33 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
33 عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة.
——–”——-”——–”
قال محقق جامع العلوم والحكم دار ابن الجوزي في حديث أنس مرفوعا: بين يدي الساعة سنون خداعة. ….. هذا حديث ضعيف قد رواه محمد بن إسحاق واضطرب في إسناده، وروي من غير طريقه، ولا يصح وقد بينت ذلك في غير هذا الموضع.
وراجع العلل لابن أبي حاتم 2792. وتاريخ الدوري 565 والكامل لابن عدي 6/ 6/105. انتهى
قلت سيف بن دورة: ورد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن ماجه 4036 والحاكم 4/ 465 وصححه.
وحسنه الألباني بالمتابعات ثم ذكر حديث أنس كشاهد. (تخريجنا لنضرة النعيم)
وورد من حديث عبدالله بن عمرو أخرجه أحمد 2/ 162 وصححه أحمد شاكر وهو في الصحيحة 2288
وسوف يذكر ابن رجب كما سيأتي شواهد لمعناه منها حديث أبي هريرة مرفوعا في البخاري (إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم وهو يشرح الحديث الثاني في سؤال جبريل عن الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة:
وخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بين يدي الساعة سنون خداعة، يتهم فيها الأمين، ويؤتمن فيها المتهم، وينطق فيها الرويبضة، قالوا: وما الرويبضة؟ قال: السفيه ينطق في أمر العامة».
وفي رواية: ” «الفاسق يتكلم في أمر العامة» ”
وفي رواية الإمام أحمد ” «إن بين يدي الدجال سنين خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن»، وذكر باقيه.
ومضمون ما ذكر من أشراط الساعة في هـذا الحديث يرجع إلى أن الأمور توسد إلى غير أهـلها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لمن سأله، عن الساعة: ” «إذا وسد الأمر إلى غير أهـله فانتظر الساعة» “، فإنه إذا صار الحفاة العراة رعاء الشاء – وهـم أهـل الجهل والجفاء – رؤوس الناس، وأصحاب الثروة والأموال، حتى يتطاولوا في البنيان، فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا، فإنه إذا كان رأس الناس من كان فقيرا عائلا، فصار ملكا على الناس، سواء كان ملكه عاما أو خاصا في بعض الأشياء، فإنه لا يكاد يعطي الناس حقوقهم، بل يستأثر عليهم بما استولى عليه من المال، فقد قال بعض السلف: لأن تمد يدك إلى فم التنين، فيقضمها، خير لك من أن تمدهـا إلى يد غني قد عالج الفقر. وإذا كان مع هـذا جاهـلا جافيا، فسد بذلك الدين، لأنه لا يكون له هـمة في إصلاح دين الناس ولا تعليمهم، بل هـمته في جباية المال واكتنازه، ولا يبالي بما فسد من دين الناس، ولا بمن ضاع من أهـل حاجاتهم.
وقال في حديث آخر ” «لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوهـا» “. وإذا صار ملوك الناس ورؤوسهم على هـذه الحال انعكست سائر الاحوال، فصدق الكاذب، وكذب الصادق، وائتمن الخائن، وخون الأمين، وتكلم الجاهـل، وسكت العالم، أو عدم بالكلية، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل” خ. م
وأخبر: أنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.» خ. م
وقال الشعبي: لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا، والجهل علما. وهـذا كله من انقلاب الحقائق في آخر الزمان وانعكاس الأمور.
وفي ” صحيح الحاكم ” عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: ” «إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار، ويرفع الأشرار». انتهى كلام ابن رجب
—-
قال محقق دار ابن الجوزي في حديث (لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها): أخرجه البزار 3416 كشف وابن عدي 2/ 353 وفي إسناده: حسين بن قيس، وهو متروك.
وأخرجه الطبراني في الأوسط 4477 مجمع البحرين بإسناد آخر ضعيف، عن أبي بكرة.
قلت سيف بن دورة: ورد في كتاب السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني من طريق إسماعيل بن قيس الرعيني عن ابن مسعود مرفوعا وإسماعيل مجهول. وفي بعض رواياته عند الطبراني وسنن الدارمي زيادة ( ….. ويقبح العمل ويحبس العمل ويقرأ في القوم بالمثناة)
وأورده الداني من قول الحسن وكذلك من قول عمر بن الخطاب بمعناه. وعن عبدالله بن عمرو قوله كذلك.
وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب من قول حذيفة بدون إسناد. انتهى من تحقيقنا لكشف الأستار.
وسيأتي في الأثر التالي أن عبدالله بن عمرو قاله في حديث محمد بن حمير عن عمرو بن قيس سمع عبد الله بن عمرو موقوفا وإليك البيان:
أما حديث عبدالله بن عمرو فأخرجه الحاكم مرفوعا وموقوفا
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 2821 له حكم الرفع
وقال صاحب كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة: الراجح وقفه فممن اوقفه الأوزاعي وإسماعيل بن عياش ومعاوية بن صالح الحضرمي ومحمد بن حمير
ونقل عن أبي عبيد أنه سأل عن المثناة التي يتشاغلون بها عن كتاب الله فقال كتب وضعها أهل الكتاب يحلون فيها ما شاؤوا ويحرمون ما شاؤوا
وراجع فضائل القرآن لأبي عبيد 30
بينما حملها الألباني على كتب المذاهب التي فيها تعصب للآراء ورد السنن ونقل باحث أن الشيخ الألباني رحمه الله علق على دفة نسخته من كتاب سير أعلام النبلاء (5/ 59) فذكر:
مثناة كمثناة أهل الكتاب
قلت: هو قول الذهبي: قال زيد بن يحيى حدثنا عبد الله بن العلاء قال سألت القاسم أن يملي عليّ أحاديث , فمنعني وقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر , فناشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها , ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب.
(فائدة): ذكر صبري جريس في (تاريخ الصهيونية) (1/ 18) لفظة: (المشناة) بالشين، فقال: (اتبع حكماء اليهودية منذ قبولها بالتوراة كتابها المقدس أسلوب الاجتهادات الدينية الهادفة إلى تفسير التوراة وملائمتها لروح العصر الذي تصدر فيه تلك الاجتهادات وعرفت حصيلة تلك الاجتهادات فيما بعد باسم ” التوراة الشفهية ” … ولكنها لم تجمع كتابة خوفا من المس بقدسية التوراة الأصلية إلا في نهاية القرن الثاني للميلاد من قبل الحاخام ” يهودا هاناسي (135 – 220 م)، فأطلق عليها اسم (مشناة) واعتبرت كتابا ملزما لليهودية بعد التوراة). انتهى
تنبيه: وزاد محمد بن حمير في روايته من كلام عبدالله بن عمرو: كما في السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني 403: …… ويسود من قبيلة منافقوها
تنبيه: نقل القاسم أن عمر بن الخطاب حرق ما سوى القرآن … فيه انقطاع
ورد عن عبدالله بن عمرو أن المثناة كل شيء كتب سوى القرآن فسألوه عن كتابة الحديث فأمرهم بالحفظ. كما في تاريخ دمشق 14/ 423 … لكن وقع (المشاة) بدل (المثناة) … المهم فيه راو متروك وهو عمرو بن واقد
===========
وبوب ابن ماجه في سننه على حديث أبي هريرة:
[باب شدة الزمان]
4036 – حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هـارون حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي عن إسحق بن أبي الفرات عن المقبري عن أبي هـريرة قال «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة»
قال السندي في حاشيته:
قوله: (سنوات) جمع سنة بعد ردهـا إلى الاصل فإن أصلها سنو بالواو (خداعات) بتشديد الدال للمبالغة قال السيوطي: أي تكثر فيها الامطار ويقل الربيع فذلك خدعها، أي: لانهم تطمعهم بالخير، ثم تختلف، وقيل: الخدعة القليلة المطر من خدع الريق إذا جف (الرويبضة) بالتصغير، وقوله: (في أمر العامة) متعلق بـ ” ينطق ” والتافه الحقير اليسير، أي: قليل العلم، وفي الزوائد في إسناده إسحاق بن بكر بن أبي الفرات قال الذهـبي في الكاشف مجهول، وقيل: منكر وذكره ابن حبان في الثقات ووقع عند ابن ماجه عبد الله بن قدامة وصوابه عبد الملك وهـو مختلف فيه اهـ. كلام الزوائد. قلت: في أصلنا عبد الله على الصواب.
ونقل التويجري في إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
قال الجوهري: ” (الرويبضة): التافه الحقير”. وقال ابن الأثير: “التافه الحقير الخسيس”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «”تكون قبل خروج المسيح الدجال سنوات خداعة؛ يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، ويتكلم الرويبضة”. قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الوضيع من الناس».
رواه نعيم بن حماد في “الفتن”.
—-
قال الشيح حمود التويجري رحمه الله في إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
باب
ما جاء في السنوات التي بين يدي الدجال
عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «”إن أمام الدجال سنين خداعة؛ يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة”. قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الفويسق يتكلم في أمر العامة».
رواه الإمام أحمد، وفي إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «”يكون أمام الدجال سنون خوادع؛ يكثر فيها المطر، ويقل فيها النبت، ويكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويؤتمن فيهال الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة “. قيل: يا رسول الله! وما الرويبضة؟ قال: “من لا يؤبه له».
رواه الطبراني بأسانيد. قال الهيثمي: “وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات”.
ورواه: أبو يعلى، والبزار، وعنده: «قيل: يا رسول الله! وما الرويبضة؟»
«قال: “المرء التافه يتكلم في أمر العامة». قال البوصيري: “رواه أبو يعلى والبزار بسند واحد رواته ثقات”.
وفي كتاب أحاديث الساعة وفقهها لدكتور محمد بن غيث ذكر المبحث الثامن: الرئاسة والمكانة في الأعراب والبدو وأهل الجهل: وذكر حديث أبي هريرة في سؤال جبريل رواه البخاري ومسلم
وفيه: وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها. لفظ مسلم
وفي رواية عن أبي هريرة وأبي ذر: .. … وإذا رأيت الحفاة والعراة ملوك الأرض أخرجه النسائي 5006 وغيره وصححه الألباني
وفي رواية ابن عباس: ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس فذلك من معالم الساعة وأشراطها. قال: يا رسول الله. ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: العرب. … رواه أحمد 2924 وقال الأرناؤوط إسناده حسن. والألباني في الصحيحة 1345 قال: لا بأس به في الشواهد وشهر بن حوشب سيء الحفظ والحديث ثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة نحوه ومن حديث عمر بن الخطاب عند مسلم وغيره دون الزيادة
قال القرطبي رحمه الله:
فصل
قال علماؤنا رحمة الله عليهم: ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وغيره مما تقدم ويأتي قد ظهر أكثره وشاع في الناس معظمه، فوسد الأمر إلى غير
أهله وصار رؤوس الناس أسافلهم عبيدهم وجهالهم فيملكون البلاد والحكم في العباد فيجمعون الأموال ويطيلون البنيان كما هو مشاهد في هذه الأزمان، فلا يسمعون موعظة ولا ينزحرون عن معصية فهم صم بكم عمي.
التذكرة 3/ 1246
قال النووي
المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع كما قال سبحانه وتعالى صم بكم عمي أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه فكأنهم عدموها هذا هو الصحيح في معنى الحديث والله أعلم
شرح مسلم 1/ 165
انتهى منقولا من كتاب أحاديث أشراط الساعة