26 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبو عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-”——”——-”
صحيح البخاري
قال البخاري رحمه الله تعالى كما في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابُ مَنْ قَالَ إِنَّ الإِيمَانَ هُوَ العَمَلُ
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]
وَقَالَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 93] عَنْ قَوْلِ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَقَالَ: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ} [الصافات: 61]
26 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ»
——–‘——‘——-‘
فوائد الباب:
1 – قوله (بَابُ مَنْ قَالَ إِنَّ الإِيمَانَ هُوَ العَمَلُ)، “المراد بالعمَل الأعمُّ من عمَل القَلْب واللِّسان والجوارح، وحينئذٍ فيُطابقه ما أورده من الآيات والحديث، فيرجع كلٌّ إلى ما يدلُّ عليه”. قاله شمس الدين البرماوي في اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح
2 – قوله (ِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]) ويتم احتجاج المصنف إذا استحضرنا الآية قبلها التي تتحدث عن الضمير في قوله ” أورثتموها” وهي قوله “الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) “.
3 – عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلاَ تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلاَ تَبْأَسُوا أَبَدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. أخرجه مسلم والترمذي واللفظ له ومسلم ذكر آية أخرى وهي قوله تعالى {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].
4 – الآية دالة عَلَى نيل الدرجات بالأعمال، (وأن الإيمان قول وعمل، ويشهد لَهُ الحديث المذكور، وهو مذهب أهل السنة كما سلف في أول الإيمان)، وهو مراد البخاري بالتبويب، وأراد به الرد عَلَى المرجئة” قاله ابن الملقن في التوضيح.
5 – قال ابن رجب في الفتح 1/ 120:
مقصود البخاري بهذا الباب: أن الإيمان كله عمل؛ مناقضة لقول من قال: إن الإيمان ليس فيه عمل بالكلية؛ فإن الإيمان أصله تصديق بالقلب، وقد سبق ما قرره البخاري أن تصديق القلب كسب له وعمل، ويتبع هذا التصديق قول اللسان.
ومقصود البخاري هاهنا: أن يسمى عملا – أيضا -، أما أعمال الجوارح فلا ريب في دخولها في اسم العمل، ولا حاجة إلى تقرير ذلك؛ فإنه لا يخالف فيه أحد، فصار الإيمان كله – على ما قرره – عملا.
والمقصود بهذا الباب: تقرير أن قول اللسان: عمله؛ واستدل لذلك بقوله تعالى {وَتِلْك الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72] وقوله {{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61]. ومعلوم أن الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان، وبها يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة – كما سبق ذكره. وفي ” المسند “، عن معاذ بن جبل مرفوعا: ” مفتاح الجنة: لا إله إلا الله “. وحكى البخاري عن عدة من أهل العلم أنهم قالوا في قوله تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92]: عن قول لا إله إلا الله؛ ففسروا العمل بقول كلمة التوحيد. اهـ
6 – قوله (وقال عدة من أهل العلم) وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد:” ويذكر عن أنس بن مالك وغيره من أهل العلم”.
7 – قلت حديث أنس ورد عنه مرفوعا عند الترمذي في سننه 3126 وفيه ليث بن أبي سليم فيه ضعف وقد رواه أيضا موقوفا ذكر ذلك الترمذي.
8 – وقد ورد عن ابن عمر موقوفا في تفسير الآية ” عن قول لا إله إلا الله” أخرجه الطبري في تفسيره والطبراني في الدعاء 1495 من طريق عطية العوفي عن ابن عمر به، وعطية ضعيف.
9 – وورد عن مجاهد أيضا أخرجه الطبري في تفسيره والطبراني في الدعاء 1496 وفيه ليث بن أبي سليم، وبإسناد آخر أيضا 1497 وفيه مؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف.
10 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
11 – وفي الباب عن عائشة، وأبي ذر، وعبد الله بن سلام، وعبادة بن الصامت، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن حبشي، وماعز، والشفاء. رضي الله عنهم أجمعين.
12 – ترجم عليه ابن حبان في صحيحه بقوله ” ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ هُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ”.
13 – قوله (الجهاد في سبيل الله) وعند المصنف في كتاب الأدب المفرد بنفس الإسناد ” جهاد في سبيل الله” أي بالتنكير مثل بقية الأعمال في الحديث.
14 – قال البخاري كما في خلق أفعال العباد “جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِيمَانَ وَالتَّصْدِيقَ وَالْجِهَادَ وَالْخَيْرَ عَمَلاً”.
15 – وذكر البخاري في خلق أفعال العباد هذه الآية أيضا وهي قوله تعالى “: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
16 – قال ابن بطة رحمه الله تعالى كما في الإبانة الكبرى:” فَتَفَهَّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ هَذَا الْخِطَابَ , وَتَدَبَّرُوا كَلَامَ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ , وَانْظُرُوا هَلْ مَيَّزَ الْإِيمَانَ مِنَ الْعَمَلِ , أَوْ هَلْ أَخْبَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ أَنَّهُ وَرَّثَ الْجَنَّةَ لِأَحَدٍ بِقَوْلِهِ دُونَ فِعْلِهِ؟ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72] , وَلَمْ يَقُلْ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ.”
17 – قَالَ القاضي عياض: ويحتمل أن يشير بأنه أفضل الأعمال إلى الذكر الخفي، وتعظيم حق الله ورسوله، وفهم (كتابه) وغير ذَلِكَ من أعمال القلب ومحض الإيمان، كما جاء: “خير الذكر الخفي”. نقلا عن التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن.
وعبارة القاضي عياض في شرح مسلم:
وقد يحتمل أن يشير بقوله: ” أفضل الأعمال الإيمان بالله ورسوله” إلى الذكر الخفي وتعظيم حق الله ورسوله وإدامة ذكر الله وتفهم كتابه وتدبر آياته، وهي من أعمال القلوب ومحض الإيمان -كما جاء في الحديث الآخر-: “خير الذكر الخفي”.
18 – “قال العُلَماء: اختَلفت الأَجوبةُ لاختِلاف الأَحوال، فأجاب كلًّا بما تَدعُو حاجتُه إليه، أو بما لم يَعلمْه السَّائل، وأَهل المَجلِس، وتَرْك ما عَلمُوه، ولهذا سقَط ذِكْر الصَّلاة (والزكاة) والصِّيام في حديث الباب مع تقدُّم الثَّلاث على الحجِّ والجِهاد.” قاله شمس الدين البرماوي في اللامع الصبيح.
19 – “ويمكن أن يقال: إن لفظة “مِن” مرادة كما يقال: فلان أعقل النَّاس، والمراد: من أعقلهم، ومنه حديث: “خيركم خيركم لأهله”، ومن المعلوم أنَّه لا يصير بذلك خير النَّاس.” قاله الحافظ في الفتح.
20 – “وفيه دليل على أن الأعمال سبب لدخول الجنة كما قال تعالى (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) الزخرف، وأما قوله صلى الله عليه و سلم “لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله” فالمراد والله أعلم أن العمل بنفسه لا يستحق به أحد الجنة لولا أن الله عز و جل جعله بفضله ورحمته سببا لذلك والعمل بنفسه من فضل الله ورحمته على عبده فالجنة وأسبابها كل من فضل الله ورحمته”. قاله ابن رجب في جامع العلوم والحكم.
21 – ” وإنما أراد الرَّد على المرجئة، لقولهم: إن الإيمان قول بلا عمل، وتبيين غلطهم وسوء اعتقادهم ومخالفتهم للكتاب والسُّنَّة، ومذهب الأئمة. وقال المهلب فى حديث أبى هريرة: إنما اختلفت هذه الأحاديث فى ذكر الفرائض، لأنه (صلى الله عليه وسلم) أعلم كل قوم بما لهم الحاجة إليه، ألا تراه قد أسقط ذكر الصلاة والزكاة والصيام من جوابه للسائل: أى العمل أفضل، وهى آكد من الجهاد والحج، وإنما ترك ذلك لعلمه أنهم كانوا يعرفون ذلك ويعملون به، فأعلمهم ما لم يكن فى علمهم حتى تمت دعائم الإسلام والحمد لله” قاله ابن بطال في شرحه.
22 – قوله (سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟) وعند البخاري من طريق عبد العزيز بن عبد الله ” أي الأعمال أفضل”، و عند الشيخين من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل نفس السؤال فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن بإسقاط الحج، فيظهر أن أبا ذر هو السائل هنا كما رجحه الحافظ.
23 – قول الله تعالى (فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة الحجر 92] هذه الآية أوردها البخاري فيها عموم ومنه قوله تعالى: (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)
[سورة الأعراف 6] فالرسل يسألون عن بلاغهم.
24 – فيه فضل الجهاد المشروع في سبيل الله
25 – فيه فضل الحج المبرور
26 – فيه حرص الصحابة في البحث عن الأفضل والأخير.
27 – فيه أن الأعمال الصالحة تتفاوت في أجورها
29 – خطر الإرجاء وأنه عمليا منتشر في أوساط الناس وإن لم يعرفوه نظريا فإذا ناصحت إنسان على معصية يقول لك: الإيمان في القلب؛ مع استهتاره وولوجه في المعاصي وترك الفرائض ويتمنى على الله الأماني.
30 – قوله (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) تابعهما عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كما عند البخاري 1519، تابعه مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ كما عند مسلم 135، تابعه مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ كما عند مسلم 135تابعه عبد الرحمن – هو ابن مهدي لكنه اختصره فاقتصر على موضع الشاهد -كما عند النسائي 4985، تابعه يَحْيَى بْنُ قَزَعَة كما عند البخاري في الأدب المفرد 156 تابعه يعقوب بن حميد كما عند ابن أبي عاصم في الجهاد له 21 تابعه عبد الله بن صالح كما عند الدارمي 2546 تابعه أبو داود كما عند الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 1407 تابعه يعقوب بن إبراهيم بن سعد كما عند أبي عوانة في مستخرجه تابعه أبو أيوب العباسي كما عند أبي عوانة في مستخرجه 245 تابعه الهيثم بن جميل كما عند اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1550.
31 – قوله (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) تابعه معمر كما عند مسلم 135والنسائي 2624و3130 تابعه شعيب كما عند البخاري في خلق أفعال العباد 153 – لكن بإسقاط الحج-.
32 – قوله (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ) تابعه أبو سلمة كما عند الترمذي 1658
===
===
مكرر بعد التصويب