321 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمعه نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——–‘——–”
——‘——-‘———‘
——‘——-‘———‘
مسند أحمد
15726 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ، ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ”
——–
قال محققو المسند:
إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب.
قلت سيف بن دورة:
على شرط الذيل على الصحيح المسند
وبعضهم ذكر (مخرمة بن شريح) بدل (شريح) فقال ابن حجر في الإصابة: هو وهم.
وراجع تحقيق المسند؛ وحاشية الجريسي على علل ابن أبي حاتم 2611 وقد ذكر أبو حاتم هذا الحديث في ثلاثة أحاديث وقال: قد تفرد الزهري بهذا وأحاديث معه.
——-‘——‘——-‘
ظاهِرَه المَدْح والمعنى لا ينَام فيتَوسَّدُ فيكون القرآنُ مُتَوَسَّداً معه ويَحْتَمِلُ الذَّمَّ لأنَّه إذا لم يَحْفَظْ منه شيئاً لم يتوسَّدْه والأوَّلُ أَظْهَرُ. ” غريب الحديث لابن الجوزي” (2/ 467).
قال السندي: لا يتوسد القرآن بنصب القرآن على المفعولية في الصحاح وسدته الشيء أي بتشديد السين فتوسده إذا جعله تحت رأسه وفي القاموس يحتمل كونه مدحا أي لا يمتهنه ولا يطرحه بل يجله ويعظمه وذما أي لا يكب على تلاوته اكباب النائم على وساده. ومن الأول قوله صلى الله تعالى عليه وسلم (لا توسدوا القرآن) ومن الثاني (أن رجلا قال لأبي الدرداء اني أريد أن أطلب العلم فأخشى أن أضيعه فقال لأن تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد الجهل) انتهى وكلام النهاية والمجمع يفيد أن التوسد لازم والقرآن مرفوع على الفاعلية والتقدير لا يتوسد القرآن معه فقالا أراد بالتوسد النوم والكلام يحتمل المدح أي لا ينام الليل عن القرآن فيكون القرآن متوسدا معه بل هو يداوم على قراءته ويحافظ عليها والذم بمعنى أنه لا يحفظ من القرآن شيئا أو لا يديم قراءته فإذا نام لم يتوسد معه القرآن والوجه هو الأول والله تعالى أعلم. ” حاشية السندي على النسائي” (3/ 257).
قال العلامة العباد حفظه الله: وقوله: [(لا يتوسد القرآن)]، فسر بأنه يحتمل المدح والذم، وفسر بتفسيرين: فقيل: إنه لا يتوسد بالقرآن، أي: أنه لا ينام عن القرآن فيشتغل به، ويقرأه ويصلي من الليل، ثم ينام وقد اشتغل بالقرآن، فهو لا يتوسد بالقرآن، بمعنى أنه لا ينام عنه، وإنما يشتغل به ويُعنى به، ويقرأه، وهذا احتمال المدح، ويقابله احتمال الذم، فقوله: [(لا يتوسد بالقرآن)]، يعني: لا يحفظ شيء من القرآن، وفسر بتفسير آخر وهو أنه (لا يتوسد بالقرآن)، يعني: لا يمتهنه، بل يجله ويحترمه ويعظمه، وهذا هو احتمال جانب المدح، والثاني (لا يتوسد القرآن)، لا يكب على تلاوته، ولا يشتغل بتلاوته فيكون ذماً، يعني فسر عدم التوسد باحتمال المدح والذم، واحتمال المدح فيه معنيين، واحتمال الذم فسر بمعنيين. ” شرح سنن النسائي”. انتهى
إذا كان يحمل على المدح ففيه مكانة تلاوة القرآن في الليل، أخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون صخاباً، ولا صياحاً، ولا حديداً.
ومن الأعمال التي تدخل الجنة الصلاة في الليل والناس نيام، يستطيع المسلم أن يصلي في الليل فيجمع بين التلاوة و الصلاة، وَ جاء عن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ قالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.