30 -حاشية على أحاديث معلة ظاهرها الصحة
جمع عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي.
——–‘——-‘——-
30 – قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج14ص20): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَنَحْنُ بِبَيْرُوتَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هذا حديث ظاهره الصحة ولا سيما وقد ذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف تحت ترجمة سعيد بن أبى سعيد المقبري فتنظر في السند فتجدهم ثقات ولكن الحافظ ابن حجر يتعقب الحافظ المزي في “النكت الظراف ” فيقول قلت هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي شامي وأما المقبري فهو مدني وقد أوضحت ذلك في “التهذيب “.
وفى “تحفة الأشراف “حاشية ك: بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات، وإنما هو الساحلي وهو غير محتج به كذلك جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر , والظاهر أنه سعيد بن خالد. أهـ المراد من الحاشية.
وذكر الحافظ في “تهذيب التهذيب “نحو ذلك (1). (1) والحديث معناه صحيح في أحاديث أخرى.
…………………………………..
قلت سيف:
قال الحافظ أبو القاسم في حول سعيد بن أبي سعيد المقبري: قدم الشام مرابطا، و حدث ببيروت من ساحل دمشق، و سمع منه هناك عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. ثم روى بإسناده عن ابن جابر قال: حدثنى سعيد بن أبى سعيد المقبرى (ق) و نحن ببيروت، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” ألا إن الله قد جعل لكل ذى حق حقه
، ألا لا وصية لوارث ” ثم قال: فرق الخطيب أبو بكر فى ” المتفق و المفترق ” بين المقبرى و بين سعيد بن أبى سعيد الذى حدث ببيروت، و وهم فى ذلك. قال الخارى: مات بعد نافع. و قال الواقدى، و يعقوب بن شيبة، و غير واحد: مات فى أول خلافة هشام بن عبد الملك.
و قال نوح بن حبيب القومسى: سعيد بن أبى سعيد، و ابن أبى مليكة، و قيس بن سعد، ماتوا سنة سبع عشرة و مئة.
و قال: محمد بن سعد، و أبو بكر بن ابى خيثمة: مات فى أول خلافة هشام بن عبد الملك، سنة ثلاث و عشرين و مئة.
و قال أبو عبيد القاسم بن سلام: مات سنة خمس و عشرين و مئة.
و قال خليفة بن خياط: و فى سنة ست و عشرين و مئة مات عمرو بن دينار بمكة، و سعيد المقبرى بالمدينة. روى له الجماعة. اهـ.
قال الحافظ فى “تهذيب التهذيب” 4/ 39:
و ذكر الحافظ سعد الدين الحارثى أن ابن عساكر لم يصب فى توهيم الخطيب. و صدق الحارثى ; قد جاء فى كثير من الروايات: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبى سعيد الساحلى، عن أنس، و الرواية التى وقعت لابن عساكر، و فيها: عن ابن جابر، عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى كأنها وهم من أحد الرواة، و هو سليمان بن أحمد الواسطى، فإنه ضعيف جدا، و إن المقبرى لم يقل أحد إنه
يدعى الساحلى، و هذا الساحلى غير معروف، تفرد عنه ابن جابر.
و قد روى ابن ماجة فى الجهاد عن عيسى بن يونس الرملى، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن سعيد بن خالد بن أبى طويل الصيداوى، و يقال: البيروتى، عن أنس، حديثا، فيحتمل أن يكون سعيد بن أبى سعيد الساحلى، هو سعيد بن خالد هذا، فقد
أخرج له ابن ماجة حديثين من رواية ابن شعيب، عن ابن جابر، عنه، فيحتمل أن يكون ابن جابر سقط فى حديث سعيد بن خالد، و الله أعلم.
و فى الرواة سعيد بن أبى سعيد غير هذا أربعة عشر رجلا، ذكر أكثرهم الخطيب فى ” المتفق و المفترق
جاء في الصحيحين البخاري3172 و مسلم 1370 من حديث علي بن ابي طالب مرفوعا: ” … ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا، ولا عدلا»
ورواه الطبراني2127 في الدعاء من حديث عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ التَّابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
قال الترمذي بعد أن رى حديث أبي أمامة 2120: وَفِي البَابِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، وَأَنَسٍ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ، وَرِوَايَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَهْلِ العِرَاقِ وَأَهْلِ الحِجَازِ لَيْسَ بِذَلِكَ فِيمَا تَفَرَّدَ بِهِ لأَنَّهُ رَوَى عَنْهُمْ مَنَاكِيرَ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ أَصَحُّ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الحَسَنِ يَقُولُ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ أَصْلَحُ بَدَنًا مِنْ بَقِيَّةَ، وَلِبَقِيَّةَ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ عَنِ الثِّقَاتِ وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ عَدِيٍّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ: خُذُوا عَنْ بَقِيَّةَ مَا حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ، وَلاَ تَاخُذُوا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ مَا حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ وَلاَ غَيْرِ الثِّقَاتِ. اهـ
ورواه من الطبراني من حديث 2128 عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ أَوِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ»
ورواه 2129 من حديث عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ»
ومن حديث 2131 ع عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» صححه الالباني في سنن الترمذي 2121
ومن حديث 2133عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ لِغَيْرِ مَوَالِيهِ كَفَرَ»
ومن حديث 2139عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي بَكْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ» حديث سعد صححه الالباني في سنن ابي داود 5115
وفي الصحيح المسند 680 عن ابن عباس انه سمعه يقول ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
في سنن ابن ماجه 2611 عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ادعى إلى غير أبيه لم يرح ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام» ضعفه الالباني
—-
قلت سيف:
وورد كذلك عن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه، إلا كفر. ومن ادعى ما ليس له فليس منا. وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه»).
رواه البخاري- الفتح 6 (3508)، ومسلم (61) واللفظ له.
عن أبي عثمان النهدي قال سمعت سعد بن مالك وأبا بكرة يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام. قال: فقلت له: لقد حدثك رجلان وأي رجلين فقال: وما يمنعهما من ذلك أما أحدهما فأول رجل رمى بسهم في سبيل الله وأما الآخر فأول رجل نزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وفي مسندأحمد 5998 – حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب قال: قال حيوة، أخبرني أبو عثمان، أن عبد الله بن دينار، أخبره، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أفرى الفرى من ادعى إلى غير أبيه، وأفرى الفرى من أرى عينيه في النوم ما لم ترى، ومن غير تخوم الأرض ”
قلت على شرط الذيل على الصحيح المسند وراجع الصحيحة 3063
وعَنْ أَبِى عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدٍ – رضى الله عنه – قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ». رواه البخاري
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فقد كفر)). متفق عليه.
وروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: كان مما يقرأ فى القرآن: (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم).