29 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه
(21) بَابُ كُفْرَانِ العَشِيرِ، وَكُفْرٍ دُونَ كُفْرٍ
فِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
29 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ» قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: ” يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ”
———-‘———‘———‘
فوائد الباب:
1 – قوله (كفران العشير) قال البخاري وَهُوَ الزَّوْجُ، وَهُوَ الخَلِيطُ، مِنَ المُعَاشَرَةِ.
2 – قوله (وَكُفْر دُونَ كُفْر) كأن البخاري يقول كما أن الإيمان شعب ودرجات فإن الكفر شعب ودركات، وضد خصال الكفر يمكن احتسابها من شعب الإيمان.
3 – قوله (كفر دون كفر) يشير إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون”، قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. أخرجه الطبري في تفسيره 12053 وفي رواية “إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، كفر دون كفر” أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 313 (3279) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الألباني كما في السلسلة الصحيحة 2552، وعن عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى وذكر الآيات الثلاث قال: “كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم” أخرجه الطبري في تفسيره 12047 – 12051 قال الألباني إسناده صحيح. وعن طاوس رحمه الله وذكر الآية قال ليس بكفر ينقل عن الملة أخرجه الطبري 12052 قال الألباني إسناده صحيح.
4 – قال الكرماني في الكواكب الدراري 1/ 134:
وفي بعض الروايات وكفر بعد كفر.
الكفر ضد الإيمان، والكفر أيضاً جحود النعمة وغمطها، وهو ضد الشكر وكذا الكفران لكن الكفر في الدين والكفران في النعمة أكثر استعمالاً.
والكفر بالفتح التغطية فكل شيء غطى شيئاً فقد كفره ومنه الكافر لأنه يستر توحيد الله أو نعمة الله ويقال للزارع الكافر لأنه يغطي البذر تحت التراب. انتهى
5 – وابن رجب في الفتح 1/ 137 ذكر أثر ابن عباس كفر دون كفر وقال:
وعنه في هذه الآية قال: هو به كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وكذا قال عطاء وغيره: كفر دون كفر. وقال النخعي: الكفران كفران: كفر بالله وكفر بالمنعم …
واختلف من قال من أهل الحديث أن مرتكب الكبائر مسلم وليس بمؤمن هل يسمى كافرا كفرا لا ينقل عن الملة كما قال عطاء: كفر دون كفر، وقال ابن عباس وطاوس: كفر لا ينقل عن الملة؟ على قولين لهم.
قال: وهما مذهبان في الجملة محكيان عن أحمد بن حنبل في موافقيه من أهل الحديث. قلت: قد أنكر أحمد في رواية المروذي ما روي عن عبد الله بن عمرو أن شارب الخمر يسمى كافرا ولم يثبته عنه؛ مع أنه قد روي عنه من وجوه كثيرة وبعضها إسناده حسن، وروي عنه مرفوعا.
وكذلك أنكر القاضي أبو يعلى جواز إطلاق كفر النعمة على أهل الكبائر، ونصب الخلاف في ذلك مع الزيدية من الشيعة، والإباضية من الخوارج. ورواية إسماعيل الشالنجي عن أحمد قد توافق ذلك. فمن هنا حكى محمد بن نصر عن أحمد في ذلك مذهبين.
والذي ذكره القاضي أبو عبد الله بن حامد شيخ القاضي أبو يعلى عن أحمد جواز إطلاق الكفر والشرك على بعض الذنوب التي لا تخرج عن الملة، وقد حكاه عن أحمد.
وقد روي عن جابر بن عبد الله أنه سئل: هل كنتم تسمون شيئا من الذنوب: الكفر أو الشرك؟ قال: معاذ الله؛ ولكنا نقول مذنبين. خرجه محمد بن نصر وغيره. وكان عمار ينهى أن يقال لأهل الشام الذين قاتلوهم بصفين: كفروا وقال: قولوا فسقوا. قولوا ظلموا. وهذا قول ابن مبارك وغيره من الأئمة ….
ومن العلماء من يتوقى الكلام في هذه النصوص تورعا ويمرها كما جاءت من غير تفسير مع اعتقادهم أن المعاصي لا تخرج عن الملة …
ومنهم من فرق بين إطلاق لفظ الكفر فجوزه في جميع أنواع الكفر سواء كان ناقلا عن الملة أو لم يكن وبين إطلاق اسم الكافر، فمنعه إلا في الكفر الناقل عن الملة … اهـ
6 – حديث أبي سعيد الخدري وصله البخاري 304 و 1462 ومسلم 80 وموضع الشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم للنساء “يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله؟ قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير”.
7 – حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم 907 وأبو داود 1189 والترمذي 2602 والنسائي1493 بعضهم مختصرا وبعضهم مطولا. وليس عند أبي داود والترمذي موضع الشاهد.
8 – قولهن (أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟) “دليل على أن الكفر لفظ مجمل بين الكفر بالله والكفر الذي للعشير ونحوه إذ الاستفسار دليل الإجمال قاله الكرماني في شرحه الكواكب الدراري.
9 – قوله (يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ) فَسَمَّى مَا يَكُونُ مِنْهُنَّ مِمَّا يُغَطِّينَ بِهِ الْإِحْسَانَ كُفْرًا. قاله الطحاوي في شرح مشكل الآثار.
10 – فيه” أن المعاصى تنقص الإيمان ولا تخرج إلى الكفر الذى يوجب الخلود فى النار ….. ودل ذلك أن إيمانهن يزيد بشكرهن العشير وبأفعال البر كلها، فثبت أن الأعمال من الإيمان، وأنه قول وعمل، إذ بالعمل الصالح يزيد، وبالعمل السيئ ينقص. ” قاله ابن بطال في شرحه.
11 – وخصّ المؤلف كفران العشير من بين أنواع الذنوب، كما قال ابن العربي لدقيقة بديعة وهي قوله عليه الصلاة والسلام: “لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها” فقرن حق الزوج على الزوجة بحق الله تعالى، فإذا كفرت المرأة حق زوجها وقد بلغ من حقه عليها هذه الغاية كان ذلك دليلاً على تهاونها بحق الله تعالى “قاله القسطلاني في شرحه.
12 – وفيه وعظ الرئيس المرءوس وتحريضه على الطاعة. قاله النووي رحمه الله تعالى.
13 – وفيه مراجعة المتعلم العالم والتابع المتبوع فيما قاله إذا لم يظهر له معناه. قاله النووي رحمه الله تعالى.
14 – وفيه تحريم كفران الحقوق والنعم إذ لا يدخل النار إلا بارتكاب حرام. قاله النووي رحمه الله تعالى.
15 – فيه أن النار أي جهنم التي هي عقاب دار الآخرة مخلوقة اليوم وهو مذهب أهل السنة قاله الكرماني.
16 – توعُدُه على كفران العشير وكفران الْإِحْسَان بالنَّار يدل على أَنَّهُمَا من الْكَبَائِر قاله النووي رحمه الله
17 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
فيه أيضا جواز إطلاق الوصف على الجنس وإن لم يتحقق في كل فرد منه، لأن كفران العشير وكفران الإحسان ليس في كل امرأة من النساء، ولكن جنس النساء من خلقهن هذا.
الشاهد من الحديث أن الكفر يطلق ولا يراد به الكفر المخرج من الملة. اهـ
18 – قوله (حدثنا عبد الله بن مسلمة) وأخرجه البخاري أيضا مطولا 1052 تابعه إسماعيل بن أبي أويس كما عند البخاري 748 و 3202 تابعه عبد الله بن يوسف كما عند البخاري 5197 تابعه إسحق يعني ابن عيسى كما عند مسلم … 907 تابعه ابن القاسم كما عند النسائي 1493 تابعه الإمام الشافعي كما في السنن المأثورة للشافعي 47 و ابن خزيمة في صحيحه 1377 تابعه ابن وهب كما عند ابن خزيمة في صحيحه 1377 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 3179 تابعه روح كما عند ابن خزيمة في صحيحه 1377
19 – قوله (عن مالك) و هو في الموطأ وعند البخاري عن عبد الله بن يوسف “أخبرنا مالك ” تابعه حفص بن ميسرة كما عند مسلم 907 تابعه يَحْيَى بْنُ بُكَيْر كما عند البيهقي في شعب الإيمان 8705
20 – قوله (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ) ومن طريق ابن القاسم ” حدثني زيد بن أسلم.
21 – وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وجابر وعبد الله بن عمر وأبي هريرة وحكيم بن حزام وزينب امرأة عبد الله بن مسعود وأسماء بنت يزيد رضي الله عنهم.
===
===