30 التعليق على العلل الكبير للترمذي
جمع حسين البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-
30 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ خَرَّبُوذَ أَبِي النُّعْمَانِ , عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ , قَالَتْ: رُبَّمَا اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوُضُوءِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ. وَهَكَذَا رَوَى أَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , وَقَالَ وَكِيعٌ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ صُبَيَّةَ: رُبَّمَا اخْتَلَفَتْ يَدِي , فَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: وَهِمَ وَكِيعٌ , وَالصَّحِيحُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ خَرَّبُوذَ أَبِي النُّعْمَانِ , [ص:40] قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أُسَامَةَ , فَقَالَ: عَنْ أُمِّ صَفِيَّةَ , فَقَالَ: أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ , عَنْ سُفْيَانَ , وَقَالَ: أُمُّ صُبَيَّةَ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ
الوهم الأول تسمية وكيع للرواي باسم: النعمان بن خربوذ اهـ. وهو سالم بن خربوذ
وهو سالم بن النعمان بن خربوذ الذي روى عنه أسامة بن زيد (موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي)
وجاء في تهذيب التهذيب لابن حجر:
قلت: وقال البخاري وقال بعضهم ابن النعمان ولم يصح وخالفه أبو زرعة فرجح رواية من قال عن سالم بن النعمان وهي رواية الثوري وابن وهب عن أسامة اهـ.
قال الدارقطني سرج يعرف بخربوذ (تهذيب التهذيب)
وقال الحاكم أبو أحمد من قال بن سرج عربه ومن قال بن خربوذ أراد به الإكاف بالفارسية (تهذيب الكمال)
الوهم الثاني تسمية قبيصة للمرأة بقوله: أم صفية اهـ. وهي أم صبية
قال ابن أبي حاتم في العلل 161: سئل أبو زرعة عن حديث رواه [قبيصة] عن سفيان، عن أسامة، عن أسامة بن زيد، عن سالم بن النعمان، عن امرأة من جهينة يقال لها: أم صفية -هكذا قال قبيصة- قالت: “نازعت النبي ‘ في الوضوء من إناء واحد”.
ورواه وكيع، عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ، عن أم صبية … هذا الحديث.
ورواه ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عن سالم بن النعمان، عن أم صبية.
ورواه خارجة بن الحارث، عن سالم بن (سرج)، سمعت أم صبية … فذكر الحديث.
فقال أبو زرعة: هكذا قال قبيصة: أم صفية. وإنما هي أم صبية واسمها: خولة بنت قيس
ووهم وكيع في الحديث، والصحيح حديث ابن وهب وسالم بن النعمان بن سرج.
قال ابن أبي حاتم: يعني أن وكيعاً قال: عن النعمان بن خربوذ. فهذا الذي وهم فيه. انتهى ما ذكره.
وقد تقدم أن أبا داود روى الحديث من طريق وكيع وقال فيه: عن ابن خربوذ فقط. فكأنه أسقط وهم وكيع منه، والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: سالم بن النعمان ابن سرج ويكنى بأبي النعمان روى عن أم صبية وهو مولى أم صبية، روى عنه أسامة بن زيد الليثي وخارجة بن الحارث. سمعت أبي يقول ذلك. اهـ (شرح العلل لابن عبد الهادي)
تنبيه: قال بعض المحققين أن أبا حاتم قال وهم وكيع كما في العلل وقد بحثت فلم أجد إلا ما نقلته وليس فيه ذكر لأبي حاتم.
قال ابن ماجة عقيب الحديث: سمعت محمدا (يعني ابن يحيى) يقول: أم صبية هي خولة بنت قيس. فذكرت ذلك لأبي زرعة. فقال: صدق اهـ.
تنبيه: خولة بنت قيس هذه قد تختلط مع خولة بنت قيس بن قهد الأنصارية الخزرجية
قال ابن حجر في الإصابة: وزعم بن مندة أن أم صبية هي خولة بنت قيس بن قهد ورد عليه أبو نعيم فأصاب وقد فرق بينهما بن سعد وغيره اهـ.
قال مغلطاي رحمه الله في شرح ابن ماجه: وفرق ابن حبان بينها وبين خولة الأنصارية امرأة حمزة بن عبد المطلب اهـ.
معنى الحديث
قَالَ مُغْلطاي في شرح سنن ابن ماجه: ((وأعترض بعضهم على صحة هذا الحَدِيث بكونه عليه السلام لم يمس امرأة لا تحل له، قَالَ: وخولة هذه لم يأت في خبر صحيح ولا غيره أنها كانت بهذه الصفة.
وفي الذي قاله نظرٌ؛ وذلك من قولها “تختلف” لأنّ الاختلاف لا يوجب مساً
الثاني: لا يرفع صحة الحَدِيث لتخيل معارضة إذا عُدلتْ رواته، وسَلِمَ من شائبة الانقطاع))
وَقَالَ ابن حَجَر في الفتح: ((ومعنى تختلف أنه كان يغترف تارة قبلها، وتغترف هي تارة قبله))
وقال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود:
وقد ذكر صاحب (عون المعبود) أن في بعض النسخ: عن أم صبية عن عائشة. وعلى هذا فتكون عائشة هي التي حصل منها هذا الذي جاء في هذا الحديث من جهة الاغتراف والوضوء من إناء واحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما على أن التي فعلت ذلك مع رسول الله هي هذه المرأة الأجنبية، فقال العلماء: إن هذا يحمل على أنه كان قبل أن يفرض الحجاب، وأما على أنها عائشة وهذه تروي عن عائشة فإن الأمر لا إشكال فيه والمقصود من الترجمة بباب الوضوء بفضل وضوء المرأة: كونها تختلف اليد مع يد رسول الله، هو يأخذ وهي تأخذ، فهذا يعتبر فضل وضوئها؛ لأن ما بقي بعد أخذها في يدها يكون فضلاً. اهـ.
وقال بعض الشراح: يحتمل أن يكون قد سدل بينهما حجاب على الإناء ويأخذان الماء من ورائه
قلت سيف: الحديث أخرجه أحمد 27067 حدثنا عبدالرحمن بن مهدي قال حدثني خارجة ابن الحارث بن المزني قال حدثني سالم بن سرج سمعت أم صبية تقول. اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء في إناء واحد
وقلنا: هو على شرط الذيل على الصحيح المسند. وراجع تخريجنا لسنن أبي داود 78. ومشكل الحديث الذي جمعناه مع الأصحاب حيث ذكرنا توجيهات للحديث. وضعفنا رواية من قال ان يدها كانت تمس يد النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا شذوذ من قال عن أم صبية عن عائشة.