255 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–‘———–‘———‘
مسند أحمد:
: 5991 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الصُّورَةِ، وَقَالَ: ” نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْوَجْهِ
قلت سيف:
في البخاري 5541 لكن فيه نهى أن تضرب الصورة.
قال ابن حجر: المراد بالصورة الوجه.
فرواية أحمد توضح المقصود بالصورة
أظنها على الشرط
——-”——–‘——–
النهي عن الضرب في الوجه
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): والمراد بالصورة الوجه. قال: وقد أخرج الإسماعيلي الحديث من طريق وكيع عن حنظلة بلفظ: (أن تضرب وجوه البهائم)، ومن وجه آخر عنه (أن تضرب الصورة). يعني الوجه. وأخرجه أيضًا من طريق محمد بن بكر البرساني وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة قال: سمعت سالما يسأل عن العلم في الصورة فقال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يكره أن تعلم الصورة وبلغنا (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تضرب الصورة). يعني بالصورة الوجه. انتهى.
و جاء عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن ناسًا قالوا: يا رسول الله، الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((نعم)) الحديث بطوله وفيه: ((حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا، كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا مَن عرفتم فتحرم صورهم على النار))؛ الحديث متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
والمراد بالصور هاهنا الوجوه؛ والدليل على ذلك ما رواه مسلم من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة)).
” كتاب إعلان النكير على المفتونين بالتصوير ” (ج (2) / (78)). للعلامة حمود التويجري رحمه الله.
—-
فقال ابن الأثير في «النهاية»، وتبعه ابن منظور في «لسان العرب»: وفي حديث ابن مقرن أما علمت أن الصورة محرمة: أراد بالصورة الوجه وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه، ومنه الحديث: كره أن تعلم الصورة أي يجعل في الوجه كي أو سمة. وقال مرتضى الحسيني في «تاج العروس»: والصورة الوجه. ثم ذكر ما ذكره ابن الأثير وابن منظور.
——
و فيه النهي عن ضرب الوجه و تقبيحه
قال النووي في شرحه على مسلم (ج (16) / (165)):
قَالَ الْعُلَمَاءُ هَذَا تَصْرِيحٌ بِالنَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْوَجْهِ لِأَنَّهُ لَطِيفٌ يَجْمَعُ الْمَحَاسِنَ وَأَعْضَاؤُهُ نَفِيسَةٌ لَطِيفَةٌ وَأَكْثَرُ الْإِدْرَاكِ بِهَا فَقَدْ يُبْطِلُهَا ضَرْبُ الْوَجْهِ وَقَدْ يَنْقُصُهَا وقد يشوه الوجه والشَّيْن فيه فاحش لأنه بَارِزٌ ظَاهِرٌ لَا يُمْكِنُ سَتْرُهُ وَمَتَى ضَرَبَهُ لَا يَسْلَمُ مِنْ شَيْنٍ غَالِبًا وَيَدْخُلُ فِي النَّهْيِ إِذَا ضَرَبَ زَوْجَتَهُ أَوْ وَلَدَهُ أَوْ عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه.
—-
تحريم ضرب الوجه في الحدود وغيرها]
Q تبويب أبي داود رحمه الله في الحديث الأخير: باب في ضرب الوجه في الحد، هل يفهم منه أنه في غير الحدود يمكن أن يضرب؟
لا، ولكنه لما كان الكتاب: كتاب الحدود، وأن الحدود تقام، والضرب مأذون فيه، فبين أنه لا يجوز أن يكون الضرب في الوجه في الحدود، وهو كذلك في غير الحدود، فالوجه لا يضرب مطلقاً؛ لأنه يؤدي إلى إتلاف هذه المنافع الضرورية للإنسان. ” شرح سَنَن ابي دَاوُدَ للعلامة العباد ” حفظه الله.
—
[فإن الله خلق آدم على صورته]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ .. ) رواه البخاري (6227) ومسلم (2841)
قال شيخ الإسلام: ((لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات, التي قد يسمى المخلوق بها, على وجه التقييد, وإذا أطلقت على الله اختصت به, مثل العليم, والقدير, والرحيم, والسميع, والبصير, ومثل خلقه بيديه, واستوائه على العرش, ونحو ذلك))
((نقض التأسيس)) (3/ 396).
وقال أيضاً: ((وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به, فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها, ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها)) ((نقض التأسيس)) (3/ 275).