322 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمعه نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——–‘——–”
——‘——-‘———”
——‘——-‘———”
مسند أحمد
14926 – حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَن حُمَيدٍ، عَن أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ، ” أَنَّهُم كَانُوا لَا يَضَعُونَ أَيدِيَهُم فِي الطَّعَامِ حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ هُوَ يَبدَأُ ”
___
قال محققو المسند:
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي.
قلت سيف بن دورة:
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
حميد الطويل جعله ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين؛ لكن بمراجعة ترجمته؛ فأكثر ما نقموا عليه تدليسه عن أنس؛ وبعضهم قال: أنه سمعها من ثابت؛ والشيخ مقبل؛ في الصحيح المسند من أسباب النزول في روايته عن الحسن قال: حميد عنعن ولم يصرح.
أما في الصحيح المسند فقبل روايته عن أبي المتوكل مع أنها بالعنعنه
فيصلح أن نجعله في المتمم على الذيل.
—–”——‘——‘
إن الاجتماع على الأكل من آداب الطعام
قال الزرقاني: فيؤخذ منه أن الكفاية تنشأ عن بركة الإجتماع وأن الجمع كلما كثر زادت البركة.
و قال ابن المنذر يؤخذ من حديث أبي هريرة استحباب الإجتماع على الطعام وأن لا يأكل المرء وحده.
شرح الزرقاني (4/ 380).
و جاء عن حذيفة قال: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – عَلىَ الطَعَامِ، لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا في الطَّعَامِ، فَأَخَذَ النّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَذَهَبَ لِيَضَعَ يَدَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ, ثَمَّ قَالَ: “إِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لَا يُذْكرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ”، وإنَّهُ جَاءَ بِهَذهِ الجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بِهَذَا الأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ, “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ يَدِهُ لمَعَ يَدَهُما فِي يَدِي”. ثُمَّ ذَكَرَ اسْمَ الله تَعاَلىَ وَأَكَلَ. أخرجه مسلم، وأبو داود.
و قال النووي على شرح لمسلم (13/ 188): فيه بيان هذا الأدب وهو أنه يبدأ الكبير والفاضل فى غسل اليد للطعام وفى الأكل.
و قال الصنعاني في ” التحبير” (7/ 524): هذا من الآداب أن لا يبدأ الأصاغر قبل الأكابر.
و قال العلامة العباد حفظه الله: وهذا يدلنا على أن البدء في الطعام يكون لأهل الفضل، فهم الذين يبدءون كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يبدأ، وكانوا لا يبدءون قبله، وإنما يأكلون بعده صلى الله عليه وسلم، وهذا من أدبهم مع النبي عليه الصلاة والسلام.
بعض أداب الأكل
من الآداب أنه لم يعب طعاماُ من الأطعمة المباحة:
عن أبي هريرة، قال: «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط، كان إذا اشتهى شيئا أكله، وإن كرهه تركه». رواه مسلم.
قال النووي على شرحه لمسلم (14/ 26): هذا من آداب الطعام المتأكدة وعيب الطعام كقوله مالح قليل الملح حامض رقيق غليظ غير ناضج ونحو ذلك.
و من الآداب لعق الأصابع:
إذا أكل أحدكم الطعام فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها ولا يرفع صحفة حتى يلعقها أو يلعقها، فإن آخر الطعام فيه بركة “. رواه النسائي، و صححه الألباني في السلسلة برقم (391).
قال العلامة الألباني: وفي الحديث أدب جميل من آداب الطعام الواجبة، ألا وهو لعق الأصابع ومسح الصحفة بها. وقد أخل بذلك أكثر المسلمين اليوم متأثرين في ذلك بعادات أوربا الكافرة، وآدابها القائمة على الاعتداد بالمادة، وعدم الاعتراف بخالقها
والشكر له على نعمه. فليحذر المسلم من أن يقلدهم في ذلك فيكون منهم لقوله صلالله عليه وسلم:
” … ومن تشبه بقوم فهو منهم “.
وإنما قلت: ” … الواجبة ” لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، ونهيه عن الإخلال به.
فكن مؤمنا يأتمر بأمره صلى الله عليه وسلم، وينتهي عما نهى عنه، ولا تبال بالمستهزئين الذين يصدون عن سبيل الله من حيث يشعرون أو لا يشعرون. ” السلسلة الصحيحة” (1/ 747).
و من الآداب أن يفضل الآكل والشارب مما يأكل ويشرب
عن أبى أيوب؛ أن النبى صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل النبى صلى الله عليه وسلم فى السفل وأبو أيوب فى العلو. قال: فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشى فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم! فتنحوا، فباتوا فى جانب. ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ” السفل أرفق “. فقال: لا أعلو سقيفة أنت تحتها. فتحول النبى صلى الله عليه وسلم فى العلو وأبو أيوب فى السفل، فكان يصنع للنبى صلى الله عليه وسلم طعاما، فإذا جاء به إليه سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه. فصنع له طعاما فيه ثوم، فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبى صلى الله عليه وسلم، فقيل له: لم يأكل، ففزع وصعد إليه.
فقال: أحرام هو؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ” لا، ولكنى أكرهه “. قال: فإنى أكره ما تكره، أو ما كرهت.
قال: وكان النبى صلى الله عليه وسلم يؤتى. رواه مسلم
قال فضيل بن عياض: أدب من آداب الطعام، أن يفضل الآكل والشارب مما يأكل ويشرب، وقد أمر السلف بذلك، قد يحتمل أن يكون هذا الطعام الموجه به إلى النبى صلى الله عليه وسلم كان عشاء جميعهم، فكانوا يبدؤون بالنبى – عليه السلام – فيأخذ حاجته ويبقى فضله. ” إكمال المعلم بفوائد مسلم” (6/ 541).
و من الآداب التسمية على الطعام و الاكل باليمين ومما يليك
وهب بن كيسان أنه سمع عمر بن أبي سلمة يقول: كنت غلاما في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -, وكانت يدى تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك». فما زالت تلك طعمتي بعد. رواه مسلم
و من الآداب المضمضة من اللبن
قال العلامة الكشميري في العرف الشذي (1/ 123): والحديث عندي أنه من آداب الطعام.
وقد أنهى أبو بكر بن العربي آداب الأكل والشرب والمناولة والاجتماع على الطعام إلى مائة وأربعة وسبعين أدبا في كتابه المسالك.
في آداب حالة الأكل
لأول: أن يأكل بيمينه.
الثاني: يصغر اللقمة.
الثالث: عدها إن قدر.
الرابع: أن يأكل في نصف بطنه.
الخامس: أن يجيد المضغ.
السادس: لا يذم طعاما.
السابع: أن يقدمه على الصلاة وعلى كل عبادة وعمل.
الثامن: لا ينظر إلى غيره، فإنه شره أو تله.
التاسع: يبدأ بالأكل إن كان صاحب المنزل أو ممن يقتدى به.
العاشر: الألوان قبل الثقيل.
الحادي عشر: لا يجعل على الخبز ذقم.
الثاني عشر: أن يأكل مما يليه.
الثالث عشر: ألا يختار إذا كان الطعام جنسا واحدا.
الرابع عشر: يختار إذا كان الطعام أنواعا.
الخامس عشر: لا يقدم الثريد على الطعام.
السادس عشر: ألأ يأكل من أعلى القصعة.
السابع عشر: أن يأكل من الحواشي دون الوسط.
الثامن عشر: إذا أكل من الحواشي فليأكل من استدارة الرغيف.
التاسع عشر: إن كان الرغيف من رطل ونصف، فليقسمه على ست وثلاثين لقمة.
الموفي عشرين: يقلل اللحم، فإن كان الخبز قليلا كثر من اللحم.
الحادي والعشرون: يأكل بيد واحدة إلا أن يكون طعام ثقيل.
الثاني والعثسرون: يقدم الفاكهة قبل الطعام.
الثالث والعشرون: ينهش اللحم إن كان نضجا.
الرابع والعشرون: يختتم بالحلاوة.
الخامس والعشرون: لا يمسح يده في الخبز.
السادس والعشرون: إذا وقعت اللقمة أماط عنها الأذى وأكلها.
السابع والعشرون: لا ينفخ في الطعام.
الثامن والعشرون: يقابل الأطعمة، فيأكل ثقيلا بخفيف، ورطبا بيابس، وحارا ببارد
التاسع والعشرون: يقسم الصائم أكله بين الفطر والسحور، فيسلم من الشبع ويقوى على الصوم.
الموفى ثلاثين: لا يتابع الشهوات.
الحادي والثلائون: يتوسط الأكل فيأكل مدا من مد النبي – صلى الله عليه وسلم – إن كان فقارا، وإن كان بإدام فينقص من قدر الخبز بمقدار ما يزيد في الإدام.
الثاني والثلاثون: أن يأكل وترا.
الثالث والثلاثون: ألا يقطع اللحم بالسكين إلا أن يكون قويا؛ لأنه من فعل العجم.
الرابع والثلاثون: لا يسرف، وعلامته أن يرفع يده وهو يشتهيه.
الخامس والثلاثون: لا ينهش البضعة ثم يردها في القصعة.
السادس والثلاثون: لا يغمس الزفر في المريء والخل فيعافه الناس.
السابع والثلاثون: لا يأكل في الخلوة إلا ما يأكل في الملأ، فإن خلافه رياء.
الثامن والثلاثون: لا يأكل في سكرجه.
التاسع والثلاثون: لا يخبز مرفقا.
الموفى أربعون: لا يحمر ولا يصفر.
الحادي والأربعون: لا يأكل في قصعة ذهب.
الثاني والأربعون: لا يأكل في قصعة فضة.
الثالث والأربعون: ولا في رفيع نوعه كالياقوت وشبهه.
الرابع والأربعون: يواسي مما يأكل.
إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم.