243 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–‘———
مسند أحمد
7546 – حدثنا يزيد وابن نمير قالا: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا -وقال يزيد أن يخرجوا – من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا قالوا نعم ربنا هذا الموت ثم يقال يا أهل النار فيطلعون فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا قالوا نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما تجدون لا موت فيه أبدا”
على شرط المتمم على الذيل
محمد بن عمرو بن علقمه وإن كان حسن الحديث لكن قال بن خيثمة سئل بن معين عن محمد بن عمرو فقال ما زال الناس يتقون حديثه قيل له وما علة ذلك قال كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة
والحديث هذا ذكر الحاكم أن الفضل بن موسى وعبدالوهاب بن عبدالمجيد روياه عن محمد بن عمرو موقوفا
وذكر الدارقطني خلاف آخر في العلل 8/ 166ولم يرجح
——–‘——–‘
(ذبح الموت)
الموت زوال الحياة، وكل نفس ذائقة الموت، وهو أمر معنوي غير محسوس بالرؤية، ولكن الله تعالى يجعله شيئا مرئيا مجسما، ويذبح بين الجنة والنار. ” مجموع فتاوى ورسائل ابن تيمية” (5/ 72).
وفيه: دلالة على أنهم يعاينون ملك الموت في هذه الصورة.
ثم هذا الحديث وغيره من الأحاديث نص في الخلود لأهل الدارين لا إلى أمد ولا غاية، فمن قال: أنهم يخرجون منها وأن النار تبقى خالية وأنها تفنى وتزول، فهو خروج عن مقتضى المعقول ومخالف لما جاء به الرسول وما أجمع عليه أهل السنة والعدول. ” التوضيح لابن الملقن”
بوب البغوي رحمه الله (باب ذبح الموت)
قال الله سبحانه وتعالى: (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ([العنكبوت: 64] أي: فيها الحياة الباقية
لا موت فيها. ” شرح السنة”
قال ابن القيم الجوزية: وهذا الكبش والأضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك حقيقة لا خيال ولا تمثيل، كما أخطأ فيه بعض الناس خطأ قبيحا. وقال: الموت عرض والعرض لا يتجسم، فضلا عن أن يذبح.
وهذا لا يصح. فإن الله سبحانه ينشئ من الموت صورة كبش يذبح، كما ينشئ من الأعمال صورا يثاب بها صاحبها ويعاقب، والله تعالى ينشئ من الأعراض أجساما تكون الأعراض مادة لها. وينشئ من الأجسام أعراضا، كما ينشئ سبحانه من الأعراض أعراضا. ومن الأجسام أجساما.
فالأقسام الأربعة ممكنة مقدورة للرب تعالى، ولا يستلزم جمعا بين النقيضين، ولا شيئا من المحال، ولا حاجة إلى تكلف من قال: إن الذبح لملك الموت، فهذا كله من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله، ومن التأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل ولا نقل، وسببه: قلة الفهم لمراد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من كلامه، فظن هذا القائل: أن لفظ الحديث يدل على أن نفس العرض يذبح.
وظن غالط آخر: أن العرض يعدم ويزول، ويصير مكانه جسم يذبح، ولم يهتد الفريقان إلى هذا القول الذي ذكرناه، وأن الله سبحانه ينشئ من الأعراض أجساما ويجعلها مادة لها، كما
في الصحيح عنه صلّى الله عليه وسلّم قال «تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان- الحديث»
فهذه هي القراءة التي ينشئ منها الله سبحانه غمامتين. وكذلك قوله
في الحديث الآخر «ما تذكرون من جلال الله: من تسبيحه وتحميده وتهليله؟ يتعاطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن» ذكره أحمد
وكذلك
قوله في عذاب القبر ونعيمه للصورة التي يراها المقبور «فيقول: من أنت؟
فيقول: أنا عملك الصالح، وأنا عملك السيء»
وهذا حقيقة لا خيال، ولكن الله سبحانه أنشأ للمؤمن من عمله صورة حسنة وللفاجر من عمله وصورة قبيحة. ” التفسير القيم = تفسير القرآن الكريم لابن القيم” وانظر المزيد في كتابه الماتع حادي الارواح في بلاد الافراح ..
قال العلامة ابن عثيمين في شرح البخاري (شريط p10 ): الشيخ: الله أكبر، ورد أنهم ينادون يا أهل الجنة ويا أهل النار فيشرئبون، يطلعون فيؤتى بالموت على صورة كبش أظنه أبيض، فيقال لهم هل تعرفون هذا، فيقولون نعم هذا ال … فيذبح بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت، وهذا من قدرة الله عز وجل، أنه يجعل المعنى شيئا محسوساً جسماً يرى، والحكمة من هذا زيادة الطمأنينة، بأنهم لن يموتوا لأنه ليس الخبر كالمعاينة، فإذا شاهدوا الموت قد ذبح أمامهم، اطمأنوا أكثر من الخبر، وهذا نظير الأعمال الصالحة، توزن يوم القيامة بالميزان، مع أن الأعمال كما نعلم جميعاً، أمر معنوي انتهى