2449: الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري ونوح
مجموعة طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وصالح الصيعري، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وجمال، وكديم.
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات حاكم الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم)
————-‘———–‘———-
(15 باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام)
2449 حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد كلاهما عن الليث بن سعد قال بن يونس حدثنا ليث حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي ان المسور بن مخرمة حدثه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول * ان بني هشام بن المغيرة استأذنوني ان ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم الا ان يحب بن أبي طالب ان يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها
2449 حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها)
2449 حدثني أحمد بن حنبل أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن الوليد بن كثير حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي ان بن شهاب حدثه ان علي بن الحسين حدثه * انهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما لقيه المسور بن مخرمة فقال له هل لك الي من حاجة تأمرني بها قال فقلت له لا قال له هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي ان علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال ان فاطمة مني وأني أتخوف ان تفتن في دينها قال ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فأوفي لي وأني لست احرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا
2449 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني علي بن حسين ان المسور بن مخرمة أخبره * ان علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له إن قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكحا ابنة أبي جهل قال المسور فقام النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد ثم قال أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني وان فاطمة بنت محمد مضغة مني وإنما أكره ان يفتنوها وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا قال فترك علي الخطبة
2449 وحدثنيه أبو معن الرقاشي حدثنا وهب يعني بن جرير عن أبيه قال سمعت النعمان يعني بن راشد يحدث عن الزهري * بهذا الإسناد نحوه
2450 حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم يعني بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه ان عروة بن الزبير حدثه ان عائشة حدثته (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت فقالت عائشة فقلت لفاطمة ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت قالت سارني فأخبرني بموته فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت)
2450 حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت * كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلما رآها رحب بها فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني ان جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وانه عارضه الآن مرتين وأني لا أرى الأجل الا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف انا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أما ترضي ان تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت
2450 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحدثنا عبد الله بن نمير عن زكريا ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت * اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم انه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها فقالت انه كان حدثني ان جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وانه عارضه به في العام مرتين ولا أراني الا قد حضر أجلي وانك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ثم انه سارني فقال الا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت لذلك
———
(باب من فضائل فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال النووي:
البضعة فبفتح الباء لايجوز غَيْرُهُ وَهِيَ قِطْعَةُ اللَّحْمِ وَكَذَلِكَ الْمُضْغَةُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَأَمَّا يَرِيبُنِي فَبِفَتْحِ الْيَاءِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ الحربي الريب ما رابك من شئ خِفْتَ عُقْبَاهُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ رَابَ وَأَرَابَ بِمَعْنًى وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ رَابَنِي الْأَمْرُ تَيَقَّنْتُ مِنْهُ الرِّيبَةَ وَأَرَابَنِي شَكَّكَنِي وَأَوْهَمَنِي وَحُكِيَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَيْضًا وَغَيْرِهِ كَقَوْلِ الْفَرَّاءِ.
قَالَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِيذَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكُلِّ حَالٍ وَعَلَى كُلِّ وَجْهٍ وَإِنْ تَوَلَّدَ ذَلِكَ الْإِيذَاءُ مِمَّا كَانَ أَصْلُهُ مُبَاحًا وَهُوَ حَيٌّ وَهَذَا بِخِلَافِ غَيْرِهِ
وَقَدْ أَعْلَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبَاحَةِ نِكَاحِ بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ لِعَلِيٍّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَكِنْ نَهَى عَنِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا لِعِلَّتَيْنِ مَنْصُوصَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا أَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى أَذَى فَاطِمَةَ فَيَتَأَذَّى حِينَئِذٍ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَهْلِكُ مَنْ أَذَاهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ لِكَمَالِ شَفَقَتِهِ عَلَى عَلِيٍّ وَعَلَى فَاطِمَةَ وَالثَّانِيَةُ خَوْفُ الْفِتْنَةِ عَلَيْهَا بِسَبَبِ الْغَيْرَةِ وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ النَّهْيَ عَنْ جَمْعِهِمَا بَلْ مَعْنَاهُ أَعْلَمُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أَنَّهُمَا لَا تَجْتَمِعَانِ كَمَا قَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَاَللَّهِ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرَّبِيعِ.
وَيُحْتَمَلُ أن المراد تحريم جمعهما ويكون مَعْنَى لَا أُحَرِّمُ حَلَالًا أَيْ لَا أَقُولُ شَيْئًا يُخَالِفُ حُكْمَ اللَّهِ فَإِذَا أَحَلَّ شَيْئًا لَمْ أُحَرِّمْهُ وَإِذَا حَرَّمَهُ
لَمْ أُحَلِّلْهُ وَلَمْ أَسْكُتْ عَنْ تَحْرِيمِهِ لِأَنَّ سُكُوتِي تَحْلِيلٌ لَهُ وَيَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ مُحَرَّمَاتِ النِّكَاحِ الْجَمْعُ بَيْنَ بنت نبي اللَّهِ وَبِنْتِ عَدُوِّ اللَّهِ قَوْلُهُ (ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ) هُوَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ زَوْجُ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصِّهْرُ يُطْلَقُ عَلَى الزَّوْجِ وَأَقَارِبِهِ وَأَقَارِبِ الْمَرْأَةِ وَهُوَ مُشْتَقٌّ من صهرت الشئ وَأَصْهَرْتُهُ إِذَا قَرَّبْتُهُ وَالْمُصَاهَرَةُ مُقَارَبَةٌ بَيْنَ الْأَجَانِبِ وَالْمُتَبَاعِدِينَ قَوْلُهَا.
المصدر شرح النووي على صحيح مسلم الحديث رقم (2449)
——–
*ترجم البخاري -رحمه الله- في صحيحه:*
باب مناقب فاطمة عليها السلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
وأورد الحديث، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني.
_____
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (مع بعض الاختصار):*
قوله باب مناقب فاطمة أي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها وأمها خديجة عليها السلام ولدت فاطمة في الإسلام وقيل قبل البعثة وتزوجها علي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية وولدت له وماتت سنة إحدى عشرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقد ثبت في الصحيح من حديث عائشة وقيل بل عاشت بعده ثمانية وقيل ثلاثة وقيل شهرين وقيل شهرا واحدا ولها أربع وعشرون سنة وقيل غير ذلك فقيل إحدى وقيل خمس وقيل تسع وقيل عاشت ثلاثين سنة
وسيأتي من مناقب فاطمة في ذكر أمها خديجة في أول السيرة النبوية وأقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله صلى الله عليه وسلم إنها سيدة نساء العالمين إلا مريم وأنها رزئت بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من بناته فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها
وكنت أقول ذلك استنباطا إلى أن وجدته منصوصا قال أبو جعفر الطبري في تفسير آل عمران من التفسير الكبير من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي إن جدتها فاطمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا عند عائشة فناجاني فبكيت ثم ناجاني فضحكت فسألتني عائشة عن ذلك فقلت لقد علمت أأخبرك بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركتني فلما توفي سألت فقلت ناجاني فذكر الحديث في معارضة جبريل له بالقرآن مرتين وأنه قال أحسب أني ميت في عامي هذا وأنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثل ما رزئت فلا تكوني دون امرأة منهن صبرا فبكيت فقال أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم فضحكت.
قلت وأصل الحديث في الصحيح دون هذه الزيادة.
قلت سيف: وهو مرسل.
قوله (وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) هو طرف من حديث وصله المؤلف في علامات النبوة وعند الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك، قال إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وقد تقدم في آخر أحاديث الأنبياء ما ورد في بعض طرقه من ذكر مريم عليها السلام وغيرها مشاركة لها في ذلك.
قوله بضعة بفتح الموحدة وحكي ضمها وكسرها أيضا وسكون المعجمة أي قطعة لحم
قوله (فمن أغضبها أغضبني) استدل به السهيلي على أن من سبها فإنه يكفر وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر
وفي هذا التوجيه نظر لا يخفى وسيأتي بقية ما يتعلق بفضلها في ترجمة والدتها خديجة إن شاء الله تعالى وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما أخرجه الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم هي (أفضل بناتي أصيبت في) فقد أجاب عنه بعض الأئمة بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم
وقد مضى تقرير أفضليتها في ترجمة مريم من حديث الأنبياء ويأتي أيضا في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى
قلت سيف:
تنبيه 1: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران … سبق الحكم بشذوذ الزيادة والكلام على الأفضلية في فضائل خديجة رضي الله عنها
تنبيه 2: حديث زينب خير وفي رواية أفضل بناتي أصيبت بي. هو في الصحيحة 3071 … لكن أنكره الذهبي على يحيى الغافقي.
وورد من مراسيل عروة كما في تاريخ دمشق 3/ 148 … وفيه قصة إسقاطها للجنين لما في هجرتها بسبب دفع رجلان من قريش لها ثم هاجرت فما زالت وجعه حتى ماتت فكانوا يرون أنها شهيدة. لكن ليس فيها أنها أفضل بناته ثم هو مرسل
وعلى فرض صحة فقد نقل الألباني جواب ابن خزيمة أن المقصود … (من أفضل بناته) فتقدر (من) وذكر الحاكم وجها آخر من التوفيق.
——–
الفوائد المستفادة من الحديث غير ما ذكره النووي رحمه الله:
* قوله ” بَضعة مني ” قال النووي أنه لا يجوز ضبط الباء بغير الفتح، وأما السندي فقال في حاشية سنن ابن ماجه (1/ 616): قوله (فإنما هي ابنتي بضعة مني) بفتح الباء وقد تكسر أي أنها جزء مني كما أن البضعة جزء من اللحم.
* قوله ” فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن ” قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/ 329): كرر ذلك تأكيدا، وفيه إشارة إلى تأييد مدة منع الإذن وكأنه أراد رفع المجاز لاحتمال أن يحمل النفي على مدة بعينها فقال ثم لا آذن أي ولو مضت المدة المفروضة تقديرا لا آذن بعدها ثم كذلك أبدا …
والسبب فيه أنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة بعد واحدة فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه.
* قال ابن حجر: جاء أيضا أن عليا استأذن بنفسه فأخرج الحاكم بإسناد صحيح إلى سويد بن غفلة وهو أحد المخضرمين ممن أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه قال خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعن حسبها تسألني فقال لا ولكن أتأمرني بها قال لا فاطمة مضغة مني ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع فقال علي لا آتي شيئا تكرهه ”
ولعل هذا الاستئذان وقع بعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بما خطب ولم يحضر علي الخطبة المذكورة فاستشار فلما قال له لا لم يتعرض بعد ذلك لطلبها ولهذا جاء آخر حديث شعيب عن الزهري فترك علي الخطبة ا. ه
قلت سيف: قال الذهبي في تعليقه على الحاكم: مرسل قوي
وذكر محقق مختصر تعليق الذهبي أنه ورد عند أحمد في الفضائل 2/ 754 أنه من مراسيل الشعبي فليس لسويد ذكر في الإسناد. ولعله الصواب. انتهى
وهو كما قال المحقق لأن الإسناد واحد والغالب أن الوهم من الحاكم نفسه.
أما حديث: أي الناس أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة. ومن الرجال زوجها فقال الذهبي: ليس إسناده بذاك
سير أعلام النبلاء 2/ 125
* قال ابن حجر: والذي يظهر لي أنه لا يبعد أن يعد في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتزوج على بناته ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بفاطمة عليها السلام.
* وقال أيضاً: ويؤخذ من هذا الحديث أن فاطمة لو رضيت بذلك لم يمنع علي من التزويج بها أو بغيرها وفي الحديث تحريم أذى من يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بتأذيه لأن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام اتفاقا قليله وكثيره وقد جزم بأنه يؤذيه ما يؤذي فاطمة فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فهو يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذا الخبر الصحيح ولا شيء أعظم في إدخال الأذى عليها من قتل ولدها ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد.
* وقوله: ((والله لا تجتمع ابنة نبي الله وابنة عدو الله عند رجل واحد أبدا))؛ قال القرطبي في المفهم (20/ 92)، دليل على أن الأصل أن ولد الحبيب حبيب، وولد العدو عدو، إلى أن يتبين خلاف ذلك، وقد استنبط بعض الفقهاء من هذا منع نكاح الأمة على الحرة، وليس بصحيح؛ لأنه يلزم منه منع نكاح الحرة الكتابية على المسلمة، ومنع نكاح ابنة المرتد على من ليس أبوها كذلك، ولا قائل به فيما أعلم. فدل ذلك على أن ذلك الحكم مخصوص بابنة أبي جهل وفاطمة رضي الله عنها.
* وقال القرطبي رحمه الله: وكونه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان جبريل يعارضه بالقرآن كل سنة مرة؛ يدل على استحباب عرض القرآن على الشيوخ ولو مرة في السنة، ولما عارضه جبريل القرآن في آخر سنة مرتين استدل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك على قرب أجله من حيث مخالفة العادة المتقدمة، والله تعالى أعلم.
وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثر عليه الوحي في السنة التي توفي فيها حتى كثر عليه الوحي في السنة التي توفي فيها حتى كمل الله من أمره ووحيه ما شاء أن يكمله.
* وفي رواية للبخاري 3714 «فمن أغضبها أغضبني».
جمع بعضهم أحاديث صحيحة في فضل فاطمة رضي الله عنها:
قال الإمام البخاري ص 291 باب: مناقب فاطمة عليها السلام. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). 7/ 3767. البخاري – الفتح. كتاب فضائل الصحابة.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران). ” قال الهيثمي: قلت رواه الترمذي غير ذكر فاطمة ومريم. ورواه أحمد، وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح”.
قلت سيف: سبق تعليل استثناء مريم بنت عمران
وعن عائشة قالت: “ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت: وكان بينهما شيء فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب. ” رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت: ما رأيت أحداً أصدق من فاطمة، ورجالهما رجال الصحيح.
قلت سيف: هو عن عمرو بن دينار ما أظنه سمع من عائشة
وعن ابن عباس قال: “دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على علي وفاطمة وهما يضحكان فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- سكتا، فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما”، فبادرت فاطمة فقالت: بأبي أنت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال هذا: أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: ” يا بنية لك رقة الولد, وعلي أعز علي منك”. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
قلت سيف: ضعيف كما في النافلة في الأحاديث الضعيفة 153
وراجع السلسلة الضعيفة 8/ 516
وعن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك”. رواه الطبراني وإسناده حسن.
وأخرجه الحاكم في المستدرك
قلت سيف قال الذهبي: حسين منكر الحديث يقصد حسين بن زيد
وعن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت إذا دخلت عليه رحَّب بها، وقام فأخذ بيدها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه. صحيح الأدب المفرد 428
شفقتها على أبيها:
صحيح البخاري 240 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ، فَجَاءَ بِهِ فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ، وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَاسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَاسَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ، ثُمَّ سَمَّى: ” اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ “. وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى فِي الْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ.
سيادتها في الجنة وسيادة ابنيها:
مسند أحمد 23329 حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي: مُنْذُ مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَنَالَتْ مِنِّي، وَسَبَّتْنِي، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: دَعِينِي، فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعِشَاءِ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَتَبِعْتُهُ، فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ، فَنَاجَاهُ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي، فَقَالَ: ” مَنْ هَذَا؟ ” فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ. قَالَ: ” مَا لَكَ؟ ” فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ، فَقَالَ: ” غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ “، ثُمَّ قَالَ: ” أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟ ” قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: ” فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَمْ يَهْبِطِ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَاذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ “.
حكم الحديث: إسناده صحيح
قلت سيف: هو في الصحيح المسند 298.
مسند أحمد 11618 حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَفَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَائِهِمْ إِلَّا مَا كَانَ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ “.
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 421 بسند صحيح
حب النبي صلى الله عليه وسلم لها:
مسند أحمد 5707 حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ “. مَا حَاشَى فَاطِمَةَ وَلَا غَيْرَهَا.
إسناده صحيح على شرط مسلم
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 719 وقال الشيخ مقبل: والقائل ما حاشا فاطمة ولا غيرها هو عبد الله بن عمر كما في المسند 5848 وأصل الحديث في البخاري في المغازي كما في تحفة الأشراف. انتهى
تزهيدها في الدنيا:
مسند أحمد 4727 حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ – يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ – عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا، وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا، قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ فَرَأَىهَا مُهْتَمَّةً، فَقَالَ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ. فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا. فَقَالَ: ” وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا، وَمَا أَنَا وَالرَّقْمُ “. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: فَقُلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا تَامُرُنِي بِهِ؟ فَقَالَ: ” قُلْ لَهَا تُرْسِلُ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ “.
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قلت سيف: أخرجه البخاري 2613 ولفظه عنده (إني رأيت على بابها سترا موشيا) إلى (إلى أهل بيت بهم حاجة)
وفي المسند لأحمد:
715 – حدثنا معاوية بن عمرو، وأبو سعيد قالا: حدثنا زائدة، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي، قال: ” جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل، وقربة، ووسادة أدم حشوها إذخر ” قال أبو سعيد: ليف.
وهو على شرط الذيل على الصحيح المسند
وهذه الأحاديث فيه تزهيد لها في الدنيا ومثل ذلك مهرها إنما كان درع الحطمية.
وكذلك طحن في الرحى حتى أثر على يديها فأرشدهم صلى الله عليه وسلم. للتكبير والتسبيح والتحميد اذا أخذا مضجعهما
وسبق الكلام على حديث الكساء
وكذلك حديث خاتم الذهب في يدها وعتاب النبي صلى الله عليه وسلم لها.
وضعفه محققو المسند 22398
ومن فضائلها ان أمهات المؤمنين أرسلنها يسألن النبي صلى الله عليه وسلم العدل في بنت أبي قحافة يعنين عائشة رضي الله عنهم. فيدل هذا على أنها محبوبة لأبيها حتى يرسلنها لتشفع لهن. وتشارك في حل المشاكل في بيت النبوة.
——–
فتوى لبعض العلماء:
في حكم تلقيب السيِّدة فاطمة رضي الله عنها بالزهراء والبتول
السؤال: انتشر بين العوامِّ أنَّ فاطمة بنتَ رسولِ الله لُقِّبَتْ ب: «الزهراء» لأنَّها لم تَحِضْ، وهي لها خصوصيةٌ مِن الرحمن، فهل هذا صحيحٌ؟ وما وجهُ تلقيبها ب: «البتول» وإن كانَتْ تُفارِقُ مريم العذراءَ عليها السلام في كونها تزوَّجت عليًّا رضي الله عنه؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
ففاطمةُ رضي الله عنها بنتُ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وزوجةُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه، سيِّدةُ نساءِ هذه الأُمَّة، ومَناقِبُها مشهورةٌ عند أهل السُّنَّة، وتسميتُها ب: «الزهراء» وَرَدَ في بعض كُتُبِ أهل السُّنَّةِ ك «تفسير الطبري» و «الألوسي»، و «أضواء البيان» للشنقيطي، وفي «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ، و «شرح السُّنَّة» للبغوي، حيث بوَّب في كتاب «فضائل الصحابة» باب «مَناقِب فاطمة الزهراء رضي الله عنها»، لكن لم يُنْقَلْ هذا اللقبُ تاريخيًّا لدى أهل السُّنَّة فيما أعلم، ومعنى الزهراء أنها تتمتَّع بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ مُسْتَنِيرٍ زَاهِرٍ، ومنه جاء الحديث: «اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَان؛ فَإِنَّهُمَا يَاتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ»، وإنَّما المنقول عن الشيعة أنَّ مِن أسمائها «الزهراءَ» بمعنى نورانيَّتُها ظاهرًا وباطنًا كما فسَّرها المَجْلِسِيُّ، وعنهم ـ أيضًا ـ جاء في «بحار الأنوار» عن الإمام الصادق أنَّ سبب تسميتها: «أنها هي الحوراءُ الإنسيةُ متى قامَتْ مِن محرابها بين يدَيْ ربِّها جلَّ جلالُه زَهَرَ نورُها لملائكة السماوات كما يزهو نورُ كواكب الأرض». ولا يخفى شدَّةُ الغُلُوِّ في التفسيرات الشيعية.
أمَّا تلقيبها ب: «فاطمة البتول» فليس لأنَّها لم تَحِضْ كما وَرَدَ في السؤال، وإنَّما لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وشرفًا ودينًا وحسبًا؛ لأنَّ لفظة «تبتَّل» معناها الانقطاع، ومنه قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} [المزَّمِّل: (8)]، أي: انْقَطِعْ إلى الله وتَفَرَّغْ لعبادته إذا فَرَغْتَ مِن أشغالك، ومنه قِيلَ لمريم: «البَتول» لانقطاعها عن الرجال؛ فالحاصل أنَّ هذا هو معنى اللفظة مِن حيث أصلُها اللغوي، أمَّا مِن جهةِ صحَّةِ النسبةِ فليس فيها مُسْتَنَدٌ تاريخيٌّ عند أهل السُّنَّة في حدود علمي يمكن الاعتمادُ عليه.
والعلم عند الله تعالى.