261 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي في كتاب الضعفاء:
261 – الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي بصري
حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: سألت يحيى بن معين عن الحارث بن عبيد أبي قدامة الإيادي فقال: ضعيف الحديث، وسألت أبي فقال: هو مضطرب الحديث. حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن يحدث عن الحارث بن عبيد أبي قدامة فقلت: تحدث عن هذا الشيخ؟ فقال: كان من شيوخنا وما رأيت إلا خيرا
336 – ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن محمد قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: «يا فلان فعلت كذا وكذا؟» قال: لا، والله الذي لا إله إلا هو، والنبي عليه السلام يعلم أنه قد فعله فقال له: «إن الله قد غفر لك كذبك بتصديقك بلا إله إلا هو الله» ولا يتابع عليه مع غير حديث عن أبي عمران الجوني وغيره ولا يتابع على شيء منها، وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد بإسناد صالح.
1 – ترجمة الحارث بن عبيد أبي قدامة:
قال الحافظ المزي في التهذيب:” استشهد بِهِ البخاري متابعة في موضعين من كتابه وروى له فِي “الأدب. وروى لَهُ مسلم، وأَبُو داود، والتِّرْمِذِيّ.” قلت روى له مسلم حديثين متابعة
قال ابن معين: ضعيف الحديث وقال مرة في حديثه ضعف كما في تاريخه رواية الدوري، ونقل ابن شاهين في ثقاته القول الأول ثم قال وقال مرة ثقة ثم ذكره في أسماء الضعفاء ونقل عن الإمام أحمد
قوله ضعيف الحديث وقال عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن يحدث عن الحارث بن عبيد أبي قدامة فقلت: تحدث عن هذا الشيخ؟ فقال: كان من شيوخنا وما رأيت إلا خيرا نقله العقيلي كما هنا وذكره البخاري في التاريخ الكبير ونقل قول ابن مهدي فيه فقط وقال أيضا سَمِعَ منه مالك بْن إِسْمَاعِيل ومُوسَى بْن إِسْمَاعِيل ومُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حدثونا كلهم عَنْه
قال الإمام أحمد مضطرب الحديث، وقال مرة لا أعرفه نقله ابن عدي
قال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو بصري. كما في الجرح والتعديل لابنه وقال النسائي الحارث بن عبيد أبو قدامة ليس بذاك القوي نقله ابن عدي
وقال ابن حبان في المجروحين: كَانَ شَيخا صَالحا مِمَّن كثر وهمه حَتَّى خرج عَن جملَة من يحْتَج بِهِمْ إِذَا انفردوا
قال ابن عدي وذكر حديثه: لا يصح أبو قدامة ليس بشيء
وقال ابن عبد البر في الاستغناء في معرفة المشهورين: ليس بالقوى عندهم
وقال الذهبي في الكاشف ليس بالقوي وضعفه ابن معين وقال في تاريخ الإسلام لَيْسَ بِالْمُكْثِرِ … وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ
وأورده أيضا في ” من تكلم فيه وهو موثق” وكان قد قال في مقدمة الكتاب ” فهذا فصل نافع في معرفة ثقات الرواة الذين تكلم فيهم بعض الأئمة بما لا يرد أخبارهم وفيهم بعض اللين وغيرهم أتقن منهم وأحفظ فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه وهي التي تكلم فيه من أجلها فينبغي التوقف في هذه الأحاديث والله الموفق بمنه
قال الألباني كما في الصحيحة
“والحارث هذا قد ضعفوه لوهمه، وأشار إلى ذلك الحافظ بقوله في “التقريب “: “صدوق يخطئ “. قلت: فمثله يستشهد بحديثه، ويتقوى بغيره، ولعل في كلام العقيلي المتقدم ما يشير إلى ذلك.”
2 – تخريج حديث الباب:
أخرجه مسدد في مسنده – كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة-،وأخرجه عبد بن حميد في مسنده 1376، والعقيلي كما هنا عن إبراهيم بن محمد كلهم عن مسلم بن إبراهيم، وأخرجه البزار في مسنده 6903 من طريق روح بن عبادة، وأخرجه أبو يعلى في مسنده 3368 عن أبي الربيع، وأخرجه ابن عدي في الكامل من طريق طالوت، وأخرجه الحاكم وعنه البيهقي في السنن الكبرى 20372 كلهم عن الحارث بن عبيد، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى طريق الله عليه وسلم لرجل: «يا فلان فعلت كذا وكذا؟» قال: لا، والله الذي لا إله إلا هو – زاد عبد ” فكرر ذلك عليه ثلاث مرار، كل ذلك يحلف -، والنبي عليه السلام يعلم أنه قد فعله فقال له: «إن الله قد غفر لك كذبك بتصديقك بلا إله إلا هو الله» ولفظه عند عبد بن حميد وكذا البزار وغيره” كفر الله عنك كذبك بصدقك، بلا إله إلا الله» ”
قال البزار عقبه وهذا الحديث لا نعلم رواه، عن ثابت، عن أنس إلا الحارث بن عبيد أبو قدامة وخالفه حماد بن سلمة فرواه، عن ثابت، عن ابن عمر.
3 – تخريج أسانيد أخر
عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال لرجل: “فعلتَ كذا وكذا؟ “، قال: لا والذي لا إله إلا هو ما فعلتُ، قال: فقال له جبريل عليه السلام: قد فعل، ولكن قد غُفر له بقول لا إله إلا الله
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5361 وأبو يعلى في مسنده 5690 حدثنا عفان حدثنا حماد، يعني ابن سَلَمة، قال أخبرنا ثابت عن عبد الله بن عمر به
تابعه حسن، حدثنا حماد بن سلمة به أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5380
تابعه عبد الصمد، حدثنا حماد به أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5986
تابعه يحيى بن آدم عن حماد به أخرجه عبد بن حميد في مسنده 857 والبيهقي في السنن الكبرى 20373
تابعه موسى بن إسماعيل عن حماد به أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 452
قال حماد: لم يَسْمع هذا من ابن عمر، بينهما رجل، يعني ثابتاً
قال أبو حاتم الرازي كما في العلل لابنه 1323 وهو أشبه من حديث أبي قدامة
قال ابن أبي حاتم في المراسيل
66 – سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ وَابْنِ عُمَرَ
قال البزار
وهذا الحديث لا نعلم رواه، عن ثابت، عن أنس إلا الحارث بن عبيد أبو قدامة وخالفه حماد بن سلمة فرواه، عن ثابت، عن ابن عمر.
وقال البيهقي: «ورُويَ من حديث ثابت، عن أنس، وليس بالقوي».
* وقال الحافظ في «المطالب العالية»: «وصححه الحاكم من طريق مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة – وهو الحارث بن عبيد- به؛ لكن خالفه حماد بن سلمة، وهو أتقن منه في ثابت، فقال: عَنْ ثابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عمر، قال حماد: لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر؛ بينهما رجل».
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى بِنَحْوِهِ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلَّا أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ ثَابِتٌ هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ.
4 – عن الحسن: أن رجلا فقد ناقة له وادعاها على رجل فأتى به النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال: هذا أخذ ناقتى. فقال: لا والله الذى لا إله إلا هو ما أخذتها. فقال قد أخذتها ردها عليه فردها عليه فقال له النبى -صلى الله عليه وسلم-: «قد غفر لك بإخلاصك» أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 20374
مرسل
4 * – وقال عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج قال أخبرني خلاد وغيره أن النبي حلف عنده إنسان كاذبا بالله الذي لا إله إلا هو فقال النبي قد غفر لك حلفك كاذبا بإخلاصك فيه أو نحو ذلك
5 * – وقال أيضا عن ابن جريج قال حدثت عن محمد بن كعب القرظي أن رجلا سرق ناقة على عهد رسول الله فجاء صاحبها فقال يا نبي الله إن فلانا سرق ناقتي فجئته فأبى أن يردها فأرسل إليه النبي فقال اردد إلى هذا ناقته فقال والذي لا إله إلا هو ما أخذتها وما هي عندي فقال النبي اذهب
فلما قفى جاءه جبريل فأخبره أنه قد كذب وأنها عنده فأرسل إليه ليردها وأخبره أن الله قد غفر له بالإخلاص، والله أعلم) انتهى.
وينظر المسند طبع الرسالة ((4) / (134)) و ((26) / (26)).
6 – عن ابن عباس: أن رجلين اختصما إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، فسأل النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- الطالبَ البينةَ، فلم تكن له بينةٌ، فاستحلفَ المطلوبَ فحلف باللهِ الذي لا إله إلا هو، فقال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “بلى قَدْ فَعَلْتَ، ولكن غُفر لك بإخلاصِ قولِ لا إله إلا الله”. أخرجه أبو داود في سننه 3275 – ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 20370 – والإمام أحمد في مسنده 2280 وأحمد بن منيع – كما قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة-
من طريق حماد، أخبرنا عطاءُ بن السائبِ، عن أبي يحيى عن ابن عباس به
تابعه سفيان – هو الثوري- عن عطاء بن السائب به أخرجه النسائي في السنن الكبرى 5963
تابعه شريك، عن عطاء بن السائب به أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2695
تابعه عبد الوارث عن عطاء بن السائب به أخرجه الحاكم في المستدرك 7035
تابعه أبو حمزة – هو السكري- عن عطاء به أخرجه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة أبي يحيى زياد المكي 1271
تابعه حماد بن زيد عن عطاء به أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 89 وفيه مسلمة بن علي وهو متروك.
تابعه أبو الأحوص عن عطاء به مختصرا مع اختلاف في اللفظ أخرجه أبو داود في سننه3620 والنسائي في السنن الكبرى 5964
قال أبو عبد الرحمن يعني النسائي: تابعه أبو الأحوص على إسناده وخالفه في لفظه
أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن عطاء عن أبي يحيى عن ابن عباس قال: جاء خصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فادعى أحدهما على الآخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمدعي أقم بينتك قال يا رسول الله ليس لي بينة فقال للآخر احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليك أو عندك شيء)
* بينما لفظ أبي داود:
(3620) – حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا أبُو الأحْوَصِ، حَدَّثَنا عَطاءُ بْنُ السّائِبِ، عَنْ أبِي يَحْيى، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: يَعْنِي لِرَجُلٍ حَلَّفَهُ «احْلِفْ بِاللَّهِ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هُوَ، ما لَهُ عِنْدَكَ شَيْءٌ» يَعْنِي لِلْمُدَّعِي، قالَ أبُو داوُدَ: أبُو يَحْيى: اسْمُهُ زِيادٌ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ
* وفي سنن أبي داود أيضا
(3275) – حَدَّثَنا مُوسى بْنُ إسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، أخْبَرَنا عَطاءُ بْنُ السّائِبِ، عَنْ أبِي يَحْيى، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ رَجُلَيْنِ، اخْتَصَما إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَألَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الطّالِبَ البَيِّنَةَ فَلَمْ تَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ فاسْتَحْلَفَ المَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هُوَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَلى، قَدْ فَعَلْتَ ولَكِنْ قَدْ غُفِرَ لَكَ بِإخْلاصِ قَوْلِ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ»، قالَ أبُو داوُدَ: يُرادُ مِن هَذا الحَدِيثِ أنَّهُ لَمْ يَامُرْهُ بِالكَفّارَةِ
قال البيهقي هكذا رواه حماد بن سلمة وعبد الوارث والثورى وجرير وشريك عن عطاء.
تابعه شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن عبيدة عن بن الزبير نحوه مختصرا
قال النسائي هذا – أي الأول-الصواب ولا أعلم أحدا تابع شعبة على قوله عن أبي البختري عن عبيدة عن بن الزبير.
وقال البيهقي: هذا وهم من شعبة والصواب رواية الجماعة وعبيدة مات قبل ابن الزبير فيما زعم أهل التواريخ بتسع سنين فتبعد روايته عنه والله أعلم
* وقال: «تفرَّد به عطاء بن السائب مع الاختلاف عليه في إسناده».
* قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يُتابِعْ شعبةَ على روايته هذه عن عطاء بن السائب أحدٌ، وقد خالفوه فيها، فقال حماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد: عَنْ عَطاءِ بْنِ السّائِبِ، عَنْ أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: أنَّ رجُلَين اختَصَما إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا أحسَبُ أتى هذا الاختلاف إلا من عطاء بن السائب؛ لأنه قد كان اضطرب في حديثه ولم يرو عَبيدة عن ابن الزبير حديثًا مسندًا غير هذا الحديث من وجه صحيح».
* وفي علل ابن أبي حاتم:
(1327) – وسألتُ أبِي عَنْ حديثٍ رَواهُ شُعْبة، عَنْ عَطاء بن السّائب، عَنْ أبِي البَخْتَري، عَنْ عَبِيدَة، عَنِ ابْنِ الزُّبَير، عَنِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم): أنّ رَجُلا حلفَ بِاللَّهِ كاذِبًا، فغُفِرَ لَهُ؟
قالَ أبِي: رَواهُ عبدُالوارث، وجَريرٌ، عَنْ عَطاء بْنِ السّائب، عَنْ أبِي يَحيى – هُوَ الأعرَجُ – عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: أنّ رجُلَيْنِ اختَصَما إلى النبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، فادَّعى أحدُهُما عَلى صاحِبِهِ حَقًّا، فاستَحْلَفَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) المدَّعى عَلَيْهِ، فحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لا إلَهَ إلا هُوَ ما لَهُ قِبَلي حقٌّ؛ قالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم): غُفِرَ كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ بِلاَ إلهَ إلاَّ اللهُ.
قلتُ لأبِي: أيُّهما أصَحُّ؟
قالَ: شُعْبةُ أقدمُ سَماعًا مِن هَؤُلاءِ، وعَطاءٌ تغيَّر بأخَرَةٍ. انتهى
فهنا ابو حاتم يرجح رواية شعبة. لكن من هؤلاء الرواة شعبة وهو ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط
تنبيه: ابويحيى بين ابوداود أنه: زياد.
ووَهِمَ من قال: هو مِصْدَع. انظر «تحفة الأشراف» ((5431)).
وكلاهما يروي عن ابن عباس لكن الذي يروي عنه عطاء هو زياد وراجع إكمال الكمال. ففيه مزيد بيان
قال الألباني كما في الصحيحة 3064 وبهذه الطريق يعني طريق الثوري يصير الحديث صحيحاً
قلت ولفظه من طريق الثوري كما عند النسائي
(5963) – أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْماعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، كُوفِيٌّ عَنْ وكِيعٍ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ السّائِبِ، عَنْ أبِي يَحْيى، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قالَ: جاءَ رَجُلانِ يَخْتَصِمانِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ، فَقالَ لِلْمُدَّعِي: أقِمِ البَيِّنَةَ، فَلَمْ يُقِمْ، وقالَ لِلْآخَرِ احْلِفْ فَحَلَفَ: آللَّهِ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هُوَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ادْفَعْ حَقَّهُ وسَتُكَفِّرُ عَنْكَ لا إلَهَ إلّا اللهُ ما صَنَعْتَ»
7 – * تنوجيه الحديث:
اعتبر الطحاوي حديث ابن عباس معارض لأحاديث أخرى:
بابُ بَيانِ مُشْكِلِ ما رُوِيَ عَنْهُ مِن قَوْلِهِ لِلَّذِي حَلَفَ عِنْدَهُ لِخَصْمِهِ الَّذِي كانَ خاصَمَهُ إلَيْهِ فِيما كانَ ادَّعى عَلَيْهِ: «أما إنّكَ قَدْ فَعَلْتَ فادْفَعْ إلَيْهِ حَقَّهُ وسَتُكَفِّرُ عَنْكَ لا إلَهَ إلّا اللهُ ما صَنَعْتَ»
فذكر حديث ابن عباس وذكر ما يعارضه منها:
وما قَدْ حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إبْراهِيمَ بْنِ جَنّادٍ، حَدَّثَنا إبْراهِيمُ بْنُ بَشّارٍ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أبِيهِ، أوْ عَنْ عَمِّهِ، شَكَّ سُفْيانُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنَ اقْتَطَعَ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كاذِبَةٍ لَقِيَ اللهَ وهُوَ عَلَيْهِ غَضْبانُ، وهُوَ لَهُ ماقِتٌ» قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، وإنْ كانَ شَيْئًا يَسِيرًا قالَ: «وإنْ كانَ سِواكًا مِن أراكٍ» فَقالَ هَذا القائِلُ فَفِي هَذِهِ الآثارِ مِن وعِيدِ اللهِ تَعالى مَن حَلَفَ عَلى يَمِينٍ كاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِها مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ما فِيها، والحالِفُ بِها فَقَدْ وحَّدَ اللهَ فِي حَلِفِهِ بِها ونَفى أنْ يَكُونَ إلَهٌ غَيْرُهُ فَلَمْ يَرْفَعْ ذَلِكَ الوَعِيدُ عِنْدَ المَذْكُورِ ذَلِكَ الوَعِيدَ فِيها وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ وعِيدُ اللهِ إيّاهُ فِي كِتابِهِ بِقَوْلِهِ: {إنّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ} [آل عمران (77)] الآيَةَ فَكَيْفَ يَجُوزُ أنْ تَقْبَلُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ يَعْنِي الَّذِي رَوَيْناهُ فِي صَدْرِ هَذا البابِ وهَذِهِ الأحادِيثِ الَّتِي ذَكَرَها هَذا، وكُلُّ صِنْفٍ مِن ذَلِكَ الحَدِيثِ ومِن هَذِهِ الأحادِيثِ ضِدٌّ لِلصِّنْفِ الآخَرِ – فَكانَ جَوابَنا لَهُ بِتَوْفِيقِ اللهِ أنَّ حَدِيثَ ابْنِ عَبّاسٍ الَّذِي بَدَانا بِذِكْرِهِ فِي هَذا البابِ غَيْرُ مُضادٍّ لِلْأحادِيثِ الَّتِي عارَضَنا بِها، وذَلِكَ أنَّ الحَدِيثَ الأوَّلَ إنّما فِيهِ أنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَما فِي شَيْءٍ فَدَعا المُدَّعِيَ بِالبَيِّنَةِ فَلَمْ يَاتِ بِها فاسْتَحْلَفَ المُدَّعى عَلَيْهِ فَحَلَفَ وقَدْ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ حَلَفَ عَلى ما قَدْ كانَ عِنْدَهُ كَما قَدْ حَلَفَ عَلَيْهِ؛ لِأنَّهُ
ذَهَبَ عَنْهُ ما قَدْ كانَ تَقَدَّمَ مِنهُ فِيهِ وما فِي الحَقِيقَةِ عَلى غَيْرِ ما كانَتْ يَمِينُهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أعْلَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَدْ كانَ مِنهُ غَيْرُ ما حَلَفَ عَلَيْهِ وأنَّ الَّذِي كانَ فِي الحَقِيقَةِ مِمّا حَلَفَ عَلَيْهِ خِلافُ ما حَلَفَ عَلَيْهِ وأمَرَهُ بِدَفْعِ حَقِّ خَصْمِهِ إلى خَصْمِهِ، ثُمَّ أعْلَمَهُ أنَّهُ يُكَفِّرُ عَنْهُ ما كانَ مِنهُ مِنَ الحَلِفِ بِتَوْحِيدِ اللهِ تَعالى ….. شرك مشكل الآثار
قالَ البَيْهَقِيّ إن كانَ صَحِيحا فالمقصود مِنهُ البَيان أن الذَّنب وإن عظم لم يكن مُوجبا للنار مَتى ما صحت العقيدة وكانَ مِمَّن سبقت لَهُ المَغْفِرَة وقالَ لَيْسَ هَذا التَّعْيِين لأحد بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم انْتَهى
قلت ويحْتَمل أن الرجل كانَ كافِرًا أو منافقا فأخلص التَّوْحِيد فَقبل ذَلِك مِنهُ وجب ما كانَ قبله من المعاصِي فَلَمّا خفى التَّاوِيل عَلى ابْن الجَوْزِيّ حكم بِوَضْعِهِ والله أعلم راجع ذيل القول المسدد للمدراسي الهندي