269 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي رحمه الله في كتاب الضعفاء له:
269 الحارث بن غسان المزني بصري:
350 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال: حدثنا الحارث بن غسان المري قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجاء يوم القيامة بصحف مختمة فتصب بين يدي الله تبارك وتعالى فيقول للملائكة: اقبلوا هذا، وألقوا هذا، فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرا، فيقول: وهو أعلم: إن هذا كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم إلا ما كان ابتغي به وجهي»
351 – وحدثني أحمد بن عمرو قال: حدثنا عمر بن يحيى الأيلي قال: حدثنا الحارث بن غسان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه» ولا يتابع عليهما جميعا بهذا الإسناد وقد حدث هذا الشيخ بمناكير، والأول فأما المتن الأول قد روي بغير هذا اللفظ في معنى الرياء، والثاني له أسانيد جياد من حديث الناس
الشرح:
1 – ترجمة الحارث بن غسان:
كناه بعضهم بأبي غسان، قال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل لابنه 393 شيخ مجهول،
قال البزار في مسنده الحارث بن غسان رجل من أهل البصرة ليس به بأس قد حدث عنه جماعة من أهل العلم، وأورده العقيلي في الضعفاء وقال حدث هذا الشيخ بمناكير، وقال الأزدي: ليس بذاك. نقله الحافظ في لسان الميزان، وذكره ابن حبان في الثقات 7233 ونسبه “المزني”، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين 724 ونقل قول أبي حاتم الرازي فيه أنه مجهول، قال عبد الحق الإشبيلي (ت 581) كما في الأحكام الكبرى:
لَا أعلم رَاوِيا عَنهُ إِلَّا الحَجبي عبد الله بن عبد الْوَهَّاب وَبِهَذَا الحَدِيث ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه إِلَّا أَنه ذكر طرفا مِنْهُ.
قلت ذكرنا راويين آخرين غير الحجبي رويا هذا الحديث عن الحارث بن غسان أحدهما متهم بسرقة حديث.
وقال الذهبي كما في ميزان الاعتدال 1641 مجهول
وقال الألباني مجهول كما في الضعيفة 2672
* تنبيه: ذكر حديث أنس ابن كثير في تفسيره من مسند البزار ثم نقل أن البزار قالَ: الحارِثُ بن غسان روى عنه جماعة وهو ثقة بَصْرِيٌّ، لَيْسَ بِهِ بَاسٌ. انتهى فزاد أنه ثقة في الطبعة العلمية بينما لفظة ثقة غير مذكورة في طبعة سلامة
2 – تخريج حديث أنس بن مالك رضي الله
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجاء يوم القيامة بصحف مختمة فتصب بين يدي الله تبارك وتعالى فيقول للملائكة: اقبلوا هذا، وألقوا هذا، فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرا، فيقول: وهو أعلم: إن هذا كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم إلا ما كان ابتغي به وجهي»
أخرجه العقيلي كما هنا عن محمد بن إبراهيم بن جناد والبخاري في التاريخ الكبير مختصرا جدا، والطبراني في المعجم الأوسط 2603 عن أبي مسلم هو الكشي، والدارقطني في سننه 132 من طريق أبي حاتم الرازي، والدارقطني في سننه 132 من طريق أحمد بن محمد بن أنس،
وابن عساكر كما في تاريخ دمشق 11663 من طريق نصر بن داود بن طوق كلهم عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال: حدثنا الحارث بن غسان المري قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أنس بن مالك به
لكن عند الطبراني ” الحارث بن عبيد أبو قدامة” بدلا من الحارث بن غسان وهو خطأ صرح به الألباني أنه من بعض الناسخين كما في الضعيفة 5154
تابعه إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: ثنا الحارث بن غسان به أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه 154 ومن طريقه الشجري في الأمالي الخميسية … 2552، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان 6836
قال البيهقي عقبه كذلك رواه جماعة عن الحارث بن غسان
تابعه عمر بن يحيى الأبلي، قال: ثنا الحارث بن غسان به أخرجه البزار في مسنده 7388وعنه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه 154، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 6133 وابن عساكر كما في تاريخ دمشق 9942 وأبو طاهر السلفي في معجم السفر 327 من طريق محمد بن موسى الأبلي كلاهما عن عمر بن يحيى به قلت عمر بن يحيى الأبلي اتهمه ابن عدي بسرقة حديث.
قال الطبراني عقبه لم يرو هذا الحديث عن أبي عمران الجوني إلا الحارث بن غسان،
قال المنذري في الترغيب والترهيب وتبعه الهيثمي كما في مجمع الزوائد
رَوَاهُ الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادَيْنِ رُوَاة أَحدهمَا رُوَاة الصَّحِيح وَالْبَيْهَقِيّ
قلت كلامهما مبني على الإسناد الذي فيه الحارث بن عبيد وقد بينا أنه خطأ لذا الإسناد واحد فقط كما صرح به الطبراني نفسه
والحديث أورده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة2672و 5164 وتحت الحديث 6638
* وكذلك تابعهم في الوهم الاتيوبي في شرحه لصحيح مسلم البحر المحيط الثجاج فقال بعد ذكر الحديث من طريق الحارث بن غسان وعمر يحيى المتهم بالسرقة: لكن رواية الطبرانيّ في «الأوسط» إسنادها – كما قال الهيثميّ -: رجال الصحيح، فالظاهر أنها صحيحة، والله تعالى أعلم.
* والحارث بن عبيد ترجمه العقيلي في الضعفاء 259 وأخرج له مسلم والأكثر على تضعيفه
3* – نقل الذهبي في الميزان كلام العقيلي فقال بعد أن ذكر حديث أنس: وله حديث آخر عن ابن جريج.
وقال العقيلي: حدَّث بمناكير، انتهى.
قال ابن حجر في اللسان:
وبقية كلامه – يعني العقيلي: حديثه في الرياء لا يتابع عليه وقد روي بغير هذا اللفظ.
قال: وله عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه: كل مولود يولد على الفطرة … الحديث.
وهذا له أسانيد جياد غير هذا، ولا يتابع عليه.
وذَكَره ابن حِبّان في «الثقات».
وقال الأزدي: ليس بذاك. انتهى من اللسان
4 * – وذكر البيهقي في شعب الإيمان حديث أنس مستدلا به على صحة اختيار الحليمي أن الرياء لا يعذب به صاحبه إنما غاية أمره أنه لا يثقل به ميزان الطاعات فقال بعد أن ذكر الحديث من طريق إبراهيم بن عرعرة عن الحارث بن غسان به:
كَذَلِكَ رَواهُ جَماعَةٌ، عَنِ الحارِثِ بْنِ غَسّانَ، وفِي حَدِيثِ تَمِيمِ بْنِ طَرْفَةَ، عَنِ الضَّحّاكِ بْنِ قَيْسٍ الفِهْرِيِّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عزوجل يَقُولُ: أنا خَيْرُ شَرِيكٍ، فَمَن أشْرَكَ مَعِي شَرِيكًا فَهُوَ لِشَرِيكِي، يا أيُّها النّاسُ، أخْلِصُوا أعْمالَكُمْ لِلَّهِ عزوجل فَإنَّ اللهَ عزوجل، لا يَقْبَلُ إلّا ما أُخْلِصَ لَهُ، ولا تَقُولُوا هَذا لِلَّهِ ولِلرَّحِمِ، فَإنَّها لِلرَّحِمِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ عزوجل مِنها شَيْءٌ، ولا تَقُولُوا هَذِهِ لِلَّهِ ولِوُجُوهِكُمْ، فَإنَّها لِوُجُوهِكُمْ لَيْسَ لِلَّهِ مِنها شَيْءٌ».
ثم ذكر أحاديث وآثار تنصر هذا الاختيار. فالله أعلم وغرضنا هو حديث الضحاك فربما يقصده العقيلي لمَّا قال: فأما المتن الأول قد روي بغير هذا اللفظ في معنى الرياء … وكذلك أورد البيهقي حديث أبي بن كعب وحديث ابن عباس كلها في معنى الرياء
5 – عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه ” رواه مسلم 2985 وابن ماجه 4202
6 – تخريج حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه»
أخرجه البزار في مسنده 5184 ومن طريقه في ظني العقيلي في الضعفاء كما هنا، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 5350 حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 6134 حدثنا محمد بن موسى الأبلي كلهم عن عمر بن يحيى الأبلي قال: حدثنا الحارث بن غسان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به
قال البزار عقبه
وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس إلا الحارث بن غسان، وهو رجل من أهل البصرة ليس به بأس.
وقال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن بن جريج الا الحارث بن غسان تفرد به عمر بن يحيى
وعمر بن يحيى الأبلي اتهمه ابن عدي بسرقة حديث فالتعصيب به أولى إذ لم أجد له متابعا، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ مِمَّنْ لَمْ أَعْرِفُهُ غَيْرُ وَاحِد، انتهى. وشيخ البزار فيه عمرو بن يحيى الأبلي بإضافة واو في اسم الراوي وصوابه عمر بحذفها، وكذلك لم يعرف صاحب الترجمة.
7 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء أخرجه البخاري 1385 ومسلم 2658 وأبو داود 4714 والترمذي 2138
8 – عن سمرة بن جندب رضي الله عنه مرفوعا في حديث طويل في الرؤيا وفيه ” وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ” قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأولاد المشركين” أخرجه البخاري 7047،ومسلم 2275 مختصرا جدا، والترمذي 2294 كذلك لكنه أشار إلى وروده بطوله والنسائي في الكبرى 7611، والإمام أحمد في مسنده 20094 وابن أبي شيبة في المصنف 30486