318 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمعه نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——–‘——-”
——‘——-‘——-‘
——-‘——‘——-‘
مسند أحمد
15496 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ “، وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قلت سيف بن دورة:
محتمل أن يكون على شرط المتمم على الذيل
أختلف في رفعه ووقفه؛ خاصة أن الإمام أحمد عقب هذا الحديث؛ الذي رفعه الراوي مرة وأوقفه مرة بذكر الموقوف فيحتمل أن الإمام أحمد يريد التعليل.
——-‘——-‘—–
من علامات الساعة موت الفجاة
عن أنس بن مالك: من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال: لليلتين و أن تتخذ المساجد طرقا و أن يظهر موت الفجأة.
قال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 5899 في صحيح الجامع.
قال المناوي في ” فيض القدير” (6/ 10): (وأن يظهر موت الفجأة) فيسقط الإنسان ميتا وهو قائم يكلم صاحبه أو يتعاطى مصالحه.
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله:
س: هل موت الفجأة من علامات القيامة؟ وهل هناك ما يعصم منه؟ وهل الاستعاذة منه كافية؟
ج: جاء في بعض الأحاديث ما يدل على أن موت الفجأة يكثر في آخر الزمان وهو أخذة غضب للفاجر، وراحة للمؤمن، وقد يصاب المؤمن بموت الفجأة بسكتة أو غيرها، ويكون راحة له ونعمة من الله عليه؛ لكونه قد استعد واستقام وتهيأ للموت، واجتهد في الخير، فيؤخذ فجأة وهو على حال طيبة، على خير وعمل صالح، فيستريح من كروب الموت، وتعب الموت ومشاق الموت، وقد يكون بالنسبة إلى الفاجر، قد يقع هذا بالنسبة إلى الفجار، وتكون تلك الأخذة أخذة غضب عليهم، فهم فوجئوا على أشر حال. نسأل الله العافية.
” فتاوى نور على الدرب بعناية الشويعر” (13/ 431).
الكراهة من لم يكن مستعداً للموت ومات موتة أسف (أي غضب)
عن عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال مرة عن عبيد قال موت الفجأة أخذة أسف. تحقيق الألباني: صحيح، المشكاة (1611).
قال الحافظ ابن حجر في ” الفتح” (3/ 254 – 255): وقوله أسف أي غضب وزنا ومعنى وروى بوزن فاعل أي غضبان ولأحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بجدار مائل فأسرع وقال أكره موت الفوات. قال بن بطال وكان ذلك والله أعلم لما في موت الفجأة من خوف حرمان الوصية وترك الإستعداد للمعاد بالتوبة وغيرها من الأعمال الصالحة.
تنبيه: حديث أبي هريرة أخرجه أحمد في مسنده (8666) وقال محققو المسند:
إسناده ضعيف جدا ثم ذكروا أحاديث في معناه وذكروا ضعفها. فإن صحت فتحمل على ما ذكر ابن بطال. ومثل ذلك المعنى نقل السندي
وقد روى بن أبي الدنيا في كتاب الموت من حديث أنس نحو حديث عبيد بن خالد وزاد فيه المحروم من حرم وصيته انتهى وفي مصنف بن أبي شيبة عن عائشة وبن مسعود موت الفجأة راحة للمؤمن وأسف على الفاجر.
وقال بن المنير لعل البخاري أراد بهذه الترجمة أن من مات فجأة فليستدرك ولده من أعمال البر ما أمكنه مما يقبل النيابة كما وقع في حديث الباب وقد نقل عن أحمد وبعض الشافعية كراهة موت الفجأة ونقل النووي عن بعض القدماء أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك قال النووي وهو محبوب للمراقبين قلت وبذلك يجتمع القولان.
و قال المناوي في ” فيض القدير” (6/ 246): وهذا وارد في حق الكفار والفجار لا في المؤمنين الأتقياء كما أفصح به في الخبر الآتي.
قال ابن العربي: وليس موت القوم فجأة إنما الفجأة موت اليقظة بغتة.
و قال العلامة الألباني رحمه الله: فموت الفجأة بالنسبة لمن كان مستعدّا للقاء الله عزّ وجلّ وقد قام بكلّ ما يجب عليه من الحقوق سواء كانت حقوق لله عزّ وجلّ من صلاة وصيام، أو حقوق لعباد الله كالزّكاة والصّدقات ونحو ذلك، فإذا كان قد قام بكلّ الواجبات وما في عليه دين، ومات فجأة، فهذا لا شيء فيه، لكن إذا كان فاسقا، أو كان فاجرا، أو كان مقصّرا، ومات موت فجأة، فهذه موتة أسف، لأنه لم يستعد لمثل هذه الموتة، ولهذا يجب على المسلم أن يكون دائما على استعداد لهذه الساعة، التي قد تفجئه، لذلك قال عليه الصلاة والسلام (من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) , غيره.
” سلسلة الهدى والنور ” (17/ 243) مفرغة من الشاملة.
و قال العلامة العباد حفظه الله: والفجأة هي البغتة، ومعنى ذلك أن الإنسان يموت بغتة، أي: أن الموت يداهمه فيموت إما بسكتة قلبية، أو أنه يقتل ويرمى، أو أنه يحصل له حادث فيموت في الحال، فهذا كله يقال له: موت فجأة، فالإنسان لم يحصل له مرض بحيث يوصي إذا كان يحتاج إلى أن يوصي، ولهذا جاء في الحديث الذي مر بنا في الوصية أن الإنسان يبادر بها ولا يؤخرها؛ لأنه قد يحصل له موت فجأة، فعليه أن يوصي ويبين ما له وما عليه؛ حتى لا يأتيه الموت فجأة، فلا يُعرف ما له وما عليه، والمهم في الأمر أن يُعرف ما عليه، فموت الفجأة هو موت البغتة، ويترتب عليه أن الإنسان ما يكون عنده مجال حتى يستعد ويتهيأ، وأما إذا أصابه مرض فلعله أن يرجع إلى الله عز وجل ويستفيد من ذلك، وأما إذا كان صحيحاً ساهياً لاهياً غافلاً معرضاً فقد يأتيه الموت فجأة فلا يمكنه أن يتدارك، وقد يموت الإنسان فجأة وهو على عملٍ صالح، ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل)، وذلك أن العمل القليل إذا داوم عليه الإنسان فإنه إذا مات في أي وقت فإنه يموت وهو على حالة طيبة حسنة، وكم من الناس من أهل الفضل والصلاح من يحصل له ذلك، وممن مات فجأة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، فإنه مات فجأة ما بين مكة والمدينة، فالموت يحصل للمقبل وللاهي، ولكن إذا حصل للإنسان مرض فإنه يذكر الله عز وجل ويستغفره، ويرجع ويتوب إليه، فإن ذلك فيه خير له، وإذا حصل له الموت فجأة فقد يموت وهو على حالة سيئة. ” شرح سنن ابي داود” (16/ 405).
تنبيه:
قلت سيف بن دورة: حديث أنس (من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال: لليلتين و أن تتخذ المساجد طرقا و أن يظهر موت الفجأة).
حسنه الألباني
ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ ثُمَّ قَالَ: وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، مُرْسَلًا، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلَّا الْعَبَّاسُ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا شَرِيكٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْكَبِيرِ.
فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الطَّبَرَانِيِّ: يَرْفَعُهُ، وَالْبَاقِي مِثْلُهُ.
لكن يراجع ما ذكر الألباني من الشواهد.
ولاشك أن موت الفجأة في زماننا قد كثر وهذا المراد بالظهور وإلا فهو موجود في القرون الأولى.