3 – بَابُ مِنْ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
36 – (2401) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ – قَالَ: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرُونَ: حَدَّثَنَا – إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ، ابْنَيْ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ – قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ – فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ»
27 – (2402) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُثْمَانَ، حَدَّثَاهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ عُثْمَانُ: ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، وَقَالَ لِعَائِشَةَ: «اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ» فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ، إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ»
27 – حَدَّثَنَاهُ عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ كُلُّهُمْ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، حَدَّثَاهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
28 – (2403) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَائِطٍ مِنْ حَائِطِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ يَرْكُزُ بِعُودٍ مَعَهُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، إِذَا اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ، فَقَالَ: «افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» قَالَ: فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: «افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، قَالَ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ» قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: فَفَتَحْتُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ وَقُلْتُ الَّذِي قَالَ، فَقَالَ: اللهُمَّ صَبْرًا، أَوِ اللهُ الْمُسْتَعَانُ
28 – حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ حَائِطًا وَأَمَرَنِي أَنْ أَحْفَظَ الْبَابَ، بِمَعْنَى حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ
29 – (2403) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا، قَالَ: فَجَاءَ الْمَسْجِدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: خَرَجَ، وَجَّهَ هَاهُنَا، قَالَ فَخَرَجْتُ عَلَى أَثَرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، قَالَ: فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ، حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» قَالَ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ: لِأَبِي بَكْرٍ ادْخُلْ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعَهُ فِي الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ – يُرِيدُ أَخَاهُ – خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَجِئْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ: أَذِنَ وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْجَنَّةِ، قَالَ فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُفِّ، عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا – يَعْنِي أَخَاهُ – يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ فَحَرَّكَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، قَالَ وَجِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، مَعَ بَلْوَى تُصِيبُهُ» قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَيُبَشِّرُكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تُصِيبُكَ، قَالَ فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وِجَاهَهُمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ. قَالَ شَرِيكٌ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ
29 – حَدَّثَنِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، هَاهُنَا – وَأَشَارَ لِي سُلَيْمَانُ إِلَى مَجْلِسِ سَعِيدٍ نَاحِيَةَ الْمَقْصُورَةِ – قَالَ أَبُو مُوسَى، خَرَجْتُ أُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَلَكَ فِي الْأَمْوَالِ، فَتَبِعْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ دَخَلَ مَالًا، فَجَلَسَ فِي الْقُفِّ، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ سَعِيدٍ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ.
29 – حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ لِحَاجَتِهِ، فَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، وَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ: قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ فَتَأَوَّلْتُ ذَلِكَ قُبُورَهُمُ اجْتَمَعَتْ هَاهُنَا وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ
الفوائد
———-
حديث عائشة فيه:
-حياء النبي صلى الله عليه وسلم، وحياء عثمان رضي الله عنه.
-فضيلة لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم يستروح معهما.
– ورد عن الزهري أنه سأل عن كلمة (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) فقال: إنما يحدث بهذا الكذابون.
ولعل الزهري يريد بالكذب الخطأ. لكن هذه اللفظة وردت في صحيح مسلم أول حديث في الباب.
ووردت كذلك حديث ولفظه (إن عثمان حيي ستير تستحي منه الملائكة)
وصحح الألباني حديث (أرحم أمتي بأمتي أبوبكر. .. وأصدقهم حياء عثمان. .. ) وبعضهم يضعفه
وورد عن زيد بن ثابت أنه وقف يوم الدار فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن ملك قال لي: شهيد الأميين يقتله قومه. إنا لنستحي منه يعني عثمان.
وقال علي بن أبي طالب وطلبوه ليبايعوه: أبايع قوما قتلوا رجلا. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة. …. قال: ثم حصلت عزمة فبايعت. الصحيح المسند
وذكر الحسن أن عثمان كان ليكون في البيت فما يضع عنه الثوب. ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
حتى قال المناوي: لشدة حيائه تستحي منه الملائكة.
تنبيه: سيأتي إن شاء الله التوسع في خلق الحياء في موضعه.
– ليس فيه دليل على كشف الفخذين لأن الرواية بالشك. والبخاري خلص إلى أن أحاديث كشف الفخذين أسند وحديث الفخذ عورة أحوط.
في الحديث تدلل العالم والفاضل بحضرة من يدل عليه من فضلاء أصحابه. واستحباب ترك ذلك إذا حضر غريب أو صاحب يستحي منه.
– اتصاف الملائكة بصفة الحياء وأن الحياء صفة جميلة.
——-
– حديث أبي موسى الأشعري فيه:
-فيه ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد.
– ملازمة الوضوء ولو لم يكن وقت صلاة. استعدادا لها أو لصحبة العلماء.
– النية الصالحة يفتح رب العزة بسببها الخير. فأبو موسى نوى خدمة النبي صلى الله عليه وسلم. فقيض الله أن يطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
– اذا عزم المسلم على عمل صالح فليكمله. فأبو موسى بحث عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجده.
– حمد الله عند النعم.
وردت رواية عند أحمد أن أبا بكر وعمر حمدا الله لما بشرا بالجنة.
– الابتعاد عند قضاء الحاجة.
– جواز اتخاذ البوابين.
– الخلوة مع الأصحاب.
– بناء السلف وتواضعه.
– فيه الاستئذان. وعليه يحمل لفظة (دفع الباب).
– البلوى التي أصيب بها عثمان هي قتله يوم الدار.
– نقل عن عائشة كما أخرجه أبو نعيم في صفة قبر النبي صلى الله عليه وصاحبيه أن أبا بكر عن اليمين وعمر عن الشمال. فلو ثبت لكان فيه تمام المطابقة لجلوسهم حول البئر. لكنه لم يصح. ثم ورد في سنن أبي داود ما يعارضه من طريق القاسم بن محمد أنه طلب من عائشة أن تريه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه. فكشفت لي. … وفيه فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قبره وأبو بكر راسه بين كتفيه وعمر رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم.
– فيه جواز الضرب بالعود خاصة عند التفكير.
– فراسة سعيد بن المسيب.
– فضيلة لأبي موسى.
– محبة الخير للأقارب.
– معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم
– جواز كشف الساقين.
– التوافق في الهيئة والحال مما يكسب المحبة فهذا أبوبكر وعمر وعثمان جلسوا كهيئة النبي صلى الله عليه وسلم
– ملازمة هؤلاء الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
– فضيلة لهم بالتبشير بالجنة.
– فيه قول الله المستعان عند المصيبة والدعاء بالصبر.
– فيه جواز ثناء الإنسان على نفسه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب ونحوه
===========
وهذه سيرة منتخبة لعثمان بن عفان حاولت فيها تحري الصحة:
فضائل عثمان بن عفان
أولاً: اسمه ونسبه وكنيته وألقابه:
1 – هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب , ويلتقي نسبه بنسب رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في عبد مناف. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب، وهي شقيقة عبد الله والد النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويقال: إنهما ولدا توأما (حكاه الزبير بن بكار)، فكان ابن بنت عمة النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ابن خال والدته. وقد أسلمت أم عثمان وماتت في خلافة ابنها عثمان, وكان ممن حملها إلى قبرها، وأما أبوه فهلك في الجاهلية.
2 – كنيته: كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما ولد له من رقية بنت رسول الله غلام سماه عبد الله، واكتنى به، فكناه المسلمون أبا عبد الله.
3 – لقبه: كان عثمان – رضي الله عنه – يلقب بذي النورين، وقد ذكر بدر الدين العيني في شرحه على صحيح البخاري، أنه قيل للمهلب بن أبي صفرة: لم قيل
لعثمان ذو النورين؟ فقال: لأنا لا نعلم أحدا أرسل سترا على بنتي نبي غيره. ونقله كذلك عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي عن خاله حسين الجعفي
وقيل: سمي بذي النورين لأنه كان يكثر من تلاوة القرآن في كل ليلة في صلاته، فالقرآن نور وقيام الليل نور.
4 – ولادته: ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح، وقيل: ولد في الطائف، فهو أصغر من رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بنحو خمس سنين.
ثانيًا: أسرته:
تزوج عثمان – رضي الله عنه – ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهن: رقية بنت رسول الله وقد أنجبت له عبد الله بن عثمان، ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة
رقية، وتزوج فاختة بنت غزوان، وهي أخت الأمير عتبة بن غزوان، وأنجبت لعثمان عبد الله الأصغر، وأم عمرو بنت جندب الأزدية، وقد أنجبت لعثمان عمرا وخالدا وأبان وعمر ومريم، وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية، وأنجبت لعثمان: الوليد وسعيدا وأم سعد، وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، وأنجبت لعثمان: عبد الله، وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية، وأنجبت لعثمان: عائشة وأم أبان وأم عمرو، وقد أسلمت رملة، وبايعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وتزوج نائلة بنت الفرافصة الكلبية، وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحسن إسلامها
ثالثًا: مكانته في الجاهلية:
كان – رضي الله عنه – في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه؛ فهو عريض الجاه ثري، شديد الحياء، عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه.
رابعا: فضائله:
عثمان والقرآن:
وقد عرض القرآن الكريم كاملا على رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قبل وفاته. ومن أشهر تلاميذ عثمان في تعلم القرآن الكريم أبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب وأبو الأسود، وزر بن حبيش. وقد حفظ لنا التاريخ بعض أقوال عثمان – رضي الله عنه – في القرآن الكريم
حيث قال: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله عز وجل. وقال: إني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر فيه إلى عهد الله
ملازمته للنبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في المدينة:
عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فيقول: إن الله -عز وجل- بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن، فهاجرت الهجرتين الأوليين، ونلت صهر رسول الله، ورأيت هديه.
لقبه ذو النورين حيث لم تجتمع بنتا نبي تحت رجل واحد إلا لعثمان.
ومن فضائله الفتوحات التي حصلت في عصره. وراجع لها البداية والنهاية.
ومن فضائله جمعه للقرآن. حيث أمر بتحريق المصاحف التي كاد المسلمون يفتتون بسبب اختلاف القراءات ويضلل بعضهم بعضا، فجمعهم على قراءة قريش.
ومن فضائله أنه لم يشرب الخمر لا في جاهلية ولا في إسلام، ولم يزن لا في جاهلية ولا إسلام. كما ذكر ذلك عن نفسه حين حصره الخوارج.
وهو من أوائل من أسلم، فلم يتأخر حين دعاه أبوبكر الصديق.
وكان من أصحاب الهجرتين.
وكان يعلم الناس القرآن وله تلاميذ
وورد في حياء عثمان – رضي الله عنه نصوص تشهد له بذلك كما في صحيح مسلم وغيره.
وورد الشهادة له في حديث (اسكن أحد فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان)
وله مواقف مشرقة في الجهاد مع رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
1 – عثمان وغزوة بدر:
لما خرج المسلمون لغزوة بدر كانت زوجة عثمان السيدة رقية بنت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مريضة بمرض وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بملازمتها.
وقد ضرب له بسهمه فشاركهم في الغنيمة والفضل والأجر. فعن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من مصر حج البيت فقال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني أنشدك الله بحرمة هذا البيت، هل تعلم أن عثمان تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ فقال: نعم، ولكن أما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله فمرضت، فقال له رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه» البخاري، رقم: (3698)
2 – عثمان وغزوة أحد:
عثمان – رضي الله عنه – تراجع للمدينة فكانوا يتهمونه دون سائر المتراجعين من الصحابة، وبعد أن عفا الله عن المتراجعين وفي حديث ابن عمر السابق قال: فإن الله عفا عنه وأنتم تأبون ذلك.
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه مدافعا عن نفسه وبلغه أن رجلا انتقده يقول فيه:
أبلغه أني لم أفر يوم عينين قال عاصم يقول يوم أحد ولم أتخلف يوم بدر ولم أترك سنة عمر رضي الله عنه قال فانطلق فخبر ذلك عثمان رضي الله عنه قال فقال أما قوله إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب وقد عفا الله عنه فقال {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم} وأما قوله إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمي ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه فقد شهد وأما قوله إني لم أترك سنة عمر رضي الله عنه فإني لا أطيقها ولا هو فأته فحدثه بذلك.
3 – 4 – في بيعة الرضوان: ارسله رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ رسالته صلى الله عليه وسلم وبايع عنه لما اشيع انه قتل.
وفي الحديبية ذكر المحب الطبري اختصاص عثمان بعدة أمور، منها: اختصاصه بإقامة يد النبي الكريمة مقام يد عثمان لما بايع الصحابة وعثمان غائب، واختصاصه بتبليغ رسالة رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إلى مَنْ بمكة أسيرا من المسلمين، وذكر شهادة النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لعثمان بموافقته في ترك الطواف لما أرسله في تلك الرسالة، فعن إياس بن سلمة عن أبيه أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لأبي عبد الله الطواف بالبيت آمنا، فقال النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لو مكث كذا ما طاف حتى أطوف».
وقد اتهم عثمان ظلما بأنه لم يبايع رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بيعة الرضوان وكان متغيبا عنها.
قلت سيف: حديث (لو مكث كذا ما طاف حتى أطوف) فيه موسى عبيدة ضعيف.
– غزوة تبوك: جهز جيش العسرة
ومن نفقاته توسعته للمسجد
ففي الحديث (من يشتري بقعة آل فلا فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة فاشتراها عثمان بن عفان من صلب ماله بخمسة وعشرين)
قلت سيف: وحسنه الألباني في الإرواء، وهو في مسند أحمد من عدة طرق عن عثمان وصححه محققو المسند راجع مسند أحمد 1/ 74
وقال فيه رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في غزوة تبوك بعد تقديمه النفقة العظيمة: «ما ضر عثمان بعد اليوم، ما ضر عثمان بعد اليوم» حسن بشاهده من حديث انس.
وقد بشره رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بالجنة على بلوى تصيبه 3695
وحث الناس عند وقوع الفتنة أن يكونوا مع عثمان وأصحابه؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: إني سمعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول: «إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا أو اختلافا وفتنة»، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: «عليكم بالأمين وأصحابه» وهو يشير إلى عثمان.
نقل باحث أن الحديث حسنه ابن كثير والألباني كما في الصحيحة 3188. والأرناؤوط
وبمعناه في الصحيح المسند 1095 من مسند كعب بن مالك بلفظ (لتخرجن فتنة من بين رجلي هذا، هذا يومئذ ومن تبعه على الهدى) يعني عثمان بن عفان وهو في الصحيحة 3119.
وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- في زمن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لا يعدلون بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كنا في زمن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لا نفاضل بينهم.
أخرجه البخاري 3698.3655
قال صاحبنا نورس:
وفي آخر عند الطبراني وغيره مما هو أصرح مع ما فيه من اطلاعه – صلى الله عليه وسلم -: (كنا نقول ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيسمع ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلا ينكره).
قال الخطابي: وجه ذلك أنه أراد به الشيوخ وذوي الأسنان منهم، الذين كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا حركه أمر شاورهم فيه، وكان علي في زمان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حدث السن. ولم يرد ابن عمر الإزراء بعلي ولا تأخره ودفعه عن الفضيلة بعد عثمان، ففضله مشهور لا ينكره ابن عمر ولا غيره من الصحابة، وإنما اختلفوا في تقديم عثمان عليه. انتهى.
قال فيه القحطاني:
مضى وخلى الأمر شورى بينهم … في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة … وترًا فيكمل ختمة القرآن
إلى أن قال:
والويل للركب الذين سعوا إلى … عثمان فاجتمعوا على العصيان
قلت سيف: بلفظ (ويسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره) أخرجه الطبراني في الكبير 13132، وفيه عمرو بن الحارث لا تعرف عدالته.
وذكره الدارقطني في العلل 2852 من طريق يزيد بن أبي حبيب عن ابن عمر بلفظ (يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره علينا) ورجح الدارقطني المرسل.
المهم لفظة: على عهد النبي صلى الله عليه وسلم تدل على هذا المعنى، وإلا لكان نزل الوحي بتصويبهم.