(31) (903) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
وممن شارك سيف غدير النعيمي
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
– قال الامام الترمذي رحمه الله: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ
أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي قَالَ إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ فَادْعُهْ قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ الْخَطْمِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ هُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ. والحديث صحيح.
—————–
قال سيف غدير النعيمي: يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حديث توسّل الأعمى:
“هذا الحديث اختلف أهل العلم في صحته فمنهم من قال: إنه ضعيف، ومنهم من قال: إنه حسن، ولكن له وجهة ليست كما يتبادر من اللفظ، فإن هذا الحديث معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا الرجل الأعمى أن يتوضأ، ويصلي ركعتين ليكون صادقاً في طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له، وليكون وضوؤه، وصلاته عنواناً على رغبته في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوجه به إلى الله سبحانه وتعالى؛ فإذا صدقت النية، وصحت، وقويت العزيمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع له إلى الله عز وجل؛ وذلك بأن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم له. فإن الدعاء نوع من الشفاعة، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شَفَّعهم الله فيه). ثم ذكر حديث (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، والدعاء بلا شك من الأعمال التي تنقطع بالموت؛ بل الدعاء عبادة، كما قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/60، ولهذا لم يلجأ الصحابة رضي الله عنهم عند الشدائد وعند الحاجة إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم؛ بل قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قحط المطر: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون) وطلب من العباس رضي الله عنه أن يدعو الله عز وجل بالسقيا فدعا فسقوا. وقال الله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ) يونس/106.
وقال تعالى: (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ) الشعراء/213؛ وقال الله عز وجل: () المؤمنون/117؛ وقال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَاوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار) المائدة/72. وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60. وقال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/186. وقال تعالى منكراً على من دعا غيره: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) النمل/62. أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم” انتهى.
“مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين” (2/ 274).
-الحديث ذكره أبوحاتم في العلل 2064 ووجدت أني علقت عليه بحاشية فيها: بأن التعليل واقع على الإسناد، وإلا المتن صحيح بكلا الإسنادين.
والحديث خرجه باحث تخريجاً ليس فيه طول لكنه مفيد وقال: وخلاصة التخريج: أن الحديث صحيح، وقد صحح أبوزرعة حديث شعبة، وخالفه ابن المديني (الدعاء للطبراني 2/ 1290) وابن أبي حاتم فصحح حديث هشام الدستوائي وروح بن القاسم (العلل 2/ 189 – 190)، وعندي أن الحديث محفوظ على الوجهين
ومعنى قوله: ” أتوجه إليك بنبيك – صلى الله عليه وسلّم – ” أي بدعائه، كما في قول عمر الذي رواه البخاري: ” كنا نتوسل إليك بنبينا “، أي: بدعائه، وليس بذاته وإلا لما عدل عنه وتوسل بدعاء العباس. انتهى
-قال الشيخ مقبل في الشفاعة وذكر الحديث في فصل: طلب الشفاعة من المخلوق فيما يقدر عليه، وعزاه لأحمد (ج4 ص138) وللترمذي:
فوائد تتعلق بهذا الحديث:
الأولى: قول الترمذي رحمه الله: (إن أبا جعفر ليس بالخطمي) ليس بصحيح، قال شيخ الإسلام في “التوسل والوسيلة” ص (102): هكذا قال الترمذي، وسائر العلماء قالوا: هو أبوجعفر الخطمي وهو الصواب. اهـ
فعلى هذا فقول صاحب “صيانة الإنسان” ص (376): (إن الحديث ضعيف لأن في سنده عيسى بن أبي عيسى أبا جعفر الرازي التميمي) ليس بصحيح، بل الذي في السند: الخطمي، وهو عمير بن يزيد وهو ثقة كما تقدم عن الطبراني.
وقد اغتر صاحب “تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد” بقول الترمذي، وقال ص (244): إن في ثبوته نظرًا؛ لأن أبا جعفر لا يعرف. اهـ مختصرًا.
وكذا الحافظ في “تهذيب التهذيب” في (الكنى) فقال: أبوجعفر عن عمارة بن خزيمة، وعنه شعبة، قال الترمذي: ليس هو الخطمي. وكذا في “التقريب”، فقال: أبوجعفر عن عمارة بن خزيمة، قال الترمذي: ليس هو الخطمي، فلعله الذي بعده.
وقد عرفت أنه الخطمي وأنه ثقة معروف. انتهى كلام الشيخ مقبل
قلت: في النسخ التي وقفت عليها قال الترمذي: وهو الخطمي، وكذلك نقله محققو المسند.
قال باحث: وقال الطبراني في ” المعجم الصغير ” (1/ 307 – الروض الداني): ” تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة، والحديث صحيح “.قلت: لم يتفرد به، بل تابعه روح بن عبادة، عن شعبة، به.
أخرجه أحمد في ” مسنده ” (4/ 138)، وأبونعيم في ” معرفة الصحابة ” (4/ 1959 / 4927).ولذلك قال ابن تيمية في ” التوسل والوسيلة ” (ص 113): “والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة، وذلك إسناد صحيح “.والحديث صحح إسناده أيضاً الشوكاني في ” تحفة الذاكرين ” (ص 231)، والألباني في ” التوسل ” (ص 90).قلت: وهو كما قالوا؛ عمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 4/ 261).وأبي جعفر الخطمي وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي والطبراني وابن نمير (تهذيب التهذيب 4/ 412 – 413).وخالفه حماد بن سلمة فرواه عن أبي جعفر الخطمي، به، وزاد: “وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك “.أخرجه أحمد في ” مسنده ” (4/ 138)، والبخاري في ” التاريخ الكبير ” (6/ 209 – 210)، والنسائي في ” عمل اليوم والليلة ” (658)، وابن أبي خيثمة في ” تاريخه ” كما في ” التوسل والوسيلة ” لابن تيمية (ص 113).وهذه الزيادة شاذة؛ فإن شعبة أوثق من حماد بن سلمة، وقد أعل هذه الزيادة ابن تيمية في ” التوسل والوسيلة ” (ص 113 – 114)، وأقره الألباني في ” التوسل ” (ص 90).
وهذه الزيادة لم تصح وعلى فرض ثبوتها فإنها لا تدل على جواز بذات النبي – صلى الله عليه وسلّم – لاحتمال أن يكون المراد فافعل مثل ذلك من التوضؤ والدعاء وغير ذلك. انتهى
قلت: وقع عند الباحث أولا حماد بن زيد (وصوبته أنا)، وقد ذكره هو على الصواب حماد بن سلمة، وأحمد رواه من طريق حماد بن سلمة به أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم قد ذهب بصره. فذكر الحديث. فلم يسق المتن، وصححه محققو المسند، ولم ينتبهوا للشذوذ.
وقال الألباني بعد أن بين مخالفة حماد بن سلمة لشعبة: وكأن الإمام أحمد أشار إلى شذوذ هذه الزيادة فإنه أخرج الحديث من طريق مؤمل (وهو ابن إسماعيل) عن حماد – عقب رواية شعبة المتقدمة – إلا أنه لم يسق لفظ الحديث بل أحال به على لفظ حديث شعبة فقال: (فذكر الحديث) ويحتمل أن الزيادة لم تقع في رواية مؤمل عن حماد لذلك لم يشر إليها الإمام أحمد كما هي عادة الحفاظ إذا أحالوا في رواية على أخرى بينوا ما في الرواية المحالة من الزيادة على الأولى. انتهى
-ثم ذكر الشيخ مقبل في الشفاعه رواية للطبراني وحكم على الزيادة التي فيها وهي قصة الرجل مع عثمان بن عفان بالنكارة فقال:
قال الطبراني رحمه الله في “المعجم الصغير” (ج1 ص183): حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المقري المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبدالله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان ابن حنيف أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ، ثمّ ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نبيّ الرّحمة، يا محمّد إني أتوجّه بك إلى ربي عزّ وجلّ ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورحْ إليّ حتّى أروح معك. فانطلق الرّجل فصنع ما قال عثمان له، ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفّان فأجلسه معه على الطّنفسة، وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له .. فأخبر عثمان بن حنيف فحدثه بحديث الأعمى
قال الشيخ مقبل: الفائدة الثانية: قول صاحب “صيانة الإنسان” ص (377): (إن في سند هذه الزيادة التي عند الطبراني روح بن صلاح وهو ضعيف، فمن أجل ذلك تضعّف هذه الزيادة) ليس بصحيح، بل الذي في سندها روح بن القاسم كما جاء مصرحًا به في “المعجم الصغير” للطبراني، ولكن تضعيف هذه الزيادة من حيث كونها تدور على شبيب بن سعيد، وحاصل كلام الذهبي في “الميزان” نقلاً عن ابن عدي، وكلام الحافظ في “مقدمة الفتح” أن حديثه لا يصح إلا إذا كان من رواية ابنه أحمد عنه عن يونس بن يزيد الأيلي، وهذا ليس من روايته عن يونس فمن أجل ذلك تضعّف هذه الزيادة وتكون منكرة، والله أعلم.
تنبيه: … وهو في هذا الحديث من رواية ابن وهب عنه، ورواية ابن وهب عنه ضعيفة، وقد ذكر له البيهقيّ -كما في التوسل والوسيلة – متابعين: أحمد بن شبيب بن سعيد وأخاه إسماعيل. فتضعف الزيادة من أجل أنّها ليست من رواية شبيب عن يونس. والله أعلم. انتهى كلام الشيخ مقبل
وقال باحث: ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (ص202) والحاكم (1/ 526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي. انتهى
قلت: وهذا وجدته كلام الألباني في التوسل، وتتمة كلام الألباني:
ثالثا: أن عثمان بن حنيف لو ثبتت عنه القصة لم يعلم ذلك الرجل فيها دعاء الضرير بتمامه فإنه أسقط منه جملة (اللهم فشفعه في وشفعني فيه) لأنه يفهم بسليقته العربية أن هذا القول يستلزم أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم داعيا لذلك الرجل كما كان داعيا للأعمى ولما كان هذا منفياً بالنسبة للرجل لم يذكر هذه الجملة؟ قال شيخ الإسلام: (ومعلوم أن الواحد بعد موته صلى الله عليه و سلم إذا قال: اللهم فشفعه في وشفعني فيه – مع أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدع له – كان هذا كلاما باطلا … انتهى
هذا، وفي القصة جملة إذا تأمل فيها العاقل العارف بفضائل الصحابة وجدها من الأدلة الأخرى على نكارتها وضعفها، وهي أن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه كان لا ينظر في حاجة ذلك الرجل، ولا يلتفت إليه! فكيف يتفق هذا مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تستحي من عثمان، ومع ما عرف به رضي الله عنه من رفقه بالناس، وبره بهم، ولينه معهم؟ هذا كله يجعلنا نستبعد وقوع ذلك منه، لأنه ظلم يتنافى مع شمائه رضي الله عنه وأرضاه.
ثم قال الشيخ مقبل:
الفائدة الثالثة: هذا الحديث ليس فيه حجة للذين يدعون غير الله، لأن الأعمى إنما طلب من النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم الدعاء والشّفاعة، وقوله: (يا محمد) نداء لحاضر فيما يقدر عليه وهو الدعاء والشفاعة، وإن كنت تريد المزيد راجعت “التّوسل والوسيلة” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد جمع طرقه وتكلم عليه بما فيه كفاية، فجزاه الله خيرًا.
(7) فبراير (7): (25) م – سيف الكعبي: وقال بعض الباحثين:
وهذا الحديث لا حجة فيه على التوسل بذات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أو جاهه، لا في حياته ولا بعد مماته، ولا أنه عامٌّ لكلِّ أحدٍ، بل هو خاصٌّ بذلك الصحابي الأعمى، وفي زمن حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي دعائه صلى الله عليه وسلم الخاص له، والأدلة على ذلك كثيرةٌ، منها:
- أن الأعمى إنما جاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليدعوَ له “ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَنِي”، وهو توسلٌ جائزٌ مشروعٌ، وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح في حياته، ولا أصلحَ من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يُتوسل بدعائه، ومثل هذا: توسل الصحابة بدعاء العباس رضي الله عنه في عهد عمر رضي الله عنه لما أصابهم الجدب.
2. نُصح النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأفضل، وهو الصبر” وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”، وإصراره رضي الله عنه على الدعاء “ادْعُهُ”.
3. توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الرجلَ الأعمى لنوع آخر من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فأمَرَه أنْ يتوضأَ ويصليَ ركعتين ويدعوَ لنفسه “فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ … ”
4. أنَّ الأعمى قال “اللهمَّ فَشِفِّعْهُ فيَّ “، أي: اقبل شفاعته، أي: دعاءه صلى الله عليه وسلم لي.
5. قول الأعمى “وَشَفِّعْنِي فِيهِ” – ولم يذكرْها المصنف – يعني: اقبل شفاعتي، أي: دعائي في أنْ تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في ردِّ بصري.
6. لم يفعل أحدٌ من العميان في عصر السلف هذا الأمر، أي: الصلاة والدعاء، لأنهم لم يفهموا الحديث على عمومه، فليس هناك دعاءٌ منه صلى الله عليه وسلم لهم، وقد لقي ربه عز وجل، فكيف سيقولون مثل هذا الدعاء؟!.
7. ذكر العلماء هذا الحديث في معجزاته صلى الله عليه وسلم كالبيهقي في “دلائل النبوة” وغيره.
ذكر هذه الوجوه: الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه النافع “التوسل أنواعه وأحكامه” (ص69 فما بعدها)، وانظر كلاماً متيناً لشيخ الإسلام رحمه الله على هذا الحديث في كتابه “قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة” (ص185).
تنبيه: وممَّا يَستدلُّ به بعضُ المبتدعة أن رجلاً أعمى كان يتردد على عثمان بن عفان رضي الله عنه … وأن عثمان بن حنيف أمره بالصلاة والدعاء، وهي قصة ضعيفة، وزعمهم أن “الطبراني” روى القصة وصححها: تلبيسٌ واضحٌ، إذ الطبراني رواها مع الحديث السابق، وقال في آخرها: “حديث صحيح”، وهو -رحمه الله- لم يصحِّح القصةَ، وإنما الحديثَ، وهو صحيحٌ كما قال، وانظر “التوسل” (ص86) و”كشف المتواري” (ص27 – 76).
والله أعلم
وقال باحث آخر: ومع هذا فإن من حزبه أمرٌ، وعرضت له نازلة، ففزِع إلى ” الصلاة “، مع إحضار الأسباب، كان مصيباً موافَقاً، وحريٌ به أن ييسر الله أمره، ويقضي حاجته …
على ألاّ يلتزم صيغة مخصوصة من الدعاء، يرى أنها مشروعة بذاتها، وقد قال تعالى ” واستعينوا بالصبر والصلاة ” الآية، ومن نظر في سيرة سيد ولد آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ علم أن هذه سنته، وأنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة و الدعاء، والله اعلم.
وفي هدم المنارة:
التوسل هنا مختص بالدعاء، ويؤيده قول الرجل في دعائه: “اللهم! فشفعه فيَّ”، وهذا مقتضاه حصول الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه لأجل هذا الرجل في محنته.
لأن مقتضى الشفاعة ومعناها: الدعاء والطلب للغير.
قال ابن منظور في “لسان العرب” (4/ 2289):
“وروي عن المبرد وثعلب أنهما قالا في قوله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) قالا: الشفاعة: الدعاء ها هنا، والشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، وشفع إليه: في معنى طلب إليه … “.
قلت: وهذا يؤيده:
ما رواه الشيخان (البخاري: 4/ 385، ومسلم: 1/ 180) من طريق: قتادة، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“يجمع الله المؤمنين يوم القيامة، كذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم أما ترى الناس؟ خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا عند ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناك … “.
فهذا ظاهر جداً على أن الاستشفاع لا يكون توسلاً بالجاه، وإنما هو بالدعاء، فلو كان بالجاه لكفاهم أن يتوسلوا بجاه أحد الأنبياء دون الحاجة إلى التردد بين الأنبياء جميعاً، كما ورد في متن الحديث، وهذا لم يقع منهم، ومن ثَمَّ فلا شفاعة بغير دعاء أو طلب أو سؤال. انتهى
وابن كثير لما أورد حديث الأعمى يعنون له بقوله: قصة الاعمى الذي رد الله عليه بصره بدعاء الرسول
وبعضهم نقل كلاماً لابن تيمية مفاده:
أما إذا سئل بشيء ليس سبباً للمطلوب: فإما أن يكون إقساما عليه به، فلا يقسم على الله بمخلوق، وإما أن يكون سؤالاً بما لا يقتضي المطلوب فيكون عديم الفائدة، فالأنبياء والمؤمنون لهم حق على الله بوعده الصادق لهم وبكلماته التامة، ورحمته لهم أن ينعمهم ولا يعذبهم، وهم وجهاء عنده، يقبل من شفاعتهم ودعائهم، ما لا يقبله من دعاء غيرهم.
فإذا قال الداعي: أسألك بحق فلان، وفلان لم يَدْعُ له، وهو لم يسأله باتباعه لذلك الشخص ومحبته وطاعته، بل بنفس ذاته، وما جعله له ربه من الكرامة لم يكن قد سأله بسبب يوجب المطلوب.
وحينئذ فيقال: أما التوسل والتوجه إلى الله وسؤاله بالأعمال الصالحة التي أمر بها كدعاء الثلاثة الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم، فهذا مما لا نزاع فيه، بل هذا من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة:35] وقوله سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء:57] فإن ابتغاء الوسيلة إليه، هو طلب من يتوسل به، أي يتوصل ويتقرب به إليه سبحانه، سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال الأمر، أو كان على وجه السؤال له، والاستعاذة به رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار.
فالوسيلة التي أمر الله بابتغائها إليه تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته، فالتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي أمر بها، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم ليس هو من باب الإقسام عليه بمخلوقاته.
ومن هذا الباب: استشفاع الناس بالنبي – صلى الله عليه وسلم – يوم القيامة، فإنهم يطلبون منه أن يشفع لهم إلى الله، [البخاري3340، مسلم193] كما كانوا في الدنيا يطلبون منه أن يدعو لهم، في الاستسقاء وغيره. وقول عمر – رضي الله عنه -: إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا. [البخاري1010] معناه: نتوسل إليك بدعائه وشفاعته، وسؤاله، ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وسؤاله وشفاعته، ليس المراد به: إنا نقسم عليك به، أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله بعد موته وفي مغيبه. كما يقول بعض الناس: أسألك بجاه فلان عندك، ويقولون: إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه، ويروون حديثا موضوعا: «إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي، فإن جاهي عند الله عريض»، فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه، كما ذكر عمر – رضي الله عنه – لَفَعلوا ذلك بعد موته، ولم يعدلوا عنه إلى العباس مع علمهم بأن السؤال به، والإقسام به أعظم من العباس، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعله الأحياء، دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم، فإن الحي يطلب منه ذلك، والميت لا يطلب منه شيء، لا دعاء ولا غيره.
– وكذلك حديث الأعمى، فإنه طلب من النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو له ليرد الله عليه بصره، فعلمه النبي – صلى الله عليه وسلم – دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه، فهذا يدل على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – شفع فيه، وأمره أن يسأل الله قبول الشفاعة وأن قوله: «أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة» أي: بدعائه وشفاعته، كما قال عمر: «كنا نتوسل إليك بنبينا» فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد، ثم قال: «يا محمد، يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفّعه فيّ» فطلب من الله أن يشفّع فيه نبيه، وقوله: «يا محمد يا نبي الله» هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادي في القلب، فيخاطب الشهود بالقلب: كما يقول المصلي: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا، يخاطب من يتصور في نفسه، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب.
ومن فتاوى اللجنة الدائمة:
والحديث على تقدير صحته ليس فيه دعاء الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما فيه دعاء الله تعالى بتوجهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته، كما دعا الله تعالى أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجته.
وليس في الحديث ما يدل على جواز دعاء الموتى، وقد تكلم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث كلاما طيبا وأوضح معناه في كتابه [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة] فراجعها لتستفيد أكثر.
ومرة نقلوا كلام لابن تيمية سبق أن ذكرناه وزادوا من كلامه:
وكذلك لو كان الأعمى توسل به ولم يدع له الرسول … لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا – مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون أنفع من غيره، وهم في وقت الضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق ممكن – دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه.
ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه، وذلك أن التوسل به حيا هو الطلب لدعائه وشفاعته، وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم وهذا مشروع، فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم، وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير قبره، كما يفعل كثير من الناس عند قبور الصالحين، يسأل أحدهم الميت حاجته. أو يقسم على الله به ونحو ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. انتهى
شبهه والرد عليها: ورد سؤال لبعض لجان الفتوى:
حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
[السُّؤَالُ]
ـ[نتداول عادة عبارة أثناء الدعاء وهي: يالله بجاه حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد التعمق بديننا الحنيف وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وجدت أن التضرع لله بواسطة شخص متوفى منهي عنه.
فهل هذا صحيح، خاصة أني سمعت كلاما من أحد الصوفية يقول إن الرسول موسى عليه الصلاة والسلام قد ساعدنا نحن الأحياء وهو المتوفى، عندما طلب من الرسول محمد صلوات الله عليه وسلامه أن يعود إلى ربه ليخفف الصلاة من خمسين ركعة إلى خمس ركعات وذلك ليلة الإسراء والمعراج، أي أنه يمكن الاستعانة بالأموات الصالحين، علماً أنني على السنة إن شاء الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من المسائل المختلف فيها بين أهل العلم.
فأجازه بعض العلماء كالعز بن عبد السلام وعلق جوازه بصحة حديث الأعمى الذي رواه الترمذي وغيره، والحديث صحيح، فيكون قول العز بن عبد السلام جواز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
ويرى الشوكاني جواز التوسل بجاه الصالحين مطلقا، استدلالا بحديث الأعمى كذلك، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقول في دعائه: اللهم إني أسالك وأتوجه إليك بنبيك.
والراجح أن التوسل بالحق والجاه من البدع، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما أجدبوا توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما أي بدعائه، فلو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بجاهه وحقه جائز لما عدلوا عنه مع شدة حرصهم على الخير.
وأما حديث الأعمى فيحمل على أنه أمره بالتوسل بالنبي أي بالإيمان به وتصديقه، وقد أطال شيخ الإسلام النَفَس في تقرير هذه المسألة في كتابه في التوسل. وانظر الفتوى رقم: 4413.
وأما ما سمعته من هذا الرجل فهو كلام باطل، وإن قصد به أن الأموات ينفعون أو يضرون بعد موتهم، وأنه يجوز صرف الدعاء لهم من دون الله، فهو على خطر عظيم. نسأل الله العافية.
وقد التقى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء لقاء حقيقيا على كيفية لا يعلمها إلا الله تعالى، ودارت بينهم الحوارات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فكان لقاء معاينة، وحديث مشافهة، فأين في هذا التوسل بالميت أو الغائب؟ فعياذا بالله من الضلالة ونسأله التثبيت على السنة.
والله أعلم.
تنبيه1: بخصوص تبرك الشافعي بأبي حنيفة:
قال العلامة الألباني عن سند هذه القصة في الضعيفة (1/ 31ح22):
فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال
تنبيه 2: في بعض الروايات وردت لفظة منكرة قال باحث: فقبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت عائشة رضي الله عنها قبل أن يدخله يزيد بن الوليد في المسجد. فهذه اللفظة منكرة. انتهى بتقديم وتأخير.
– ورد حديث في صلاة الحاجة نصه:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ قَالَ: ” خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَلْيَتَوَضَّا وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيَقُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ أَسْأَلُكَ أَلا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا لِي ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ ”
أخرجه الترمذي، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ، فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ، وَفَائِدٌ هُوَ أَبُو الْوَرْقَاءِ. ا. هـ.
وقال الألباني في ” المشكاة ” (1/ 417): بل هو ضعيف جداً. قال الحاكم: روى عن أبي أوفى أحاديث موضوعة.
وجاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (8/ 162): وما يسمى بصلاة الحاجة: قد ورد في أحاديث ضعيفة ومنكرة – فيما نعلم – لا تقوم بها حُجّةٌ ولا تَصْلُحُ لبناء العمل عليها. انتهى
قلت: لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه فزع إلى الصلاة وقد قال تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) وضعف محققو المسند إسناده لكن صححوا حديث بمعناه من حديث صهيب وراجع الصحيحة 2459، ويشهد لمعناه حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا يوم بدر وما فينا إلا نائم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو حتى أصبح وراجع سنن أبي داود 1315، لكن لا نسميها صلاة الحاجة.
وراجع لزيادة توسع حول موضوع التوسل أيضا: الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية – لسليمان بن سحمان
التوضيحاتُ الكاشفاتُ على كشفِ الشُبَهاتِ و [كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأفهام]ـ
لنفس المؤلف الناشر: أضواء السلف
وراجع كتاب: قاعدة فى التوسل و الوسيلة لشيخ الاسلام ابن تيمية تحقيق الشيخ العلامة الدكتور ربيع بن هادى المدخلى و هو فى رأيى أفضل ما كتب فى موضوعه و يليه التوسل أنواعه و أحكامه لمحدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الالبانى
وراجع كتاب (هدم المَنارة لمن صحَّح أحاديث التوسّل والزيارة)، (ص112 – 125).
وكتاب دعاوى المناوئين
كتاب (التوصل لحقيقة التوسل)
وبحث التوسل حقائق وشبهات
تنبيه: نبه بعض الباحثين على كتاب تحقيق كتاب قاعدة في التوسل والوسيلة تنبيهات يحسن ذكرها قال:
فمما ورد (وساغ النزاع في السؤال بالأنبياء والصالحين) وعلق الشيخ ربيع على هذا الكلام واستبعد أن يكون هذا كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ولكن لعل الصواب كما في بعض النسخ وكما في مجموع الفتاوى ج1 وشاع النزاع في السؤال بالأنبياء والصالحين
وفي ص سقط 281من بعد قوله لم يكن له كفواً أحد ثم قال وكذلك قوله ” اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك”
وهذا الكلام موهم وعبارة الفتاوى واضحة ففي الفتاوى”بل إنما يقسم بالله تعالى بأسمائه وصفاته لم يكن له كفواً أحد و أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ” الحديث كما جاءت به السنة وأما أن يسأل الله ويقسم عليه بمخلوقاته فهذا لا أصل له في دين الإسلام
وفي ص 291 سقط عظيم من بعد قوله أو انصرني على عدوي وفي الفتاوى من بعد قوله أو انصرني على عدوي ونحو ذلك فهذا من الشرك بالله فسقط كلام طويل لا بد منه الى قوله ومن أعظم من ذلك أن يرى السفر.