33 – بَابُ كَمْ أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ؟
116 – (2350) حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: ” كَمْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ ”
116 – وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: ” كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا، قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: بِضْعَ عَشْرَةَ ” قَالَ: فَغَفَّرَهُ، وَقَالَ إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ
117 – (2351) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «مَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ»
118 – (2351) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً»
119 – (2352) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، فَذَكَرُوا سِنِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَكْبَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: «قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ»
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يُقَالُ لَهُ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَذَكَرُوا سِنِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُتِلَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ»
120 – (2352) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ – وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى – قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ، يَخْطُبُ فَقَالَ: «مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ»
121 – (2353) وحَدَّثَنِي ابْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ مِثْلَكَ مِنْ قَوْمِهِ يَخْفَى عَلَيْهِ ذَاكَ، قَالَ قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ النَّاسَ فَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَكَ فِيهِ، قَالَ: أَتَحْسُبُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمْسِكْ أَرْبَعِينَ، بُعِثَ لَهَا خَمْسَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرَ مِنْ مُهَاجَرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ»
121 – وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ
122 – (2353) وحَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُفَضَّلٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ»
122 – وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ
123 – (2353) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّوْءَ سَبْعَ سِنِينَ، وَلَا يَرَى شَيْئًا وَثَمَانَ سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا»
الفوائد
———–
أخرج الحاكم قول عروة ( … إنما أخذه من قول الشاعر، وزاد: قال سفيان بن عيينة: ثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عجوزا من الأنصار تقول: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة … يذكر لو ألفى صديقا مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه … فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقرت به النوى … وأصبح مسرورا بطيبة راضيا
وأصبح ما يخشى ظلامة ظالم … بعيد وما يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأموال من جل مالنا … وأنفسنا عند الوغى والتأسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم … بحق وإن كان الحبيب المواتيا
ونعلم أن الله لا شيء غيره … وأن كتاب الله أصبح هاديا ”
ابن عبدالبر في الاستيعاب بعد أن ذكر وفاة أمه وجده وكفالة عمه له وبنيان الكعبة، وزواجه صلى الله عليه وسلم بخديجة والخلاف في بعض ذلك قال:
نبأه الله تعالى وهو ابن أربعين سنة وكان أول يوم أوحى الله تعالى إليه فيه يوم الإثنين فأسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ثلاث سنين أو نحوها ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعايا إليه فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه.
وقيل كان مبعثه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وشهرين وعشرة أيام وقيل بل كان مبعثه صلى الله عليه وسلم لتمام أربعين سنة من مولده يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة أربعين وممن قال إنه عليه السلام نبئ وهو ابن أربعين سنة عبد الله بن عباس ومحمد بن جبير بن مطعم وقباث بن أشيم وعطاء وسعيد ابن المسيب وأنس بن مالك وهو الصحيح عند أهل السير وأهل العلم بالأثر.
فلما دعا قومه إلى دين الله نابذوه فأجاره عمه أبو طالب ومنع منه قريشاً لأنهم أرادوا قتله لما دعاهم إليه من ترك ما كانوا عليه وآباؤهم ومفارقته لهم في دينه وتسفيه أحلامهم في عبادة أصنام لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع فلم يزل في جوار عمه أبي طالب إلى أن توفي أبو طالب وذلك في النصف من شوال في السنة الثامنة وقيل العاشرة من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وحصرت قريش النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته بني هاشم ومعهم بنو المطلب في الشعب بعد المبعث بست سنين فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين وخرجوا منه أول سنة خمسين من عام الفيل.
وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر وتوفيت خديجة بعده بثلاث أيام وقد قيل غير ذلك. وولد عبد الله بن عباس رضي الله عنه في الشعب قبل خروج بني هاشم منه، وقيل إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وكان ابن ثلاث عشرة سنة يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أبو طالب قد أسلم ابنه علياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثير.
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة على اختلاف في ذلك وقد ذكرناه.
وكان موتها بعد موت عمه بأيام يسيرة قبل ثلاثة أيام وقيل سبعة وقيل كان بين موت أبي طالب وموت خديجة شهر وخمسة أيام وتوفي أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة. وتوفيت خديجة وهي ابنة خمس وستين سنة فكانت مصيبتان توالتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوفاة عمه ووفاة خديجة رضى الله عنها وقيل توفيت خديجة بعدما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع وعشرين سنة وستة أشهر وأربعة أيام قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف شهر.
وفي عام وفاة خديجة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة وعائشة ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت رضى الله عنها وكانت وفاة أبي طالب وخديجة قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل بسنة وقيل كانت وفاتهما سنة عشر من المبعث في أولها والله أعلم.
قال ابن شهاب قال عروة بن الزبير ما زالوا يعني قريشاً كافين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو طالب ولم تمت خديجة فيما ذكر ابن إسحاق وغيره إلا بعد الإسراء وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر قال ابن إسحاق وغيره لما توفي أبو طالب وتوفيت خديجة بأيام يسيرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة وطلب منهم المنعة فأقام عندهم شهراً ولم يجد فيهم خيراً ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي قيل كان ذلك سنة إحدى وخمسين من عام الفيل وفيها قدم عليه جن نصيبين بعد ثلاثة أشهر فاسلموا.
وأسرى به إلى بيت المقدس بعد سنة ونصف من حين رجوعه إلى مكة من الطائف سنة اثنتين وخمسين وقد ذكرنا الاختلاف في تاريخ الإسراء في كتاب التمهيد عند ذكر فرض الصلاة والحمد لله.
قال أبو عمر قال ابن إسحاق وغيره مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه بمكة إلى أن أذن الله له بالهجرة داعياً إلى الله صابراً على أذى قريش ….
وكان مكثه بمكة بعد أن بعثه الله عز وجل ثلاث عشرة سنة وقيل عشر سنين وقيل خمس عشرة سنة والأول أكثر وأشهر عند أهل السير.
ثم أذن الله له بالهجرة إلى المدينة يوم الاثنين فخرج معه أبو بكر إليها وكانت هجرته إلى المدينة في ربيع الأول وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وقدم المدينة يوم الاثنين قريباً من نصف النهار في الضحى الأعلى لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول هذا قول ابن إسحاق.
قال أبو عمر وقد روى عن ابن شهاب أنه قدم المدينة لهلال ربيع الأول وقال عبد الرحمن بن المغيرة قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى وقال الكلبي خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.
وكم كان عمره صلى الله عليه وسلم يوم مات؟ فقيل ستون سنة روى ذلك ربيعة وأبو غالب عن أنس بن مالك وهو قول عروة بن الزبير ومالك بن أنس وقد روى حميد عن أنس قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة ذكره أحمد بن زهير عن المثنى بن معاذ عن بشر بن المفضل عن حميد عن أنس وهو قول دغفل بن حنظلة السدوسي النسابة. ورواه معاذ عن هشام عن قتادة عن أنس ورواه الحسن البصري عن دغفل بن حنظلة قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة ولم يدرك دغفل النبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري ولا نعرف للحسن سماعاً من دغفل.
قلت سيف: حديث دغفل أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 255 وقال: (ولا يتابع عليه ولا يعرف سماع الحسن من دغفل، ولا يعرف لدغغل إدراك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عباس وعائشة ومعاوية: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وهذا أصح) وذكر في التاريخ الأوسط كذلك أنه لم يصح لدغغل إدراك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف سماع الحسن من دغفل. وساق الأحاديث المخالفة.
وقال الترمذي: ودغفل لا نعرف له سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجلا. انتهى كلامي
تنبيه: قيل أن خديجة سنها كان قريب من سن النبي صلى الله عليه وسلم، ولعلنا إن شاء الله نبحثها في موضع آخر.
تتمة الكلام من الاستيعاب:
قال البخاري وروى عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة قال البخاري: ولا يتابع عليه عن ابن عباس إلا شيء رواه العلاء بن صالح عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما.
قلت سيف: قال البخاري في التاريخ الأوسط وذكر رواية عمار بن أبي عمار: ولا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار
وهذا القول ذكره ابن حجر في ترجمة عمار في تهذيب التهذيب. وعزاه للبخاري في الأوسط
وقال في فتح الباري 7/ 202: ( … وهذا أصح – يعني قول ابن عباس: مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة – مما رواه مسلم من طريق عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة خمس عشرة سنة)
وقال البخاري في التاريخ الأوسط 1/ 340: ولم يوافق عليه العلاء. انتهى كلامي
تتمة كلام ابن عبدالبر؛ أبو عمر من الاستيعاب:
قال البخاري: وروى عكرمة وأبو سليمان وأبو ظبيان وعمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال أبو عمر قد تابع عمار بن أبي عمار على روايته المذكورة عن ابن عباس رضى الله عنهما يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما في خمس وستين والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثاً رواه عن ابن عباس من تقدم ذكر البخاري لهم في ذلك ورواه كما رواه أولئك ممن ذكره البخاري أبو حمزة ومحمد بن سيرين ومقسم عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين ولم يختلف عن عائشة أنه توفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة وهو قول محمد بن علي وجرير بن عبد الله البجلي وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن إسحاق. انتهى مع حذف بعض الجمل من الاستيعاب
قلت سيف: وأخرج البخاري في صحيحه 4978 حديث أبي سلمة قال أخبرتني عائشة وابن عباس قالا: لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا.
وعن ابن عباس أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه وبالمدينة عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين.
أخرجه مسلم كما في أحاديث الباب
قال ابن حجر: وهذا ظاهره أنه صلى الله عليه و سلم عاش ستين سنة إذا انضم إلى المشهور أنه بعث على رأس الأربعين لكن يمكن أن يكون الراوي ألغى الكسر كما تقدم بيانه في الوفاة النبوية فإن كل من روى عنه أنه عاش ستين أو أكثر من ثلاث وستين جاء عنه أنه عاش ثلاثا وستين فالمعتمد أنه عاش ثلاثا وستين وما يخالف ذلك إما أن يحمل على إلغاء الكسر في السنين وإما على جبر الكسر في الشهور وأما حديث الباب فيمكن أن يجمع بينه وبين المشهور بوجه آخر وهو أنه بعث على رأس الأربعين فكانت مدة وحي المنام ستة أشهر إلى أن نزل عليه الملك في شهر رمضان من غير فترة ثم فتر الوحي ثم تواتر وتتابع فكانت مدة تواتره وتتابعه بمكة عشر سنين من غير فترة.
قال الطبري في تاريخه 1/ 574: فلعل الذين قالوا كان مقامه بمكة بعد الوحي عشرا عدوا مقامه بها من حين أتاه جبريل بالوحي من الله عز و جل وأظهر الدعاء إلى توحيد الله وعد الذين قالوا كان مقامه ثلاث عشرة سنة من أول الوقت الذي استنبئ فيه وكان إسرافيل المقرون به وهي السنون الثلاث التي لم يكن أمر فيها بإظهار الدعوة
وذكر البيهقي في الكبرى حديث؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ” قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُبِضَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُبِضَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُنَيْجٍ، وَكَذَا قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَأَبُو حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَتِهِمَا: أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشَرَةَ سَنَةً، [ص:11] وَقَالَ عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ: مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً ” وَرِوَايَةُ أَبِي حَمْزَةَ وَعَمْرٍو أَوْلَى أَنْ تَكُونَ مَحْفُوظَةً ”
قال باحث: وهذه رواية شاذة تفرد بها عمار ابن أبي عمار، وأخطأ فيها فإن المتقنين من أصحاب ابن عباس رووا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين منهم عكرمة بن عمار وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير وغيرهم، وقد ساق البخاري في تاريخه، رواياتهم، ثم ساق رواية عمار، وقال: ((ولا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار. وقال الحافظ ابن كثير في السيرة 4/ 515: ((ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح، فهم أوثق وأكثر، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية.
وكذلك قد سبقه إلى مثل هذا البيهقي في دلائل النبوة 7/ 241، فقد قال: ((ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح فهم أوثق وأكثر)).
قال باحث آخر: نقل الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3/ 1623 عن البخاري قوله: ” ثلاث وستين أكثر”.
قال الملا علي القاري في المرقاة 10/ 504 تعليقاً على قول البخاري:
( .. أي رواية من غيرها ورجح الإمام أحمد أيضا هذه الرواية قال النووي في شرح مسلم ذكر ثلاث روايات إحداها أنه توفي وهو ابن ستين سنة والثانية ابن خمس وستين والثالثة ثلاث وستين وهي أصحها وأشهرها رواه مسلم هنا من رواية أنس وعائشة وابن عباس ومعاوية رضي الله عنهم فرواية ستين مقتصرة على العقود ورواية الخمس منافية له وأنكر عروة على ابن عباس قوله وقال إنه لم يدرك أول النبوة ولا كثرت صحبته بخلاف الباقين). أهـ
قلت: ينظر تمام كلام النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 99.
تنبيه: بداية كلام البخاري في تاريخه الاوسط:
(وَفَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
83 – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاةِ كَشَفَ سِتْرَ الْحُجْرَةِ وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَن وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ فِي الصَّلاةِ وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ إِلَيْنَا تَبَسَّمَ وَأَشَارَ إِلَيْنَا أَتِمُّوا صَلاتَكُمْ وأرخى السّتْر وَتوفى من يَوْمه
84 – حَدثنَا بن بكير حَدثنَا اللَّيْث عَن عقيل عَن بن شهَاب أَخْبَرَنِي أَنَسٌ قَالَ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ بِمَعْنَاهُ وَتوفى آخر ذَلِك الْيَوْم
85 – أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُوسَى بن عقبَة قَالَ بن شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن ثَلَاث وَسِتِّينَ قَالَ بن شِهَابٍ وَحَدَّثَنِي مِثْلَ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ….
ثم ذكر الروايات الصحيحة والروايات المعللة وسبق نقل نبذ من كلامه أثناء نقلنا لكلام ابن عبدالبر.
وابن عبدالبر نفسه توسع في نقل الروايات بأسانيدها والراجح منها في التمهيد بشكل مطول
-وذكر الذهبي رواية عمار بن ابي عمار في السير 2/ 336 وقال: وهذا حديث غريب لكن تقويه رواية هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل بن حنظلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين.
وهو إسناد صحيح مع أن الحسن لم يعتمد على ما روى عن دغفل بل قال: توفي وهو ابن ثلاث وستين. قاله أشعث عنه.
وقال هشام بن حسان عنه: توفي وهو ابن ستين سنة.
وقال شعبة، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن جرير بن عبد الله، عن معاوية، قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وكذلك أبو بكر وعمر. أخرجه مسلم.
وكذلك قال سعيد بن المسيب، والشعبي، وأبو جعفر الباقر، وغيرهم. وهو الصحيح الذي قطع به المحققون.
والغريب أن النسائي في الكبرى بوب باب؛ ذكر الاختلاف في سن النبي صلى الله عليه وسلم
ثم لم يذكر الا حديث عائشة ومعاوية وأنه قبض وهو ابن ثلاث وستين.
فلا أدري هل هناك سقط
قال بعض الأفاضل: هل يمكن أن نقول هناك احتمال آخر، وهو أن النسائي أثبت الخلاف لشهرته، ورجح الاقوى فذكره؟
نقولات أخرى في سن النبي صلى الله عليه وسلم:
في بعض الفتاوى:
فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح، كما ذكر ذلك صاحب حلية الأولياء، وهو الذي رجحه الحافظ في الفتح، وقال الإمام النووي في شرح مسلم: واتفق على أن أصحها ثلاث وستون، وتأولوا الباقي عليه.
ورد في تهذيب الكمال: ….
فلما بلغ خمسا وعشرين سنة تزوج خديجة. فلما بلغ أربعين سنة اختصه الله بكرامته، وابتعثه برسالته، فأتاه جبريل عليهما السلام وهو بغار حراء، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة، وقيل: عشرا، والصحيح الاول …..
فأقام بالمدينة عشر سنين.
وتوفي وهُوَ ابن ثلاث وستين (سنة) (1)، وقيل: ابن خمس وستين، وقيل: ابن ستين. والاول أصح. وكانت وفاته يوم الاثنين حين اشتد الضحى لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الاول، وقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لاستهلاله. ودفن ليلة الاربعاء، وقيل: ليلة الثلاثاء. وكانت مدة علته اثني عشر يوما، وقيل: أربعة عشر يوما.
نقولات أخرى وفيها فوائد:
في كتاب سليمان آل الشيخ وجهوده:
6 – تعقبه على الإمام الذهبي في كلامه على راو ٍ بما لا يوجب ضعفه.
قال الإمام: الذهبي: «دَغْفَل بن حَنْظَلة النسَّابة، شيخ للحسن، خالفه الصحابة في سِن النبي صلى الله عليه وسلم».
قال الشيخ سليمان: «قلت: المخالفة في سِن النبي صلى الله عليه وسلم لا توجب ضعفه، وقد عدَّه بعضهم في المجهولين، وقيل إن له صحبة، وهو مشهور، جُمع له الأنساب وأيام العرب، وهو مخضرم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم».
قال الباحث: قول الذهبي: «دَغْفَل بن حَنْظَلة، خالفه الصحابة في سن النبي صلى الله عليه وسلم».
أي أن أكثر الصحابة اتفقوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة …..
وأحسن أحواله أنه مستور «وقد رُوي في حديث طويل لقاء دَغْفل بن حَنْظلة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في حديث عَرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل في الموسم بمكة. فتذكر الرواية أن دَغْفلاً كان غلاماً، فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن أبا بكر أخذ يسأل عن الأنساب سؤال الخبير، فكان دَغْفل يجيبه، ثم أخذ دَغْفل يسأل أبا بكر، حتى أسكت أبا بكر رضي الله عنه، فقال أبو بكر: «البلاء مُوكَّل بالمنطق» … والحديث بالغ الطول، كثير الغرائب، منكر اللفظ جداً.
ودلائل الوضع بادية عليه، من تكلف وتصنع وتطويل. وأعلم من تكلم عن هذا الحديث الحافظ العقيلي، حيث قال عنه في (الضعفاء): «ليس لهذا الحديث أصل، ولا يروى من وجه يثبت، إلا شيء يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسلاً».
وهذا الحديث الوحيد الذي ذكر فيه لقاء دَغْفل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان هذا الحديث شديد الضعف موضوعاً، فلا تثبت به الصحبة لدَغْفل بن حَنْظلة».
قال البيهقي في سننه 6/ 341:
عن ابن عباس قال: ” أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة، يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين، ولا يرى شيئا، وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرا ” وفي رواية حجاج بن منهال: ” سبعا يرى الضوء ويسمع الصوت، وثمانيا يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرا ” رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم. قال الإمام أحمد: وإلى مثل هذا ذهب الحسن في قدر ما كان يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فعلى هذا التفصيل يكون إسلام علي بعد السنين السبع، وهو بعدما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون مقامه بمكة بعد الوحي ثمان سنين، فيكون علي رضي الله عنه على قول من قال: قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة على رأس أربعين من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أسلم ابن خمس عشرة سنة، كما روينا عن الحسن البصري، إلا أن الروايات المشهورة في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الوحي تدل على أكثر من ذلك، والله أعلم
حديث مشكل: وجملة عارضة تبين المراد: قال الذهبي في تاريخ الاسلام وقال عبد الوارث: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بكر شيخ يعرف، ونبيّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَابُّ لَا يُعْرَفُ – يُرِيدُ دُخُولَ الشَّيْبِ فِي لِحْيَتِهِ دُونَهُ لَا فِي السِّنِّ – قَالَ أَنَسٌ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، فَيَحْسَبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ يَعْنِي الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي طَرِيقَ الْخَيْرِ. فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا فارس قد لحق، فَقَالَ: ” اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ “، فَصَرَعَهُ فَرَسُهُ، ثُمَّ قَامَتْ
قال القرطبي في المفهم:
وقوله: ((يسمع الصوت، ويرى الضوء سبع سنين))؛ أي: أصوات الملائكة والجمادات والحجارة، فيسلمون عليه بالرسالة، كما خرجه الترمذي عن علي بن ثا أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ قال: كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل، ولا شجر، إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله. قال: هذا حديث حسن غريب. ويعني بالضوء: نور الملائكة، ويحتمل أن يكون أنوارا تنور بين يديه في أوقات الظلمة، يحجب عنها غيره. ولذلك نقل: أنه كان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار، ويعني: أن هذه الحالة ثبتت عليه سبع سنين، ثم بعد ذلك أوحى الله إليه؛ أي: جاءه الوحي، وشافهه بالخطاب ثماني سنين، وعلى هذا: فكمل له بمكة خمس عشرة سنة.
وقول معاوية: ((مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ابن ثلاث وستين سنة، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما هما معطوفان على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحظ، ويحتمل أن يرفعا با لابتداء، وخبرهما محذوف؛ أي: وهما كذلك.
وقوله: ((وابن ثلاث وستين))؛ الواو للحال، فيحتمل أن يريد أنه كان وقت توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن ثلاث وستين، ويحتمل أن يكون كذلك وقت حدث بهذا الحديث، والحاصل: أنه وصل إلى ثلاث وستين سنة، وقد قيل في هذا: إن معاوية استشعر أنه يوافقهم في السن فيموت وهو ابن ثلاث وستين سنة، وليس بصحيح عند أحد من علماء التاريخ، فإن أقل ما قيل في عمره يوم توفي: أنه كان ثمانيا وسبعين سنة، وأكثر ما قيل فيه: ست وثمانون، وقيل: اثنان وثمانون سنة، وكانت وفاته بدمشق، وبها دفن سنة ستين في النصف من رجبها. قال ابن إسحاق: كان معاوية أميرا عشرين سنة، وكان خليفة عشرين سنة، وقال غيره: كانث خلافته تسع عشرة سنة وستة أشهر وثمانية وعشرين يوما.
أما عن سن الخلفاء الراشدين:
1 – أبو بكر الصديق:
هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، وكنيته أبو بكر أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمي، ولد سنة 51 ق. هـ (573م) أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين
بويع بالخلافة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنة 11 للهجرة، حارب المرتدين والممتنعين عن أداء الزكاة وأقام دعائم الإسلام، افتتحت في أيامه بعض بلاد الشام والعراق، توفي ليلة الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصفاً.
2 – عمر بن الخطاب:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي، أبو حفص ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق، أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة المخزومية وهي أخت أبي جهل عمرو بن هشام، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم، وكانت له السفارة فيهم، ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره، أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات
اغتاله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة بن شعبة في صبيحة يوم الأربعاء 25 ذو الحجة وهو يؤم الناس في صلاة الفجر، فمات ودفن إلى جانب أبي بكر في الروضة الشريفة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر،، توفي عن ثلاث وستين من العمر.
3 – عثمان بن عفان:
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، الأموي القرشي، أبو عبد الله وأبو عمرو، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، من كبار رجال الإسلام الذين اعتز بهم عند ظهوره، ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل
حتى الذي كان من قتل عثمان وما انتهك منه، قتل عثمان في شهر ذي الحجة في يوم الجمعة، بعد حصار دام شهرين، وكان عمره 82 عاماً.
3 – علي بن ابي طالب:
قتله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في مؤامرة يوم 17 رمضان سنة 40هـ، واختلف في مكان قبره، وكان عمره يوم قتل 63سنة،
مشاركة صاحبنا رامي:
بعض الدلائل تشير إلى اقتراب منيته صلى الله عليه وسلم:
َأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَالْبُخَارِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم مَعًا فِي الدَّلَائِل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ عمر يدخلني وأشياخ بدر فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: لم تدخل هَذَا الْفَتى مَعنا وَلنَا أَبنَاء مثله فَقَالَ: إِنَّه مِمَّن قد علمْتُم فَدَعَاهُمْ ذَات يَوْم وَدَعَانِي مَعَهم وَمَا رَأَيْته دَعَاني يَوْمئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مني فَقَالَ: مَا تَقولُونَ فِي قَوْله: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} حَتَّى ختم
السُّورَة فَقَالَ بَعضهم: أمرنَا الله أَن نحمده وَنَسْتَغْفِرهُ إِذا جَاءَ نصر الله وَفتح علينا وَقَالَ بَعضهم: لَا نَدْرِي وَبَعْضهمْ لم يقل شَيْئا فَقَالَ لي يَا ابْن عَبَّاس: أكذاك تَقول قلت: لَا
قَالَ: فَمَا تَقول قلت: هُوَ أجل رَسُول الله أعلمهُ الله {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ} وَالْفَتْح فتح مَكَّة فَذَلِك عَلامَة أَجلك {فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا} فَقَالَ عمر: مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تعلم.
الدر المنثور بالتفسير بالمأثور
– وذكر الإمام أحمد في مسنده حديث عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ” أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا، أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا، أَلَا لَعَلَّكُمْ لَا تَرَوْنِي بَعْدَ عَامِكُمْ هَذَا “. فَقَامَ رَجُلٌ طَوِيلٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، فَمَا الَّذِي نَفْعَلُ؟ فَقَالَ: ” اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَحُجُّوا بَيْتَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاتَكُمْ طَيِّبَةً بِهَا أَنْفُسُكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ “.
– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: رأيت في المنام كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقصصت رؤياي على أبي بكر رضي الله عنه فلما دفن النبي صلى الله عليه و سلم في بيتي قال أبو بكر رضي الله عنه: هذا أحد أقمارك و هو خيرها
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح
– وفي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: «أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك).
– وفي صحيح البخاري أن عائشة، رضي الله عنها، كانت تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة – أو علبة فيها ماء، يشك عمر – فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» ثم نصب يده فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى» حتى قبض ومالت يده.