(37) (909) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان/ ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3،والمدارسة، والاستفادة.
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
909 – قال الترمذي رحمه الله: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ.
هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث هشام بن يوسف.
———————-
– الحديث حسنه ابن حجر في الفتوحات الربانية.
تنبيه وقع في السنن الكبرى 4/ 56: وقال عثمان: ما رأيت منظرا أفظع … لكن أظنها تصحيف أو خطأ طباعي. ثم وقفت عليه عند البيهقي في إثبات عذاب القبر في موضعين في أحدهما: نبه على من رواه مرفوعاً، ومن رواه موقوفاً.
قلت: من رواه مرفوعاً أئمة أخرجها غير واحد من الأئمة.
-وهذا ملخص من بحث لبعض الباحثين، زدت عليه أشياء يسيرة وخالفته في الحكم على بعض الأحاديث:
البكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير، فقد قال القرطبي في تفسير؛ قول الله تعالى: {وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم / 43]: ” أي: قضى أسباب الضحك والبكاء، وقال عطاء بن أبي مسلم: يعني: أفرح وأحزن؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء … ” تفسير القرطبي ” (17/ 116).
والبكاء مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره، لقول النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: ” إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحمُ ” البخاري (1242) ومسلم (924).
أنواع البكاء:
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه ” زاد المعاد ” عشرة أنواع للبكاء:
* بكاء الخوف والخشية.
* بكاء الرحمة والرقة.
* بكاء المحبة والشوق.
* بكاء الفرح والسرور.
* بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله.
* بكاء الحزن …. (وابيضت عيناه من الحزن) وفرقه عن بكاء الخوف، أن الأول ” الحزن “: يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف: يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.
* بكاء الخور والضعف.
* بكاء النفاق وهو: أن تدمع العين والقلب قاس.
* البكاء المستعار والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة.
* بكاء الموافقة: فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي.
” زاد المعاد ” (1/ 184، 185).
-أما البكاء الكاذب: فقد ذكر القرآن الكريم قصة إخوة يوسف عليه السلام وكيف تباكوا على أخيهم كذباً فقال تعالى: {وجاؤوا أباهُمْ عِشَاءً يَبْكونَ} [يوسف / 16]، وعلى هذا فإن بكاء أحد المتخاصمين في القضاء ليس دليلاً يُعتدُّ به.
-بكاء الإثم!! كالبكاء على موت كافر أو طاغية أو فاسد، وبكاء أهل الغرام بالأغاني.
والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء وفيه فضل:
قال تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور / 25 – 28]
وقالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ: … ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ “.رواه البخاري (629) ومسلم (1031).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله “. رواه الترمذي (1639)، قال العقيلي وذكر حديث أنس: والرواية في هذا الباب لينه وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد
تنبيه: ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل: ” ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكاً قط؟ ” قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.
رواه أحمد (12930)، وقال المناوي في ” فيض القدير ” (5/ 452): … قال الزين العراقي إسناده جيد، وحسنه الشيخ الألباني في ” صحيح الترغيب ” (3664).
[تنبيه: هذا الحديث من الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني من تضعيفه إلى تحسينه]. لكن محققو المسند ضعفوا إسناده.
تنبيه: الإحالة في تراجع الشيخ في الضعيفة 4454 إلى الصحيحة 2511 المتن كما ذكر لكن التخريج أسفله لحديث رقم 2811 من الصحيحة
وكذلك ورد عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مررتُ ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحِلس البالي من خشية الله تعالى “.
فيه عمرو بن عثمان متروك، وله إسناد آخر فيه عروة بن مروان ضعيف
بكاء الأنبياء
قال تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذريه آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذريه إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً} [مريم / 58].
بكاء النبي صلى الله عليه وسلم:
عَن ابن مَسعودٍ – رضي اللَّه عنه – قالَ: قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: ” اقْرَا علَّي القُرآنَ ” قلتُ: يا رسُولَ اللَّه، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟، قالَ: ” إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ” فقرَاتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية: {فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً} [النساء / 40] قال ” حَسْبُكَ الآن ” فَالْتَفَتَّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ. البخاري (4763) ومسلم (800).
قال ابن بطال:
وإنما بكى – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عند هذا لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه والإيمان به، وسؤاله الشفاعة لهم ليريحهم من طول الموقف، وأهواله، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن.
وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير – رضي اللَّه عنه – قال: أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ. رواه أحمد (15877)، والنسائي (1214) وهذا لفظه، وأبو داود (904) بلفظ ” … كأزيز الرحى “، في ” صحيح الترغيب ” (544). الصحيح المسند 586
المِرْجل: القِدر الذي يغلي فيه الماء.
وعن عبيد بن عمير رحمه الله: ” أنه قال لعائشة – رضي الله عنها -: أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: فسكتت ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي.
قال: ” يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي “.
قلت: والله إني أحب قُربك، وأحب ما يسرك.
قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي.
قالت: فم يزل يبكي، حتى بل حِجرهُ!
قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته!
قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: ” أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها! {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ … } الآية كلها [آل عمران / 190] ” رواه ابن حبان (2/ 386) وغيره، وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح الترغيب ” (1468)، وفي ” الصحيحة ” (68).وهو في الصحيح المسند 1627
تنبيه: ضعف غير واحد أن يكون (زر غبا تزدد حبا) مرفوعا ورجحوا أنه من أمثال الأوائل كما ذكروا لعائشة هنا.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص – أيضاً – قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في آخر سجوده فقال: أف أف، ثم قال: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفرك، فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله تعالى. رواه أبو داود (1194) وصححه اللي الألباني في ” صحيح أبي داود ” (1055) لكن بذكر الركوع مرتين كما في الصحيحين.
وذكره البخاري بصيغة التمريض وبوب باب ما يجوز من النفخ في الصلاة.
قلت: حماد بن سلمة لم تتميز روايته هل قبل الإختلاط أم بعده، لكن تابعه شعبة أخرجه أحمد 6763 وهو في كتابنا الذيل على الصحيح المسند، وتابعه جرير أيضاً.