(32) (904) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
904 – قال الامام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَحَسْنُ بْنُ مُوسَى قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْبَيْتَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وِجَاهَكَ حِينَ تَدْخُلُ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ.
هذا الحديث صحيح على شرط مسلم.
————————
– الحديث أعله البخاري فقال: هو مرسل، ولا يتابع عليه حماد. كما في التاريخ الكبير 6/ 212، وقال البيهقي في الكبرى 2/ 328: تفرد به حماد بن سلمة، وفيه إرسال بين عروة وعثمان. (وراجع تحقيق المسند 24/ 107) وحسنوه لغيره، قلت: المتن ثابت بأحاديث أخرى، لكن بقي تعليل السند. وورد في مسلم أن عثمان بن شيبة ممن حدث ابن عمر بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت، حيث جاء بلفظ (قالوا) وسيأتي ذكره.
-ذكر الدارقطني الاختلاف في العلل 1286 – وسُئِل عَن حَدِيثِ عَبدِ الله بنِ عُمَر، عَن بِلاَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: أَنَّهُ صَلَّى فِي الكَعبَةِ.
فَقال: يَروِيهِ سالِمُ بن عَبدِ الله بنِ عُمَر، واختُلِف عَنهُ؛ وَنافِعٌ، واختُلِف عَنهُ أَيضًا، ومُجاهِدٌ، واختُلِف عَنهُ؛
وابنُ أَبِي مُلَيكَة، واختُلِف عَنهُ؛ وَيَحيَى بن جَعدَة، واختُلِف عَنهُ؛ وَعُمَرُ بن دِينارٍ. فَرَوَوهُ عَنِ ابنِ عُمَر، عَن بِلاَل. وَرَواهُ سِماكٌ الحَنَفِيُّ، وعائِذُ بن نُصَيبٍ، ووَبرَةُ بن عَبدِ الرَّحمَنِ، عَنِ ابنِ عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ولَم يَذكُرُوا فِيهِ بِلاَلاً.
وذكر الخلاف على كل واحد منهم ثم قال: والصحيح قول من ذكر بلالا
أما الخلاف على ابن عون عن نافع فقال:
وَرَواهُ ابن عَونٍ، عَن نافِعٍ، واختُلِف عَنهُ؛ فَرَواهُ عَبد الواحِدِ بن زِيادٍ، وهُشَيمٌ، عَنِ ابنِ عَونٍ، عَن نافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَر، عَن بِلاَلٍ.
وَقال مَحمُود بن خِداشٍ، عَن هُشَيمٍ، قال: حَدَّثَنِي غَيرُ واحِدٍ مِنهُمُ: ابن عَونٍ، والحَجّاجُ، وغَيرُهُما، عَن نافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَر: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم دَخَل الكَعبَة، ومَعَهُ الفَضلُ بن العَباسِ، وأُسامَةُ بن زَيدٍ، وبِلاَلٌ، وعُثمانُ بن طَلحَة، فَلَقِيتُ بِلاَلاً فَسَأَلتُهُ، فَزاد فِيهِ الفَضل بن العَباسِ، وأَسنَدَهُ عَنِ ابنِ عُمَر، عَن بِلاَلٍ.
وَرَواهُ يَزِيد بن زُرَيعٍ، وأَشهَلُ بن حاتِمٍ، ومُحَمد بن أَبِي عَدِيٍّ، والنَّضرُ بن شُمَيلٍ، عَنِ ابنِ عَونٍ، عَن نافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَر: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم دَخَل البَيت ومَعَهُ أُسامَةُ بن زَيدٍ، وبِلاَلٌ، وعُثمانُ بن طَلحَة، فَلَقِيتُهُم فَسَأَلتُهُم، فَقالُوا، فَأَسنَدَهُ عَنِ ابنِ عُمَر، عَن ثَلاَثَتِهِم.
قال الإمام النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم» حديث رقم (1329): ذكر مسلم رحمه الله في الباب بأسانيده عن بلال رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وصلى فيها بين العمودين. وبإسناده عن أسامة رضي الله عنه: أنه دعا في نواحيها ولم يصل. وأجمع أهل الحديث على الأخذ برواية بلال؛ لأنه مُثْبِت، فمعه زيادة علم، فواجب ترجيحه، والمراد الصلاة المعهودة ذات الركوع، والسجود، ولهذا قال ابن عمر: ونسيت أن أسأله: كم صلى؟ وأما نفي أسامة فسببه أنهم لما دخلوا الكعبة أغلقوا الباب، واشتغلوا بالدعاء، فرأى أسامة النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، ثم اشتغل أسامة بالدعاء في ناحية من نواحي البيت، والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية أخرى، وبلال قريب منه، ثم صلى النبي، فرآه بلال؛ لقربه، ولم يره أسامة لبعده واشتغاله، وكانت صلاة خفيفة، فلم يرها أسامة؛ لإغلاق الباب مع بعده واشتغاله بالدعاء، وجاز له نفيها عملا بظنه، وأما بلال فحققها، فأخبر بها، والله أعلم.
قال ابن حجر: ولا يعارض قصته مع قصة أسامة ما أخرجه مسلم أيضا من حديث بن عباس أن أسامة بن زيد أخبره أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يصل فيه ولكنه كبر في نواحيه فإنه يمكن الجمع بينهما بأن أسامة حيث أثبتها اعتمد في ذلك على غيره وحيث نفاها أراد ما في علمه لكونه لم يره صلى الله عليه و سلم حين صلى.
-ورد في البخاري 397 في باب (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) من طريق يحيى عن سيف –يعني بن سليمان – قال سمعت مجاهدا قال: أتى ابن عمر فقيل له هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة … فسألت بلالا أصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ركعتين بين الساريتين اللتين على يسارك إذا دخلت ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين)
قال ابن حجر: وقد استشكل الإسماعيلي وغيره هذا مع أن المشهور عن ابن عمر من طريق نافع وغيره عنه أنه قال ونسيت أن أسأله كم صلى؟ قال فدل على أنه أخبره بالكيفية وهي تعيين الموقف في الكعبة ولم يخبره بالكمية ونسي هو أن يسأله عنها.
والجواب عن ذلك أن يقال: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله في هذه الرواية ركعتين على القدر المتحقق له وذلك أن بلالا أثبت له أنه صلى ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه و سلم تنفل في النهار بأقل من ركعتين فكانت الركعتان متحققا وقوعهما لما عرف بالاستقراء من عادته فعلى هذا فقوله ركعتين من كلام بن عمر لا من كلام بلال وقد وجدت ما يؤيد هذا ويستفاد منه جمعا آخر بين الحديثين وهو ما أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر في هذا الحديث فاستقبلني بلال فقلت ما صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم ها هنا فأشار بيده أي صلى ركعتين بالسبابة والوسطى فعلى هذا فيحمل قوله نسيت أن أسأله كم صلى على أنه لم يسأله لفظا ولم يجبه لفظا وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنطقه وأما قوله في الرواية الأخرى ونسيت أن أسأله كم صلى فيحمل على أن مراده أنه لم يتحقق هل زاد على ركعتين أو لا وأما قول بعض المتأخرين يجمع بين الحديثين بأن ابن عمر نسي أن يسأل بلالا ثم لقيه مرة أخرى فسأله ففيه نظر من وجهين:
أحدهما: أن الذي يظهر أن القصة وهي سؤال بن عمر عن صلاته في الكعبة لم تتعدد؛ لأنه أتي في السؤال بالفاء المعقبة في الروايتين معا فقال في هذه: فأقبلت ثم قال: فسألت بلالا، وقال في الأخرى: فبدرت فسألت بلالا فدل على أن السؤال عن ذلك كان واحدا في وقت واحد.
ثانيهما: أن راوي قول ابن عمر ونسيت هو نافع مولاه ويبعد مع طول ملازمته له إلى وقت موته أن يستمر على حكاية النسيان ولا يتعرض لحكاية الذكر أصلا والله اعلم، وأما ما نقله عياض أن قوله (ركعتين) غلط من يحيى بن سعيد القطان؛ لأن ابن عمر قد قال: نسيت أن أسأله كم صلى، قال: وإنما دخل الوهم عليه من ذكر الركعتين بعد فهو كلام مردود والمغلط هو الغالط فإنه ذكر الركعتين قبل وبعد فلم يهم من موضع إلى موضع ولم ينفرد يحيى بن سعيد بذلك …. ثم ذكر متابعات له ولسيف ولمجاهد، وذكر شواهد.
تنبيه: الحديث الذي ذكره ابن حجر من طريق ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر، لا يصح؛ لأن ابن أبي رواد يضعف في نافع بل قال ابن حبان: يروي عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة كما في الميزان.
– مما يدل على الصلاة في البيت:
حديث امرأة من بني سليم وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت، فنسيت أن آمرك أن تخمرها، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت ما يشغل المصلي. وصححه محققو المسند 27/ 196 (16637) وورد عند أحمد (16636) لكن من مسند أم بني شيبة الأكابر وفيه أنه صلى الله عليه وسلم دعا بشيبة، وسنده ضعيف
وحديث عائشة لَمَّا أدخلها النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، وقال: إن قومك لما بنو الكعبة اقتصروا في بنائها فأخرجوا الحجر من البيت فإذا أردت أن تصلي في البيت فصلي في الحجر.
وحديث عائشة أخرجه أبوداود 2028 وفيه أم علقمة مجهولة، لكن قضية أن قريش قصرت بهم النفقة فلم يدخلوا الحجر في البيت في البخاري 1585،ومسلم 1333 من طرق عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم (يا عائشة! لولا أن قومك حديثو عهد بشرك، لهدمت الكعبة، فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين باباً شرقياً وباباً غربياً، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريش اقتصرتها حيث بنت الكعبة) لفظ مسلم
ثم رد الطحاوي على المانعين من الصلاة في البيت أيضاً من جهة النظر، حيث قالوا: أن سيستدبر بعض البيت، قال: كذلك من صلى إلى جهة من البيت سيكون عن يمينه وشماله جزء من البيت.
قال ابن حجر: ورد في مسلم، فقلت: أين صلى النبي صلى الله عليه و سلم؟ فقالوا … – يعني بصيغة الجمع – فإن كان محفوظا حمل على أنه ابتدأ بلالا بالسؤال كما تقدم تفصيله ثم أراد زيادة الاستثبات في مكان الصلاة فسأل عثمان أيضا وأسامة، ويؤيد ذلك قوله في رواية ابن عون عند مسلم: ونسيت أن أسألهم كم صلى بصيغة الجمع وهذا أولى من جزم عياض بوهم الرواية التي أشرنا إليها من عند مسلم
– ورد في البخاري4400 (صلى بين ذينك العمودين المقدمين المقدمين وكان البيت على ستة أعمدة سطرين، صلى بين العمودين من السطر المقدم وجعل باب البيت خلف ظهره واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت بينه وبين الجدار …. )
تنبيه:
ورد من حديث سعيد بن زيد وذكر أنهم كانوا عشرة على حراء، وأعله الدارقطني4/ 410؛ بأن هلال إنما رواه عن فلان بن حيان أو حيان بن فلان عن عبدالله بن ظالم عن سعيد بن زيد.
قلت: فلم يسمعه هلال من عبدالله بن ظالم ثم عبدالله بن ظالم مجهول حال.
والمعروف من حديث سعيد بن زيد عشرة في الجنة من دون قصة حراء وهو في كتابنا الذيل على الصحيح المسند