: 320 – رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
وناصر الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(19) – بابُ إقْبالِ المَحِيضِ وإدْبارِهِ.
وكُنَّ نِساءٌ يَبْعَثْنَ إلى عائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيها الكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فَتَقُولُ: «لاَ تَعْجَلْنَ حَتّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضاءَ» تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الحَيْضَةِ، وبَلَغَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ: أنَّ نِساءً يَدْعُونَ بِالمَصابِيحِ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ يَنْظُرْنَ إلى الطُّهْرِ، فَقالَتْ: «ما كانَ النِّساءُ يَصْنَعْنَ هَذا وعابَتْ عَلَيْهِنَّ».
(320) – حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ هِشامٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ، أنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ أبِي حُبَيْشٍ، كانَتْ تُسْتَحاضُ، فَسَألَتِ النَّبِيَّ ? فَقالَ: «ذَلِكِ عِرْقٌ ولَيْسَتْ بِالحَيْضَةِ، فَإذا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلاَةَ وإذا أدْبَرَتْ فاغْتَسِلِي وصَلِّي».
——————
الفوائد:
1 – قوله: (وكن نساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة .. ). “عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه مولاة عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان النساء يبعثن إلى عائشة أم المؤمنين بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيضة يسألنها عن الصلاة فتقول لهن لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيضة”. أخرجه الإمام مالك في الموطأ 128 ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في الأوسط والبيهقي في السنن الكبرى 1589 والبغوي في شرح السنة 329 وعند البيهقي قال ابن بكير – الراوي عن مالك: ” الكرسف القطن”.
فيه أم علقمة لم يوثقها سوى ابن حبان والعجلي، وله طريق آخر عن عائشة -رضي الله عنها-، أنها قالت: «إذا رأت الدم، فلتمسك عن الصلاة حتى ترى الطهر أبيض كالقصة، ثم تغتسل وتصلي». أخرجه الدارمي في سننه 891 وحسن إسناده الألباني كما في الإرواء 198 قال: وبه يصح الحديث.
2 – قال أبو عبيد: تقول: «حتى تخرج القطنة، أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنها قصة لا يخالطها صفرة».
3 – قوله: (وبلغ ابنة زيد بن ثابت أن نساء يدعون بالمصابيح …. ) “عن عبد الله بن أبي بكر عن عمته عن ابنة زيد بن ثابت أنه بلغها: أن نساء كن يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر فكانت تعيب ذلك عليهن، وتقول: ما كان النساء يصنعن هذا”. أخرجه الإمام مالك في الموطأ 129.
4 – “فيه باب الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض”. قاله البيهقي في السنن الكبرى.
5 – قولها: (القصة البيضاء) قال الخطابي في أعلام الحديث: “معنى القصة البيضاء: النقاء التام، وذلك أن النساء يرين ذلك عقب الدم وهي مشبهة بالقصة وهي شبه الجص أو قريب منه. وقال ابن وهب في تفسير القصة البيضاء: رأيت القطن الأبيض؟ كأنه هو ….. وقال مالك: ذاك أمر معروف عند النساء يرينه عند الطهر”.
6 – “أما إقبال المحيض فهو دفعة من دم، فإذا رأتها المرأة أمسكت عن الصلاة، وهذا إجماع من العلماء”. قاله ابن بطال.
7 – “وأما إدبار الحيض؛ فهو إقبال الطهر، وله علامتان: القصة البيضاء، والجفوف، وهو أن تدخل الخرقة فتخرجها جافة”. قاله ابن بطال في شرحه.
8 – قولها: (لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيضة). فيه “دليل أن الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض، لأنها في حكم الحائض حتى ترى القصة البيضاء، وقد ترى قبلها صفرة أو كدرة”. قاله ابن بطال.
9 – “والقصة: الماء الأبيض الذى يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض، شبه لبياضه بالقص وهو الجص”. قاله ابن بطال.
10 – قال المهلب: “فيه من الفقه أن العادة الرافعة للحرج هي السنة، ومن خالفها بما يدخل الحرج، فهو مذموم كما ذمته بنت زيد بن ثابت”. نقله ابن بطال.
11 – حديث عائشة -رضي الله عنها- سبق تخريجه وشرحه في كتاب الوضوء باب 63 غسل الدم حديث 228.
12 – موضع الشاهد منه: (إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي) أي: ظهور علامة ذلك وذهابها تعلق عليه الأحكام المترتبة.