306 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي رحمه الله تعالى في كتاب الضعفاء:
306 حسين بن سليمان مولى قريش، كوفي، مجهول، لا يتابع على حديثه هذا وليس بمعروف ولا يعرف بالنقل
403 – حدثنا موسى بن علي الختلي قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا حسين بن سليمان مولى قريش، عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني أنس بن مالك قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال: فإذا ذئب قد شد على غنم فأخذ الذئب منها شاة فاشتدت الرعاء عليه فقال الذئب: طعمة أطعمنيه الله تنزعوها مني فبهت القوم، فقالوا: ما تعجبون من كلام الذئب وقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم بتهامة، وقومه بين مصدق به وبين مكذب»
قال: وقد روي في قصة الذئب بإسناد أصلح من هذا الإسناد
الشرح
1 – ترجمة حسين بن سليمان مولى قريش:
قال العقيلي كوفي مجهول لا يتابع على حديثه هذا وليس بمعروف ولا يعرف بالنقل، انتهى أورده ابن حبان في الثقات وقال يروي عن عبد الملك بن عمير عن أنس نسخة دلسها عبد الملك بن عمير روى عنه هشام بن يونس اللؤلؤي انتهى
قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال”
يحدث عن عبد الملك بن عمير، عن أنس بغير حديث لا يرويه عن عبد الملك غيره مقدار خمسة أو ستة.” انتهى ثم ذكر بعضها وختمها بقوله ”
وهذه الأحاديث لا يتابعه أحد عليها” انتهى وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين،، وأورده كذلك الذهبي في المغني في الضعفاء وفي ديوان الضعفاء وفي ميزان الاعتدال وقال “أتى بطامات” وقال أيضا “لا يعرف”
2 – تخريج حديث الباب: عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني أنس بن مالك قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال: فإذا ذئب قد شد على غنم فأخذ الذئب منها شاة فاشتدت الرعاء عليه فقال الذئب: طعمة أطعمنيه الله تنزعوها مني فبهت القوم، فقالوا: ما تعجبون من كلام الذئب وقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم بتهامة، وقومه بين مصدق به وبين مكذب» أخرجه العقيلي في الضعفاء كما هنا من طريق عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا حسين بن سليمان مولى قريش، عن عبد الملك بن عمير به.
تابعه عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَالِمٍ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير به أخرج أبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة 36 وأبو نعيم في دلائل النبوة – عزاه إليه ابن كثير في البداية والنهاية-.
تابعه هشام بن يونس اللؤلؤي حدثنا حسين بن سليمان به أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة – عزاه إليه ابن كثير في البداية والنهاية-. عن الطَّبَرَانِيّ-: ثَنَا عَبْدُ الله بن مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، ثَنَا هِشَام به
والحديث عزاه ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح إلى معجم الطبراني.
قال أبو نعيم تفرد به حسين بن سليمان عن عبد الملك.
قال الحافظ ابن كثير كما في البداية والنهاية: الحسين بن سليمان الرفا هذا يقال له الطلخي كوفي أورد له ابن عدي عن عبد الملك بن عمير أحاديث ثم قال: لا يتابع عليها.
3 – تخريج الأحاديث التي قد يكون أشار إليها العقيلي بقوله (وقد روي في قصة الذئب بإسناد أصلح من هذا الإسناد):
أخرج الترمذي في سننه 2181 والحاكم في المستدرك 8508، من طريق وكيع عن القاسم بن الفضل، قال: حدثنا أبو نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده.
وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث وثقه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي. انتهى.
تابعه يزيد عند الإمام أحمد في مسنده 11792 واللفظ له ومسدد في مسنده – كما قاله البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة-، وتابعه مسلم بن إبراهيم كما عند عبد بن حميد 877 والبزار في مسنده كما في كشف الأستار 2431 والعقيلي في الضعفاء في ترجمة القاسم بن الفضل 1687 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 6178، وتابعه عبيد الله بن موسى كما عند البيهقي في دلائل النبوة 2289 وإسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوة 116 وتابعه موسى بن إسماعيل كما عند إسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوة 234 تابعه هريم بن عثمان وأبو عمر الحوضي وهدبة بن خالد وأبو الوليد الطيالسي كما عند أبي نعيم في دلائل النبوة 261 تابعه يونس بن بكير كما عند البيهقي في الدلائل 2289 تابعه شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ كما عند أبي سعيد النقاش في فنون العجائب 15 قالوا أخبرنا القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: عدا الذئب على شاة، فأخذها فطلبه الراعي، فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، قال ألا تتقي الله، تنزع مني رزقا ساقه الله إلي، فقال: يا عجبي ذئب مقع على ذنبه، يكلمني كلام الإنس، فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه، حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي: ” أخبرهم ” فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صدق والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ” قال البيهقي هذا إسناد صحيح وله شاهد من وجه آخر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انتهى قلت والحديث أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 122
وقال “وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير القاسم هذا وهو ثقة اتفاقا، وأخرج له مسلم في المقدمة “. انتهى. وقال البزار”
قَالَ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلا الْقَاسِمُ وَهُوَ بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَزَادَ فِيهِ عَلَى أَبِي نَضْرَةَ.” وقال أبو المنجى عبد الله بن عمر الطاهري القزاز حديث حسن مشهور
وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم. وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 406 وقال حديث صحيح
تابعه هدبة بن خالد القيسي، أنبأنا القاسم بن الفضل به وزاد راويا بين القاسم وأبي نضرة وهو الجريري أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قاله البوصيري في إتحافه – وعنه ابن حبان في صحيحه ولا أراه إلا وهما فهذا الجمع الذين رووه بدونها أرجح من الفرد.
تابعه شهر بن حوشب أن أبا سعيد الخدري حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه الذئب، فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي، فاستنقذها منه وهجهجه، فعانده الذئب يمشي، ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله، قال: واعجبا من ذئب مقع مستذفر بذنبه، يخاطبني فقال: والله إنك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذلك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخلات بين الحرتين يحدث الناس عن نبإ ما قد سبق، وما يكون بعد ذلك، قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثم مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى ضرب عليه بابه، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أين الأعرابي صاحب الغنم؟ ” فقام الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ” حدث الناس بما سمعت وما رأيت “، فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ” صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله، فتخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده ” أخرجه الإمام أحمد في مسنده 11841 والطبراني في مسند الشاميين 2944 من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدثني عبد الله بن أبي حسين، حدثني شهر به
تابعه عبد الحميد، حدثني شهر به نحوه أخرجه الإمام أحمد في مسنده 11841
تابعه معقل بن (عبيد) الله عن شهر به أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (مع تشويش في الإسناد)
تابعه الأشعث بن عبد الله، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي الله عنه به أخرجه عبد الرزاق في المصنف 20808 ومن طريقه الإمام أحمد في مسنده 8063 وابن راهويه في مسنده 360 وأبو نعيم في دلائل النبوة 262 والبغوي في شرح السنة 4282 فجعله من مسند أبي هريرة
تابعه عامر الأحول، حدثني شهر بن حوشب به نحوه أخرجه مسدد في مسنده – كما ذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة-
قال ابن كثير: تفرد به أحمد وهو على شرط السنن ولم يخرجوه، ولعل شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضا. والله أعلم. انتهى، وقال الذهبي كما في تاريخ الإسلام حديث حسن صحيح الإسناد. 1/ 693
4 – عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم
أخرجه البخاري 2324 ومسلم 2388 والترمذي 3677 و3695 من طريق سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة يه
تابعه الأعرج عن أبي سلمة به أخرجه البخاري 3471 ومسلم 2388 والنسائي في السنن الكبرى 8057
تابعه الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف به أخرجه البخاري 3663 و3690 والإمام أحمد في مسنده 8963 وزاد البخاري في الموضع الثاني وكذا مسلم 2388 والنسائي في السنن الكبرى 8060 فقال عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه به
تنبيه: أخرنا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين رغم أنه أصح إسنادا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لأن ظاهره أنه من أخبار الأمم التي سبقتنا وقد أورده الإمام البخاري في أحاديث الأنبياء 3471
وأما حديث أبي سعيد فإنه يذكر حادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية وهي أشبه بحديث الباب. نعم قد يقول قائل بأن العقيلي إنما يقصد حديث الصحيحين ويصحح قصة الذئب ويضعف الباقي وهو متجه أيضا.
قال المهلب: “فبيان كلام البهائم من الآيات التى خصت بها بنو إسرائيل، لجواز أن تكون النبوة فيهم غير محظورة” نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري،
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح: ” وهو مما فهمه البخاري إذ خرجه في باب: ذكر بني إسرائيل. وذكر ابن الأثير أن قصة الذئب كانت أيضا في المبعث.” انتهى
قلت سيف:
تنبيه: ذكر العقيلي حديث أبي سعيد في ترجمة القاسم بن الفضل وقال:
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ المُطَرِّزُ، حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا مُسْلِمٌ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ القاسِمِ بْنِ الفَضْلِ الحُدّانِيِّ فَأتاهُ شُعْبَةُ فَسَألَهُ عَنْ حَدِيثِ أبِي نَضْرَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ لا: بَيْنا راعٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ عَدا الذِّئْبُ عَلى شاةٍ، قالَ: فَقالَ شُعْبَةُ: لَعَلَّكَ سَمِعْتَهُ مِن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ؟ قالَ: لا، حَدَّثَنا أبُو نَضْرَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ، فَما سَكَتَ حَتّى سَكَتَ شُعْبَةُ وقَدْ رُوِيَتْ قِصَّةُ الذِّئْبِ بِإسْنادٍ غَيْرِ هَذا وفِيهِ لِينٌ أيْضًا. انتهى
فهذا مثل الغمز من شعبة في الحديث نقله عنه العقيلي، أما قول العقيلي: قال: وقد روي في قصة الذئب بإسناد أصلح من هذا الإسناد
فغالبا العقيلي يقصد حديث أبي هريرة الذي في الصحيحين. وأن قضية الذئب إنما وقعت في الأمم قبلنا لا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.