(29) (901) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
1985 – أنبأ سويد بن نصر قال أنبأ عبد الله قال أنبأ شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة قال سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله بن ربيعة السلمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبيد بن خالد السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: آخى بين رجلين فقتل أحدهما ومات الآخر بعده فصلينا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قلتم قالوا دعونا له اللهم اغفر له اللهم ألحقه بصاحبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأين صلاته بعد صلاته وأين عمله بعد عمله فما بينهما كما بين السماء والأرض قال عمرو بن ميمون أعجبني لأنه أسند لي
هذا حديث صحيح، وعبدالله بن ربيعة قال ابن سعد في الطبقات 6/ 196 وكان ثقة قليل الحديث.
————————
التعليق:
– ذكر صاحب العون أن هذا الرجل رزق الإخلاص فساوى درجة الشهيد، ثم فاقه بما عمل مع درجة الصديقية.
-أخرج أحمد3/ 13 الحديث عن طلحة بنحوه، وذكر محققو المسند:
وله شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي في “المسند” 2/ 333.
وآخر بإسناد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص، ويأتي في “المسند” برقم (1534).
وفي الباب عن عبد الله بن بسر بلفظ: “خيركم من طال عمره وحسن عمله” ويأتي في المسند” 4/ 188 و190 بإسناد صحيح.
ووردت أحاديث تحث على الدعاء بطول العمر والعمل الصالح.
بل مطلوب من المسلمين أن لا يدعو على أولادهم الصغار بالموت، بل يدعو بصلاحهم، فلا يقل اللهم أمت أولادي الصغار ليكونوا لي شفعاء، فإنه لا يدري هل يصبر أم لا؟.
– ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِكُمْ؟ “، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: ” خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالًا. قال محققو المسند: صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- قد صرح بالتحديث عند ابن حبان (2981) وسيأتي برقم (9235). وانظر الحديث رقم (8822).
وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند الحاكم 1/ 339، وإسناده صحيح.
وفي الباب أيضا عن غير واحد من الصحابة، انظر “مجمع الزوائد” 10/ 203.
أخرج أحمد 14564 – حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَمَنَّوْا الْمَوْتَ، فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطْلَعِ شَدِيدٌ، وَإِنَّ مِنَ السَّعَادَةِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُ الْعَبْدِ، وَيَرْزُقَهُ اللهُ الْإِنَابَةَ ” وقال محققو المسند حسن لغيره
وقد ذكرنا في البحوث الفقهية بحث حول حكم تمنى الموت وخلاصته:
ثبت في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) رواه البخاري ومسلم.
وقال أنس رضي الله عنه [لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يتمنين أحدكم الموت) لتمنيته] رواه مسلم.
وعن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب – رضي الله عنه – وقد اكتوى سبع كيات في بطنه فقال: [لو ما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به] رواه مسلم.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – (لا يتمنين أحدكم الموت ‘ إما محسنا ‘ فلعله يزداد ‘ وإما مسيئا ‘ فلعله أن يستعتب) رواه البخاري يعني يسترضي بالإقلاع والإستغفار.
وقد قال جماعة من أهل العلم إن النهي عن تمني الموت خاص بما كان سببه الأمور الدنيوية كالفقر والمرض وفقد عزيز ونحو ذلك. وأما إذا تمنى الإنسان الموت خوفا من فتنة في دينه فيجوز ذلك.
فأخرج أحمد في المسند (3) / (494) أن عبسا الغفاري قال: يا طاعون خذني إليك ‘ فقال له عليم لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يتمنى أحدكم الموت؛ فإنه عند انقطاع عمله لا يرد فيستعتب) فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء ‘ وكثرة الشرط ‘ وبيع الحكم ‘ واستخفاف بالدم ‘ وقطيعة الرحم ‘ ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم ‘ وإن كان أقل منهم فقها) والحديث حسن. فجمع بين سؤال الله عزوجل الشهادة بالطاعون، والفرار من الفتنة.
وقول أبي هريرة – رضي الله عنه – أعوذ بالله أن تدركني سنة الستين. قيل له: وما سنة الستين؟ قال: إمرة الغلمان.
-قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: [وحكمة النهي عن ذلك أن في طلب الموت قبل حلوله نوع اعتراض ومراغمة للقدر وإن كانت الآجال لا تزيد ولا تنقص , فإن تمني الموت لا يؤثر في زيادتها ولا نقصها , ولكنه أمر قد غيب عنه وقد تقدم في “كتاب الفتن” ما يدل على ذم ذلك في حديث أبي هريرة (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل يقول يا ليتني مكانه) وليس به الدين إلا البلاء وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في ” باب تمني المريض الموت من كتاب المرضى ”
قال الإمام النووي: [قوله صلى الله عليه وسلم -: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) في الحديث التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من فاقة أو محنة بعدو ونحوه من مشاق الدنيا فأما إذا خاف ضررا أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه لمفهوم هذا الحديث , وقد فعله خلائق من السلف بذلك وفيه أن من خالف فلم يصبر على الضر وتمنى الموت لضر نزل به فليقل الدعاء المذكور.
قال ابن حجر: ظاهر الحديث المنع مطلقا والاقتصار على الدعاء مطلقا , لكن الذي قاله الشيخ لا بأس به لمن وقع منه التمني ليكون عونا على ترك التمني] فتح الباري 13/ 272 – 273.
وقال العلامة ملا علي القاري: [وقد أفتى النووي أنه لا يكره تمني الموت لخوف فتنة دينية … ونقل عن الشافعي وعمر بن عبدالعزيز أنه مندوب.
وكذا يندب تمني الشهادة في سبيل الله لأنه صح عن عمر وغيره بل صح عن معاذ أنه تمناه في طاعون عمواس’ وفي صحيح مسلم: (من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه).
ويندب أيضا تمني الموت ببلد شريف لما في البخاري أن عمر – رضي الله عنه – قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي ببلد رسولك فقالت ابنته حفصة: أنى يكون هذا؟ فقال يأتي به الله إذا شاء. أي: وقد فعل فإن قاتله كافر مجوسي]
مرقاة المفاتيح شرح
مشكاة المصابيح 4/ 67.
قلت: سبق الكلام على ما وقع من بعض الصحابة من تمني الموت في بعض الطواعين التي وقعت من حيث الصحة وتوجيهها كما في فوائد مسلم من كتاب الطب.
يمكن يقال: تمني الموت إذاً يكون في حالات:
الأولى: عند خوف الفتنة ‘ كما قال تعالى: (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) قال القرطبي: تمنت الموت لوجهين:
أحدهما: أنها خافت أن يظن بها السوء في دينها وتعير فيفتنها ذلك.
الثاني: لئلا يقع قوم بسببها في البهتان والزور والتهمة إلى الزنا وذلك مهلك لهم.
الثانية: تمني الشهادة: كما قال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه مسلم، ومنه حديث (لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل … )
– ومما ورد في فضيلة طول العمر والعمل الصالح ما أخرج الترمذي 2330 – حدثنا أبو حفص عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحرث حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن رجلا قال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله قال فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قال الشيخ الألباني: صحيح لغيره
وحديث (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله) صححه الألباني. وحديث (خير الناس من طال عمره وحسن عمله) أحمد والترمذي وصححه الألباني.
-في الحديث فضيلة الأعمال الصالحة ومنها الصلاة والصيام (راجع للتوسع في فضائل هذه الأعمال الحديث التاسع والعشرون من الأربعين النووية بشرح ابن رجب والمسمى جامع العلوم)
– وفيه أن درجة الصديقية أفضل من درجة الشهادة.
– يجوز أن تقول أطال الله عمرك والأفضل أن تقيده بقولك: أطال الله عمرك في طاعته وفي البركة.
والدعاء لا يعارض القدر، فهو من الأسباب التي حث الشرع عليها، كالأدوية والرقى وغير ذلك.
(قرره ابن باز كما في الفتاوى)
-صلة الرحم تزيد في العمر وفيه حديث.
– هناك أعمال يتضاعف فيها الأجور، منها ليلة القدر، والعلم النافع والصدقة الجارية، والموت في الثغور فورد حديث المرابط في الصحيح المسند 1057 (كل الميت يختم على عمله إلا المرابط، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمَّن من فتان القبر) أخرجه أبوداود عن فضالة بن عبيد مرفوعاً
هذا حديث صحيح.
قلت: وراجع تعليقنا عليه
-ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة 276 حديث وفيه أن بعض الأعمال تزيد في العمر: ” تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم , فإن صلة الرحم محبة في الأهل ,مثراة في المال , منسأة في الأثر “.
-عرض الأدعية على الشرع فإذا وافقها دعا بها.
[شبهه والرد عليها]
شبهه: دعاء يوسف عليه الصلاة والسلام على نفسه بالموت، كما في قوله تعالى: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين}.
الرد: المراد منه أن يثبته على الإسلام ‘ وأن يتوفاه عليه.
[وفي آخر هذا المبحث أذكر بعض الفوائد في الأحاديث السابقه، مستفاده من بحث لأحد الإخوة]:
(1) – حسن الشريعة العظيمة حيث لم تنه عن شئ إلا جاءت بخير منه
(2) – ينبغي الإلتجاء إلى الله ودعاؤه في كل الأمور فهو سبحانه يعلم عاقبتها
(3) – على المسلم أن يغتنم حياته بالأعمال الصالحة
(4) – السنة لمن أراد أن يتمنى الموت أن يقول الدعاء المذكور ففيه التفويض إلى الله.