320 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمعه نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——–‘——–”
——‘——-‘———‘
——‘——-‘———‘
مسند أحمد:
15516 – حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ ” كَانَ فِي الشَّمْسِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ – أَوْ يُجْعَلَ فِي الظِّلِّ – ”
———-
قال محققو المسند:
إسناده صحيح على شرط الشيخين، وظاهره الإرسال. إسماعيل: هو ابن أبي خالد البجلي، وقيس: هو ابن أبي حازم.
وأخرجه البخاري في “الأدب المفرد” (1174)، وأبو داود (4822)، وابن حبان (2800) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 94 من طريقين عن إسماعيل، به. وقد تحرف في المطبوع منه إسماعيل، عن قيس، إلى إسماعيل بن قيس.
وأخرجه الحاكم 4/ 271 عن أبي بكر بن أبي دارم، عن أحمد بن موسى ابن إسحاق التميمي، عن منجاب بن الحارث، عن على بن مسهر، عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. وفيه: فقال: “تحوِّل إلى الظل فإنه مبارك” بزيادة: لفظة “إنه مبارك”.
وأخرجه نحوه كذلك الحاكم 4/ 272 من طريق إبراهيم بن مرزوق البصري، عن أبي داود- وهو الطيالسي- عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه، قال: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبي وهو قاعد في الشمس، فقال: “تحول إلى الظل، فإنه مبارك”، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وإن أرسله شعبة، فإن منجاب بن الحارث وعلي بن مسهر ثقتان، وسكت عنه الذهبي.
قلنا: وبهذا اللفظ لا يصح، فان أبا بكر بن أبي دارم، قال الحاكم فيه: هو رافضي غير ثقة، وقال الذهبي في “السير” 15/ 577: ليس بثقة في النقل، وقال أيضاً: شيخ ضال معثر.
وإبراهيم بن مرزوق البصري، قال الدارقطني: ثقة إلا أنه يخطئ، فيقال له، فلا يرجع. قلنا: وقد أخطأ في هذا الحديث، فقد رواه الطيالسي في “مسنده” (1298) عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب، فرأى أبي في الشمس، فأمره، أو أومى إليه أن ادن إلى الظل. وسيأتي من طريق شعبة كذلك برقم (15517)
قلت سيف بن دورة: الحديث بسند أحمد
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
وقد اختلف فيه بين الوصل والارسال؛ فهذه الرواية موصولة والرواية قبلها موصولة15515 حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا إسماعيل به ثم عقبها الإمام أحمد بالرواية المرسلة 15517 من طريق شعبه ثم عقبها بالطريق الموصولة عن وكيع حدثنا ابن أبي خالد؛ فكأنه يميل إلى أن الوصل محفوظ.
وكذلك البيهقي ذكر الرواية المرسلة ثم عقبها بالرواية الموصولة (السنن الكبرى 3/ 218)
وممن أرسله عيسى بن يونس وابن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد به
وفي معجم الصحابة لابن قانع؛ وذكره من طريق عمرو بن حكام نا شعبه موصولا؛ قال القاضي كذا قال عن أبيه وغيره يقول: عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أباه وجوده هذا.
يقصد أن الأصح عن شعبة الإرسال
وقال الحاكم: وإن أرسله شعبه فقد وصله على بن مسهر؛ وهو ثقة
تنبيه1:أخطأ ابن حجر في أطراف المسند وفي الإتحاف؛ حيث ساق رواية شعبه مع رواية البقيه وكأنها متصلة
تنبيه 2:الرواية رقم 1518 توضح أن ذلك والنبي يخطب
——‘——‘——
قال العلامة العباد حفظه الله: أورد أبو داود حديث أبي حازم والد قيس بن أبي حازم رضي الله تعالى عنه: (أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس في الشمس، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحويله إلى الظل) وهذا ليس فيه جلوس بين الظل والشمس؛ لأنه قال: في الشمس، وأنه أمر بتحويله إلى الظل، ولعل ذلك بسبب أن الشمس فيها حرارة وفيها مضرة عليه، فأمر أن يتحول إلى الظل، فليس هناك ارتباط واضح بين الترجمة وما جاء في هذه الحديث؛ لأنه ليس فيه أنه جلس بين الظل والشمس، وإنما جلس في الشمس، ويمكن أنه جلس في الشمس، ثم إن الظل في طريقه إليه، وقد يترتب على ذلك أن يكون بين الشمس والظل، فأمر أن يتحول إلى الظل الذي يؤمن معه أن يصبح مجلسه بين الظل والشمس، فهذا محتمل، وإلا فإن اللفظ واضح في أنه كان في الشمس، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بتحويله إلى الظل، وقد يكون الجو حارا وأراد أن يحصل له ما حصل لغيره من الجلوس في الظل الذي فيه الراحة وعدم المضرة بحرارة الشمس والأرض.
” شرح سنن أبي داود”.
و جاء النهي في الجلوس بين الظل و الشمس
روى أبو داود (4821) عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْفَيْءِ، فَقَلَصَ عَنْهُ الظِّلُّ، وَصَارَ بَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ وَبَعْضُهُ فِي الظِّلِّ، فَلْيَقُمْ) والحديث صححه الألباني في “صحيح أبي داود”.
قال المناوي في ” فيض القدير”: أي فليتحول إلى الظل ندبا وإرشادا لأن الجلوس بين الظل والشمس مضر بالبدن إذ الإنسان إذا قعد ذلك المقعد فسد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين كما هو مبين في نظائره من كتب الطب ذكره القاضي وقضيته أنه لو كان في الشمس فقلصت عنه فصار بعضه فيها وبعضه في الظل كان الحكم كذلك ثم لما خفي هذا المعنى على التوربشتي قال الحق الأبلج التسليم للشارع فإنه يعلم مالا يعلمه غيره فإن قلت هذا ينافيه خبر البيهقي عن أبي هريرة رأيت رسول الله قاعدا في فناء الكعبة بعضه في الظل وبعضه في الشمس قلت محل النهي المداومة عليه واتخاذه عادة بحيث يؤثر في البدن تأثيرا يتولد منه المحذور المذكور أما وقوع ذلك مرة على سبيل الاتفاق فغير ضار على أنه ليس فيه أنه رآه كذلك ولم يتحول وبهذا التقرير انكشف أنه لا اتجاه لما أبداه الذهبي كمتبوعه في معنى الحديث أنه من قبيل استعمال العدل في البدن كالمنهي عن المثنى في نعل واحدة.
*ما حكم الجلوس بين الظل والشمس*؟
ج: الجلوس بين الظل والشمس مكروه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يقعد بين الظل والشمس رواه ابن ماجه بسند جيد، وثبت أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه سماه: مجلس الشيطان رواه أحمد وابن ماجه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء