2690 فتح ذي النعم بالبدر الأتم شرح صحيح مسلم
شارك محمد البلوشي ، وطارق أبو تيسير وعبدالملك وعبدالله المشجري وأحمد بن علي وعبدالحميد البلوشي وعبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
جاء في صحيح مسلم، في ٤٨ – كتاب الذِّكْرِ والدُّعاءِ والتَّوْبَةِ والِاسْتِغْفارِ،
٩ – بابُ: فَضْلِ الدُّعاءِ بِاللهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ
٢٦ – (٢٦٩٠) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا إسْماعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ وهُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ، قالَ: سَألَ قَتادَةُ أنَسًا، أيُّ دَعْوَةٍ كانَ يَدْعُو بِها النَّبِيُّ ﷺ أكْثَرَ؟ قالَ: كانَ أكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِها يَقُولُ: «اللهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ» قالَ: وكانَ أنَسٌ إذا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعا بِها، فَإذا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدُعاءٍ دَعا بِها فِيهِ.
٢٧ – (٢٦٩٠) حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعاذٍ، حَدَّثَنا أبِي، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أنَسٍ، قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ».
==========
التمهيد:
قال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}[الإسراء: 57].
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
“هذه الأمور الثلاثة الخوف والرجاء والمحبة التي وصف الله بها هؤلاء المقربين عنده هي الأصل والمادة في كل خير.
فمن تمت له تمت له أموره، وإذا خلا القلب منها ترحلت عنه الخيرات وأحاطت به الشرور.
وعلامة المحبة ما ذكره الله أن يجتهد العبد في كل عمل يقربه إلى الله، وينافس في قربه بإخلاص الأعمال كلها لله، والنصح فيها، وإيقاعها على أكمل الوجوه المقدور عليها، فمن زعم أنه يحب الله بغير ذلك فهو كاذب”.
[تفسير السعدي]
قال ابن تيمية:
يَجْعَلُوا الرَّغْبَةَ لِلَّهِ وحْدَهُ كَما قالَ تَعالى: ﴿فَإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ﴾ ﴿وإلى رَبِّكَ فارْغَبْ﴾ وهَذا لِأنَّ المَخْلُوقَ لا يَمْلِكُ لِلْمَخْلُوقِ نَفْعًا ولا ضَرًّا. وهَذا عامٌّ فِي أهْلِ السَّمَواتِ وأهْلِ الأرْضِ قالَ تَعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِن دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ ولا تَحْوِيلًا﴾ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أقْرَبُ ويَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ويَخافُونَ عَذابَهُ إنّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُورًا﴾. قالَ طائِفَةٌ مِن السَّلَفِ ابْنُ عَبّاسٍ وغَيْرُهُ: هَذِهِ الآيَةُ فِي الَّذِينَ عَبَدُوا المَلائِكَةَ والأنْبِياءَ كالمَسِيحِ وعُزَيْرَ. وقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كانَ قَوْمٌ مِن الإنْسِ يَعْبُدُونَ قَوْمًا مِن الجِنِّ فَأسْلَمَ الجِنُّ وبَقِيَ أُولَئِكَ عَلى عِبادَتِهِمْ. فالآيَةُ تَتَناوَلُ كُلَّ مَن دَعا مِن دُونِ اللَّهِ مَن هُوَ صالِحٌ عِنْدَ اللَّهِ مِن المَلائِكَةِ والإنْسِ والجِنِّ قالَ تَعالى: هَؤُلاءِ الَّذِينَ دَعَوْتُمُوهُمْ ﴿فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ ولا تَحْوِيلًا﴾ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أقْرَبُ ويَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ويَخافُونَ عَذابَهُ إنّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُورًا﴾ قالَ أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ بْنُ عَطِيَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ: أخْبَرَ اللَّهُ تَعالى أنَّ هَؤُلاءِ المَعْبُودِينَ يَطْلُبُونَ التَّقَرُّبَ إلَيْهِ والتَّزَلُّفَ إلَيْهِ وأنَّ هَذِهِ حَقِيقَةُ حالِهِمْ. والضَّمِيرُ فِي (رَبِّهِمْ لِلْمُبْتَغِينَ أوْ لِلْجَمِيعِ. و(الوَسِيلَةُ هِيَ القُرْبَةُ وسَبَبُ الوُصُولِ إلى البُغْيَةِ وتَوَسَّلَ الرَّجُلُ إذا طَلَبَ الدُّنُوَّ والنَّيْلَ لِأمْرِ ما .
مجموع الفتاوى ٢٧/٤٣٠ — ابن تيمية
أولاً: شرح الحديث، وبيان مفرداته:
قال الحافظ النووي رحمه الله:
٩ – بابُ: فَضْلِ الدُّعاءِ بِاللهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ
وفي الحديث الأول:
(اللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً)؛ يعني: الصحة، والكفاف، والعفاف، والتوفيق للخير، (وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً)؛ يعني: الثواب، والرحمة، (وقِنا) بالعفو والمغفرة، (عَذابَ النّارِ») الذي استحققناه بسوء أعمالنا [«فيض القدير» ٢/ ١٥١]، وسيأتي بيان اختلاف العلماء في تفسير الحسنة في المسألة الخامسة -إن شاء الله تعالى-.
(قالَ) عبد العزيز: (وكانَ أنَسٌ) – رضي الله عنه – (إذا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ)؛ أي:
واحدة، فالتاء للمرّة، (دَعا بِها)؛ أي: بهذه الدعوة، وهي: «اللَّهُمَّ آتنا … إلخ»، (فَإذا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدُعا)؛ أي: كثير، (دَعا بِها)؛ أي: الدعوة المذكورة (فِيهِ)؛ أي: في جملة الدعاء الكثير.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي نعيم، حدّثنا عبد السلام أبو طالوت: كنت عند أنس، فقال له ثابت: إن إخوانك يسألونك أن تدعو لهم،
فقال: اللَّهُمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار -فذكر
القصّة، وفيها-: إذا آتاكم الله ذلك، فقد آتاكم الخير كله».
وأخرج ابن حبّان في «صحيحه» عن حماد بن سلمة، عن ثابت أنهم قالوا
لأنس بن مالك: ادع الله لنا، فقال: «اللَّهُمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة
حسنة، وقنا عذاب النار»، قالوا: زدنا، فأعادها، قالوا: زدنا، فأعادها، فقالوا:
زدنا، فقال: «ما تريدون؟ سألت لكم خير الدنيا والآخرة …» الحديث [«صحيح ابن حبان» ٣/ ٢١٨].
قال القاضي عياض: إنما كان يُكثر الدعاء بهذه الآية؛ لِجَمْعها معاني الدعاء كلّه، من أمر الدنيا والآخرة، قال: والحسنة عندهم ها هنا النعمة، فسأل نعيم الدنيا والآخرة، والوقاية من العذاب، نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بذلك، ودوامه [«إكمال المعلم» ٨/ ٣]، والله تعالى أعلم.
وحديث أنس – رضي الله عنه – هذا متّفقٌ عليه.
[البحر المحيط الثجاج، بتصرف يسير واختصار ].
فقه وفوائد الحديث:
١ – (منها): بيان مشروعيّة الدعاء، والآيات، والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة.
– ٢ – (ومنها): استحباب الدعاء بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ آتنا في الدنيا حسنة …»؛ لكثرة ملازمة النبيّ ﷺ له.
٣ – (ومنها): أن من هدي النبيّ ﷺ أنه كان يحبّ الجوامع من الدعاء، كهذا الدعاء، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان رسول الله ﷺ يستحب الجوامع من
الدعاء، ويدَع ما سوى ذلك». [حديث صحيح. رواه أبو داود في «سننه» ٢/ ٧٧].
٤ – (ومنها): بيان ما كان عليه السلف من الحرص والطلب من أكابرهم الدعاء لهم، والإلحاح عليهم؛ رجاء بركتهم، فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال
رسول الله ﷺ: «البركة مع أكابركم». [رواه الطبرانيّ في «المعجم الأوسط» ٩/ ١٦، وصححه ابن حبّان، والحاكم]، والله تعالى أعلم. [البحر المحيط الثجاج].
ثانيًا: ملحقات:
(المسألة الأولى):
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
فصل:
قد ذكرنا في أوَّل الكتاب أنّ النَّبيَّ ﷺ بُعِثَ بجوامع الكلم، فكان ﷺ يُعجِبُه جوامع الذكر، ويختاره على غيره من الذكر، كما في «صحيح مسلم»، عن ابن عباس، عن جُويرية بنت الحارث أنّ النَّبيَّ ﷺ خرج من عندها بُكرةً حين صلّى الصبحَ وهي في مسجدها، ثمَّ رجع بعد أنْ أضحى وهي جالسةٌ، فقال: «مازلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، فقال النَّبيُّ ﷺ: «لقد قلتُ بعدَك أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مرات، لو وُزِنَت بما قلتِ منذ اليوم لوزَنتهُنَّ: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزِنَةَ عرشه، ومداد كلماته».
وخرَّجه النَّسائي، ولفظه: ((سبحانَ الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومِداد كلماته)).
… إلى أن قال رحمه الله:
“وكذلك كانَ النَّبيُّ ﷺ يُعجبه من الدعاء جوامعه، ففي «سنن أبي داود»، عن عائشة، قالت: كان النَّبيُّ ﷺ يُعجبه الجوامع من الدعاء، ويدع ما بين ذلك.
وخرّج الفريابي وغيره من حديث عائشة أيضًا أنّ النَّبيَّ ﷺ قال لها: «يا عائشة، عليك بجوامع الدُّعاء: اللهمَّ إنِّي أسألك من الخير كلِّه عاجلهِ وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجِلِه وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهمَّ إنِّي أسألك مِن خير ما سألك منه محمد عبدك ونبيك، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ منه عبدك ونبيك، اللهمَّ إني أسألك الجنَّة وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرَّب إليها من قول وعمل، وأسألُك ما قضيتَ لي من قضاءٍ، أنْ تجعل عاقبته رشدًا» وخرَّجه الإمام أحمد، وابنُ ماجه، وابن حبان في «صحيحه»، والحاكم، وليس عندهم ذكر جوامع الدعاء،
وعند الحاكم «عليك بالكوامل» وذكره. وخرَّجه أبو بكر الأثرم وعنده أنّ النَّبيَّ ﷺ قال لها: «ما منعك أنْ تأخذي بجوامع الكلم وفواتحه؟» وذكر هذا الدعاء.
وخرّج الترمذي من حديث أبي أمامة قال: دعا رسول الله ﷺ بدعاءٍ كثير لم نحفظ منه شيئًا، فقلنا: يا رسول الله، دعوتَ بدعاءٍ كثيرٍ لم نحفظ منه شيئًا، فقال: «ألا أدلُّكم على ما يجمعُ ذلك كلَّه؟ تقولون: اللهمَّ إنّا نسألكَ من خير ما سألك منه نبيُّك محمد، ونعوذُ بك من شرِّ ما استعاذ منه نبيُّك محمد، وأنت المستعانُ، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
وخرَّجه الطبراني وغيره من حديث أم سلمة: أنّ النَّبيَّ ﷺ كان يقول في دعاء له طويل: «اللهم إنِّي أسألك فواتحَ الخير، وخواتِمه، وجوامعَه، وأوَّله وآخره، وظاهره، وباطنه».
وفي «المسند» أنّ سعد بن أبي وقاص سمع ابنًا له يدعو، ويقول: اللهمَّ إنِّي أسألك الجنَّة ونعيمها وإستَبرقَها ونحوًا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسِلها وأغلالها، فقال: لقد سألتَ الله خيرًا كثيرًا، وتعوَّذت بالله من شرٍّ كثير، وإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنّه سيكونُ قومٌ يعتدون في الدُّعاء، وقرأ هذه الآية: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ ، وإنّ بِحسبكَ أنْ تقول: اللهمَّ إنِّي أسألك الجنَّة وما قرَّب إليها من قولٍ وعملٍ، وأعوذُ بك من النّار وما قرَّب إليها من قولٍ وعملٍ».
وفي «الصحيحين» عن ابن مسعود، قال: كنا نقول في الصَّلاة خلف رسول الله ﷺ: السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فقال لنا رسول الله ﷺ ذات يوم: «إنّ الله هو السلامُ، فإذا قعدَ أحدُكم في الصَّلاة، فليقل: التحيّات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النَّبي ورحمة الله وبركاته، السَّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، فإذا قالها أصابت كلَّ عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهدُ أنّ محمدًا عبده ورسوله، ثم يَتخيَّرُ من المسألة ما شاء».
وفي «المسند» عن ابن مسعود قال: إنّ رسول الله ﷺ عُلِّمَ فواتحَ الخير
وجوامعه، أو جوامعَ الخير وفواتحه وخواتمه، وإنّا كنّا لا ندري ما نقولُ في صلاتنا حتّى علَّمنا، فقال: «قولوا: التحيات لله» فذكره إلى آخره، والله أعلم”. انتهى.
(المسألة الثانية): المراد بجوامع الدعاء
سبق وأن مر أن من آداب وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء أن يتحرّى في دعائِه الجوامع منه:
وجوامع الدعاء هي: الأدعية الجامعة لخير الدنيا والآخرة، مما كان لفظه قليلًا، ومعناه كثيرًا.
فقد «كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَسْتَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ، ويَدَعُ ما سِوى ذَلِكَ» [(صحيح) انظر حديث رقم: ٤٩٤٩ في صحيح الجامع].
قال عبيد الله الرحماني المباركفوري رحمه الله: أي: يحب (الجوامع من الدعاء)، أي: الجامعة لخير الدنيا والآخرة.
وقيل: هي ما كان لفظه قليلًا ومعناه كثيرًا شاملًا لأمور الدنيا والآخرة؛ كما في قوله تعالى ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾ [البقرة ٢٠١]، ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة.
وقيل: هي الجامعة للتحميد والصلاة وجميع آداب الدعاء.
وقيل: هي ما يجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة.
(ويدع) أي يترك (ما سوى ذلك) أي من الأدعية في غالب الأحيان. [مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح].
وفي (لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح): “… وكأنه أخذ من قوله ﷺ: (أوتيت جوامع الكلم)، ولا يخفى عليك أن الإضافة إلى الدعاء تفيد أن الجامعية تكون من حيث كونه دعاء وهو يناسب المعنى، والإضافة إلى الكلم من حيث كونه دالًّا على المعاني، فافهم.”. انتهى.
قال زين الدين المناوي رحمه الله: (الجوامع من الدعاء) “هو ما جمع مع الوجازة خير الدنيا والآخرة؛ نحو {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النا} أو هو مما يجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو ما يجمع الثناء على الله وآداب المسألة” [فيض القدير (٧٠٣٩)].
وفي [دليل الفالحين (٢٧٤/٧)]: (الجوامع من الدعاء) الدعاء الجامع للمهمات والمطالب، فيكون قليل المبنى جليل المعنى (ويدع ما سوى ذلك) لأن القوى البشرية تعجز عن الدوام على القيام بأداء الآداب المستحقة للربوبية فندب له الإتيان باللفظ اليسير لسهولة القيام به ويكون جامعاً ليصل لمطلوبه بأسهل طريق”.
(المسألة الثالثة): سبق وأن مر أن آداب الدعاء:
– خفضُ الصوتِ،
– وأن يتخيَّر الداعي جوامعَ الدعاء،
– ومحاسنَ الكلامِ،
– وأن يتجنَّب التكلُّفَ،
– والسَجْعَ،
– وأن يبدأ الداعي بنفسه،
– وأن يدعو لإخوانه المسلمين.
(المسألة الرابعة): الحرص على جوامع الذكر:
“المُرادُ بِجَوامِعِ الذِّكْرِ ما يُقَيِّدُ فِيهِ الذّاكِرُ لَفْظَ الذِّكْرِ بِعَدَدٍ كَبِيرٍ أوْ مِقْدارٍ عَظِيمٍ.
وقَدْ ورَدَ فِي الإْرْشادِ إلى ذَلِكَ أحادِيثُ كَثِيرَةٌ ..، قال الأْبِيُّ: يَدُل الحَدِيثُ عَلى أنَّ الذِّكْرَ الجامِعَ يَحْصُل بِهِ مِنَ الثَّوابِ ما لَيْسَ كَذَلِكَ.
وكانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ.
ونَقَل ابْنُ عَلاَّنَ عَنِ الشَّيْخِ أحْمَدَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ النُّوَيْرِيِّ قَوْلَهُ: قَدْ يَكُونُ العَمَل القَلِيل أفْضَل مِنَ العَمَل الكَثِيرِ كَقَصْرِ الصَّلاَةِ فِي السَّفَرِ أفْضَل مِنَ الإْتْمامِ، لَكِنْ لَوْ نَذَرَ إنْسانٌ أنْ يَقُول: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ عَشْرَ مَرّاتٍ، فَقال سُبْحانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ مَرَّةً واحِدَةً فَإنَّهُ لاَ يَخْرُجُ عَنْ عُهْدَةِ نَذْرِهِ لأِنَّ العَدَدَ هُنا مَقْصُودٌ. وجَعَل إمامُ الحَرَمَيْنِ نَظِيرَ ذَلِكَ مَن نَذَرَ أنْ يُصَلِّيَ ألْفَ صَلاَةٍ فَصَلّى فِي المَسْجِدِ الحَرامِ صَلاَةً واحِدَةً، أوْ نَذَرَ أنْ يَقْرَأ ثُلُثَ القُرْآنِ فَقَرَأ سُورَةَ الإْخْلاَصِ [عدة الحصن الحصين ص ٢٤٠، والفتوحات الربانية ١ / ١٩٥ – ١٩٩، ٣ / ٢٩٨، وشرح الأبي على صحيح مسلم ٧ / ١٤٢، ١٤٣، من : الموسوعة الفقهية الكويتية، بتصرف].
وقالت اللجنة الدائمة:
“… وعلى الداعي أيضا ألا يطيل على المأمومين إطالة تشق بل عليه أن يخفف، وأن يحرص على جوامع الدعاء، ويترك ما عدا ذلك كما دلت عليه السنة”.[فتاوى اللجنة الدائمة – 2، السؤال الأول من الفتوى رقم (٢١٢٦٣)].
(المسألة الخامسة): في بيان اختلاف أهل العلم في تفسير الحسنة المذكورة في الآية:
(اعلم): أنه قد اختلفت عبارات السلف في تفسيرها . وبعض المفسرين لخص أقوالهم بحيث تشمل كل ما ذكروا في معناها
قال الشيخ عماد الدين ابن كثير: الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب
دنيويّ، من عافية، ودار رَحْبة، وزوجة حسنة، وولد بارّ، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك، مما شملته عباراتهم، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا.
وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة، وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك، من أمور الآخرة.
وأما الوقاية من عذاب النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم، وتَرْك الشبهات، قال الحافظ: أو العفو محضًا، ومراده بقوله: وتوابعه: ما يلتحق به في الذكر، لا ما يتبعه حقيقة، ذكر هذا كلّه في «الفتح»، وهو بحثٌ نفيسٌ [ «الفتح» ١٤/ ٤٣٠ – ٤٣١، «كتاب الدعوات» رقم (٦٣٨٩)]، والله تعالى أعلم. [البحر المحيط الثجاج].
(المسألة السادسة): ماذا يفضل لمن أراد أن يزيد على دعاء قنوت الوتر
سئل ابن عثيمين: عن حكم الزيادة في دعاء القنوت على الوارد عن النبي ﷺ في تعليمه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. فأجاب بقوله: (الزيادة على ذلك لا بأس بها؛ لأنه إذا ثبت أن هذا موضع دعاء ولم يحدد هذا الدعاء بحد ينهى عن الزيادة فيه فالأصل أن الإنسان يدعو بما شاء، ولكن بعد المحافظة على ما ورد. بمعنى أن يقدم الوارد ومن شاء أن يزيد فلا حرج، ولهذا ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم يلعنون الكفرة في قنوتهم ….وعلى الإنسان أن يدعو بدعاء مناسب من جوامع الدعاء مما يهم المسلمين في أمور دينهم ودنياهم) «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (١٤/ ١٣٧)
(المسألة السابعة): من الأخطاء في الدعاء: الإطالة المفرطة في الدعاء.
قال الحافظ النووي: (فرع: قال البغوي: يكره إطالة القنوت) «المجموع» (٣/ ٤٩٩).
وقال ابن باز رحمه الله: (والسنة أن لا يطول وأن يقتصر على جوامع الدعاء في القنوت) «مجموع فتاوى ابن باز» (١١/ ٣٥٧).
وقال ابن عثيمين رحمه الله: (الإطالة التي تشق على الناس منهيٌّ عنها، فإن النبي ﷺ لما بلغه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه أطال الصلاة في قومه غضب ﷺ غضبًا لم يغضب في موعظةٍ مثله قط، وقال لمعاذ ابن جبل: (أفتانٌ أنت يا معاذ؟). فالذي ينبغي أن يقتصر على الكلمات الواردة، ولا شك في أن الإطالة شاقةٌ على الناس وترهقهم، ولا سيما الضعفاء منهم، ومن الناس من يكون وراءه أعمال ولا يحب أن ينصرف قبل الإمام ويشق عليه أن يبقى مع الإمام) «مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين» (١٤/ ٨٠).[حاشية: الموسوعة الفقهية]
(المسألة الثامنة): الفتاوى:
فتوى لابن عثيمين:
[1]إطالة الدعاء من الخطيب يوم الجمعة في أثناء الخطبة هل هو وارد عن الرسول ﷺ وما الصواب في ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات في كل جمعة وهذا أصل في جواز الدعاء في الخطبة يوم الجمعة وأما إطالة الدعاء فهذا على حسب الحال قد تقتضي الحال أن يطيل الإنسان الدعاء كما لو نزلت بالمسلمين نازلة من حروب وفتن وغير ذلك فليطل الدعاء لأن الناس محتاجون إلى هذا وأما إذا لم يكن هناك حاجة فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه) أي علامة ودليل على فقهه والإنسان العاقل الحكيم يتوخى ما تقتضيه الحكمة من إطالة أو اختصار وما تقتضيه الحال من إطالة أو اختصار فالناس مثلا في شدة الحر والغم يكون أرفق بهم تقصير الخطبة وفي حال البرد المزعج كذلك يكون الأرفق تقصير الخطبة وفي الأيام المعتدلة كأيام الربيع والخريف تتغير الحال المهم أنه ينبغي للخطيب أن يراعي مثل هذه الأمور حتى تكون خطبته مقبولة وحتى يخرج الناس وهم لم يملوا منها. [فتاوى نور على الدرب للعثيمين].
فتوى لابن باز:
[2]س: هل الغاية في قوله ﷺ: «فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم» لمجموع الأمرين بحيث إنه لو سلم من الصلاة ولم ينجل أطال الدعاء حتى ينجلي، أم أن الغاية للصلاة فقط بحيث لو سلم ولم ينجل كرر الصلاة؟
ج: الصلاة لا تكرر، ولكن يشرع للمسلمين الإكثار من الاستغفار والذكر والتكبير والصدقة والعتق؛ لأن الرسول ﷺ أمر الأمة بذلك عند وجود الكسوف. [مجموع فتاوى ابن باز].
(المسألة التاسعة): نماذج من الأدعية الجامعة:
جوامع الدعاء توجد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة.
– ((اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ)). حديث الباب رواه الشيخان.
– ((اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ)).
– ((اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى)). رواه مسلم.
– ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وجَهْلِي، وإسْرافِي فِي أمْرِي، وما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي، وهَزْلِي، وخَطَئِي، وعَمْدِي، وكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ، وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ، وما أعْلَنْتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ والمُؤَخِّرُ، وأنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
– ((اللَّهُمَّ أَصلِح لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصمَةُ أَمرِي، وَأَصلِح لِي دُنيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصلِح لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيرٍ، وَاجعَلِ المَوتَ رَاحَةً لِي مِن كُلِّ شَرٍّ)). رواه مسلم.
– ((للَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدَى والسَّدادَ)).
– ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي)).
– ((اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ))
– ((اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني)).
– ((اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُر عورَتي وآمِن رَوْعاتي، اللَّهمَّ احفظني من بينِ يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغتالَ مِن تحتي)).
– ((اللَّهُمَّ أَلهِمْني رُشْدِي، وأَعِذني مِن شَرِّ نَفْسي)).
– ((اللَّهمَّ اكْفِني بحلالِكَ عَن حَرَامِكَ، وَاغْنِني بِفَضلِكَ عَمَّن سِوَاكَ)) .
– ((اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين، اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين)).
– ((اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك)).
– ((اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا)).
– ((اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِي))
– ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، ((اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ)).
– ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الفِتَنِ، ما ظهَرَ منها، وما بطَنَ))
– ((اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك وأنا أعلمُ، وأستغفِرُك لما لا أَعلمُ))
– ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما عَمِلْتُ، وَشَرِّ ما لَمْ أَعْمَلْ))
– ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ))
– ((اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ)).
وانظر رسالة: الأربعين في دعاء رب العالمين، تصنيف: ناصر الكعبي، جمع فيه جوامع الدعاء من السنة النبوية الصحيحة.