مسلم، وقال ابن معين فيه: لا أعرفه، والعجب أن الذهبي أقر الحاكم على ما قال. وقال الخطابي هذا نهي كراهة لا نهي تحريم.”انتهى
وقال ابن الملقن في البدر المنير: ”
روي ” أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة “.
هذا الحديث رواه أحمد في «مسنده»، وأبو داود، وابن
ماجه، والنسائي في «سننهم» من حديث حوشب بن عقيل، عن
مهدي الهجري العبدي، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وحوشب هذا وثقه أحمد والنسائي، وضعفه الأزدي وابن حزم.
ومهدي روى عن عكرمة، وعنه حوشب بن عقيل فقط. قال ابن أبي حاتم
في «كتابه» عن ابن معين: أنه سئل عنه فقال: لا أعرفه. ونقل الذهبي
في «ميزانه» عن أبي حاتم أنه قال: لا أعرفه. والذي في كتابه ما
حكيته، وقال ابن حزم: مجهول. إلا أنه سماه مهدي بن هلال. وسماه
عبد الحق مهدي بن حرب وقال: إنه ليس بمعروف. وسماه
الحاكم مهدي بن حسان، وكذا البيهقي في «سننه» وأخرج الحاكم الحديث المذكور في «مستدركه» من طريقه ثم قال: هذا
حديث صحيح على شرط البخاري. ورواه العقيلي في «تاريخ
الضعفاء»، ثم قال: ولا يتابع عليه. قال: وقد روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد ” أنه لم يصم يوم عرفة ” ولا يصح عنه أنه نهى عن
صومه، وقد روي عنه أنه قال: ” صوم عرفة كفارة سنتين سنة ماضية،
وسنة مستقبلة “. انتهى.
قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ” رواه الخمسة غير الترمذي, وصححه ابن خزيمة, والحاكم, واستنكره العقيلي”
وقال في التلخيص الحبير: ” وَفِيهِ مَهْدِيٌّ الْهجريُ مَجْهُولٌ وَرَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ مِنْ طَرِيقِهِ وَقَالَ لَا يُتَابِعُ عَلَيْهِ قَالَ الْعُقَيْلِيُّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسَانِيدَ جِيَادٍ أَنَّهُ لَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ النَّهْيُ عَنْ صِيَامِهِ قُلْت قَدْ صَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَوَثَّق مَهْدِيًّا الْمَذْكُورَ ابْنُ حِبَّان
والحديث ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 404 وقال ” حوشب بن عقيل وشيخه مهدي الهجري لم يخرج لهما البخاري، بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في ” المحلى ” (7/ 18) وأقره الذهبي في ” الميزان ” وذكر عن أبي حاتم نحوه، وفي ” التهذيب ” عن ابن معين مثله، فأنى للحديث الصحة وفيه هذا الرجل المجهول؟ ولذلك ضعف هذا الحديث ابن حزم فقال: لا يحتج بمثله وكذلك ضعفه ابن القيم في ” الزاد ” (1/ 16 و237).
وتوثيق ابن حبان (7/ 501) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا، وكذا تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه، ولذلك لم يعتمد الحافظ على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث، وبما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين”. انتهى
4 – عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن عائشة قالت: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة بعرفات» أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 2327 قال حدثنا إبراهيم قال: نا محمد بن عبد الرحيم بن شروس قال: نا إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن صفوان بن سليم به قال الطبراني: ” لم يرو هذا الحديث عن صفوان إلا إبراهيم”. وشيخ الطبراني هو ” إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني”. والحديث ضعفه الألباني جدا من أجل إبراهيم بن محمد الأسلمي كما في الضعيفة 404.
5 – عن شهاب بن عباد العصري قال: حدثني أبي قال: وقف علينا عمر بن الخطاب يوم عرفة ونحن بعرفات فقال: لمن هذه الأخبية؟ فقالوا: لعبد القيس. فاستغفر لهم ثم قال: هذا يوم الحج الأكبر فلا يصومه أحد. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 90/ قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عمر بن الوليد الشني عن شهاب بن عباد العصري به. تابعه يونس بن بكير عن عمر بن الوليد به أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق
قلت شهاب ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه ثلاثة، قال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال: ” ذكره ابن خلفون في كتاب «الثقات»، وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: صدوق”، انتهى، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ” عُمَرُ لَيْسَ بِالقَوِيِّ. قَالَهُ: النَّسَائِيُّ.” لكن له ترجمة حسنة عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، لكني لم أقف على توثيق لعباد والد شهاب.
6 – الأحاديث التي قد يكون أشار إليها العقيلي:
عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه
أخرجه البخاري 1661 و1988 ومسلم 1123 وأبو داود 2441 من طريق مالك عن أبي النضر عن عمير مولى عبد الله بن العباس عن أم الفضل بنت الحارث به تابعه سفيان، عن أبي النضر به أخرجه مسلم 1123
7 – عن ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة، وأرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب» أخرجه الترمذي في سننه 750 والنسائي في السنن الكبرى 2829 من طريق إسماعيل ابن علية قال: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس به قال الترمذي “حديث ابن عباس حديث حسن صحيح” انتهى، وفيه اختلاف فجعله بعضهم من مسند أم الفضل. هكذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده 26869 حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه أفطر بعرفة، أتي برمان، فأكله، وقال: حدثتني أم الفضل ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة، أتته بلبن، فشربه ” تابعه بهز بن أسد قال حدثنا حماد بن زيد به أخرجه الإمام أحمد في مسنده 26885 تابعه القواريري، قال: حدثنا حماد به أخرجه النسائي في السنن الكبرى 2830
8 – عن ميمونة رضي الله عنها أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون أخرجه البخاري 1989 ومسلم 1124 من طريق بكير عن كريب عن ميمونة به
قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود ” َقِيلَ: يُحْتَمَل أَنْ تَكُون مَيْمُونَة أَرْسَلَتْ وَأُمّ الْفَضْل أَرْسَلَتْ , كُلّ مِنْهُمَا بِقَدَحٍ , وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُونَا مُجْتَمَعَيْنِ فَإِنَّهَا أُخْتهَا , فَاتَّفَقَتَا عَلَى الْإِرْسَال بِقَدَحٍ وَاحِدٍ , فَيُنْسَب إِلَى هَذِهِ وَإِلَى هَذِهِ , فَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” أَنَّهُ أَفْطَرَ بِعُرْفَةِ ” وَصَحَّ عَنْهُ ” أَنَّ صِيَامه يُكَفِّر سَنَتَيْنِ ” فَالصَّوَاب أَنَّ الْأَفْضَل لِأَهْلِ الْآفَاق صَوْمه , وَلِأَهْلِ عَرَفَة فِطْره لِاخْتِيَارِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ , وَعَمَل خُلَفَائِهِ بَعْده بِالْفِطْرِ , وَفِيهِ قُوَّةٌ عَلَى الدُّعَاء الَّذِي هُوَ أَفْضَل دُعَاء الْعَبْد.
9 – عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والتي بعده» أخرجه مسلم 1162 والترمذي 749 وابن ماجه 1730 والنسائي في السنن الكبرى 2826 من طريق غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة به قال النسائي:” هذا أجود حديث في هذا الباب عندي والله أعلم”.
10 – فوائد وزوائد:
عن أبي الثورين الجمحي، قال: سألت ابن عمر عن صيام يوم عرفة: «فنهاني» أخرجه الحميدي في مسنده 699 ومن طريقه الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 124/قال ثنا سفيان، قال: ثنا عمرو، عن أبي الثورين الجمحي به
تابعه مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الثَّوْرَيْنِ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ» أخرجه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 738 تابعه علي – هو ابن المديني- حدثنا سفيان به
تابعه غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي السوار يَقُول سَأَلت ابن عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ يَعْنِي عَرَفَةَ فَنَهَى عَنْه أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه كما في العلل ومعرفة الحديث له 1935 والدارقطني في علله 2850 قال الإمام أحمد عقبه ” وَقَالَ ابن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الثَّوْرَيْنِ أَخْطَأَ شُعْبَةُ”. قلت وكذلك قال أبو حاتم الرازي الخطأ من شعبة كما في العلل لابن أبي حاتم 655 قال الدارقطني كما في العلل له 2850 وهو الصواب
تابعه عبد الرحمن، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي (السوار)، قال: سألت ابن عمر عن صوم يوم عرفة «فنهاني» أخرجه النسائي في السنن الكبرى 2836 قال أخبرنا إسحاق بن منصور الكوسج، مروزي قال: أخبرنا عبد الرحمن به
تابعه أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن به أخرجه الدارقطني في المؤتلف والمختلف 162/
تابعه هشام بن عبد الملك، حدثنا شعبة به أخرجه الطبري في تهذيب الآثار 594
قال علي- هو ابن المديني-: قلت لسفيان: فإن عثمان بن الأسود يسميه: محمد بن عبد الرحمن الجمحي، فقال سفيان: هو محمد بن عبد الرحمن، قال سفيان: وكان له ابن يطلب الحديث، ويغضب إذا قالوا: أبو الثورين، قال: وكان شعبة يقول: أبو السوار، في هذا الحديث، قال سفيان: لم يفهم؛ كانت أسنان عمرو قد ذهبت. كما في العلل للدارقطني 2850.
قال الألباني كما في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وقد ثبت نهيه عنه ” أي نهي ابن عمر عن صيامه بعرفة”. ولعل هذا الأثر الذي قال فيه الألباني في الضعيفة 404 بقوله ” ثم رأيت الحديث رواه الدولابي (1/ 133) عن ابن عمر موقوفا عليه وسنده حسن.” انتهى
الأثر فيه أبو الثورين الجمحي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات وقال الإمام أحمد “رجل من أهل مكة مشهور اسمه محمد بن عبد الرحمن القرشي” وقال الذهبي في المغني في الضعفاء “قوي” وقال في موضع آخر ” صدوق”.
وقال في ميزان الاعتدال:” صدوق غيره أوثق منه”
11 – وقال الدارقطني في علله 2850 – وسئل عن حديث يروى، عن أبي السوار، عن ابن عمر، موقوفا؛ في النهي عن صوم يوم عرفة.
فقال: يرويه عمرو بن دينار، واختلف عنه؛
فقال شعبة: عن عمرو بن دينار، عن أبي السوار، عن ابن عمر، ووهم شعبة في كنايته، وإنما هو: أبو الثورين، واسمه: محمد بن عبد الرحمن الجمحي.
كذلك رواه ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الثورين، وهو الصواب.
12 – عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة بعرفة، فقال: «حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه»، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه أخرجه الترمذي قال حدثنا أحمد بن منيع، وعلي بن حجر، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن إبراهيم، عن ابن أبي نجيح به وأخرجه النسائي في الكبرى 2839 أنبأ علي بن حجر به قال الترمذي: «هذا حديث حسن»، وقد روي هذا الحديث أيضا عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل، عن ابن عمر، ” وأبو نجيح: اسمه يسار قد سمع من ابن عمر ” قلت الإسناد الذي فيه الرجل المبهم رواه الحميدي في مسنده 698
13 – جاء في علل الدارقطني 2744
وسئل عن حديث نافع، عن ابن عمر: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبا بكر، ولا عمر صاموا يوم عرفة. فقال: يرويه عبيد الله بن عمر، واختلف عنه
فرواه حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبا بكر، ولا عمر صاموا يوم عرفة.
وخالفه علي بن مسهر، وابن نمير، وابن أنس، رووه عن عبيد الله، عن نافع، من قول نافع مرسلا، لم يذكروا فيه ابن عمر.
ورواه عبدة بن سليمان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه كان لا يصوم يوم عرفة، ولا عاشوراء.
ورواه إسماعيل بن أمية، وعبد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر: لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان. حدث به الثوري، عن إسماعيل بن أمية، واختلف عنه؛
فقيل: عنه، عن إسماعيل بن أمية.
وقيل: عنه، عن إسماعيل بن أمية، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر.
وقال محمد بن مسلم الطائفي: عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم عرفة، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان.
وقال إسحاق الأزرق: عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يصم يوم عرفة، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه.
وهو غريب، عن الثوري، قاله إسحاق بن بهلول، عن الأزرق.
وتابعه روح بن عبادة، عن شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، وأنا لا أصومه على ذلك.
قال ذلك أبو عبيدة بن أبي السفر، عن روح.
ورواه عبد الله بن أبي نجيح المكي، عن أبيه، عن ابن عمر مسندا.
وقيل: عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل، عن ابن عمر، وهو أشبه بالصواب.
مع ذكر القولين عنه عن شعبة بن الحجاج.
وقال الثوري: عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن ابن عمر.
حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، قال: حدثنا حاجب بن سليمان، ومحمد بن مصعب الصوري (ح) وحدثنا إبراهيم بن حماد، قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قالوا: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة، فقال: لم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، وعثمان، رضي الله عنهم.
14 – عن ابن طاوس، عن أبيه، أنه: «كان لا يصوم يوم عرفة إذا كان مسافرا بعرفة، وإذا كان مقيما في أهله صامه» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 7825 قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس به
15 – قال الترمذي ” وقد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة، إلا بعرفة”. وقال في موضع آخر ” والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: يستحبون الإفطار بعرفة ليتقوى به الرجل على الدعاء، وقد صام بعض أهل العلم يوم عرفة بعرفة ”
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار: ” وكان يوم عرفة عيدا في موضع خاص دونما سواه من المواضع , فلم يصلح صومه هنالك , وصلح صومه فيما سواه من المواضع …… ولما كان يوم عرفة ليس بعيد فيما سوى عرفة كان صومه فيما سوى عرفة طلقا وكان من صامه فيما سوى عرفة ممن قد دخل فيمن وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثواب على صومه المذكور في حديث أبي قتادة”.
وقال البغوي في شرح السنة: ” واستحب أكثر أهل العلم الإفطار فيه، ليتقوى على الدعاء، وإليه ذهب مالك، وسفيان، والشافعي، روي عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، «نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة».
وهذا نهي استحباب، لا نهي تحريم.”.
قال الذهبي كما في سير أعلام النبلاء في أثناء ترجمة الشاذكوني: ”
وَجَاءَ النَّهْيُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ فِي السُّنَنِ بِإِسْنَادٍ لا بأس به
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: “لَيْسَ مِنَ البِرِّ أَنْ تَصُوْمُوا فِي السَّفَرِ”. وَالأَفْضَلُ لِلْمُسَافِرِ إِفطَارُ صَوْمِ الفَرْضِ، فَالنَّافِلَةُ أَوْلَى، فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا مَعَ عِلْمِهِ بِالنَّهْيِ، وَبأَنَّ الرَّسُوْلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا صَامَهُ بِهَا، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ -فِيْمَا نَعْلَمُ- لَمْ يُصِبْ وَاللهُ أَعْلَمُ. وَلاَ نَقطَعُ عَلَى اللهِ بِأَنَّ اللهَ لاَ يَاجُرُهُ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ صَوْمُهُ لَهُ مُكَفِّراً؛ لِسَنَتَيْنِ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ فِي حق المقيم، لا المسافر