34.حاشية على أحاديث معلة ظاهرها الصحة
جمع عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
——–‘——-‘——-
34 – قال البزار رحمه الله كما في “كشف الأستار” (ج3ص254) حدثنا محمد بن المثنى, ثنا عبد الله بن رجاء, عن قتادة, عن أنس فذكر حديثا بهذا ثم قال: وبإسناده أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال يوم الحديبية: (دعونى فأنطلق بالهدى) فنحره أو كما قال فقال المقداد بن الأسود: لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى (اذهب أنت وربك إنا ههنا قاعدون) , ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون , فنحر الهدى بالحديبية.
قال قتادة: وكانت معهم يومئذ سبعين بدنة.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن قتادة عن أنس إلا من هذا الوجه.
قال أبو عبد الرحمن: إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح , وعبد الله بن رجاء هو الغداني روى عن أصحاب قتادة همام وأبى عوانة وهشام الدستوائي وشعبة ولم يذكروا في مشايخه قتادة وقد ذكروا أن قتادة توفى سنة (117) وقيل (118) وعبد الله بن رجاء توفى سنة (219) وقيل (220) ولم يتيسر لي الوقوف على ولادة عبد الله بن رجاء.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره الحديث عن أنس وعبد الله بن مسعود أن المقداد قال ذلك في غزوة بدر ثم ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى الحديث المرسل الذي أخرجه ابن جرير.
قال ابن جرير رحمه الله (ج15ص186 بتحقيق محمود شاكر): حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد (1) عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه .. فذكره. ثم قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عقبه: وهذا إن كان محفوظا يوم الحديبية يحتمل أنه كرر المقالة يومئذ كما قاله يوم بدر. اهـ
أقول: ليس بمحفوظ نعم سنده صحيح إلى قتادة , ولكنه مرسل وهو أيضاً يُعِّلُ حديث البزار. والله أعلم. انتهى كلام مقبل
——
(1) قال ابن معين: وسعيد بن أبي عروبة من أوثق الناس في قتادة. ” شرح علل الترمذي ” (1/ 263)
…………………………
قال الحافظ في الفتح: وقع عند الطبراني أن سعد بن عبادة قال ذلك بالحديبية وهذا أولى بالصواب انتهى
قلت سيف: يقصد الشيخ مقبل أنه لا يصح أن المقداد قال ذلك في الحديبية التي هي من طريق عبدالله بن رجاء؛ لأنه استظهر أنها منقطعة حيث أن عبدالله بن رجاء يبعد أن يلقى قتادة. وقوى ذلك بأن سعيد بن أبي عروبة يرويه عن قتادة مرسلا. فهذه الرواية تعل رواية عبدالله بن رجاء.
ابن كثير علق كلامه بما إذا كانت الرواية محفوظة. وهذا تشكيك منه في صحتها.
وقال الألباني في الصحيحة 3340: رواية عبدالله بن رجاء … شاذه … . ومثله لا يعارض به رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. يعني المرسلة ثم ذكر كلام ابن كثير … ثم كلام ابن حجر في الفتح: ووقع عند الطبراني أن سعد بن عبادة قال ذلك بالحديبية.
قال الألباني: لم أقف على هذا.
وقد ضعف الألباني حديث أبي أيوب الذي فيه تخاذل الأنصار وكلام المقداد … كما في الصحيحة 3340
يقصد أن كلام المقداد فثابت أما تخاذل الأنصار فغير ثابت.
قلت سيف بن دورة: وقفت على ما يؤيد أن المقداد كذلك كرر ذلك في صلح الحديبية فيشهد لرواية عبدالله بن رجاء وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة 37994 … حدثنا ابواسامه قال حدثنا هشام عن أبيه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلى الحديبية ….. وفيه قال المقداد بن الأسود وهو في رحله إنا والله يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها. ….
فهذا وإن كان مرسلا لكن يشهد لرواية عبدالله بن رجاء
* (عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّه قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون صاحبه أحبّ إليّ ممّا عدل به: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يدعو على
المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا ولكنّا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك فرأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أشرق وجهه وسرّه؛ يعني قوله) أخرجه البخاري (3952).
وعلقه البخاري عقب 4609 عن وكيع عن سفيان عن مخارق عن طارق أن المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم راجع تحقيق المسند 6/ 229
وراجع علل الدارقطني 3420 حيث رجح قول من ذكر ابن مسعود خلافا لمن اسقطه.
وفي المسند المعلل:
1397 – عن حميد الطويل، عن أَنس، قال:
«لما سار رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إلى بدر، خرج فاستشار الناس، فأشار عليه أَبو بكر، رضي الله عنه، ثم استشارهم، فأشار عليه عمر، رضي الله عنه، فسكت، فقال رجل من الأنصار: إنما يريدكم، فقالوا: يا رسول الله، والله لا نكون كما قالت بنو إسرائيل لموسى، عليه السلام: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}، ولكن والله، لو ضربت أكباد الإبل حتى تبلغ برك الغماد، لكنا معك».
أخرجه أحمد 3/ 105 (12045) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي 3/ 188 (12985) قال: حدثنا عبيدة. و «النَّسَائي»، في «الكبرى» (8290 و8527 و11076) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن خالد. و «أَبو يَعلى» (3766) قال: حدثنا وهب، قال: أخبرنا خالد. وفي (3803) قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمر. و «ابن حِبَّان» (4721) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا معتمر بن سليمان.
أربعتهم (محمد بن أبي عدي، وعبيدة، وخالد، ومعتمر) عن حميد، فذكره.