278،279 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
وناصر الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري في كتاب الغسل من صحيحه:
20 – باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ومن تستر فالتستر أفضل، وقال بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: الله أحق أن يستحيا منه من الناس.
278 – حدثنا إسحاق بن نصر؛ قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى -صلى الله عليه وسلم- يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر. فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه، فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر. حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى؛ فقالوا: والله ما بموسى من بأس. وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا. فقال أبو هريرة: والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر.
279 – وعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحتثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك. ورواه إبراهيم عن موسى بن عقبة عن صفوان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بينا أيوب يغتسل عريانا.
—–
فوائد الباب:
1 – قوله: (ومن تستر فالتستر أفضل). لا خلاف أن التستر أفضل كما قاله. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
2 – عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قلت يا رسول الله: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك» قال: قلت: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها» قال: قلت: يا رسول الله إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: «الله أحق أن يستحيا منه من الناس». أخرجه أبو داود 4017 واللفظ له، والترمذي 2769، و2794 وابن ماجه 1920 والنسائي في السنن الكبرى 8923 والإمام أحمد في مسنده 20034 و20035 و20036 و20040 من طرق عن بهز به قال الترمذي: “هذا حديث حسن، وجد بهز اسمه: معاوية بن حيدة القشيري، وقد روى الجريري، عن حكيم بن معاوية وهو والد بهز”. انتهى. وحسنه الألباني.
3 – حديث معاوية “محمول عند الفقهاء على الندب والاستحباب للتستر في الخلوة لا على الإيجاب”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
4 – حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في قصة موسى -عليه السلام-. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في السنن الكبرى.
5 – حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في قصة أيوب -عليه السلام-. أخرجه البخاري والنسائي في السنن الكبرى.
6 – “فيه من الفقه جواز الاطلاع على عورات البالغين لإقامة حق واجب كالختان ونحوه من الواجبات”. قاله الخطابي في أعلام الحديث.
7 – “وفيه جواز الاغتسال عريانا في الخلاء، وإن كان المستحب للمغتسل أن يتزر في الخلاء والملأ حيث يطلع عليه الناس وحيث لا يطلعون عليه”. قاله الخطابي في أعلام الحديث.
8 – قال المهلب: “في حديث موسى وأيوب دليل على إباحة التعري في الخلوة للغسل وغيره، بحيث يأمن أعين الناس، لأن أيوب وموسى من الذين أمرنا أن نهتدي بهداهم”. نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
9 – “الاستتار في الخلوة من حسن الأدب”. قاله ابن بطال في شرح البخاري.
10 – فيه: “آية لموسى -عليه السلام-، في مشي الحجر”. قاله ابن بطال في شرحه.
11 – فيه: “جواز الحلف على الأخبار لحلف أبي هريرة أن موسى ضرب الحجر وأثر فيه ضربه”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
12 – وفي حديث أيوب: “جواز الحرص على المال الحلال وفضل الغنى، لأنه سماه بركة”. قاله ابن بطال في شرحه.
13 – “وفيه ما ابتلي به الأنبياء من أذى الجهال وصبرهم عليها، وفيه أنهم منزهون عن النقائص في الخَلق والخُلق وعن كل ما ينفر القلوب”. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
14 – عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل؛ فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإما أدرة، وإما آفة. وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر. حتى انتهى إلى ملإ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا، أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون. وقام الحجر. فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها} [أخرجه البخاري 3404].
15 – قال ابن عثيمين في التعليق على البخاري:
قوله: (خر عليه جراد من ذهب) هل هذا ينافي الورع أو ينافي الزهد؟
نقول: لا ينافيهما وقد ينافيهما، إذا كان يأخذه لينتفع به في الآخرة فإنه لا ينافيه لا الورع ولا الزهد، مثل أن يستكثر من المال للجهاد في سبيل الله أو لإعانة طلبة العلم أو لبناء المساجد أو ما أشبه ذلك، فهذا لا ينافي الزهد ولا الورع.