2483 الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
مجموعة: إبراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي وهشام السوري، وعبدالله المشجري، وسامي آل سالمين، وعلي آل رحمه، وكرم.
ومجموعة : طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم، ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين، وخميس العميمي.
———–”———”———‘
باب من فضائل عبد الله بن سلام رضى الله تعالى عنه
[2483] حدثني زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن عيسى حدثني مالك عن أبي النضر عن عامر بن سعد قال: سمعت أبي يقول: ما سمعت رسول الله ﷺ يقول: لحي يمشي انه في الجنة الا لعبد الله بن سلام
[2484] حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن قيس بن عباد قال: كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب النبي ﷺ فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع، فقال بعض القوم هذا رجل من أهل الجنة هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين يتجوز فيهما ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا فلما استأنس قلت له انك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا قال سبحان الله ما ينبغي لأحد ان يقول: ما لا يعلم وسأحدثك لم ذلك رأيت رؤيا على عهد رسول الله ﷺ فقصصتها عليه رأيتني في روضة ذكر سعتها وعشبها وخضرتها ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي ارقه فقلت له لا أستطيع فجاءني منصف قال ابن عون والمنصف الخادم، فقال بثيابي من خلفي وصف انه رفعه من خلفه بيده فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فلقد استيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي ﷺ، فقال تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى وأنت على الإسلام حتى تموت قال والرجل عبد الله بن سلام
[2484] حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال: قال قيس بن عباد كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر فمر عبد الله بن سلام فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فقمت فقلت له أنهم قالوا كذا وكذا قال سبحان الله ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم إنما رأيت كأن عمودا وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف والمنصف الوصيف فقيل لي ارقه فرقيت حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى
[2484] حدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لقتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر قال: كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة قال وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام قال: فجعل يحدثهم حديثا حسنا قال: فلما قام قال القوم من سره ان ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا قال: فقلت: والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته قال: فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله قال: فاستأذنت عليه فأذن لي، فقال: ما حاجتك يا ابن أخي قال: فقلت له سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سره ان ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني ان أكون معك قال الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك مم قالوا ذاك اني بينما انا نائم إذ أتاني رجل، فقال لي قم فأخذ بيدي فانطلقت معه قال: فإذا انا بجواد عن شمالي قال: فأخذت لآخذ فيها، فقال لي لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال قال: فإذا جواد منهج على يميني، فقال لي خذ هاهنا فأتى بي جبلا، فقال لي اصعد قال: فجعلت إذا أردت ان اصعد خررت على استي قال حتى فعلت ذلك مرارا قال ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة، فقال لي اصعد فوق هذا قال: قلت: كيف اصعد هذا ورأسه في السماء قال: فأخذ بيدي فزجل بي قال: فإذا انا متعلق بالحلقة قال ثم ضرب العمود فخر قال وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت قال: فأتيت النبي ﷺ فقصصتها عليه، فقال: أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال قال: وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين واما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله واما العمود فهو عمود الإسلام واما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكا بها حتى تموت
——-‘——
حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وقيس بن عباد في صحيح البخاري، وعنده أيضاً حديث ثالث في فضائل عبدالله بن سلام -رضي الله عنه-:
# عن أبي بردة ، أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام رضي الله عنه ، فقال : ألا تجيء فأطعمك سويقا وتمرا ، وتدخل في بيت ، ثم قال : إنك بأرض الربا بها فاش ، إذا كان لك على رجل حق ، فأهدى إليك حمل تبن ، أو حمل شعير ، أو حمل قت ، فلا تأخذه فإنه ربا.
*قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (باختصار):*
( قـوله باب مناقب عبد الله بن سلام)
بتخفيف اللام أي بن الحارث من بني قينقاع وهم من ذرية يوسف الصديق وكان اسم عبد الله بن سلام في الجاهلية الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله أخرجه بن ماجه وكان من حلفاء الخزرج من الأنصار أسلم أول ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وسيأتي شرح ذلك في أوائل الهجرة وزعم الداودي أنه كان من أهل بدر وسبقه إلى ذلك أبو عروبة وتفرد بذلك ولا يثبت وغلط من قال إنه أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين ومات عبد الله بن سلام سنة ثلاث وأربعين……
قوله ما سمعت إلخ استشكل بأنه صلى الله عليه وسلم قد قال لجماعة إنهم من أهل الجنة غير عبد الله بن سلام ويبعد ان لا يطلع سعد على ذلك وأجيب بأنه كره تزكية نفسه لأنه أحد العشرة المبشرة بذلك
وتعقب بأنه لا يستلزم ذلك أن ينفي سماعه مثل ذلك في حق غيره
ويظهر لي في الجواب أنه قال ذلك بعد موت المبشرين لأن عبد الله بن سلام عاش بعدهم ولم يتأخر معه من العشرة غير سعد وسعيد ويؤخذ هذا من قوله يمشي على الأرض ووقع في رواية إسحاق بن الطباع عن مالك عند الدارقطني ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي إنه من أهل الجنة الحديث وفي رواية عاصم بن مهجع عن مالك عنه يقول لرجل حي وهو يؤيد ما قلته
لكن وقع عند الدارقطني من طريق سعيد بن داود عن مالك ما يعكر على هذا التأويل فإنه أورده بلفظ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا أقول لأحد من الأحياء إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وبلغني أنه قال وسلمان الفارسي لكن هذا السياق منكر فإن كان محفوظا حمل على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قديما قبل أن يبشر غيره بالجنة وقد اخرج بن حبان من طريق مصعب بن سعد عن أبيه سبب هذا الحديث بلفظ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فدخل عبد الله بن سلام وهذا يؤيد صحة رواية الجماعة ويضعف رواية سعيد بن داود …………………..
قوله ما ينبغي هو إنكار من بن سلام على من قطع له بالجنة فكأنه ما سمع حديث سعد وكأنهم هم سمعوه ويحتمل أن يكون هو أيضا سمعه لكنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا ويحتمل أن يكون إنكارا منه على من سأله عن ذلك لكونه فهم منه التعجب من خبرهم فأخبره بأن ذلك لا عجب فيه بما ذكره له من قصة المنام وأشار بذلك القول إلى أنه لا ينبغي لأحد إنكار ما لا علم له به إذا كان الذي أخبره به من أهل الصدق .
قوله فقيل لي ارق في رواية الكشميهني ارقه بزيادة هاء وهي هاء السكت .
قوله فأتاني منصف بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد المهملة بعدها فاء وفي رواية الكشميهني بفتح الميم والأول أشهر وهو الخادم.
قوله فرقيت بكسر القاف وحكي فتحها .
قوله في الرواية الثانية وصيف مكان منصف يريد ان معاذا وهو بن معاذ روى الحديث عن عبد الله بن عون كما رواه أزهر السمان فأبدل هذه اللفظة بهذه اللفظة وهي بمعناها والوصيف الخادم الصغير غلاما كان أو جارية .
قوله فاستيقظت وإنها لفي يدي أي أن الاستيقاظ كان حال الأخذ من غير فاصلة ولم يرد أنها بقيت في يده في حال يقظته ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله لكن الذي يظهر خلاف ذلك ويحتمل أن يريد أن أثرها بقي في يده بعد الاستيقاظ كأن يصبح فيرى يده مقبوضة .
قوله في بيت التنوين للتعظيم ووجه تعظيمه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه وكان هذا القدر المقتضي لإدخال هذا الحديث في مناقب بن سلام أو لما دل عليه أمره بترك قبوله هدية المستقرض من الورع .
قوله إنك بأرض يعني أرض العراق الربا بها فاش أي شائع .
قوله حمل بكسر المهملة تبن بكسر المثناة وسكون الموحدة معروف .
قوله حمل قت بفتح القاف وتشديد المثناة وهو علف الدواب .
قوله فإنه ربا يحتمل أن يكون ذلك رأي عبد الله بن سلام وإلا فالفقهاء على أنه إنما يكون ربا إذا شرطه نعم الورع تركه .
___________
وفي كتاب مناقب الأنصار، من صحيح البخاري، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، حديث أنس -رضي الله عنه- في قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وفيه:
فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال : أشهد أنك رسول الله ، وأنك جئت بحق ، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم ، وأعلمهم وابن أعلمهم ، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت ، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في . فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر اليهود ، ويلكم ، اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا ، وأني جئتكم بحق ، فأسلموا ، قالوا : ما نعلمه ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ، قالها ثلاث مرار ، قال : فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام ؟ قالوا : ذاك سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، قال : أفرأيتم إن أسلم ؟ ، قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم ، قال : أفرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم ، قال : أفرأيتم إن أسلم ؟ ، قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم ، قال : يا ابن سلام اخرج عليهم ، فخرج فقال : يا معشر اليهود اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، إنكم لتعلمون أنه رسول الله ، وأنه جاء بحق ، فقالوا : كذبت ، فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__
ورواه بلفظ آخر في موضع آخر:
# أنس ، أن عبد الله بن سلام ، بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ، ما أول أشراط الساعة ؟ ، وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ ، قال : أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، قال : أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، قال يا رسول الله : إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني ، قبل أن يعلموا بإسلامي ، فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أي رجل عبد الله بن سلام فيكم ؟ قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وأفضلنا وابن أفضلنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فأعاد عليهم ، فقالوا : مثل ذلك ، فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا ، وتنقصوه ، قال : هذا كنت أخاف يا رسول الله.
___
*وفي الأحاديث التي مضت فوائد، منها:*
– كونه -رضي الله عنه- من المبشرين بالجنة.
– الرؤيا الصالحة التي رآها.
– حسن سمته واتصافه بالخشوع، كما مر “في وجهه أثر من خشوع”، و “شيخ حسن الهيئة “.
– فراسة ابن سلام -رضي الله عنه- في صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- من وجهه الشريف، فعند الترمذي وابن ماجه ” لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم رسول الله قد قدم رسول الله (ثلاثا) ، فجثت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال … ” ،
قال الألباني -رحمه الله-: قال الترمذي: ” حديث حسن صحيح “. وقال الحاكم: ” صحيح على شرط الشيخين ” قلت: ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
– معرفته باليهود وصدق ظنه فيهم، فقد وصفهم بالبهت، وصدق فيما قال فقد بهتوه عندما سألهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن حاله -رضي الله عنه- فيهم.
– اتباعه الحق فور تيقنه، فقد أسلم عندما أجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- عما سأل.
– كونه -رضي الله عنه- أعلم اليهود قبل أن يسلم.