2472.2471. الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
مجموعة: إبراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي وهشام السوري، وعبدالله المشجري، وسامي آل سالمين، وعلي آل رحمه، وكرم.
ومجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم، ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين، وخميس العميمي.
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘—–‘——‘——‘
باب من فضائل أبي دجانه سماك بن خرشة رضي الله عنه
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال: من يأخذ مني هذا؟ فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: فمن يأخذه بحقه؟ قال فأحجم القوم. فقال سماك بن خرشة ابودجانة: أنا آخذه بحقه. قال: فأخذه ففلق به هام المشركين.
باب من فضائل عبدالله بن حرام والد جابر رضي الله عنهما.
عن جابر بن عبد الله يقول: لما كان يوم أحد، جيء بأبي مسجى وقد مثل به. قال: فأردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي ثم أردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي. فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر به فرفع فسمع صوت باكية أو صائحة. فقال: من هذه؟ قالوا: بنت عمرو أو أخت عمرو فقال: ولم تبكي؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع.
في رواية وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه فقال صلى الله عليه وسلم. تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه
وعن جابر جيء بأبي يوم أحد مجدعا فوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
———–”———–”———–”
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء للحافظ:
أبو دجانة الأنصاري سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد الساعدي. كان يوم أحد عليه عصابة حمراء. يقال آخى النبي ? بينه وبين عتبة بن غزوان. قال الواقدي ثبت أبو دجانة يوم أحد مع النبي ? وبايعه على الموت وهو ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب ثم استشهد يومئذ. قال محمد بن سعد: لأبي دجانة عقب بالمدينة وببغداد إلى اليوم. وقال زيد بن أسلم دخل على أبي دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له ما لوجهك يتهلل فقال (ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما).
وعن أنس بن مالك قال (رمى أبو دجانة بنفسه يوم اليمامة إلى داخل الحديقة فانكسرت رجله فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قتل رضي الله عنه).
وقيل هو سماك بن أوس بن خرشة:
صالح بن موسى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال لما وضعت الحرب أوزارها افتخر أصحاب رسول الله ? بأيامهم وطلحة ساكت لا ينطق وسماك بن خرشة أبو دجانة ساكت لا ينطق فقال رسول الله ? حين رأى سكوتهما (لقد رأيتني يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري)
وكان سيف أبي دجانة غير ذميم. وذلك أن النبي ? عرض ذلك السيف حتى قال من يأخذ هذا السيف بحقه فأحجم الناس عنه فقال أبو دجانة وما حقه يا رسول الله قال تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل فأخذه بذلك الشرط فلما كان قبل الهزيمة يوم أحد خرج بسيفه مصلتا وهو يتبختر ما عليه إلا قميص وعمامة حمراء قد عصب بها رأسه وأنه ليرتجز ويقول
إني امرؤ عاهدني خليلي * إذ نحن بالسفح لدى النخيل
أن لا أقيم الدهر في الكبول * أضرب بسيف الله والرسول
قال يقول رسول الله ? (إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن)
وحرز أبي دجانة شيء لم يصح ما أدري من وضعه
سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
قلت سيف بن دورة: حديث (إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن)
و (لقد رأيتني يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري)
كلاهما ضعفهما محقق سير أعلام النبلاء ط الحديث.
قال العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين:
فقال: (فمن يأخذه بحقه؟)، فأحجم القوم؛ لأنهم يعلمون ما حقه، يخشون أن حقه يكون كبيراً جداً لا يستطيعون القيام به، ويخشون أيضاً أن يعجزوا عن القيام به، فيكونون قد أخذوا هذا السيف على العهد من رسول الله ثم لا يوفون به، ولكن الله وفق أبا دجانة ـ رضي الله عنه ـ فقال: أنا آخذه بحقه، فأخذه بحقه؛ وهو أن يضرب به حتى ينكسر، أخذه بحقه ـ رضي الله عنه ـ وقاتل به؛ وفلق به هام المشركين رضي الله عنه.
في هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يبادر بالخير، وألا يتأخر، وأن يستعين بالله عز وجل، وهو إذا استعان بالله وأحسن به الظن؛ أعانه الله.
كثير من الناس ربما يستكثر العبادة، أو يرى أنها عظيمة، يستعظمها، فينكص على عقبيه، ولكن يقال للإنسان: استعن بالله، توكل على الله، وإذا استعنت بالله، وتوكلت عليه، ودخلت فيما يرضيه عز وجل؛ فأبشر بالخير وأن الله ـ تعالى ـ سيعينك؛ كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق: من الآية3).
وفي هذا دليل ـ أيضاً ـ على حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته؛ لأنه لم يخص بالسيف أحد من الناس، ولكنه جعل الأمر لعموم الناس، وهكذا ينبغي للإنسان الذي استرعاه الله رعية، ألا يحابي أحداً، وألا يتصرف تصرفاً يظن أنه محاب فيه، لأنه إذا حابى أحداً، أو تصرف تصرفاً يظن أنه حابى فيه، حصل من القوم فرقة، وهذا يؤثر على الجماعة. أما لو امتاز أحد من الناس بميزة لا توجد في غيره، ثم خصه الإنسان بشيء، ولكنه يبين للجماعة أنه خصه لهذه الميزة؛ التي لا توجد فيهم؛ فهذا لا بأس به. والله الموفق.
__________
وقال ابن هبيرة رحمه الله في الإفصاح عن معاني الصحاح:
* في هذا الحديث من الفقه استحباب توصل الإمام إلى كل ما يشد به عزائم المجاهدين، ويحمي به أنوفهم للحق، فأما ما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من عرض هذا السيف على القوم متخيرا من يتناوله منهم بحقه حتى انتدب له سماك ففلق به هام المشركين.
* وفيه أيضًا أن المستحب للإمام أن يختار أجود السلاح لأجود الرجال، ولا يترك السلاح الأجود مع الرجل الأدون حتى إن كان ملكًا للرجل، فرأى الإمام أنه لا يغني به صاحبه شيئًا، وغيره يغني به الغناء الواسع وليس ذا سلاح، أمر صاحب السلاح أن يدفع سلاحه إلى هذا الأعزل قصدًا بذلك مصلحة الجميع متوصلًا إلى طيب نفس صاحبه في ذلك، فإنه الأولى كما كان يقول لمن مر به انثر كنانتك لأبي طلحة.
– وقد وصف بالشجاعة عدد من الصحابة: فمنهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان وعلي وغيرهم كثير رضي الله عنهم.
_________
في سنن ابن ماجه:
# جابر بن عبد الله يقول لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك وقال يحيى في حديثه فقال يا جابر ما لي أراك منكسرا قلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قال بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية فقال الرب سبحانه إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي قال فأنزل الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
حسنه الألباني.
عزاه ابن كثير للصحيح وهو خطأ فليس في الصحيحين إنما أخرجه ابن ماجة في المقدمة وهو في الصحيح المسند من أسباب النزول.
قال ابن القيم وهذا لا يعارض النصوص التي فيها نفي الرؤية لأنها محمولة على الدار الدنيا.
قال ابن المديني: الكفاح المواجهه.
وهذا الحديث مع حديث ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه يبطل دعوى المجاز في الرؤية قاله با بطين.
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله في شرح سنن ابن ماجه (باختصار):
والأقرب أنه حسن، وهو حديث عظيم فيه معاني عظيمة، وفيه أن عبد الله بن حرام والد جابر رضي الله عنه لما استشهد يوم أحد خلف بنات وديناً فلحق ابنه جابر هم عظيم، ثم قضى دينه النبي صلى الله عليه وسلم وتزوج امرأة ثيباً حتى تقوم على أخواته.
وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى جابراً منكسراً قال: (ألا أخبرك بما لقي الله به أباك؟ قال: بلى، قال: إن الله كلم أباك كفاحاً)، يعني: بدون واسطة، وهذه منقبة لـ عبد الله بن حرام رضي الله عنه، وهو مستثنى من قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى:51]، فكلمه الله مباشرة بدون واسطة، كما كلم موسى عليه السلام من دون واسطة،
وهذا منقبة خاصة بـ عبد الله بن حرام، فكلمه الله وقال له: تمن، قال: يا رب! أن أرد إلى دار الدنيا مرة أخرى حتى أقتل، وذلك لما رأى من فضل الشهادة، حيث صارت منزلته عند الله عالية، وثوابه عظيم، فتمنى أن يرد إلى الدار الدنيا مرة أخرى ويقتل، فقال الله: إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون، فمن مات لا يرجع إلى الدنيا، إلا من كان آية من الآيات مثل قتيل بني إسرائيل، أحياه الله ثم أخبر من قتله، ثم عاد في الحال.
وفيه دليل على بطلان الحديث –
الذي فيه أن الله أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم له وأنهما آمنا به، وقد ذكره السيوطي رحمه الله، وهذا من خرافاته، ذكر أن الله أحيا أبوي النبي له، وأنهما آمنا به، وكذلك ذكره أبو بكر بن العربي كما مر في تفسير سورة البقرة، في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَاتِينَا آيَةٌ} [البقرة:118]، فذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله أن هذا الحديث باطل، وأن الصواب أنه موضوع ولا أساس له من الصحة.
وهذا الحديث يدل على بطلانه قوله: (إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون) أي: من مات لا يرجع إلى الدار الدنيا، ولا يفيد الإيمان بعد الموت، ولهذا قال الله تعالى لـ عبد الله بن حرام: (إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: رب أبلغ من ورائي -يعني: في فضل الشهادة- فأنزل الله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169]).
واليهود والنصارى يعتقدون أن عيسى قتل وصلب، والصحيح أنه رفع حياً كما في نص القرآن: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء:15
قوله: (ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب) يعني: لم يره، أي: أنه كلمه ولكنه لم يره، فموسى عليه السلام كلمه الله من وراء حجاب ولم يره، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كلمه الله ليلة المعراج من وراء حجاب ولم يره، هذا هو الصواب، فهم محجوبون عن الرؤية، ويدل على ذلك حديث مسلم (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) فلما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر: (هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أره) يعني: النور حجاب يمنعني من رؤيته، ولا يستطيع أحد أن يرى الله، هذا هو الصواب.
وقال بعض العلماء: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج، وأن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، لكنه قول مرجوح.
________
———‘———
من الاستيعاب:
((أبو جابر الأنصاري: عبد الله بن عمرو بن حرام)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عَبْدُ اللّهِ بن عَمْرو بن حَرَام بن ثَعْلَبة بن حَرَام بن كَعْب بن غَنْم بن سَلِمة بن سَعْد بن عَلِيّ بن أَسَد بن سَارِدَة بن تَزِيد بن جُشَم بن الخَزْرَج الأَنصاري الخزرجي السلمي))
((يكنى أَبا جابر، بابنه جابر بن عبد اللّه.)) أسد الغابة.
((روى أبو يَعْلى، وابن السّكن، من طريق حبيب بن الشهيد، عن عَمْرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “جَزَى اللهُ الأنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا لا سِيَّما عَبْدُ الرحمنِ بْنُ عَمْرٍو بْن حرامٍ وسَعْدُ بنُ عُبادَة”َ. وأخرجه النّسائي من هذا الوجه، لكن لفظه لا سيما آل عمرو بن حرام)) الإصابة في تمييز الصحابة.
وهو في الصحيح المسند 217
عن جابر بن عبد اللّه قال: قتل أَبي يوم أُحد، فجئت إِليه وقد مُثِّل به، وهو مُغَطَّى الوَجْه، فجعلت أبكي، وجعل القوم يَنْهَوْنَني، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لا ينهانِي، قال: فجعلت فاطمة بنت عَمْرو ـــ يعني عمته ـــ تبكي، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “تَبْكِيْهِ أَوْ لاَ تَبْكِيْهِ، مَا زَالَت الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُموهُ”.
البخاري 1244
ولما أَراد أَن يخرج إِلى أُحد دعا ابنه جابرًا فقال: يا بني، إِني لا أَراني إِلا مقتولًا في أَول من يقتل، وإِني والله لا أَدع بعدي أَحدًا أَعز عَلَيّ منك، غير نفس رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإِن عليّ دينًا فاقض عني ديني، واستوص بأَخواتك خيرًا. قال: فأَصبحنا فكان أَول قتيل جدَعُوا أَنْفَه وأُذنيه. ودفن هو وعمرو بن الجَمُوح في قبر واحد، قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: “ادْفِنُوهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُمَا كَانا مُتَصَافَّيَيْنِ مُتَصَادِقَيْنِ فِي الْدُّنْيَا”.
أخرجه البخاري
وكان عَمْرو أَيضًا زوج أُخت عبد اللّه، واسمها هند بنت عمرو بن حَرَام.)) أسد الغابة. ((أمّه الرباب بنت قيس بن القريم بن أميّة بن سنان بن كعب بن غَنْم بن كعب بن سلمة وأمّها هند بنت مالك بن عامر بن بياضة.))
((كان لعبد الله بن عمرو من الولد جابر شهد العَقَبة وأمّه أنيسة بنت عَنَمة بن عديّ بن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد)) الطبقات الكبير.
روى عنه ابنه جابر قال: رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يتختّم في يمينه.
وروى حماد بن زيد، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن جابر، قال: قُتل أبي يوم أُحُد، وجُدع أَنفهُ، وقُطعت أُذناه، فقمْتُ إليه؛ فحِيل بيني وبينه، ثم أتي به قبره، فدفن مع اثنين في قبره، فجعلت ابنتُه تبكيه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلَّه حَتَّى رُفِعَ “.
قال: فحفرت له قبرًا بعد ستةِ أَشهر فحولْتُه إليه، فما أنكرتُ منه شيئًا، إلّا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض.
أخرجه ابوداود ثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن سعيد بن يزيد أبي سلمة عن أبي نضرة عن جابر قال دفن مع أبي رجل فكان في نفسي من ذلك حاجة فأخرجته بعد ستّة أشهر فما أنكرتُ منه شيئًا، إلّا شعيرات كن في لحيته مما يلي
الأرض.
قال الألباني صحيح الإسناد
وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح وأخرجه بنحوه البخاري 1351 مطول بقصة استشهاد عبدالله بن حرام وقال في روايته: فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته غير هنية في أذنه.
وورد مثل ذلك في حق طلحة عن قيس بن أبي حازم قال رأى بعض أهل طلحة بن عبيد الله أنه رآه في المنام فقال أنكم دفنتموني قي مكان قد آذاني الماء فحولوني منه فحولوه فاخرجوه كأنه سلقه لم يتغير منه شئ إلا شعرات من لحيته.
أخرجه عبدالرزاق بإسناد صحيح إلى قيس.
وفي الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أَبي صَعْصَعَة: أَنه بلغه أَن عمرو ابن الجموح وعبد اللّه بن عَمْرو بن حرام الأَنصاريين ثم السَّلَمِيَّينِ كانا قد حَفَرَ السَّيْلُ عن قبرهما وكان قبرُهما مما يَلِي السَّيْل، وكانا في قَبْرٍ، واحد، وكانا ممن اسْتُشْهِد يوم أُحد، فحفروا عنهما ليُغَيِّرَا من مكانِهما، فوُجدا لم يَتَغَيَّرَ كَأَنَّمَا مَاتَا بالأَمْس وكَانَ أَحدُهما قد وضع يده على جُرْحه، فدُفن وهو كذلك، فأُمِيطت يدُه عن جُرْحه، ثم أُرْسِلت فرَجَعَتْ كَمَا كانت. وكان بين يوم أُحُد وبين يومَ حُفِر عنهما سِت وأَربعون سنة”.أخرجه مالك عن عبدالرحمن بن أبي صعصعة
قال ابن عبدالبر لم تختلف الرواة في قطعه ويتصل معناه من وجوه صحاح.
قلت سيف بن دورة: وكلام ابن عبدالبر عزاه إليه الزرقاني. ثم وقفت عليه في التمهيد ولفظه: هكذا هذا الحديث في الموطأ مقطوعا لم يختلف على مالك فيه وهو يتصل من وجوه صحاح بمعنى واحد متقارب.
وكان الذي قَتَلَ عبدَ اللّهِ أُسَامَةُ الأَعْور بن عُبَيْد وقيل: بل قتله سُفْيَان بن عَبْدِ شَمْس أَبو أَبِي الأَعْوَر السَّلَمِيّ.)) ((كان عبد اللّه عَقَبِيًّا بَدْرِيًّا نَقِيبًا، كان نقيبَ بني سَلِمة هو والبَرَاءَ بن مَعْرُور)) أسد الغابة.
قال ابن سعد في (الطبقات الكبير):
خبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا شريك عن الأسود بن قيس عن نُبيح العَنَزي عن جابر بن عبد الله قال: أصيب أبي وخالي يوم أُحُدٍ فجاءت بهما أمّي قد عَرَضْتهما على ناقة، أو قال على جمل، فأقبلت بهما إلى المدينة فنادى منادي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ادفنوا القتلى في مصارعهم، قال فُردّا حتى دُفنا في مصارعهما.
صححه الألباني في أحكام الجنائز
وعزاه لأبي داود 3165 قال شعيب سنده قوي في تحقيقه للسير.
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: أخبرنا مالك بن أنس أنّ عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجَموح كُفّنا في كفّنٍ واحدٍ وقبرٍ واحد. وهذا فيه انقطاع.
أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدّثني الأوْزاعي عن الزهريّ عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لما خرج لدفن شهداء أُحُد قال: “زَمّلوهم بجراحهم فإنّي أنا الشهيد عليهم، ما من مسلم يُكْلَم في سبيل الله إلاّ جاء يوم القيامة يسيل دمًا اللون لون الزعفران والريح ريح المسك”. قال جابر: وكُفّن أبي في نَمِرة واحدةٍ وكان يقول صَلَّى الله عليه وسلم: “أيّ هؤلاء كان أكثر أخذًا للقرآن؟ ” فإذا أُشيرَ لَه إلى الرجل قال: “قَدّموه في اللحد قبل صاحبه”.
ابن الي شيبة
وخولف فيه اسامه بن زيد عن الزهري كما ذكر الأئمة
إنما روي عن الزهري عن عبدالله بن ثعلبة
ولفظه زملوهم في ثيابهم وجعل يدفن في القبر الرهط قال: قدموا أكثرهم قرأنا والأكثر أن عبدالله بن ثعلبة إنما مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه.
وذكر محققو المسند في الباب حديث أبي هريرة وهو متفق عليه
قالوا وكان عبد الله بن عمرو بن حرام أوّل قتيل قُتِل من المسلمين يوم أُحُدٍ، قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السُّلَمي، فصلّى عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قبل الهزيمة وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من الصفاء”، وقال: “ادفنوا هذين المتحابّين في الدنيا في قبرٍ واحد”.
قلت سيف بن دورة: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبن إسحاق عن أبيه عن أشياخ الأنصار.
قلت سيف بن دورة: وإسحاق بن دينار والد محمد بن إسحاق إنما يروى الحسن بن علي بن أبي طالب. وعروة بن الزبير بن العوام وطبقتهم. فيحتمل أن يكون على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
قال وكان عبد الله بن عمرو رجلًا أحمر أصلع ليس بالطويل، وكان عمرو بن الجَموح رجلًا طويلًا فعُرفا فدُفنا في قبر واحد، وكان قبرهما ممّا يلي المسيل فدخله السيل فحفَر عنهما وعليهما نَمِرتان وعبد الله قد أصابه جُرْح في وجهه فيدُه على جرحه فأميطَتْ يدُه عن جُرحه فانبعث الدم فرُدّت يده إلى مكانها فسكن الدم.
قال جابر: فرأيت أبي في حفرته كأنّه نائم وما تغيّر من حاله قليل ولا كثير، فقيل له: فرأيتَ أكفانه؟ قال: إنّما كُفّن في نَمِرَةٍ خُمِرَ بها وجهه وجُعل على رِجليه الحَرْمَل فوجدنا النّمِرة كما هي والحرمل على رجليه على هيئته وبين ذلك ستّ وأربعون سنة.
فشاورهم جابر في أن يُطيَّب بمسك فأبَى ذلك أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقالوا: لا تُحدثوا فيهم شيئًا. وحُوّلا من ذلك المكان إلى آخر وذلك أنّ القناة كانت تمرّ عليهما، وأُخرجوا رطابًا يَتَثَنّون.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: أخبرنا هشام الدّسْتَوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: صُرِخَ بنا إلى قتلانا يوم أُحُد حين أجرى معاوية العين فأخرجناهم بعد أربعين سنة لَيّنَةً أجسادُهم تتثنى أطرافهم.
قلت سيف بن دورة: وأخرجه ابن أبي شيبة 36790 كثير بن هشام قال حدثنا هشام الدستوائي به
قال محقق السير: وهذا سند رجاله ثقات.
فهو على شرط الذيل على الصحيح المسند.
وفي السير: وقال حماد بن زيد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال: استصرخنا. ….
وفي الاستذكار ذكره من طريق أبن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر به
ومن طريق ابن عيينة عن أبي الزبير عن جابر قال لما أراد معاوية أن يجري العين بأحد نودي بالمدينة من كان له قتيل فليأت قتيله. قال جابر فاتيناهم فأخرجناهم رطابا يتثنون فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دما. ثم قال ابن عبدالبر: وقد روي عن جابر بإسناد صحيح أنه أخرج أباه من قبره بعد ستة أشهر أو سبعة.
أخبرنا سعيد بن عامر قال: أخبرنا شعبة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: دُفن مع أبي رجل في القبر فلم تَطِبْ نفسي حتى أخرجته فدفنته وحدَه.
قلت سيف بن دورة: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
عبدالله بن أبي نجيح ثقة رمي بالقدر. ودافع عنه الذهبي قال: لعله رجع.
وهو كثير الرواية عن مجاهد.
وعن جابر بن عبد الله أنّ أباه تُوفّي وعليه دَيْن، قال: فأتيْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: إنّ أبي تَرَكَ عليه دَيْنًا وليس عندنا إلا ما يُخْرِجُ نَخْلُه فلا يبلغ ما يُخرج نخله سَنَتَين ما عليه فانطلقْ معي لكيلا يفحش عليّ الغُرماء. قال فمشي حَوْلَ بَيْدَرٍ من بَيَادِر التمر ودعا ثمّ جلس عليه وقال: “أين غرماؤه؟ ” فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل الذي أعطاهم.