36 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
باب الجهاد من الإيمان
36 – حدثنا حرمي بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا عمارة قال حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل
——–‘——-‘——–‘
فوائد الباب
1) قوله (الجهاد من الإيمان) أي الجهاد المشروع خلف الإمام وبأمره لئلا تكون فوضى هو من شعب الإيمان.
2) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري، ومسلم 1876، وابن ماجه 2753، والنسائي 5045 الشطر الأول وهو موضع الشاهد.
3) قال ابن بطال: وهذا الباب كالأبواب المتقدمة حجة فى أن الأعمال إيمان؛ لأنه لما كان الإيمان بالله هو المخرج له فى سبيله، كان الخروج إيمان بالله لا محالة، كما تسمى العرب الشاء باسم الشاء مما يكون من سببه فتقول للنبات: نوء؛ لأنه عن النوء يكون، وتقول للمطر: سماء؛ لأنه من السماء ينزل.
4) ومن مناسبة هذا الباب للبابين بعده ما ورد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة أخرجه البخاري 2787.
5) فكأن البخاري رحمه الله تعالى قدم الجهاد على البابين قبله من أجل هذه الطريق وقدم فضل ليلة القدر لعظمها والله أعلم
6) عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال 437
7) فيه مشروعية الغنيمة في الجهاد المشروع
8) الحث على الجهاد المشروع وعظم أجره
9) ومن فضله أن له بابا باسمه من أبواب الجنة ” ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد”
10) يدخل حديث الباب في الأحاديث القدسية – أو الإلهية – وذلك لقوله (لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه … أو أدخله)، ويشهد لذلك حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى قال: ” أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي، ابتغاء مرضاتي، ضمنت له أن أرجعه بما أصاب من أجر وغنيمة، وإن قبضته أن أغفر له وأرحمه، وأدخله الجنة ” أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5977 والنسائي في السنن الصغرى 3126 ووكيع في أخبار القضاة 2/ 89 والطبراني في المعجم الكبير 13993 والضياء في المختارة على الصحيحين 266 و267 من ثلاثة طرق عن حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن عن ابن عمر به قال الحافظ في الفتح رجاله ثقات قلت وفيه عنعنة الحسن البصري رحمه الله تعالى وهو مدلس ومن أجل ذلك ضعفه الألباني كما ضعيف الترغيب والترهيب لكن لا بأس بالحديث في الشواهد كما هنا، ويشهد له كذلك حديث أنس كما عند الترمذي.
11) فيه إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى
12) فيه الحث على الإخلاص وصلاح النية.
13) قوله (انتدب الله) وعند البخاري 3123 ومسلم 1876 والنسائي 3122 من طريق الأعرج” تكفل الله”، وعند مسلم 1876 من طريق جرير عن عمارة ” تضمن الله “، وعند النسائي 3124 من طريق سعيد بن المسيب” توكل الله”، وعند ابن ماجه 2753 من طريق محمد بن فضيل ” أعد الله” كما قال تعالى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) من سورة التوبة أشار إليها الكرماني في الكواكب الدراري.
14) وجمع بعضها البزار في مسنده 8871 من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضمن الله، أو تكفل الله وانتدب الله تبارك وتعالى … الحديث مختصرا.
15) قوله (لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي) وعند البخاري من طريق الأعرج ” وتصديق كلماته” مكان ” وتصديق رسلي”
16) قوله (لولا أن أشق على أمتي) فيه “بيان شدة شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم” قاله النووي
17) وفيه “أنه إذا تعارض مصلحتان بدئ بأهمهما وأنه يترك بعض المصالح لمصلحة أرجح منها أو لخوف مفسدة تزيد عليها” قاله النووي
18) وفيه تمني الشهادة وتعظيم أجرها وفيه تمني الخير قاله القاري في العمدة
19 – قال القسطلاني أيضا في إرشاد الساري 1/ 122:
فإن قلت: تمنّيه عليه الصلاة والسلام أن يقتل يقتضي تمني وقوع زيادة الكفر لغيره وهو ممنوع للقواعد. أجيب: بأن مراده عليه الصلاة والسلام حصول ثواب الشهادة لا تمنّي المعصية للقاتل.
20 – قال ابن العثيمين في تعليقه على البخاري:
انتدب: أي تكفل وضمن.
وقوله لولا أن أشق على أمتي: يستفاد من هذا الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه لو خرج مع كل سرية لاقتدت به الأمة فشق عليها ذلك.
فيه أن النبي صلى الله عليع وسلم يترك العمل الذي يختاره خوفا من المشقة على أمته.
وأمثلة هذا كثيرة، فقد أفطر في رمضان بعد العصر لما قيل له إنه شق على الناس، مع أنه كان يختار الصيام في السفر، وتأخر مرة عن صلاة العشاء حتى ذهب عامة الليل ثم خرج وقال: إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي، وأمثلة هذا كثيرة.
فلهذا كان حقا علينا أن نقدمه على النفس والولد كما جاءنا به من الهدى والنور ومراعاة الحال. اهـ
21) قوله (حدثنا حرمي بن حفص) تابعه أبو كامل عند البزار 9800 تابعه مسدد كما عند البيهقي في السنن الكبرى 18951تابعه عفان كما عند أحمد في مسنده 8980 – 8984
22) قوله (حدثنا عبد الواحد) تابعه جرير عند مسلم والنسائي 5045، تابعه محمد بن فضيل كما عند مسلم وابن ماجه 2753
23) قوله (حدثنا عمارة) زاد مسلم فقال ” هو ابن القعقاع، وزاد البزار 9800 في روايته ” وابن شبرمة”
24) حقوله (حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير) تابعه سعيد بن المسيب كما عند البخاري 2787و 2797 تابعه أبو صالح كما عند البخاري 2972 و مسلم 1876 تابعه الأعرج كما عند البخاري 3123 و 7227 و 7463 تابعه أبو سلمة كما عند البخاري 7226 تابعه عطاء بن ميناء كما عند النسائي في السنن الصغرى 3123