: 244 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل:
244 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 327): حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني أبو الزبير حدثنا جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إنه مكتوب بين عيني الدجال كافر يقرؤه كل مؤمن».
هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.
بوب عليه في الجامع:
39 – الإيمان بعلامات الساعة
أورده البخاري من حديث ابن عباس:
1480 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ: أَنَّهُ قَالَ: (مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ). فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: (أَمَّا مُوسَى: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، إِذْ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يلبي).
[3177، 5569، وانظر: 6712]
صحيح البخاري (2/ 563 ت البغا) ومسلم (166)
وأورده البخاري في باب: – بَاب: قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {ولتُصنع عَلَى عَيْنِي} /طه: 39/: تُغَذَّى. وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} /القمر: 14 /
من حديث أنس:
6973 – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا قتادة قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ قَوْمَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر).
[ر: 6712] ومسلم (2933)
وأورده مسلم من حديث ابن عمر:
95 – (2931) وَقَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخْلَ، طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَرَأَىهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ فِي قَطِيفَةٍ، لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ هَذَا مُحَمَّدٌ. فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ.
قَالَ سَالِمٌ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ حَذَّرَ النَّاسَ الدَّجَّالَ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ، أَوْ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَقَالَ: تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ.
ومسلم من حديث حذيفة:
105 – (2934) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، مَعَهُ نَهَرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَايَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَايَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَاتِ النَّهَرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، وَلْيُغْمِضْ ثُمَّ لْيُطَاطِئْ رَاسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ.»
صحيح مسلم (8/ 195 ط التركية)
جاء في أصول السنة لأحمد بن حنبل:
11 – وَالْإِيمَان أَن الْمَسِيح الدَّجَّال خَارج مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر وَالْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَت فِيهِ وَالْإِيمَان بِأَن ذَلِك كَائِن
أصول السنة لأحمد بن حنبل (ص33)
بوب عليه الإمام عبدالله ابن الإمام أحمد:
مَا وَرَدَ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ وَصِفَتِهِ
ثم أورد جملة من أحاديث الدجال منها:
1003 – حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدَّجَّالُ أَعْوَرُ هِجَانٌ أَزْهَرُ كَأَنَّ رَاسَهُ أَصَلَةٌ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ، فَأَمَّا هَلَكَ الْهُلَّكُ فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ» قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ قَتَادَةَ فَحَدَّثَنِي بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا
هجان:
وقالَ أبُو مُحَمَّد فِي حَدِيث النَّبِي ? انه ذكر الدَّجّال فَقالَ أعور جعد أزْهَر هجان …
الهجان الأبْيَض يُقال رجل هجان وامْرَأة هجان ورِجال هجان ونسوة هجان هَذا الأكْثَر ورُبما قيل هجائن
قالَ أبُو زيد إمرأة هجان بَيِّنَة الهجانة وفرس هجين بَين الهجنة والأزهر الأبْيَض
غريب الحديث لابن قتيبة (1) / (307) — الدِّينَوري، ابن قتيبة (ت (276))
وفي السنة لعبدالله بن الإمام أحمد
1004 – حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدَّجَّالُ أَجْعَدُ هِجَانٌ أَقْمَرُ كَأَنَّ رَاسَهُ عِضَةُ شَجَرَةٍ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ، فَأُهْلِكَ الْهَالِكُ، إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ»
1005 – حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، نا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلَاقِ الْحَرَّةِ، وَنَحْنُ مَعَهُ فَقَالَ: «نِعْمَتِ الْأَرْضُ الْمَدِينَةُ إِذَا خَرَجَ الدَّجَّالُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ وَلَا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ، لَأُخْبِرَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِيُّ أُمَّتَهُ قَبْلِي» ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ»
1008 – حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّيْبَانِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ مَا يُحَذِّرُنَا الدَّجَّالَ، قَالَ: إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَنْ لَقِيَهُ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ”
1010 – حَدَّثَنِي أَبِي، نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، نا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ مَجْلِسًا مَرَّةً يُحَدِّثُهُمْ عَنِ الْأَعْوَرِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ صَحِيحٌ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَأَنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ»
1011 – حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، نا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ»
1016 – حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَرَجُلٌ، مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ فِي الدَّجَّالِ، وَلَا تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَكَ مُصَدَّقًا، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ – ثَلَاثًا – فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا قَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ، وَإِنَّهُ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، وَإِنَّهُ جَعْدٌ آدَمُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَمَعَهُ جَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ وَنَهَرٌ مِنْ مَاءٍ، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ الْمَطَرَ وَلَا يُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيُتْلِفُهَا لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الطُّورِ، وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَمَا يُشَبَّهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ رَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ”
1017 – حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ نا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُ أَصْحَابَهُ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: ” أُحَذِّرُكُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَأَنَّهُ كُلُّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ، وَهُوَ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، وَسَأَحْكِي لَكُمْ مِنْ نَعْتِهِ مَا لَمْ تَحْكِ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلِي لِقَوْمِهِمْ، يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِهِ سِنِينَ جَدْبٍ حَتَّى يَهْلِكَ كُلُّ ذِي حَافِرٍ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ يَعِيشُ الْمُؤْمِنُونَ؟ قَالَ: «مِمَّا يَعِيشُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ، ثُمَّ يَخْرُجُ وَهُوَ أَعْوَرُ، وَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَعْوَرَ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٍّ وَكَاتِبٌ، أَكْثَرُ مَنْ يَتْبَعُهُ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ وَالْأَعْرَابُ، يَرَوْنَ السَّمَاءَ تُمْطِرُ وَهِيَ لَا تُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ تَنْبُتُ وَهِيَ لَا تُنْبِتُ» فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَى آخِرِهِ
1018 – حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ تَمَارَحَ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ عِنْدَ الظُّهْرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ” إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ جَاءَنِي فَحَدَّثَنِي أَنَّ قَوْمًا رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ فَعَصَفَتْ بِهِمُ الرِّيحُ فَأَلْقَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، فَقَالُوا لَهَا: مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ «، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ،» ثُمَّ قَالَتْ لَهُمْ: لَوْ خَرَجْتُ مَا تَرَكْتُ أَرْضًا إِلَّا وَطَأَتْهَا رِجْلَيَّ غَيْرَ طَيْبَةَ «، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَدِينَةِ» هَذِهِ طَيْبَةُ، وَإِنَّهُ خَارِجٌ فِيكُمْ فَمَا شُبِّهَ عَلَيْكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ”
السنة لعبد الله بن أحمد (2/ 443)
قال ابن تيمية:
وَالْمَسِيحُ الدَّجَّالُ: يَدَّعِي الْإِلَهِيَّةَ، وَيَاتِي بِخَوَارِقَ، وَلَكِنَّ نَفْسَ دَعْوَاهُ الْإِلَهِيَّةَ دَعْوَى مُمْتَنِعَةٌ فِي نَفْسِهَا، وَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُهُ وَيُظْهِرُ كَذِبَهُ، وَمَعَهُ مَا يَدُلُّ عَلَى كَذِبِهِ مِنْ وُجُوهٍ:
مِنْهَا: أَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ.
وَمِنْهَا: أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللَّهُ لَيْسَ بِأَعْوَرَ
وَمِنْهَا: أَنَّ أَحَدًا لَنْ يَرَى رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَيُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ الَّذِي قَتَلَهُ أَوَّلًا فَيَعْجِزُ عَنْ قَتْلِهِ.
فَمَعَهُ مِنَ الدَّلَائِلِ الدَّالَّةِ عَلَى كَذِبِهِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّ مَا مَعَهُ لَيْسَ آيَةً عَلَى صِدْقِهِ، بِخِلَافِ مُعْجِزَاتِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَحَدٌ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ أَنْ يَاتِيَ بِنَظِيرِهَا وَلَا يُبْطِلَهَا مِثْلَ قَلْبِ الْعَصَا حَيَّةً لِمُوسَى، وَإِخْرَاجِ نَاقَةٍ لِصَالِحٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَإِحْيَاءِ الْمَوْتَى لِلْمَسِيحِ، وَانْشِقَاقِ الْقَمَرِ وَإِنْزَالِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً وَاقْتَرَحُوا عَلَيْهِ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ فَأَرَاهُمْ ذَلِكَ.
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ تَعَالَى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ – وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ – وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ – وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ – حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ – فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ – خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر: 1 – 7]
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (1/ 417)
وقال ابن تيمية أيضا:
قَالَ – تَعَالَى -: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 48] وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ قَالَ: تَبَدَّى إِبْلِيسُ فِي جُنْدٍ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَمَعَهُ رَايَةٌ فِي صُورَةِ رِجَالٍ مِنْ مُدْلِجٍ، وَالشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ: {لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} [الأنفال: 48] وَأَقْبَلَ جِبْرِيلُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – عَلَى إِبْلِيسَ فَلَمَّا رَأَىهُ وَكَانَتْ يَدُهُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ انْتَزَعَ إِبْلِيسُ يَدَهُ وَوَلَّى مُدْبِرًا هُوَ وَشِيعَتُهُ فَقَالَ: الرَّجُلُ يَا سُرَاقَةُ أَتَزْعُمُ أَنَّكَ لَنَا جَارٌ فَقَالَ: {إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 48]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَذَلِكَ لَمَّا رَأَى الْمَلَائِكَةَ قَالَ الضَّحَّاكُ: سَارَ الشَّيْطَانُ مَعَهُمْ بِرَايَتِهِ وَجُنُودِهِ وَأَلْقَى فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ أَنَّ أَحَدًا لَنْ يَغْلِبَكُمْ وَأَنْتُمْ تُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَدِينِ آبَائِكُمْ.
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ تَحْمِلُهُ الْجِنُّ إِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ فَتَحْمِلُ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إِلَى عَرَفَاتٍ وَغَيْرِ عَرَفَاتٍ وَإِذَا رُئِيَ وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي غَيْرِ بَلَدِهِ يَكُونُ تَارَةً مَحْمُولًا قَدْ حَمَلَتْهُ الْجِنُّ وَتَارَةً تَصَوَّرَتْ عَلَى صُورَتِهِ
وَلَا يَكُونُ هَذَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ لَهُمْ كَرَامَاتٌ بَلْ قَدْ يَكُونُ مِنَ الْكَافِرِينَ أَوِ الْفَاسِقِينَ وَأَعْرِفُ مِنْ ذَلِكَ قَضَايَا كَثِيرَةً لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ تَفْصِيلِهَا.
وَعِنْدَ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ كَثِيرٌ يَظُنُّونَهُ مِنْ جِنْسِ الْآيَاتِ الَّتِي لِلْأَنْبِيَاءِ.
إِنَّمَا هِيَ مِنْ جِنْسِ مَا لِلسَّحَرَةِ وَالْكُهَّانِ وَمَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ وَأَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ وَيُفَرِّقُ بَيْنَ مُعْجِزَاتِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَرَامَاتِ الصَّالِحِينَ وَبَيْنَ خَوَارِقِ السَّحَرَةِ وَالْكُهَّانِ وَمَنْ تَقْتَرِنُ بِهِمُ الشَّيَاطِينُ وَإِلَّا الْتَبَسَ عَلَيْهِ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ فَإِمَّا أَنْ يُكَذِّبَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ الصَّادِقُونَ وَإِمَّا أَنْ يُصَدِّقَ بِالْبَاطِلِ الَّذِي يَقُولُهُ: الْكَاذِبُونَ وَالْغَالِطُونَ.
وَهَذِهِ الْأُمُورُ مَبْسُوطَةٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَالْمَقْصُودُ هُنَا التَّنْبِيهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ، وَعُلَمَاءُ النَّصَارَى يُسَلِّمُونَ هَذَا وَعِنْدَهُمْ مِنْ ذَلِكَ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ مِنْ حِكَايَاتِ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ الَّذِينَ عَارَضَهُمْ أَوْلِيَاءُ الرَّحْمَنِ، وَأَبْطَلُوا أَحْوَالَهُمْ كَمَا أَبْطَلَ مُوسَى – صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ – مَا عَارَضَتْهُ بِهِ السَّحَرَةُ مِنَ الْخَوَارِقِ، كَمَا ذُكِرَ ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ وَكَمَا يَذْكُرُونَهُ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ، مِثْلِ حِكَايَةِ سِيمُونَ السَّاحِرِ مَعَ الْحَوَارِيِّينَ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَإِذَا كَانَ هَذَا مَعْلُومًا كَانَ مَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، إِذَا كَانَ مُخَالِفًا لِمَا ثَبَتَ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ عَلَى مَا يُخَالِفُ شَرَائِعَ الْأَنْبِيَاءِ الثَّابِتَةَ عَنْهُمْ بَلْ هَؤُلَاءِ مِنْ جِنْسِ الدَّجَّالِ الْكَبِيرِ الَّذِي أَنْذَرَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ حَتَّى نُوحٌ أَنْذَرَ قَوْمَهُ وَقَالَ: خَاتَمُ الرُّسُلِ «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ حَتَّى نُوحٌ أَنْذَرَ قَوْمَهُ وَسَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِأُمَّتِهِ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ (ك ف ر) يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ وَغَيْرِ قَارِئٍ وَقَالَ: وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَرَى رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ».
وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَسِيحُ الْهُدَى يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ فَيَقْتُلُ مَسِيحَ الضَّلَالَةِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي تَنْتَظِرُهُ الْيَهُودُ وَيَجْحَدُونَ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَيَقُولُونَ هَذَا هُوَ الَّذِي بَشَّرَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ وَيَتْبَعُهُ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا مُطَيْلَسِينَ وَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ شَرَّ قِتْلَةٍ حَتَّى يَقُولَ الشَّجَرُ وَالْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَاءِي تَعَالَ اقْتُلْهُ. وَكُلُّ هَذَا ثَابِتٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَلِهَذَا أَمَرَ أُمَّتَهُ أَنْ يَسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَتِهِ فَقَالَ: «إِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي التَّشَهُّدِ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ».
وَالْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ أَنْذَرُوا بِالْكَذَّابِينَ الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالْأَنْبِيَاءِ لَكِنْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَا يَتَعَمَّدُ بَلْ يَلْتَبِسُ عَلَيْهِ فَيَغْلَطُ فَيُخْبِرُ بِمَا يَظُنُّهُ حَقًّا وَلَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَيَرَى فِي الْيَقَظَةِ مَا يَظُنُّهُ فُلَانًا الْوَلِيَّ أَوِ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَوِ الْخَضِرَ وَلَا يَكُونُ كَذَلِكَ.
وَالْغَلَطُ جَائِزٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ إِلَّا الْأَنْبِيَاءَ – عَلَيْهِمُ السَّلَامُ -، فَإِنَّهُمْ مَعْصُومُونَ، لَا يُقِرُّونَ عَلَى خَطَأٍ، فَمَنْ لَمْ يَزِنْ عُلُومَهُ وَأَعْمَالَهُ وَأَقْوَالَهُ وَأَفْعَالَهُ بِالْمَعْلُومِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِلَّا كَانَ ضَالًّا فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ أَنْ يَهْدِيَنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (2/ 330)
قال ابن الوزير:
فصل: وأما حديث أبي أمامة، فقال ابن وهب: أخبرني يونس بن يزيد عن عطاءٍ الخُراساني، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة، قال: خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوماً فكان أكثر خطبته ذكر الدجال، يحذِّرُنَاه، ويحدثنا عنه، حتي فرغ من خطبته فكان فيما قال لنا يومئذٍ: ” إن الله عزَّ وجلَّ لم يبعث نبياً إلَاّ حذَّره أمته وإني آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارجٌ فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم، فأنا حجيح كل مسلم، وإن يخرج فيكم بعدي، فكل امراءٍ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه يخرج من خَلَّةٍ بين العراق والشام عاث يميناً وعاث شمالاً. يا عباد الله، اثبتوا، فإنه يبدأ فيقول: أنا نبي. ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم، ولن تَرَوْ ربكم حتى تموتوا، وإنه مكتوبٌ بين عينيه ” كافر ” يقرؤه كل مؤمن، فمن لقيه منكم، فليتفُلْ في وجهه، وليقرأ بفواتح سورة أصحاب الكهف، وإنه يُسلَّط على نفس من بني آدم فيقتلها ثم يحييها، وانه لا يعدو ذلك، ولا يُسلَّط على نفسٍ غيرها، وإن من فتنته أن معه جنة وناراً، فنارُه جنة، وجنته نارٌ، فمن ابتُلِيَ بناره فليُغمض عينيه، وليستغث بالله تكون برداً وسلاماً، كما كانت النار برداً وسلاماً على إبراهيم، وإن أيامه أربعون يوماً: يوماً كسنة، ويوماً كشهرٍ، ويوماً كجمعةٍ، ويوماً كالأيام، وآخر أيامه كالسراب، يصبح الرجل عند باب المدينة، فيُمسي قبل أن يبلغ بابها الآخر ” قالوا: فكيف نُصَلِّي يا رسول الله في تلك الأيام؟ قال: تقدُرُون فيها كما تقدرون في الأيام الطِّوال
ورواه الدارقطني عن ابن صاعد، عن أحمد بن الفرج، عن ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو به مختصراً
العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (5/ 170)
جاء في أحاديث الفتن للشيخ محمد بن عبدالوهاب:
بَابُ الدَّجَّالِ وَصِفَتِهِ وَمَا مَعَهُ
(126) ولِمسلم: عن النَّوَّاس بن سَمْعَان. قال: ذَكَرَ رسولُ الله – صلّى الله عليه وسلّم- الدَّجَّال ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ ورَفَّعَ1، حتّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فلمّا رُحْنَا إليه عَرَفَ ذلك فَينَا. فقال: “مَا شَانُكُم؟ “، قلنا: يا رسولَ الله! ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةَ فَخَفَّضْتَ فيه وَرَفَّعْتَ. حتّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فقال: “غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفَنِي عَلَيْكُم، إِنْ يَخْرجْ وَأَنَا فِيكُم، فَأَنَا حَجيجُهُ دُونَكُم، وإِنْ يَخْرُجُ وَلَسْتُ فَيكُم، فَامُرُؤُ حَجِيجُ نَفْسِهِ. والله، خلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. إنّه شابٌّ قططٌّ، عينه طَافِئَةٌ كَأَنِّي أشبِّهُهُ بِعَبْدِ الُعُزَّى بن قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُم فَلْيَقْرَا عَلَيهُ فَوَاتِحَ سُورَةَ الْكَهْفِ. إنَّهُ خَارِجٌ خُلَّةَ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاق فَعَاثَ يَمِيناً، وَعَاثَ شِمَالاً، يا عبَادِ الله! فَاثْبُتُوا”. قلنا: يا رسول الله! وما لُبْثُهُ فِي الأرض؟ قال: “أربعون يوماً: يومٌ كَسَنَةٍ، ويَومٌ كَشَهْرٍ، ويوْمٌ كَجُمْعَةٍ، وسائرُ أيَّامِهِ كَأَيَّامِكُم”، قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الّذي كسنةٍ أَتَكِفِينا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: “لا. اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ”. قلنا: يا رسول الله! وما إِسْرَاعُهُ فِي الأرض؟ قال: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ. فيأتي على القوم فَيَدْعُوهُم، فَيُؤْمِنُون به ويَسْتَجِيبُون له، فيامُرُ السّماءَ فَتُمْطِرُ، والأرضَ فَتُنْبِتُ. فَتَرُوحُ عليهم سَارِحَتُهُم، أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرّاً، وأَسْبَغَهُ ضُرُوعاً، وأَمَدَّهُ خَوَاصر. ثمّ يأتِي القومَ. فَيَدْعُوهم فَيَرُدُّون عليه قَوْلَهُ، فَيَنْصِرُفُ عَنْهُم. فَيَصْبِحُون مُمْلحيْنِ ليس بأيديهم شيء، من أموالهم. ويَمُرُّ بالْخرْبَة، فيقول لها: أخرجي كُنُوزَك.
فَتَتْبَعَهُ كنوزُها كَيَعَاسِيبِ النّحْل، ثُمَّ يدعو رجلاً مُمْتَلِئاً شباباً. فَيَضْرِبُه بالسّيف، فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْن، رَمْيَةَ الْغَرَض، ثمّ يدعوه فيُقْبَلُ ويَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبَيْنَمُا هو كذلك إِذْ بَعَثث الله المسيحَ ابن مريم – صلّى الله عليه فَيَنْزِلُ عند الْمَنَارَةِ الْبَيضَاءِ شرقي دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْن، واضعاً كَفَّيْهِ على أَجْنِحَةِ مَلَكَيْن، إذا طَاطَا رأسَهُ قَطَرَ، وإذا رَفَعَهُ تَحذَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤ، فلا يَحِلّ لِكَافِرٍ. يَجِدُ ريحَ نَفْسِهِ إلاّ مَاتَ. ونَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حتّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لدٍّ، فَيقْتُلُه، ثُمَّ يَاتِي عيسى – – صلّى الله عليه وسلّم- قوماً قَدْ عَصَمَهُمُ الله منه. فَيَسْمَحُ عَنْ وُجُوهِهم. ويُحَدِّثُهم بِدَرَجَاتِهم في الجنّة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله – عزّ وجلّ – إلى عيسى- عليه السّلام – إنِي قد أخرجت عباداً لي، لا يَدَان لأحدٍ بِقِتالِهم، فَحَرِّزْ عبادي إلى الطُّورِ، ويبعث الله ياجُوجَ ومَاجُوجَ {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، [الأنبياء، من الآية: 96]، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهم على بُحَيْرَةٍ طَبَريَّةٍ، فَيَشْرَبُون ما فيها، ويَمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بِهِذه مرَّةً مَاءٌ.
ويُحْصَرُ نَبِيّ الله عيسى – عليه السّلام – وأَصْحَابُهُ، حتّى يكون رأس الثّورِ لأَحَدِهِم خيراً من مائة دِينارٍ لأَحْدِكم الْيَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ الله عيسى وأَصْحَابُهُ – يعنِي إلى الله – فَيُرْسِلُ الله عليهم النَّغَفَ في رِقَابِهم، فَيُصْبِحُون فَرْسَى كَمَوتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ الله عيسى – عليه السّلام ـ وأَصْحَابُهُ إلى الأرض فلا يَجِدُون فِي الأرض مَوضِعَ شبْرٍ إلاّ مَلأَهُ زَهَمُهم وَنَتنُهم، فَيَرْغَبُ نبي الله عيسى – عليه السّلام – وأصحابه إلى الله، فَيُرْسِلُ عليهم طيراً كأَعْنَاقِ الْبُخْت فَتَحْمِلُهُم فَتَطْرَحُهُم حَيْثُ شاء الله، ثُمَّ يُرْسِلُ الله مطراً لا يَكُن منه بيتُ مدرٍ ولا وَبَرٍ. فَيَغْسِل ُالأرض حتّى يَتْرُكَها كَالزَّلَفَةِ، ثمّ يقال للأرض: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرَدِّي بَرَكَتَك. فيومئذٍ تَاكُلُ العصابةُ مِنَ الرُّمَّانَة.
ويَسْتَظِلُّون بِقَحْفهَا5، ويُبَارِكُ فِي الرِّسْلِ؛ حتّى إِنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الإِبْلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النّاسِ. واللَّقْحَةَ من البقر لتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النّاس. اللَّقْحَةَ من الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخْذَ من النّاس. بينما هم كذلك بعث الله ريْحاً طيِّبة. فَتَاخُذُهم تَحْت آباطِهِم. فَتَقْبضُ روحَ كلِّ مسلمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النّاِس، يَتَهَارَجُون فيها تَهَارُجُ الْحْمرُ، فَعَلَيهم تَقُومُ السّاعةُ.
(127) وفي رواية بعد قوله ـ لقد كان بهذا مرّة ماء-: ثمّ يسيرون حتّى يَنْتَهُون إلى جبل الْخَمَر ـ وهو جبل بيت الْمقدس. فيقولون: لقد قَتَلْنَا مَنْ فِي الأرض، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلُ مَنْ في السّماء. فيرمون بنشابهم5 إلى السّماء، فَيَرُدُّ الله عليهم نُشَّابَهُم مَخْضُوبَةً دَماً.
(128) وله عن أبي سعيد: حدّثنا رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- يوماً، حديثاً طويلاً عن الدّجّال، فكان فيما حدّثنا. قال “يأتي، وهو مُحَرَّمٌ عليه أن يدخل نقَاب الْمَدينة، فينتهي إلى بعض السَّبَاخِ الّتِي تلي الْمَدينةَ، فَيَخْرُجُ إليه يومئذٍ رجلٌ هو خيْرُ النّاس أو من خيْر النّاس، فيقول: أشهد أنّك الدّجّال الّذي حدّثنا رسول الله– صلّى الله عليه وسلّم- حديثه. فيقول الدّجّال: أَرَأَيْتْم إن قتلتُ هذا ثُمَّ أَحْيَيْتُه، أَتَشُكُّونَ فِي الأمْرِ؟ فَيَقُولُون: لَا. فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيه. فيقول حين يُحْيِيه: والله ما كنتُ فيكَ قط أشدَّ بصيْرَةً منِي الآن. قال: فيريد الدّجّال أن يقتله فلا يسلِّط عليه”.
(129) وله عنه: قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- “يَخْرج الدَّجَّال فيتوجّه قِبَلَهُ رجلٌ من الْمؤمنين، فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ: مَسَالِحُ الدَّجَّالِ.
فَيَقُولُونُ له: أين تَعْمَدُ؟ فيقول: أعمد إلى هذا الّذي خرج. قال: فَيَقُولُونُ له: أَوَ مَا تُؤْمِنُ بربِّنا؟ فيقول ما بربنا خفاء. فَيَقُولُونُ: اقْتُلُوهُ. فيقول بعضهم لبعض: أَلَيْسَ قد نَهَاكم ربُّكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ قال: فَيَنْطِلِقُون به إلى الدّجّال، فإذا رآه الْمؤمن قال: يا أيّها النّاس! هذا الدّجّال الّذي ذكر رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- قال: فيأمر الدّجّال به فَيُشَبَّحُ، فيقول: خذوه وشَجوهُ، فَيُوسَعُ ظَهْره وبطْنُهُ ضرباً. قال: فيقول: أما تُؤْمِنُ بِي؟ قال: فيقول: أنت الْمَسِيحُ الكذّاب. قال: فَيُؤْمَر به فَيُؤشَّر بالْمِئْشَار: من مَفْرَقَة حتّى يُفَرَّقَ بيْنَ رجلَيْهِ. قال: ثُمَّ يَمْشِي بَيْن الْقطْعَتَيْن. ثُمَّ يقول له: قُمْ فَيَسْتَوي قَائِماً. قال: ثمّ يقول له: أَتُؤْمِنُ بِي؟ فيقول: ما ازْدَدْتُ فيكَ إلاّ بَصِيْرَةً. قال: ثُمَّ يقول: يا أيّها النّاس! إنّه لا يفعل بَعْدِي بِأَحدٍ من النّاس. قال: فَيَاخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فَيُجْعَل ما بَيْنِ رَقَبَتِه إلَى تَرْقُوَته نُحَاساً. فلا يَسْتَطِيعُ إليه سبيلاً. قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به. فيحسب النّاس أنّما قَذَفَهُ إلى النّا، وإنّما أُلْقِيَ في الجنّة”.
فقال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم: “هذا أعظم النّاس شَهادةً عند ربِّ الْعَالَمِين”
(130) وله عن المغيرة. قال: ما سأل أحد النَّبِيِّ – صلّى الله عليه وسلّم- عن الدّجّال أكثر مِمَّا سألته. فقال: “وَمَا يُنْصبُكَ مِنْهُ؟، إنّه لا يَضُرُّكَ”، قلت: يا رسول الله! إنّهم يَقُولُونُ: إنّ مَعَهُ الطَّعَام والأنْهَار. فقال: “هُو أَهْوَنُ على الله من ذلك”.
وفي رواية: “أَيْ بُنَي”
(131) وله عن ابن عمرو، وجاءه رجلٌ، فقال: ما هذا الحديث الّذي تُحدِّثه به؟ تقول: إنّ السّاعَةَ تَقُومُ إلى كذا وكذا. فقال: سبحان الله! أو: لَا إِلَهَ إِلَاّ الله. أو كلمة نحوهما. لقد هَمَمْتُ ألا أُحدِّث أحداً شيئاً أبداً. إنّما قلتُ: إنّكم سَتَرَونَ بَعْدَ قَلِيلٍ أمراً عظيماً، يحرِّك البيت، ويَكُونَ، وَيَكُونَ، ثُمَّ قال: قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم ـ: “يَخرج الدّجّال في أمَّتِي فيمكث أربعين (لا أدري: أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً).
فيبعث الله عيسى بن مريم – عليه السّلام – كأنّه عرْوَة بن مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيهْلكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النّاسُ سَبْعَ سِنِيْنَ، ليس بين اثنيْن عداوةٌ، ثُمّ يُرسل الله ريْحاً باردةً من قبل الشّام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرّة مِنْ خيْر أو إيْمَان إلاّ قبضته؛ حتّى لو أنّ أحدَكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتّى تقبضه” قال: سَمِعْتُها من رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم. قال:
“فَيبْقَى شرارُ النّاس في خِفَّة الطَّيْر وأحلام السِّباع لا يعرفُونَ مَعْروفاً، ولا يُنكرون مُنكَراً، فَيَتَمَثَّل لَهُمُ الشّيطان؛ فيقول: ألا تَسْتَجِيبُون؟ فَيَقُولُونُ: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادةِ الأوثان، وهُمْ فِي ذلك دارٌّ رزْقُهُم، حَسَنٌ عَيْشُهُم، ثُمّ يُنفخ في الصّور، فلا يسمعه أحدٌ إلاّ أَصْغَى ليتاً ورفع ليتاً. وأوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رجلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبله. قال: فَيُصْعَقُ وَيَصْعَقُ النّاس، ثُمّ يُرْسِل الله- أو قال: يَنْزِلُ الله – مطراً، كأنّه الطّلّ، أو الظّلّ. (نُعْمَانُ الشَّاكُ) فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النّاسِ. ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أخرى {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، [الزّمر، من الآية: 68]. ثمّ يقال. يا أيّها النّاس! هلموا إلى ربِّكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}، [الصّافات: 24] ثمّ يقال: أخرجوا بعث النّار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كلّ ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك يومٌ {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً}، [المزمل، من الآية: 17]، وذاك {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، [القلم، من الآية: 42]
أحاديث في الفتن والحوادث (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الحادي عشر) (ص162)
قال الألباني:
حديث أبي أمامة رضي الله عن هـ مع تخريجه
(1 – يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال
2 – وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال
3 – وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم
4 – وهو خارج فيكم لا محالة
5 – فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم
6 – وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا وشمالا يا عباد الله فاثبتوا
7 – فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي:
8 – إنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي
9 – ثم يثني فيقول: أنا ربكم. ولا ترون ربكم حتى تموتوا
10 – وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور
11 – وإنه مكتوب بين عينيه: كافر
12 – يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب
13 – وإن من فتنته أن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار
14 – فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح (الكهف)
15 – فتكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم
16 – وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك
17 – وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها
18 – وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري. فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم
19 – وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت
20 – وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت
21 – وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا
22 – وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة
23 – لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة
24 – حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة
25 – فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه
26 – فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد
27 – ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص
28 – فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل
29 – وجلهم ببيت المقدس
30 – وإمامهم رجل صالح
31 – فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت. فيصلي بهم إمامهم
32 – فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب – فيفتح ووراءه الدجال
33 – معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج
34 – فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء
35 – وينطلق هاربا ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها
36 – فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله
37 – فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة – إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق – إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال فاقتله
38 – وإن أيامه أربعون سنة
39 – السنة كنصف السنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة
40 – وآخر أيامه كالشررة
41 – يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي
42 – فقيل له: كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا
43 – فيكون عيسى ابن مريم عليه السلام في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره
44 – وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها
45 – وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم يكون الثور بكذا وكذا من المال وتكون الفرس بالدريهمات
46 – قالوا: يا رسول الله وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدا
47 – قيل: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها
48 – وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبق ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله
49 – قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام)
قصة المسيح الدجال (ص41)
ثم شرع في تخريج الحديث
تنبيهات من كتب العلل:
قال العقيلي في ترجمة محمد بن مروان العقيلي وضعفه:
ومِن حَدِيثِهِ ما حَدَّثَناهُ مُحَمَّدُ بْنُ إبْراهِيمَ بْنِ جَنّادٍ، حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ العَبّاسِ الرّازِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوانَ العُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «الدَّجّالُ آدَمٌ، جَعْدٌ مَمْسُوحُ العَيْنِ اليَسارِ، عَلَيْها ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ». وذَكَرَ الحَدِيثَ. ولا يُتابَعُ عَلَيْهِ، والرِّوايَةُ فِي الدَّجّالِ ثابِتَةٌ عَنِ النَّبِيِّ ?، مِن غَيْرِ وجْهٍ، بِأسانِيدَ جِيادٍ
وفي العلل الكبير:
(607) – قالَ مُحَمَّدٌ: وحَدِيثُ الشَّعْبِيِّ عَنْ فاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فِي الدَّجّالِ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ