33 – بَابُ مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
147 – (2483) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِحَيٍّ يَمْشِي، إِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ»
147 – (2484) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فِي نَاسٍ، فِيهِمْ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، وَدَخَلْتُ، فَتَحَدَّثْنَا، فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَبْلُ، قَالَ رَجُلٌ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ؟ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ – ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا – وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ، وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ، فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ – قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَالْمِنْصَفُ الْخَادِمُ – فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي – وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ – فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى الْعَمُودِ، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمْسِكْ. فَلَقَدِ اسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ» قَالَ: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ
149 – (2484) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: كُنْتُ فِي حَلَقَةٍ فِيهَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَابْنُ عُمَرَ، فَمَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ قَالُوا كَذَا وَكَذَا، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا مَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّمَا رَأَيْتُ كَأَنَّ عَمُودًا وُضِعَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فَنُصِبَ فِيهَا، وَفِي رَأْسِهَا عُرْوَةٌ، وَفِي أَسْفَلِهَا مِنْصَفٌ – وَالْمِنْصَفُ الْوَصِيفُ – فَقِيلَ لِيَ: ارْقَهْ، فَرَقِيتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمُوتُ عَبْدُ اللهِ وَهُوَ آخِذٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى»
150 – (2484) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، – وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ – حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي حَلَقَةٍ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: وَفِيهَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا حَسَنًا، قَالَ فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، قَالَ فَقُلْتُ: وَاللهِ لَأَتْبَعَنَّهُ فَلَأَعْلَمَنَّ مَكَانَ بَيْتِهِ، قَالَ فَتَبِعْتُهُ، فَانْطَلَقَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ يَقُولُونَ لَكَ، لَمَّا قُمْتَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَأَعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قَالُوا ذَاكَ، إِنِّي بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ لِي: قُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِجَوَادَّ عَنْ شِمَالِي، قَالَ: فَأَخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا، فَقَالَ لِي لَا تَأْخُذْ فِيهَا فَإِنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قَالَ فَإِذَا جَوَادُّ مَنْهَجٌ عَلَى يَمِينِي، فَقَالَ لِي: خُذْ هَاهُنَا، فَأَتَى بِي جَبَلًا، فَقَالَ لِيَ: اصْعَدْ، قَالَ فَجَعَلْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ عَلَى اسْتِي، قَالَ: حَتَّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِرَارًا، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى بِي عَمُودًا، رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ، فِي أَعْلَاهُ حَلْقَةٌ، فَقَالَ لِيَ: اصْعَدْ فَوْقَ هَذَا، قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ أَصْعَدُ هَذَا؟ وَرَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ، قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي، قَالَ فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بِالْحَلْقَةِ، قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ الْعَمُودَ فَخَرَّ، قَالَ وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بِالْحَلْقَةِ حَتَّى أَصْبَحْتُ، قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «أَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيْتَ عَنْ يَسَارِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قَالَ وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيْتَ عَنْ يَمِينِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَلَنْ تَنَالَهُ، وَأَمَّا الْعَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ عُرْوَةُ الْإِسْلَامِ وَلَنْ تَزَالَ مُتَمَسِّكًا بِهَا حَتَّى تَمُوتَ»
الفوائد
==========
حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وقيس بن عباد في صحيح البخاري، وعنده أيضاً حديث ثالث في فضائل عبدالله بن سلام -رضي الله عنه-:
# عن أبي بردة، أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فقال: ألا تجيء فأطعمك سويقا وتمرا، وتدخل في بيت، ثم قال: إنك بأرض الربا بها فاش، إذا كان لك على رجل حق، فأهدى إليك حمل تبن، أو حمل شعير، أو حمل قت، فلا تأخذه فإنه ربا.
*قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (باختصار):*
(قوله باب مناقب عبد الله بن سلام)
بتخفيف اللام أي بن الحارث من بني قينقاع وهم من ذرية يوسف الصديق وكان اسم عبد الله بن سلام في الجاهلية الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله.
أخرجه بن ماجه.
وسيأتي شرح ذلك في أوائل الهجرة وزعم الداودي أنه كان من أهل بدر وسبقه إلى ذلك أبو عروبة وتفرد بذلك ولا يثبت وغلط من قال إنه أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ومات عبد الله بن سلام سنة ثلاث وأربعين ……
قوله (ما سمعت) إلخ استشكل بأنه صلى الله عليه وسلم قد قال لجماعة إنهم من أهل الجنة غير عبد الله بن سلام ويبعد ان لا يطلع سعد على ذلك وأجيب بأنه كره تزكية نفسه لأنه أحد العشرة المبشرة بذلك
وتعقب بأنه لا يستلزم ذلك أن ينفي سماعه مثل ذلك في حق غيره
ويظهر لي في الجواب أنه قال ذلك بعد موت المبشرين لأن عبد الله بن سلام عاش بعدهم ولم يتأخر معه من العشرة غير سعد وسعيد ويؤخذ هذا من قوله يمشي على الأرض ووقع في رواية إسحاق بن الطباع عن مالك عند الدارقطني ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي إنه من أهل الجنة الحديث وفي رواية عاصم بن مهجع عن مالك عنه يقول لرجل حي وهو يؤيد ما قلته
لكن وقع عند الدارقطني من طريق سعيد بن داود عن مالك ما يعكر على هذا التأويل فإنه أورده بلفظ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا أقول لأحد من الأحياء إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وبلغني أنه قال وسلمان الفارسي لكن هذا السياق منكر فإن كان محفوظا حمل على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قديما قبل أن يبشر غيره بالجنة وقد اخرج بن حبان من طريق مصعب بن سعد عن أبيه سبب هذا الحديث بلفظ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فدخل عبد الله بن سلام وهذا يؤيد صحة رواية الجماعة ويضعف رواية سعيد بن داود …………………..
فقال: فإن سعدا قال: ما سمعته ولم ينف أصل الأخبار بالجنة لغيره. ولو نفاه سعد كان الإثبات مقدما عليه. اهـ.
لكن التوجيه أقعد وأكثر قبولا.
قوله (فصلى ركعتين يتجوز فيهما ثم خرج) قال النووي: فصلى ركعتين فيها ثم خرج. وفي بعض النسخ: فصلى ركعتين فيهما، ثم خرج. وفي بعضها: فصلى ركعتين ثم خرج. فهذه الأخيرة ظاهرة، وأما إثبات فيها أو فيهما فهو الموجود لمعظم رواة مسلم وفيه نقص وتمامه ما ثبت في البخاري ركعتين تجوز فيهما. اهـ.
والنسخة التي بين يدي لا نقص فيها، ولله الحمد.
قال ابن حجر
قوله (ما ينبغي) هو إنكار من بن سلام على من قطع له بالجنة فكأنه ما سمع حديث سعد وكأنهم هم سمعوه ويحتمل أن يكون هو أيضا سمعه لكنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا ويحتمل أن يكون إنكارا منه على من سأله عن ذلك لكونه فهم منه التعجب من خبرهم فأخبره بأن ذلك لا عجب فيه بما ذكره له من قصة المنام وأشار بذلك القول إلى أنه لا ينبغي لأحد إنكار ما لا علم له به إذا كان الذي أخبره به من أهل الصدق.
قوله (فقيل لي ارق) في رواية الكشميهني ارقه بزيادة هاء وهي هاء السكت.
قوله (فأتاني منصف) بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد المهملة بعدها فاء وفي رواية الكشميهني بفتح الميم والأول أشهر وهو الخادم.
قوله (فرقيت) بكسر القاف وحكي فتحها.
قوله (وصيف) وهي بمعنى منصف والوصيف الخادم الصغير غلاما كان أو جارية.
قوله (فاستيقظت وإنها لفي يدي) أي أن الاستيقاظ كان حال الأخذ من غير فاصلة ولم يرد أنها بقيت في يده في حال يقظته ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله لكن الذي يظهر خلاف ذلك ويحتمل أن يريد أن أثرها بقي في يده بعد الاستيقاظ كأن يصبح فيرى يده مقبوضة.
قوله (في بيت) التنوين للتعظيم ووجه تعظيمه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه وكان هذا القدر المقتضي لإدخال هذا الحديث في مناقب بن سلام أو لما دل عليه أمره بترك قبوله هدية المستقرض من الورع.
قوله إنك بأرض يعني أرض العراق الربا بها فاش أي شائع.
قوله حمل بكسر المهملة تبن بكسر المثناة وسكون الموحدة معروف.
قوله حمل قت بفتح القاف وتشديد المثناة وهو علف الدواب.
قوله فإنه ربا يحتمل أن يكون ذلك رأي عبد الله بن سلام وإلا فالفقهاء على أنه إنما يكون ربا إذا شرطه نعم الورع تركه.
قلت سيف بن دورة:
ونقل الحاكم بسنده عن ابن معين أنه قال: اسم عبدالله بن سلام الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله. وعن الواقدي مثله.
وعن حبيب بن محمد بن حريث عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد قال: كان ولاء عبدالله بن سلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة ثلاث وأربعين.
وكون اسمه حصين أخرجه ابن عساكر ممن طريق ابن سعد صاحب الطبقات بسنده إلى أبي معشر وأبي وهب مولى أبي هريرة وفيه الواقدي ثم هو مرسل
أما السند الذي في ابن ماجه 3734 من طريق أبي المحياة عن عبد الملك بن عمير قال حدثني ابن أخي عبدالله بن سلام عن عبدالله بن سلام ….. قال الألباني منكر ضعيف
وكان من حلفاء الخزرج من الأنصار أسلم أول ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
فأحسن صحبته ودعا إلى الله معه وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وصحب أبا بكر وعمر وشهد معه فتح بيت المقدس وخطبة الجابية وحضر الدار ودافع عن عثمان وتوفي أيام معاوية سنة ثلاث وأربعين وقيل كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله. انتهى من جامع المسانيد والسنن.
وذكر في إكمال تهذيب الكمال فعن كتاب الصحابة للبرقي والتاريخ الكبير للفسوي: أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. …. وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها وأبو عروبة في البدريين.
عن ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير انه أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. والذي وجدته في التاريخ الكبير انه أسلم سنة إحدى. يقصد السنة الأولى من الهجرة
____________
وفي كتاب مناقب الأنصار، من صحيح البخاري، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، حديث أنس -رضي الله عنه- في قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وفيه:
(فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في. فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر اليهود، ويلكم، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق، فأسلموا، قالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم، قالها ثلاث مرار، قال: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: أفرأيتم إن أسلم؟، قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟، قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم، قال: يا ابن سلام اخرج عليهم، فخرج فقال: يا معشر اليهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم).
___
ورواه بلفظ آخر في موضع آخر:
# عن أنس (أن عبد الله بن سلام، بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟، وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟، قال: أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال: أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال يا رسول الله: إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني، قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا: مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه، قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله).
قلت سيف بن دورة:
أما مسائله الكثيرة في امتحانه النبي صلى الله عليه وسلم قدر كراسه فلا يصح. راجع الأسرار المرفوعة
فائدة: سلام كله بتشديد اللام إلا عبدالله بن سلام … . ومحمد بن سلام شيخ البخاري
___
*وفي الأحاديث التي مضت فوائد، منها:*
– كونه -رضي الله عنه- من المبشرين بالجنة.
– الرؤيا الصالحة التي رآها.
– حسن سمته واتصافه بالخشوع، كما مر “في وجهه أثر من خشوع”، و “شيخ حسن الهيئة “.
– فراسة ابن سلام -رضي الله عنه- في صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- من وجهه الشريف، فعند الترمذي وابن ماجه ” لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم رسول الله قد قدم رسول الله (ثلاثا)، فجثت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال … “،
قال الألباني -رحمه الله-: قال الترمذي: ” حديث حسن صحيح “. وقال الحاكم: ” صحيح على شرط الشيخين ” قلت: ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
– معرفته باليهود وصدق ظنه فيهم، فقد وصفهم بالبهت، وصدق فيما قال فقد بهتوه عندما سألهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن حاله -رضي الله عنه- فيهم.
– اتباعه الحق فور تيقنه، فقد أسلم عندما أجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- عما سأل.
– كونه -رضي الله عنه- أعلم اليهود قبل أن يسلم.
====
– قال القيرواني: الروضة التي لا يعرف نبتها تعبر بالإسلام لنضارتها وحسن بهجتها، وتعبر أيضا بكل مكان فاضل، وقد تعبر بالمصحف وكتب العلم والعالم ونحو ذلك.
وقال الكرماني: يحتمل أن يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين وبالعمود الأركان الخمسة وبالعروة الوثقى الإيمان.
– وفي الحديث معرفة اختلاف الطرق طرق أهل اليمين وطرق أهل الشمال.
– تأويل الجبل بأنه الشهادة.
– وفيه علم من أعلام النبوة أن عبد الله بن سلام لا يموت شهيدا فوقع كذلك ومات على فراشه رضي الله عنه وأرضاه. [انظر: وفتح المنعم]
– أن صفات النبي صلى الله عليه وسلم كانت مذكورة عند اليهود، وشهد بذلك حبر من كبار أحبارهم، وصدق به.
– في قصة عبد الله بن سلام رضي الله عنه مع اليهود يدل على صدقه رضي الله عنه، وصدعه بالحق.
– أن الحق إذا وصل إلى الناس بصورته الصحيحة فإنهم يؤمنون به، والذي يمنعهم من ذلك الكبر.
– على الإنسان أن يتحرى الحق، ويأخذه من مصادره المعترفة به في وقته، كما أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه عرف ما للنبي صلى الله عليه وسلم من ” صفتَهُ واسمَهُ وزمانه وهيئته ” في كتبهم التي كان يؤمنون به في وقتهم، عمل بما أمر، وأما بعد مجيئ النبي صلى الله عليه وسلم الحق محصور في هذا الدين؛ لأن الله لا يقبل دينا سواه، ومصادر الحق (القرآن الكريم والسنة النبوية) وفهمهما على فهم سلف الأمة رضي الله عنهم.
– أن اليهود يعدون جبريل عدوا لهم!
– ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمورًا كانت معلومة عند أهل الكتاب لأنه لا يعرفها إلا الأنبياء، ومنها: ما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن سلام:
أ – ((أمّا أول أشراط الساعة؟ فنار تحشُرُ النّاس من المشرق إلى المغرب،
ب – وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة؟ فزيادة كَبِد الحوتِ.
ج – وإذا سبقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأةِ نزعتْ)).
– أن من دلائل النبوة، نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ما ورد في ترجمة عبد الله بن سلام رضي الله عنه:
أ – بشارة الأنبياء به، وذكروا الصفات التي يتصف بها.
ب- إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب المستقبلة.
ج – وكذلك اخباره ((وإذا سبقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأةِ نزعتْ)).
د – وأن ((أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كَبِد الحوتِ)).
– أن الذي يرى الرؤيا الحسنة عليه أن يسأل من هو أهل لتفسير الرؤيا.
– شهادة الصحابة له أنه ممن ذكروا أنه من أهل الجنة.
– فيه تواضعه رضي الله عنه.
واللَّه أعلم.
====
?
2 – ترجمة الصحابي الجليل: عبد الله بن سلام بن الحارث أبو يوسف رضي الله عنه
شيء مما ذكر في ترجمة
عبد الله بن سلام بن الحارث أبو يوسف
رضي الله عنه
- اسمه ونسبه، ونشأته رضي الله عنه:
اسمه:
هو عبد الله بن سلام بن الحارث أبو يوسف، وهو من نسل يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، ويرجع إلى بني قينقاع يهود المدينة، حبر اليهود، حليف الخزرج الإسرائيلي، ثم الأنصاري كان حليفا لهم، يقال: كان اسمه في الجاهلية حِصْناً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبدالله.
وكنيته: أبو يوسف.
[انظر: الرياض المستطابة]
وهو من ذرية يوسف النبي، وجزم بذلك الطبري وابن سعد، وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد العزيز قال: كان اسم عبد الله بن سلام الحصين، فسماه النبي عبد الله.
وقد شهد فتح بيت المقدس والجابية.
فرع: إسلامه رضي الله عنه:
أولا: حال عبد الله بن سلام في الجاهلية:
كان عبد الله بن سلام حبرًا من أحبار اليهود الكبار في المدينة المنورة، وكان أهل المدينة على اختلاف مللهم ونحلهم يُجلُّونه ويعظِّمونه، وقد اقتنع بالإسلام وأسلم، ونزل فيه قول الله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الأحقاف:10] , وآية: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد:43].
وفي البخاري أن قوله تعالى: {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} [الأحقاف: 10] نزلت في عبد الله بن سلام وقد رأى الرؤيا الواردة في هذا الحديث وعبرها له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوة إيمانه وإسلامه وبشره بأنه من أهل الجنة.
وسبق ذكر قصة إسلامه وسؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسئلة
و رؤياه شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة:
[الرياض المستطابة]
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية عبد الله بن سلام:
كان الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه ممّن أسلم مبكرًا، فقد بدأت قصّته مع قدوم النّبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فلما سمِع بقدوم النّبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وعَرَفَ أنّ الناس قد تجمّعوا لاستقباله انطلق معهم، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه، فلما نظر إليه عرف أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب …… قال كان أوَّلُ شيْءٍ سمعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ”، فدنوت منه وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، فالتفتَ النبي عليه الصلاة والسلام وقال: “ما اسمك؟ ” فقلتُ: الحصين بن سلام، فقال عليه الصلاة والسلام: “بل عبد الله بن سلام”، قلت: نعم، عبد الله بن سلام، والذي بعثك بالحق ما أُحبُّ أنّ لي اسمًا آخر بعد اليوم .. الحديث.
علمه وما قيل عنه:
أ – إرشاد الصحابة أبنائهم إلى الرجوع إلى العلماء
قال عبد الرزاق في المصنف 14653 – أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَجِئْتُهُ فَسَأَلَنِي: «مَنْ أَنْتَ؟» …. «يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّكُمْ بِأَرْضِ تُجَّارٍ فَإِذَا كَانَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ، فَأَهْدَى لَكَ حَبَلَةَ مِنْ تِبْنٍ، فَلَا تَقْبَلْهَا، فَإِنَّهَا رِبَا». [صحيح]
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 34484 – حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ حَيْثُ فُتِحَتْ نَهَاوَنْد، أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ سَبَايَا مِنْ سَبَايَا الْيَهُودِ، قَالَ: وَأَقْبَلَ رَاسُ الْجَالُوتِ يُفَادِي سَبَايَا الْيَهُودِ، قَالَ: وَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَارِيَةً بُسْرة صَبِيحَة، قَالَ: فَأَتَانِي، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَمْشِيَ مَعِي إِلَى هَذَا الإِنْسَان عَسَى أَنْ يُثَمِّنَ لِي بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ؟ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى شَيْخٍ مُسْتَكْبِرٍ لَهُ تُرْجُمَانٌ، فَقَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: سَلْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ , هَلْ وَقَعَ عَلَيْهَا هَذَا الْعَرَبِيُّ؟ قَالَ: وَرَأَيْتُهُ غَارٌ حِينَ رَأَى حُسْنَهَا، قَالَ: فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِهِ فَفَهِمْتِ الَّذِي قَالَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَثمْت بِمَا فِي كِتَابِكَ بِسُؤَالِكَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ عَلَى مَا وَرَاءَ ثِيَابِهَا، فَقَالَ لِي: كَذَبْتَ، مَا يُدْرِيك مَا فِي كِتَابِي؟ قُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْك، قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِكِتَابِي مِنِّي؟ قُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْك، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيَّ رَسُولاً بِعْزْمُةٍ لتيَاتِيَنِي، قَالَ: وَبَعَثَ إِلَيَّ بِدَابَّةٍ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ لَعَمْرُ اللهِ احْتِسَابًا رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ , فَحَبَسَنِي عِنْدَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَقْرَأُ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ وَيَبْكِي، قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ وَاللهِ لَهُوَ النَّبِيّ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْيَهُودِ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ الْيَهُودَ لَنْ يُغْنُوا عَنْك مِنَ اللهِ شَيْئًا، قَالَ: فَغَلَبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ وَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ.
قلت سيف بن دورة: وظاهر الإسناد الصحة
فهو على شرط الذيل على الصحيح المسند
حيث فيه علامة من علامات النبوة
مدافعته عن عثمان: دافع عن عثمان لما كان يشتمه أحد الخارجي واتهم أنه من شيعة عثمان.
ب – روايته رضي الله عنه:
أخرج له الشيخان حديثين أحدهما متفق عليه، والآخر للبخاري.
فقد روى عن (شيوخه):
روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم -.
وروى عنه (تلاميذه):
– وروى عنه ولده يوسف، وأبو سلمة، وأبو بردة. [انظر: الرياض المستطابة]
مناقبه (أقوال):
ومناقبه جمة، وكان من سادات اليهود وأحبارهم، ومعظّماً في الجاهلية والإسلام. [الرياض المستطابة]
- مواقفه رضي الله عنه.
أ – مواقف من حياة عبد الله بن سلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
– عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ المَدِينَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الخُشُوعِ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ …. أخرجه البخاري (3637)
– أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم أُتي بقصعةٍ فأكل منها ففضلت فَضلةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم: يجيءُ رجلٌ من هذا الفجِّ من أهلِ الجنَّةِ يأكلُ هذه الفضلةَ. قال سعدٌ: وكنتُ تركتُ أخي عُميرًا يتوضَّأُ قال: فقلتُ هو عُميرٌ. قال فجاء عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ فأكلها.
قال الوادعي في الجامع ص (188 – 189): هذا حديث حسن. أخرجه عبد الله بن حميد في المنتخب.
—–
ب – مواقف من حياة عبد الله بن سلام مع الصحابة:
سيأتي عند ذكر آثاره عن علي وعن عثمان رضي الله عن الجميع.
– وأنه ممن يؤتون أجورهم مرتين فعبد الله بن سلام من الذين يؤتون أجرهم مرتين. لقوله صلى الله عليه وسلم.: “ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمةٌ يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران”. أخرجه البخاري ومسلم.
الأحاديث الصحيحة في مناقب عبد الله بن سلام
[(1)] عن عوف بن مالك الأشجعي – رضي الله عنه – قال: ” انطلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوما وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم ” , فكرهوا دخولنا عليهم , فقال لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” يا معشر اليهود , أروني اثني عشر رجلا يشهدون أنه لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله , يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه ” , قال: فأسكتوا ما أجابه منهم أحد , ” ثم رد عليهم ” فلم يجبه أحد , ” ثم ثلث ” , فلم يجبه أحد , فقال: ” أبيتم؟ , فوالله إني لأنا الحاشر , وأنا العاقب , وأنا النبي المصطفى , آمنتم أو كذبتم , ثم انصرف ” وأنا معه , حتى إذا كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفنا: كما أنت يا محمد , ” فأقبل ” , فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلمون أني فيكم يا معشر اليهود؟ , فقالوا: والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك , ولا أفقه منك , ولا من أبيك قبلك , ولا من جدك قبل أبيك , قال: فإني أشهد له بالله , أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة , فقالوا: كذبت , ثم ردوا عليه قوله , وقالوا فيه شرا , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” كذبتم , لن يقبل قولكم , أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم , ولما آمن كذبتموه وقلتم فيه ما قلتم؟ فلن يقبل قولكم ” , قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا , وعبد الله بن سلام , وأنزل الله – عز وجل – فيه: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به , وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم , إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (حم) 24030 , (حب) 7162 , (ك) 5756 , وصححه الألباني في صحيح السيرة ص81، صحيح موارد الظمآن: 1763، وقال شعيب الأرناؤوط في (حم): إسناده صحيح.
وقال الألباني في صحيح الموارد عقب الحديث: استبعد ابن كثير نزولها في عبد الله بن سلام , لأنها مكية , وابن سلام أسلم في المدينة! قلت: لا وجه لهذا الاستبعاد , وذلك لوجوه: الأول: مخالفته لهذا الحديث الصحيح , وله شاهد عن سعد بن أبي وقاص قال: ” ما سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم -، يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام “، قال: وفيه نزلت هذه الآية {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} الآية , أخرجه البخاري (3812) ومسلم (2483). الثاني: أنه ليس هناك نص صريح على أن الآية مكية، فيمكن أن تكون مدنية في سورة مكية. أ. هـ]
قلت سيف بن دورة: ذكرنا في تخريجنا لمسند
أحمد 23984 أن الشيخ مقبل قال: ما في الصحيحين أصح وان عبدالله بن سلام هو الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه نكارة أخرى فكيف يحبط الله عن كل يهودي الغضب بإيمان أثنى عشر رجلا منهم لكن ممكن أن يقال ان يوفقوا للإيمان كما في البخاري 3941 (لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود) ونكارة أخرى أن إسلام عوف متأخر كما في الإصابة.
المهم توجيهه ممكن فلو جعلناه على شرط كتابنا المتمم على الذيل على الصحيح المسند
[(2)] عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: (” ما سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول لأحد يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة , إلا لعبد الله بن سلام – رضي الله عنه ……. الحديث سبق
[(3)] عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر الموت معاذ بن جبل – رضي الله عنه – الموت قيل له: أوصنا يا أبا عبد الرحمن , قال: أجلسوني , ثم قال: إن العلم والإيمان مكانهما , من ابتغاهما وجدهما , إن العلم والإيمان مكانهما , من ابتغاهما وجدهما , إن العلم والإيمان مكانهما , من ابتغاهما وجدهما , والتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء , وعند سلمان الفارسي , وعند عبد الله بن مسعود , وعند عبد الله بن سلام , الذي كان يهوديا فأسلم , فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” إنه عاشر عشرة في الجنة ” [(ت) 3804، (حم) 22157، (ن) 8253، انظر المشكاة: 6231، صحيح موارد الظمآن: 1904] وهو في الصحيح المسند
[(4)] عن قيس بن عباد قال: كنت جالسا في مسجد المدينة في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر – رضي الله عنهما – فدخل عبد الله بن سلام – رضي الله عنه -) (رجل على وجهه أثر الخشوع ,. …… والحديث سبق (خ) 3813 (م) 2484]
وفيه أن العلم يرفع أهله فلما كان ابن عمر من علماء الصحابة ذكر اسمه من بين أصحاب الحلقة.
[(5)] عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال: مر عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – في السوق وعليه حزمة حطب , فقيل له: ما يحملك على هذا؟ , وقد أغناك الله عن هذا؟ , قال: أردت أن أدفع به الكبر , سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر ” (ك) 5757 , صحيح الترغيب والترهيب: 2910، إصلاح الساجد ص170]
[راجع مقال: الأحاديث الصحيحة في مناقب عبد الله بن سلام]
صحيح آثار عبد الله بن سلام رضي الله عنه
أ – الأمور العقدية:
مما جاء في حصار عثمان رضي الله عنه وقتل الخوارج له
1_ قال ابن سعد في الطبقات 2998 – أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ، وَهُوَ مَحْصُورٌ فَاطَّلَعَ مِنْ كُوٍّ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَقْتُلُونِي، وَاسْتَتِيبُونِي، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي , لاَ تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَلاَ تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , ثُمَّ قَالَ: {وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ، وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ}. وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ فَقَالَ: مَا تَرَى؟ فَقَالَ: الْكَفَّ الْكَفَّ؛ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ.
هذا الأثر يزيل إشكالاً عظيماً في فتنة مقتل عثمان، وقد رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
2_ قال ابن سعد في الطبقات 3036 – أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَّمٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: وَاللَّهِ لاَ تُهْرِقَونَ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ إِلاَّ ازْدَدْتُمْ بِهِ مِنَ اللهِ بُعْدًا.
ورواه سعيد بن منصور في سننه.
3_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 38843 – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْهَيْثُمَّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لاَ تَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ فَلَئِنْ سَلَلْتُمُوهَا لاَ تُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ: أَنْظَرُونِي ثَمَانَ عَشَرَةَ، يَعْنِي يَوْمَ عُثْمَانَ.
له شاهد منقطع عند أحمد في فضائل الصحابة
موقفه مع علي رضي الله عنهما
4_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 35012 – حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ فِي أَرْضٍ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ رَاسَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، يَكُونُ عِنْدَهَا صُلْحٌ، قَالَ: فَكَانَتْ جَمَاعَةُ مُعَاوِيَةَ عِنْدَ رَاسِ الأَرْبَعِينَ.
وقال البخاري في التاريخ الأوسط 339 – حَدَّثَنَا أبو النعمان، قال: حَدَّثَنَا أبو هلال عن حميد بن هلال، عَن عَبد الله بن مغفل، عَن عَبد الله بن سلام قال لما أراد علي أن يأتي العراق فلما جاء قتله قال عَبد الله بن سلام يا عَبد الله بن مغفل هذا رأس الأربعين وسيكون على رأسها صلح.
قلت سيف بن دورة: وهو مطول عند الخلال في السنة 711 والأسانيد صحيحه فهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند لأن لها حكم الرفع
مما جاء في خروج الدجال
5_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 38642 – حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عَبِيْدَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ أَرْبَعِينَ عَامًا , وَيُغْرَسُ النَّخْلُ وَتَقُومُ الأَسْوَاقُ.
مما جاء عن يأجوج ومأجوج
6_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 38696 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: مَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْ يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ إِلاَّ تَرَكَ أَلْفَ ذُرِّي لِصُلْبِهِ.
وهذا يبطل تأويل يأجوج ومأجوج بأمم الكفر الموجودة الآن والتي نراها.
قلت سيف بن دورة: وسيأتي الكلام عليه
مما جاء من مشاهد يوم القيامة
7_ قال أسد بن موسى في الزهد 44 – نا مهدي بن ميمون، نا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، قال: «كان أكرم خليقة الله على الله تعالى، أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإن الجنة في السماء، وإن النار في الأرض، وإذا كان يوم القيامة، جمع الله الخلائق أمة أمة، ونبيا نبيا، حتى يكون أحمد صلى الله عليه وسلم هو وأمته آخر القوم مركزا، ثم يوضع جسر على جهنم، ثم ينادي مناد: أين أحمد وأمته؟ قال: فيقوم وتتبعه أمته، برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من يمين ومن شمال، ويمر النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تبوئهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه تبارك وتعالى، فيلقى له كرسي عن يمين الله تبارك وتعالى، ثم ينادي مناد: أين عيسى وأمته؟ قال: فيقوم، فتتبعه أمته برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من شمال ومن يمين، وينجو النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تبوئهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه تعالى، فيلقى له كرسي من الجانب الآخر، ثم تتبعهم الأنبياء والأمم، حتى يكون آخرهم نوح عليه السلام».
وقال الحاكم في مستدركه 8760 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: وَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: ” إِنَّ أَعْظَمَ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” قَالَ: قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَأَيْنَ الْمَلَائِكَةُ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَضَحِكَ وَقَالَ: ” يَا ابْنَ أَخِي هَلْ تَدْرِي مَا الْمَلَائِكَةُ؟ إِنَّمَا الْمَلَائِكَةُ خَلْقٌ كَخَلْقِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ وَسَائِرِ الْخَلْقِ الَّذِي لَا يَعْصِي اللَّهَ شَيْئًا، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً وَنَبِيًّا نَبِيًّا حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرُ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، قَالَ: فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ فَيَاخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونُ فِيهَا مِنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكِ عَلَى يَسَارِكِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ عَنْ
يَمِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ عِيسَى وَأُمَّتُهُ؟ فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا فَيَاخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مَنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، قَالَ: ثُمَّ يَتَّبِعُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأُمَمُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ نُوحٌ رَحِمَ اللَّهُ نُوحًا ”
قال الحاكم وليس بموقوف فإن عبدالله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمة من جملة الصحابة وقد اسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع
مما جاء في يوم خلق آدم عليه الصلاة والسلام
8_ قال ابن سعد في الطبقات 44 – أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فِي آخِرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ….
9_ قال الدوري في تاريخه عن يحيى بن معين حدثنا يحيى قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام قال: بدأ الله خلق الأرضين فخلقهن سبع أرضين في يومين يوم الأحد ويوم الإثنين وقدر فيهن أقواتهن في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ثم استوى إلى السماء فخلقهن في يومين يوم الخميس ويوم الجمعة فقضاهن في آخر يوم الجمعة وهى الساعة التي خلق فيها آدم من عجل والتي تقوم فيها الساعة وما خلق الله من دابة إلا وهى تفزع يوم الجمعة إلا الإنسان والشيطان.
مما جاء عن من يتعاهد المساجد
وقال البيهقي في الشعب 2954 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ثنا يونس بن محمد ثنا مبشر بن مكسر ثنا أبو حازم ثنا سعيد بن المسيب عن أبيه عن عبد الله بن سلام قال: دخل المسجد فقال يا مسيب إن لهذا المسجد أوتادا هم أهله يغدون عليه ويروحون، فإذا غاب أحدهم قالت الملائكة: ما لفلان لم يغد ما لفلان لم يرح فإن كان مريضا عادوه و إن كان طالب حاجة أعانوه.
وقد استدركه الحاكم على صاحبي الصحيح لكنه موقوف
_ قال نعيم في زوائد الزهد- 1614
أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم به
قلت سيف بن دورة: لكن له حكم الرفع فيمكن أن تجعله على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
ب – الأمور الفقهية:
مما جاء في يوم الجمعة
13_ قال عبد الرزاق في المصنف 5579 – عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ حَدَّثَنِي: مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ: «النَّهَارِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، وَالسَّاعَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَا يُذْكَرُ آخِرَ سَاعَاتِ النَّهَارِ».
من مأثور الدعاء للميت
14_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 11479 – حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: الصَّلاَةُ عَلَى الْجِنَازَةِ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا. اللَّهُمَّ مَنْ تَوَفَّيْتهُ مِنْهُمْ فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ أَبْقَيْته مِنْهُمْ فَأَبْقِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ.
– وحديث (أنّ اليهود جاءوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكروا له أنّ رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما تجدون في التّوراة في شأن الرّجم؟» فقالوا: نفضحهم ويجلدون. فقال عبد اللّه بن سلام: كذبتم. إنّ فيها الرّجم … )، ولما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم من أصحاب النار كذبوه.
قال الإمام أحمد في مسنده:
16404 – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعَهُ مِنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: ” سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ وَمَسَحَ عَلَى رَاسِي ” وهو في الصحيح المسند
وفي مستدرك الحاكم قال:
4741 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ، وَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ، وَأَنَا أُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَقَالَ: لَا تَاتِ الْعِرَاقَ، فَإِنَّكَ إِنْ أَتَيْتَهُ أَصَابَكَ بِهِ ذُبَابُ السَّيْفِ، قَالَ عَلِيٌّ: ” وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قَالَهَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَكَ، قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ” يَا اللَّهُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، رَجُلٌ مُحَارِبٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمِثْلِ هَذَا ”
” هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ”
قلت سيف بن دورة: فيه عبدالملك بن أعين والأقرب ضعفه. مع أنه رافضي وإنما أخرج له البخاري ومسلم متابعة. ومن قبله من الأئمة إنما مقصودهم انه يكتب حديثه في المتابعات.
قال الدارمي ج2 ص200 أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تعالى لعملناها، فأنزل الله تعالى {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا} حتى ختمها، قال عبد الله: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى ختمها، قال أبو سلمة فقرأها علينا ابن سلام، قال يحيى قرأها علينا أبو سلمة، وقرأها علينا يحيى، وقرأها علينا الأوزاعي، وقرأها علينا محمد.
الحديث أخرجه أحمد ج5 ص452، والترمذي ج4 ص199 وبين ما فيه من الاختلاف على الأوزاعي، وابن حبان ص383 من موارد الظمآن، الحاكم ج2 ص69 وص299 وص487، وقال في الثلاثة المواضع صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وبين في الموضع الأول ما فيه من الاختلاف على الأوزاعي، وقال الحافظ في الفتح ج10 ص265 وقد وقع لنا سماع هذه السورة مسلسلا في حديث ذكر في أوله سبب نزولها، وإسناده صحيح. قل أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه ا. هـ. وقال في شرح نخبة الفكر: إنه أصح المسلسلات.
هذا وقد ورد للآية سبب آخر ففي مجمع الزوائد ج6 ص732 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام قالت أحبار يهود أهل الكفر: ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم، فأنزل الله عز وجل في ذلك من قوله:
{لَيْسُوا سَوَاءً} إلى قوله تعالى {مِنَ الصَّالِحِينَ} رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وذكره الشيخ مقبل في الصحيح المسند من أسباب النزول. وقال: واختار ابن جرير أنها نزلت في أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث يصلون العشاء وليس أمه تصلي في هذا الوقت. قال مقبل: ولا مانع من نزول الآية في الجميع أو تعدد سبب نزولها
قلت سيف بن دورة أثر ابن عباس: فيه محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت لا يعرف.
وقال الحارث بن لقيط: قال لي عبدالله بن سلام: إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها فلا تعجل أن تصلحه فإن للناس بعد ذلك عيشا.
وقريب من معناه عن عمر بن الخطاب وكذلك حديث أنس مرفوعا إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم …… . وراجع السلسلة الصحيحة 9
– يقال في التعريف ببني قينقاع رهط عبدالله بن سلام من باب التعريف بهم وهذا دليل على شهرته ومكانته
– قيل لوهب ما كان أعلم عبدالله بن سلام أو كعب الأحبار قال رأيت من جمع الأحبار قال رأيت من جمع علم عبدالله وعلم كعب إلى علم غيرهما أهو أعلم أم هما كأنه يعني نفسه. العلل ومعرفة الرجال من طريق عبدالرزاق حدثني أبي قال قيل لوهب بن منبه. ….
قال أفلح مولى آبي أيوب قال كنت مع عبدلله بن سلام فجعل يتبع أولئك الرؤساء الذين ساروا إلى عثمان فيقول: لا تقتلوا أمير المؤمنين واستعتبوه … العلل ومعرفة الرجال
لما حدث عبدالله بن سلام بحديث: أما يتخذ أحدكم ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته قال عبدالله بن سلام فبعت نمرة لي واشتريت معقدة يعني ثياب البحرين
قال عبدالله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم نجدك في الكتب قائما عند العرش محمرة وجنتاك مستحي من ربك مما أحدثت امتك من بعدك … وفيه عبدالله بن ميسرة متهم
قال صاحبنا ابوصالح حازم:
أخرج إسحق ابن راهويه في مسنده – كما في المطالب العالية
قال لحافظ ابن حجر-:
4339 – وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَجِدُكَ قَائِمًا عِنْدَ رَبِّكَ، محمارة وَجْنَتَاكَ، مستحييا مِنْ رَبِّكِ مِمَّا أَحْدَثَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
أخرج الدارمي في سننه:
90 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَجِدُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِمًا عِنْدَ رَبِّكَ وَأَنْتَ مُحْمَارَّةٌ وَجْنَتَاكَ، مُسْتَحْيٍ مِنْ رَبِّكَ مِمَّا أَحْدَثَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ
[تعليق المحقق] إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة أبي عبد الجليل وهو موقوف على عبد الله بن سلام وباقي رجاله ثقات
قال الذهبي في ميزان الاعتدال:
4641 – عبدالله بن ميسرة [ق]، أبو ليلى، أبو إسحاق وأبو جرير، وأبو عبد الجليل، كناه بهذه الاربعة هشيم يدلسه.
من حسناته ابنه يوسف الراجح أن له صحبه وله أحاديث
ذكر في طبقات أصحاب الأخبار والقصص مع كعب الأحبار ووهب بن منبه وطاوس وعبدالله بن عمر وأبو سعيد الخدري وعائشة … قاله العباس بن محمد شيخ أبي العباس الأصم.
– ذكر ابن الجوزي في فهوم الأثر عدد الأحاديث التي رواها بعض الصحابة فذكر أن لعبدالله بن سلام خمس وعشرون حديثا
– ورد عنه تعظيم الربا على الزنا … أما المرفوع فلا يصح … وكذلك ورد عن كعب الأحبار … مما يدل على كذب اليهود في استباحتهم الربا
– صح عبدالله بن سلام أنه قال: مسح الله ظهر آدم بيديه فأخرج فيهما من خالق من ذريته رواه الآجري في الشريعة
– قال عبدالله بن سلام في: سؤال الله موسى … يا رب هل تنام. فأمر الله جبريل أن يأمره بأخذ قارورتين. …..
واقسم عبدالله أنه في كتاب الله يعني التوراة
– وكذلك قال: إن الله يخرج قوما من النار حتى إن إبراهيم خليل الرحمن يقول: أي رب حرقت بنيَّ فيخرجون.
– وحدث أنه قال جئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا محمد، أنسب ربك عزوجل؟ قال: فوجم له وجمة وأتى جبريل عليه السلام فقال: قل هو الله أحد الله الصمد فقرأها عليَّ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. الايماء الى زوائد الأجزاء. ابن منده من طريق محمد بن عبد الله بن سلام حدثني أهل بيتي عن جدي عبدالله بن سلام وهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
– وفي الايماء أيضا إلى زوائد الأجزاء وهو كتاب جيد فيه تحقيق بجيد بشكل عام:
وفي الفرائد المسموعة للعلائي من طريق عبدالله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد هو ابن يزيد عن سعيد هو بن هلال عن هلال بن اسامه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام يقول إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أرسلناك شاهدا ومبشر ونذيرا ….. وهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
وهو في البخاري عن عبدالله بن عمرو … .
– قال عبدالله بن سلام بدأ الله خلق الأرض فخلق سبع أرضين يوم الأحد والاثنين وقدر فيها اقواتها يوم الثلاثاء والأربعاء واستوى إلى السماء فخلقهن في يومين … قال ابن حجر إسناده صحيح
– زار يوسف بن عبد الله بن سلام أبا الدرداء وقال قدمت ما عليك إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبدالله بن سلام فحدثه أبو الدرداء بحديث من توضأ فاحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يحسن فيهما الذكر والخشوع ثم استغفر الله عزوجل غفر له. أخرجه أحمد 45/ 531.27496 وحسنه محققو المسند
– ذكر البخاري في الصحابة محمد بن عبد الله بن سلام … وقال ابن منده رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه. قال أبوعمر: له رؤية ورواية محفوظة.
وحديثه في مسند أحمد قال صلى الله عليه وسلم إن الله أثنى عليكم في الطهور خيرا يعني فيه رجال يحبون أن يتطهروا …. فقالوا: إنا نجده مكتوبا في التوراة الاستنجاء بالماء. وضعفه محققو المسند بسبب شهر.
– قال بعض العلماء من فضائله أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ منه تأويل قصة سليمان مع الجن
قلت سيف بن دورة: ولم أجده فيحتاج بحث أكثر
——
ذكر ابن تيمية في إبطال التحليل عبدالله بن سلام فيمن يقول بإبطال الحيل التي فيها تلاعب بالشرع … ومما ذكر له أنه منع قبول الهدية في أرض ينتشر فيها الربا
واستدل ابن تيمية بقول عبدالله بن سلام لليهود أنكم تعلمون أنه رسول الله على تحريف اليهود الجواب الصحيح
وعده ابن القيم في إعلام الموقعين من المقلين في الفتيا
وفاته رضي الله عنه:
توفي بالمدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث وأربعين. رضي الله عنه وأرضاه. [الرياض المستطابة]