27-حاشية على أحاديث معلة ظاهرها الصحة
جمع سيف الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-‘——–‘——–
27 – قال الإمام أبو داود رحمه الله (13ص437): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقى.
الحديث أخرجه الترمذي (ج9ص177) فقال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أخبرنا أبى أخبرنا ابن جريج به , وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
ورواه النسائي في “عمل اليوم والليلة “ص (177) فقال أخبرنا عبد الله بن محمد ابن تميم عن حجاج عن ابن جريج به.
هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالصحة , ولكن الحافظ ابن حجر لما ذكر أن ابن حبان صححه قال: لكن خفيت عليه علته , قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا ولا أعرف له منه سماعاً.
وقال الدارقطني: رواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال حُدِّثْتُ عن إسحاق , قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج , ثم ذكر له شاهدا مرسلا قويا من طريق عون ابن عبد الله بن عتبة. أهـ المراد من تخريج “اليوم والليلة “للنسائي.
وذكر الترمذي رحمه الله في العلل الكبير ص (362) فقال سألت محمدا يعنى البخاري عن هذا الحديث فقال حدثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث ولا أعرف لا بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة غير هذا ولا أعرف له سماعاً منه. اهـ
فالحاصل أن الحديث بهذا السند ضعيف.
=========
قلت سيف: حديث أنس. قال البخاري لا أعرف لابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة غير هذا الحديث ولا أعرف له سماعا منه. العلل الكبير 673.
وقال الدارقطني في العلل 2346: والصحيح أن ابن جريج لم يسمعه من أحد
وذكر التعليل الشيخ مقبل أحاديث معلة ونقل كلام البخاري والدارقطني ثم ذكر أن له شاهدا مرسلا عن عون بن عبد الله بن عتبة
وفي تخريجنا لنضرة النعيم: ذكرنا أن له شاهدا مرسلا لكن رجح باحث أنه من قول ابن مسعود أرجح قال بعد أن ذكر مرسل عون بن عبد الله. وروايته عن ابن مسعود أصح ولم يسمع منه.
لكن قول ابن مسعود له حكم الرفع ولفظه أن رجلا أتى ابن مسعود فقال: إني أريد سفرا فأوصني فقال: إذا توجهت فقل: بسم الله حسبي الله وتوكلت على الله فإنك إذا قلت: بسم الله. قال الملك: هديت وإذا قلت: حسبي الله، قال الملك: حفظت، وإذا قلت: توكلت على الله، قال الملك: كفيت. انتهى من تخريجنا للنضرة
ونضيف هنا:
لكن الباحث ذكر أن الموقوف فيه انقطاع بين عون بن عبد الله وابن مسعود
لكن لعله يتقوى بحديث أنس الذي حكم عليه الأئمة بالانقطاع
لكن يشكل أن ابن جريج أحيانا يدلس الكذابين
لكن في باب الذكر لعلنا نتساهل ونقبل أثر ابن مسعود ويكون إسناد ابن جريج شاهد له.
خاصة أنني أطلعت على كذا بحث يقولون بأن تدليس ابن جريج يحتمل يكون في الشواهد والمتابعات. فليس ضعيف جدا.
وأكثر الأئمة ذكر تدليسه عن شديدي الضعف في بعض الرواة فقط وإنما اطلق واحد من الأئمة.
قال صاحبنا ابوصالح: وذكر بعضهم أن حديث أم سلمة المرفوع ” أعوذ بك أن أضل أو أضل” كذلك شاهد لمعناه
فطريق ابن جريج تتقوى بالموقوف أو المرسل.
وحديث أم سلمة أورده الشيخ مقبل في أحاديث معلة برقم (517) ونقل قول ابن المديني لم يلق الشعبي أبا سعيد الخدري ولا أم سلمة
ثم ذكر علة أخرى وهي كون الحديث روي عن الشعبي مرسلا.
قلت رجح الدارقطني في العلل طريق الشعبي عن أم سلمة
ويبقى علينا النظر في قول ابن المديني
ملاحظة قال الحاكم في المستدرك عند حديث الباب وقد أخرجه (1959) قال ربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعا، ثم أكثر الرواية عنهما جميعا
قول بعضهم “لم يدركها” فيه نظر ولا أدري ما مصدره فالشعبي أدركها إدراكا بينا
وأما السماع فأثبته أبو دَاوُد ولا تطوله يدي الآن إضافة إلى الحاكم فالمثبت مقدم على النافي
قال مغلطاي كما في إكمال تهذيب الكمال:
” قال الآجري سمعت أبا داود يقول مات الشعبي فجأة وهو راكب ثم خَر فصاحوا عليه، قلت مات وهو قاض. قال: هو كان اعتزل القضاء وسمع من أم سلمة وعائشة ”
انتهى فلا أدري قوله قال لأبي داود أم لغيره
ونزيد هذا النقل:
قال الحافظ معلقا على الحديث رقم (1552) وقد رواه البخاري من طريق ابن جريج قال أخبرني صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر …
قال:
“قد سمع ابن جريج من نافع كثيرا وروى هذا عنه بواسطة وهو دال على قلة تدليسه والله أعلم”
انتهى كلام صاحبنا أبي صالح
قلت سيف: فلعل القول الوسط فيه أنه يحمل قول من قال أنه يدلس عن الكذابين على من نص الأئمة أنه دلس عنهم عن فلان وفلان من الكذابين والضعفاء.
حيث رأيت بعض الأئمة نص على تدليسه عن بعض الرواة