247 – رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
وناصر الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
75 – قال البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه:
باب فضل من بات على الوضوء:
247 – حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا سفيان عن منصور عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به، قال: فرددتها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت. قلت: ورسولك. قال: لا؛ ونبيك الذي أرسلت.
_______
فوائد الباب:
1 – قوله: (باب فضل من بات على الوضوء)، ختم البخاري كتاب الوضوء بهذا الباب بذكر فضل من ختم ليله قبل النوم بالوضوء، وهو عمل صالح إشعارا بنية العبد الاستيقاظ لصلاة الليل، فيكون في نومه مأجورا، فإن مات مات على الفطرة.
2 – وكان البخاري قد ترجم في أوائل كتاب الوضوء؛ فقال ” فضل الوضوء، والغر المحجلون من آثار الوضوء” فكأنه افتتح بذكر فضل الوضوء وختم به.
3 – حديث سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في سننه والنسائي في السنن الكبرى.
وأخرجه ابن ماجه من طريق آخر عن البراء، وليس فيه موضع الشاهد.
4 – أضاف الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1136 في أوله من طريق فطر بن خليفة ” قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ” يا براء، ما تقول إذا أويت إلى فراشك؟ ” قال: قلت: الله عز وجل ورسوله أعلم”.
5 – قوله: (إذا أتيت مضجعك) وعند البخاري 6313 من طريق أبي إسحاق: ” أوصى رجلا؛ فقال: إذا أردت مضجعك”.
6 – وقال ابن خزيمة في صحيحه 216: “هذه اللفظة: “إذا أتيت مضجعك” من الجنس الذي نقول إن العرب تقول إذا فعلت كذا؛ تريد إذا أردت فعل ذلك الشيء، كقوله جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} ومعناه إذا أردتم القيام إلى الصلاة”.
7 – قوله: (فتوضأ وضوءك للصلاة) تأكيد لقصد الوضوء الشرعي لا اللغوي ليعم الوجه والأطراف. وهذا الجملة انفرد بها سعد بن عبيدة، قال الترمذي في سننه: “وقد روي من غير وجه عن البراء ولا نعلم في شيء من الروايات ذكر الوضوء إلا في هذا الحديث”.
قال ابن حجر: وقد ورد في الباب حديث عن معاذ بن جبل. أخرجه أبو داود، وحديث عن علي أخرجه البزار وليس واحد منهما على شرط البخاري.
8 – قوله: (ثم اضطجع على شقك الأيمن) هذا أيضا من سنن النوم، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب التيامن، ولأن النوم بمنزلة الموت”. قاله ابن الملقن في التوضيح.
9 – وقوله: (رغبة ورهبة إليك)، عطف الرهبة على الرغبة، ثم أعمل لفظ الرغبة وحدها، ولو أعمل كل واحدة منهما لكان حقه أن يقول: رغبة إليك ورهبة منك، ولكن العرب تفعل ذلك كثيرا في كلامها كقول بعضهم:
ورأيت بعلك في الوغا … . متقلدًا سيفًا ورمحا
والرمح لا يتقلد ….
[أعلام الحديث شرح صحيح البخاري ((1) / (295))].
10 – ويمكن أن يقال: بل يوضحه ما بعدها حيث قال: (لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك) وهي كقوله تعالى: (ففروا إلى الله) ولم يقل: من الله، فتضمنت الحث على التوبة والأوبة.
11 – قوله: (فأنت على الفطرة) أي التوحيد، وزاد مسلم من طريق أبي إسحاق: ” وإن أصبحت، أصبت خيرا”. أي أن أمر المؤمن كله له خير.
12 – قوله: (واجعلهن آخر ما تتكلم به) فيه أن النوم شابه الموت، فدعاه لأن يكون آخر كلامه توحيد خالص واستسلام والتجاء إلى الله تعالى.
وفي فتوى لبعض لجان الفتوى:
لا مانع من جعل الاستغفار والحمد آخر ما يتكلم به من يريد النوم بعد أن يأتي بالدعاء المذكور؛ لأن في بعض رواية الحديث: واجعلهن من آخر ما تتكلم به، وهي رواية مسلم، قال الحافظ ابن حجر عند شرح الحديث المشار إليه في السؤال:
قوله: واجعلهن آخر ما تقول، في رواية الكشميهني: من آخر، وهي تبين أنه لا يمتنع أن يقول بعدهن شيئا مما شرع من الذكر عند النوم. انتهى
قال الشوكاني في نيل الأوطار في باب استحباب الوضوء لمن أراد النوم بعد ذكره لرواية الكشمهيني السابقة: «وهي تبين أنه لا يمتنع أن يقول بعدهن شيئًا من المشروع من الذكر» اهـ.
وكذلك ما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها – وفيه: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من آخر ما يقول حين ينام وهو واضع يده على خدِّه الأيمن وهو يرى أنه ميِّت في ليلته تلك: ربَّ السموات السبع وربَّ العرش العظيم ربَّنا وربَّ كل شيء ..
قال بعض المشايخ المعاصرين:
فلا يتكلم بعدها بشيء من أحاديث الدنيا، فإن تحدث؛ أعادهن، ثم ينام، اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم –
بينما قال عبد المحسن العباد:
قوله: [(واجعلهن آخر ما تقول)] فلو حصل طارئ وتكلم الإنسان بعد أدائه لهذا الذكر فليس عليه إعادته؛ لأن الإنسان قد يتكرر منه ذلك، ولكن المقصود منه عندما يأتي بأذكار النوم فليكن هذا الذكر آخر ما يقوله.
[شرح سنن أبي داود للعباد ((573) / (7))].
13 – قوله: (فرددتها على النبي -صلى الله عليه وسلم) وعند مسلم من طريق جرير ” لأستذكرهن” فيه التسميع للتثبت من الحفظ والمذاكرة.
14 – زاد الطحاوي في شرح مشكل الآثار 1136 من طريق فطر بن خليفة ” فطعن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصبعه في صدري، فقال لي: ” ونبيك الذي أرسلت ” ففعلته”.
15 – قوله: (لا ونبيك الذي أرسلت) فيه أن الأذكار والأدعية توقيفية.
قال النووي: اختار المازري أن سبب الإنكار أن هذا ذكر ودعاء فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ولعله أوحى إليه بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها. وقال: واعلم أنه لا يلزم من الرسالة النبوة ولا عكسه، واحتج بعضهم به على منع الرواية بالمعنى.
والجواب: أن المعنى في هذا الحديث مختلف، ولا خلاف في المنع إذا اختلف المعنى.
قال الحافظ في» شرح البخاري «: وأولى ما قيل في حكمة رده – صلى الله عليه وسلم – على من قال ” الرسول” بدل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به.
16 – عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من بات طاهرا بات في شعاره ملك لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرا “. أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد له 1244 ومن طريقه ابن حبان في صحيحه 1051، وابن عدي في الكامل في الضعفاء وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال 463 والبيهقي في الدعوات الكبير 426 والبيهقي في شعب الإيمان 2526 قال ابن المبارك أخبرنا الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة به قال الألباني كما في الصحيحة 2539 ” وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال البخاري، على ضعف في ابن ذكوان، لكن لاينزل به حديثه عن مرتبة الحسن”. انتهى وعند بعض من ذكرنا اسم الصحابي عبد الله بن عمر بدلا من أبي هريرة.
قال المقدسي في ذخيرة الحفاظ (5186) وذكر الحديث:
رَواهُ الحسن بن ذكْوان: عَن سُلَيْمان الأحول، عَن عَطاء، عَن أبي هُرَيْرَة. والحسن هَذا لَيْسَ بِالقَوِيّ. وكانَ يحيى بن سعيد القطّان يحدث عَنهُ.
17 – عن الزهري، عن عروة أنه كان يستحب أن لا ينام إلا على طهارة ” أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1269 قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري به.
18 – عن أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي قال: «إذا آوى الرجل إلى فراشه طاهرا مسحه الملك» أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1273 قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي سنان به.
19 – عن هشام، عن الحسن؛ أنه كان يستحب أن لا ينام إلا على طهارة. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1270.
20 – فيه أن الوضوء عند النوم مندوب إليه مرغب فيه وكذلك الدعاء، لأنه قد تقبض روحه في نومه، فيكون قد ختم عمله بالوضوء والدعاء الذى هو أفضل الأعمال. قاله ابن بطال في شرحه صحيح البخاري.
21 – مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة. قاله العيني في عمدة القارئ.
22 – فيه ” ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الرقاد، ثم أدركته المنية مات على الفطرة ” قاله ابن حبان في صحيحه.
23 – باب كَيْفَ يَنَامُ وَمَا يَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ. قاله البيهقي في الآداب
24 – مختلف الحديث:
قال عبدالمحسن العباد: حديث (أن النبي قال لنوفل: اقرأ (قل يا أيها الكافرون) ثم نم على خاتمتها)
الجمع بين هذا الحديث وحديث البراء: (واجعلهن آخر ما تقول).
وهنا قال: (نم على خاتمتها).
فيمكن أنه يكفون كل منهما في الآخر؛ بأن يقدم أحدهما على الآخر؛ ولكن قوله: (نم على خاتمتها) لم يأت أنها تكون في الآخر، وإذا كان متعددًا فيمكن أن يقدم هذا في بعض الأحيان، وهذا في بعض الأحيان.
وحديث نوفل هذا ضعفه الشيخ مقبل وتكلم فيه الترمذي؛ وقال: إنه لا يثبت، وتكلم فيه ابن عبد البر؛ وقال: إنه لا يثبت؛ ولكن جاءت روايات كثيرة وأغلبها يدور على أبي إسحاق السبيعي، وقد روى بالعنعنة وهو مدلس، ولكن حسنه الحافظ ابن حجر، وصححه الألباني ….
[شرح سنن أبي داود للعباد ((573) / (7))]
25 – قال الكرماني:
هذا الذكر مشتمل على الإيمان بكل ما يجب الإيمان به إجمالاً من الكتب والرسل من الإلهيات والنبوات وعلى إسناد الكل إلى الله تعالى من الذوات ويدل الوجه عليه ومن الصفات وتدل الأمور عليه ومن الأفعال ويدل إسناد الظهر عليه مع ما فيه من التوكل على الله والرضا بقضائه وهذا بحسب المعاش وعلى الاعتراف بالثواب والعقاب خيراً وشرا ًوهذا بحسب المعاد.
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (3/ 107).
26 – قال ابن عثيمين: ومن حكمة الله عز وجل ورحمته أنك لا تكاد تجد فعلا للإنسان إلا وجدته مقرونا بذكر اللباس له ذكر، الأكل له ذكر، الشرب له ذكر، النوم له ذكر، حتى جماع الرجل لامرأته له ذكر كل شيء له ذكر وذلك من أجل ألا يغفل الإنسان عن ذكر الله يكون ذكر الله على قلبه دائما وعلى لسانه دائما وهذه من نعمة الله التي نسأل الله تعالى أن يرزقنا شكرها وأن يعيننا عليها.
[شرح رياض الصالحين لابن عثيمين» (4/ 334)].
27 – عن قتيبة بن سعيد، قال: قدمت على جرير، فسألني: أسمعت من ابن لهيعة؟ فقلت: نعم. قال: سمعت منه حديث واهب بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، قال: ” تعرج الأرواح في منامها، فما كان منها طاهرا سجد أمام العرش، وما كان غير طاهر سجد قاصيا “. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4388 قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، في التاريخ أخبرني محمد بن مؤمل بن حسن بن عيسى، نا الفضل بن محمد الشعراني، نا قتيبة بن سعيد به تابعه عَلِيّ بْن غالب الفهري: عَنْ واهب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيّ به وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2439 وهذا موقوف، وواهب بن عبد الله أورده ابن حبان والعجلي في الثقات، وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار 944 ” من جلة المصريين “، وذكره يعقوب بن سفيان في جملة المصريين الثقات نقله مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال، وروى عنه جمع من الثقات.
قال الامام البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة علي بن غالب الفهري القرشي ((6) / (292)):
قال سعيد بن عفير حدثنا يحيى بن أيوب عن علي بن غالب الفهري عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو قال الأرواح تعرج في منامها … الأثر
عن واهب روى عنه يحيى بن أيوب ولا أراه الا صدوقا. ويقال المحاربي ولا أراه يصح. انتهى
وقال البيهقي في شعب الايمان ((3) / (29)):
هكذا جاء موقوفا، وتابعه ابن لهيعة، عن واهب.
تنبيه: قول البخاري: ولا أراه يصح؛ يقصد النسبة (المحاربي) فلا يرجع للأثر بالتضعيف.
28 – … قوله: (أخبرنا سفيان) هو الثوري تابعه معتمر كما عند البخاري 6311 تابعه جرير كما عند مسلم 2710 تابعه فضيل بن عياض كما عند الإمام أحمد في مسنده 18587.
29 – قوله (عن منصور) وعند البخاري 6311 من طريق المعتمر ” سمعت منصورا” تابعه حصين كما عند مسلم 2710 تابعه عمرو بن مرة كما عند مسلم 2710 تابعه فطر بن خليفة كما عند أبي داود في سننه 5047 تابعه الأعمش كما عند أبي داود 5048
30 – قوله (عن سعد بن عبيدة) وعند مسلم 2710 من طريق عمرو بن مرة ” سمعت سعد بن عبيدة”، تابعه أبو إسحق كما عند البخاري 6313 تابعه المسيب كما عند البخاري 6315 تابعه مهاجر أبو الحسن كما عند النسائي في السنن الكبرى 10555
31 – قوله (عن البراء بن عازب) وعند البخاري من طريق المعتمر ” حدثني البراء بن عازب”.