25 التعليق على الصحيح المسند
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——‘——–‘
الصحيح المسند 25
أخرج ابن أبي عاصم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأنصار كرشي وعيبتي.
هذا حديث صحيح والحديث في الصحيحين من حديث أنس. انتهى
———–‘
يمكن أن نتكلم على الحديث بحسب الوجوه التالية:
الوجه الأول: أحاديث في الباب:
في صحيح البخاري:
1083 – حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم.
قال العيني:
والحديث أخرجه مسلم في الفضائل عن أبي موسى وبندار والترمذي أيضا عن بندار في المناقب والنسائي عن حرمي بن عمارة عن شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير.
قوله: (ويقلون) أي: الأنصار.
تنبيه: سبق التوسع في ذكر فضائل الأنصار في الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل الأنصار.
الوجه الثاني: معاني:
قال ابن حجر:
قوله (كرشي وعيبتي) أي بطانتي وخاصتي قال القزاز ضرب المثل بالكرش لأنه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون فيه نماؤه.
ويقال لفلان كرش منثورة أي عيال كثيرة
والعيبة بفتح المهملة وسكون المثناة بعدها موحدة ما يحرز فيه الرجل نفيس ما عنده يريد انهم موضع سره وامانته
قال بن دريد هذا من كلامه صلى الله عليه وسلم الموجز الذي لم يسبق إليه وقال غيره الكرش بمنزلة المعدة للإنسان والعيبة مستودع الثياب والأول أمر باطن والثاني أمر ظاهر فكأنه ضرب المثل بهما في إرادة اختصاصهم بأموره الباطنة والظاهرة والأول أولى وكل من الأمرين مستودع لما يخفى فيه قوله وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم يشير إلى ما وقع لهم ليلة العقبة من المبايعة فانهم بايعوا على ان يؤوا النبي صلى الله عليه وسلم وينصروه على أن لهم الجنة فوفوا بذلك.
قال السيوطي:
(الأنصار كرشي وعيبتي) أي جماعتي وخاصتي الذين أثق بهم وأعتمدهـم في أموري.
قال الخطابي ضرب مثلا بالكرش لانه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون به بقاؤه والعيبة وعاء معروف أكبر من المخلاة يحفظ الانسان به ثيابه وفاخر متاعه ويصونها ضربها مثلا لأنهم أهـل سره وخفي أحواله.
شرح مسلم
الوجه الثالث: مسائل:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله أوصيكم بالأنصار استنبط منه بعض الأئمة أن الخلافة لا تكون في الأنصار لأن من فيهم الخلافة يوصون ولا يوصى بهم ولا دلالة فيه إذ لا مانع من ذلك
_________
قال العباد حفظه الله في شرح صحيح البخاري (الدرس (400)) باختصار:
أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يتولى أمراً من أمور من أمور المسلمين ويكون بيده شيء من السلطة ويكون بيده شيء من الأمر، ينفع ويضر بإذن الله -عز وجل-، أوصاهم بهم خيراً، أن يقبل من محسنهم وأن يتجاوز عن مسيئهم، ….
وفيه تنويه بشأنهم، وبيان منزلتهم، … ،
ومعلوم أن التجاوز عن المسيء كما عرفنا فيما إذا لم يكن هناك في حد من حدود الله -عز وجل-، يعني في الأمور التي يمكن التجاوز فيها، أما الأمور التي لا يمكن التجاوز فيها كالحدود فهذه شأنهم شأن غيرهم، يعاملون كما يعامل غيرهم ..