2429 – 2427 الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
مجموعة ابراهيم البلوشي محمد البلوشي وكديم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة عبدالخالق
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–‘——-‘——–
باب فضائل عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما
عن عبد الله بن أبي مليكة قال عبدالله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا، وتركك.
عن عبدالله بن جعفر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقِّي بصبيان أهل بيته، قال: وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه، قال: فأدخلنا المدينة، ثلاثة على دابة واحدة.
عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بنا، قال: فتلقي بي وبالحسن أو بالحسين، قال: فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه، حتى دخلنا المدينة.
عن عبدالله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إلي حديثا، لا أحدث به أحدا من الناس.
——–”——–
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابن ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم كنيته أبو محمد، وأبو جعفر والثانية أشهر، أمه أسماء بنت عميس أخت ميمونة بنت الحارث لأمها ولد بأرض الحبشة، لما هاجر أبواه إليها، وهو أول من ولد بها من المسلمين وقدم مع أبيه من الحبشة إلى المدينة مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه، كما كان يحب أباه، وبعد أن استشهد أبوه زاد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم له وكان يدعو اللهم اخلف جعفرا في ولده وأخباره في الكرم كثيرة ومشهورة مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين وكان أحد أمراء علي في حرب صفين ومات بالمدينة سنة ثمانين على الصحيح.
– تزوجت أمه أسماء بعد أبيه من أبي بكر الصديق، وأنجبت له محمد بن أبي بكر، إلى أن مات عنها، فتزوجت من علي بن أبي طالب، فأنجبت له يحيى بن علي، فيكون محمد بن أبي بكر، ويحيى بن علي أخويه لأمه
منزلته عند أهل الحديث:
روى له الجماعة
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له:
– عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: «فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم … » وفيه: أنّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «اللهمّ اخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه» قالها ثلاث مرار.
قال (أي عبد الله بن جعفر) فجاءت أمّنا فذكرت له يتمنا، وجعلت تفرح له، فقال: العيلة تخافين عليهم وأنا وليّهم في الدّنيا والآخرة؟))
الصحيح المسند 562، وأحمد 1750 وقال محققو المسند إسناده صحيح على شرط مسلم
وعن عبد الله بن جعفر – رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: مسح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بيده على رأسي، قال: أظنه قال ثلاثاً، فلما مسح قال: (اللهم اخلف جعفراً في ولده).
أخرجه الحاكم في المستدرك، وسكت عنه، (1/ 372)، وقال الذهبي: صحيح.
قال سيف وصاحبه: صححه الألباني في أحكام الجنائز، وحسنه محققو المسند 3/ 285
وأخرجه أبوداود مختصرا بدون مسح الراس 3132 بلفظ اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر شغلهم.
الحديث حسنه باحث، وخالد بن سارة ذكره ابن خلفون في الثقات وروى له جمع.
يحب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم:
عن حمَّاد بن سلمة قال: “رأيت ابنَ أبي رافع – عبدالله بن أبي رافع – مولى رسول الله – -فسألتُه عن ذلك، فقال: رأيتُ عبدالله بن جعفر يتختَّم في يمينه، وقال عبدالله بن جعفر: “كان النبي – – يتَختَّم في يمينه”.
أخرجه النسائي، كتاب الزينة – باب موضع الخاتم في اليد (8/ 175)، والترمذي (4/ 228)، وقال البخاري: “هذا أصحُّ شيء رُوي في هذا الباب”.
قلت سيف: قال باحث قول ابن معين في ابن أبي رافع صالح ليس توثيقا إنما يطلقه لمن يصلح للاعتبار.
وورد عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه أخرجه ابن أبي شيبة وابن ماجه والترمذي في الشمائل
——
الحديث الأول الذي أخرجه مسلم في الباب:
– قال العيني في (عمدة القاري):
قَوْله: (قَالَ ابْن الزبير لِابْنِ جَعْفَر) وَفِي رِوَايَة مُسلم، قَالَ عبد الله بن جَعْفَر لِابْنِ الزبير، وَهُوَ عكس مَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ، قَالَ بَعضهم: وَالَّذِي فِي البُخَارِيّ أصح، وَيُؤَيِّدهُ مَا تقدم فِي الْحَج عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: لما قدم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة اسْتقْبل أغيلمة بني عبد الْمطلب فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه، فَإِن ابْن جَعْفَر من بني عبد الْمطلب بِخِلَاف ابْن الزبير، وَإِن كَانَ عبد الْمطلب جد أَبِيه لكنه جده لأمه.
قلت: التَّرْجِيح بِهَذَا الْوَجْه فِيهِ نظر، وَالزُّبَيْر: أمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. انتهى المقصود.
وفي (إرشاد الساري): ” قال ابن الملقن: والظاهر أنه انقلب على الراوي كما نبّه عليه ابن الجوزي في جمع المسانيد “.
– و في (عمدة القاري): قَوْله: (أَتَذكر؟) الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على سَبِيل الاستخبار.
قَوْله: (إِذْ تلقينا) أَي: حِين تلقينا.
قَوْله: (فحملنا)، بِفَتْح اللاَّم، وَالضَّمِير فِي، حمل، يرجع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فالمحمول ابْن الزبير وَابْن عَبَّاس، والمتروك عبد الله بن جَعْفَر، وعَلى رِوَايَة مُسلم الْمَتْرُوك ابْن الزبير. ….. – إلى أن قال: –
وَفِيه من الْفَوَائِد إِن التلقي للمسافرين والقادمين من الْجِهَاد وَالْحج بالبشر وَالسُّرُور، أَمر مَعْرُوف وَوجه من وُجُوه الْبر.
وَفِيه: الْفَخر بإكرام الشَّارِع.
وَفِيه: رِوَايَة الصَّبِي ابْن سبع سِنِين وَإِثْبَات الصُّحْبَة لعبد الله بن الزبير لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين.
وَفِيه: ركُوب الثَّلَاثَة على الدَّابَّة. انتهى المقصود.
الحديث الثاني:
بيان الحديث:
جاء في (فتح المنعم): (قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير) أي لعبد الله بن الزبير وكانا في سن متقاربة وكان هذا القول في كبرهما وكانت الحادثة المحكية في صباهما وسنهما نحو سبع سنين.
(أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) كان الصبية يتلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا به وتبركا إذا قدم من سفر وكان صلى الله عليه وسلم يتباسط منهم ويمسح برءوسهم ويلاطفهم.
(أنا وأنت وابن عباس) سبق أن ذكرنا بعض فضائل الزبير وسيأتي باب خاص بابن عباس.
(قال: نعم فحملنا وتركك) ظاهر العبارة أن قوله فحملنا وتركك من كلام ابن الزبير وهكذا توهم القاضي عياض فخطأ الرواية ووصفها بالخلط لأن الذي وقع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حمل في هذه الحادثة ابن جعفر وابن عباس وترك ابن الزبير لأن الدابة حينئذ كان يشق عليها حمل الثلاثة والتحقيق أن الرواية لا وهم فيها ولا خلط وكل ما فيها أن لفظ قال: نعم مقدمة من تأخير وأن قوله فحملنا وتركك من تتمة كلام ابن جعفر قال النووي: معناه: قال ابن جعفر: فحملنا وتركك اهـ.
فقدر النووي: قال ابن جعفر بعد نعم ثم قال النووي: وتوضحه الروايات بعده. اهـ.
وليس في الروايات بعده ما يوضح أن المتروك ابن الزبير فالروايتان الثانية والثالثة.
ليس في أيهما ذكر لابن الزبير ولا لابن عباس بل هما في حادثة أخرى أفرادها ابن جعفر وأحد ابني فاطمة، وإنما الذي يوضح ذلك واقع القصة.
قلت سيف: إنما يقصد النووي أن المحمول هو عبدالله بن جعفر وأن القصة واحدة. وسيأتي اعتراض ابن حجر على النووي وترجيحه لرواية البخاري
(إذا قدم من سفر تلقى بصبيان أهل بيته) وبغيرهم من الصبيان وتلقى بضم التاء مبني للمجهول للإشارة إلى أن أهليهم هم الذين كانوا يدفعونهم لذلك، ولذلك بني للمجهول أيضا
قوله: فسبق بي إليه ولم يقل: فسبقت إليه وقوله ثم جيء ولم يقل: ثم جاء.
(فحملني بين يديه) أي حملني على الدابة التي يركبها ووضعني أمامه عليها.
(فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة) الرسول صلى الله عليه وسلم وابن جعفر وأحد ابني فاطمة ولم يحددهما كما ورد بينهما في الرواية الثالثة فقال وبالحسن أو بالحسين. …. – إلى أن قال: –
ما يؤخذ من الحديث: استحباب تلقي الصبيان للعلماء وأهل الفضل عند عودتهم من سفر أو غيبة وأن يتلطف بهم وأن يركب الصبيان معه ولا نقص في ذلك وأنه لا بأس بركوب ثلاثة على دابة إذا كانت مطيقة وفي ذلك فضل ومنقبة لعبد الله بن جعفر. والله أعلم. انتهى المقصود.
– فيه حب الرسول صلى الله عليه وسلم للصغار وملاطفته معهم كثيرة حتى أنهم أحبوه واحبوا لقاءه وترقبوا قدومه
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
وقال الإمام أحمد: ثنا روح، حدثنا ابن جريج، ثنا خالد بن سارة: أن أباه أخبره أن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني وقثما وعبيد الله ابني العباس ونحن صبيان نلعب، إذ مر النبي على دابة فقال: «ارفعوا هذا إلي» فحملني أمامه وقال لقثم: «ارفعوا هذا إلي» فجعله وراءه.
وكان عبيد الله أحب إلى عباس من قثم، فما استحى من عمه أن حمل قثما وتركه، قال: ثم مسح على رأسه ثلاثا وقال كلما مسح: «اللهم اخلف جعفرا في ولده».
قال: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟
قال: استشهد.
قال: قلت: الله ورسوله أعلم بالخير.
قال: أجل.
ورواه النسائي في (اليوم والليلة) من حديث ابن جريج به. وهذا كان بعد الفتح، فإن العباس إنما قدم المدينة بعد الفتح.
فأما الحديث رواه الإمام أحمد: ثنا إسماعيل، ثنا حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله أنا وأنت وابن عباس؟
قال: نعم، فحملنا وتركك.
وبهذا اللفظ أخرجه البخاري، ومسلم من حديث حبيب بن الشهيد، وهذا يعد من الأجوبة المسكتة.
ويروى أن عبد الله بن عباس أجاب به ابن الزبير أيضا، وهذه القصة قصة أخرى كانت بعد الفتح كما قدمنا بيانه، والله أعلم.
–‘-
في المبهمات: حديث ابن عباس لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله أغيلمة بني المطلب فجعل بين يديه واحدا وآخر خلفه). ورد في البخاري باب الثلاثة على الدابة (لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة. … )
فقيل أن أحدهما عبدالله بن جعفر والآخر أما ابن عباس أو الحسن أو الحسين ففي رواية الجزم بأنه الحسن والأكثر رووه بالتردد بين الحسن والحسين.
كما في حديث عبدالله بن جعفر في مسلم
لكن قال محقق المبهمات أن حديث ابن عباس كان في مكة زمن الفتح. وحديث عبدالله بن جعفر فيه أنها بالمدينة (فأدخلنا المدينة) لفظ مسلم
وفسر ابن حجر المبهمين بحديث ابن عباس في البخاري باب حمل صاحب الدابة غيره أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حمل قثم بين يديه والفضل خلفه أو قثم خلفه والفضل بين يديه فأيهم شر أو أيهم خير.
قال ابن حجر قوله: فأيهم شر أو أيهم خير. … هذا قول عكرمة يرد فيه على من ذكر له شر الثلاثة
قال المحقق: وليس هناك دليل أن هذه هي قصة الإبهام لأن ذلك يتكرر من النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/ 192)
قوله: “قال نعم فحملنا وتركك” ظاهره أن القائل “فحملنا” هو عبد الله بن جعفر وأن المتروك هو ابن الزبير، وأخرجه مسلم من طريق أبي أسامة وابن علية كلاهما عن حبيب بن الشهيد بهذا الإسناد مقلوبا ولفظه “قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير” جعل المستفهم عبد الله بن جعفر والقائل “فحملنا” عبد الله بن الزبير والذي في البخاري أصح، ويؤيده ما تقدم في الحج عن ابن عباس قال: “لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استقبلته أغيلمة من بني عبد المطلب فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه” فإن ابن جعفر من بني عبد المطلب بخلاف ابن الزبير وإن كان عبد المطلب جد أبيه لكنه جده لأمه. وأخرج أحمد والنسائي من طريق خالد بن سارة عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم حمله خلفه وحمل قثم بن عباس بين يديه، وقد حكى ابن التين عن الداودي أنه قال: في هذا الحديث من الفوائد حفظ اليتيم، يشير إلى أن جعفر بن أبي طالب كأن مات فعطف النبي صلى الله عليه وسلم على ولده عبد الله فحمله بين يديه، وهو كما قال. وأغرب ابن التين فقال: إن في الحديث النص بأنه صلى الله عليه وسلم حمل ابن عباس وابن الزبير ولم يحمل ابن جعفر، قال: ولعل الداودي ظن أن قوله: “فحملنا وتركك” من كلام ابن جعفر وليس كذلك، كذا قال، والذي قاله الداودي هو الظاهر من سياق البخاري، فما أدري كيف قال ابن التين إنه نص في خلافه، وقد نبه عياض على أن الذي وقع في البخاري هو الصواب، قال: وتأويل رواية مسلم أن يجعل الضمير في “حملنا” لابن جعفر فيكون المتروك ابن الزبير، قال ووقع على الصواب أيضا عند ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة وغيرهما. قلت: وقد روي أحمد الحديث عن ابن علية فبين سبب الوهم ولفظه مثل مسلم، لكن زاد بعد قوله: “قال نعم: قال فحملنا” قال أحمد “وحدثنا به مرة أخرى فقال فيه: قال نعم فحملنا” يعنى وأسقط “قال” التي بعد نعم.
قلت: وبإثباتها توافق رواية البخاري وبحذفها تخالفها والله أعلم.
——
أما حديث
عبد الله بن جعفر- رضي الله عنهما- قال: أردفني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم خلفه.
فأسرّ إليّ حديثا لا أحدّث به أحدا من النّاس. وكان أحبّ ما استتر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحاجته، هدف أو حائش نخل، قال ابن أسماء في حديثه: يعني حائط نخل)
مسلم 1 (342)
وهناك زيادة (وكان أحبّ ما استتر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحاجته، هدف أو حائش نخل، قال ابن أسماء في حديثه: يعني حائط نخل) أوردها مسلم في باب التستر عند البول.
قال الحميدي أن مسلم حذف زيادة في الحديث أخرجها البرقاني: (فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جرجر وذرفت عيناه قال فاتاه فمسح سراته إلى سنامه وذفراه فسكن. فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هذا لي يا رسول الله. قال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه يشكو لي أنك تجيعه وتدئبه).
قلت سيف: وقد اوردها الشيخ مقبل في الصحيح المسند 561 وعزاها لأحمد مطولا وفيه أسر له السر وفيه التستر وفيه قصة الجمل … وعلقنا عليه: كون مسلم لم يورده مطولا لا يدل أنه يضعف الحديث وإنما يختصر فعندما أورد الحديث مختصرا على الاسرار فقط بالسر فهو كذلك من طريق شيبان.
تنبيه: سأل ابوحاتم عن حديث رواه ابن أبي عدي عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة: أن ابن الزبير قال: لعبدالله بن جعفر: أتذكر يوم تلقينا النبي صلى الله عليه وسلم. …. ؟
ورواه شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة أن ابن الزبير قال لابن عباس: أتذكر يوم تلقينا النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأنت … ؟ روايته أخرجها أحمد في مسنده 1/ 240 رقم 2146.
فقال أبو حاتم: يختلفون فيه، يقولون: هكذا وهكذا، وشعبة حافظ. العلل 2268
ولفظ شعبة كما عند أحمد عن عبدالله بن أبي مليكة قال: شهدت ابن الزبير وابن عباس، فقال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر حين استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء من سفر؟ فقال: نعم، فحملني وفلانا – غلاما من بني هاشم – وتركك.
وقال محققو المسند: انظر حديث رقم 1472 من حديث عبدالله بن جعفر فهو الغلام الثالث الذي من بني هاشم.
قلت سيف: حصل خطأ في الإحالة فالصواب 1742 وليس 1472: قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل أخبرنا حبيب بن الشهيد عن عبدالله بن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ قال نعم. قال: فحملنا وتركك؟ وقال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ فقال: نعم، فحملنا وتركك. انتهى
وعند أبي يعلى من حدثنا ابوخيثمة قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حبيب بن الشهيد به وفيه: قال عبدالله بن جعفر لابن الزبير أو ابن الزبير لابن جعفر. …
وأخرجه أحمد 16228 من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عبدالله بن الزبير لعبد الله بن جعفر. ….
قال الذهبي: فيه إسماعيل بن جعفر وهو واه في الحجازيين.
—‘
من الأحاديث المتفق عليها في مسند عبدالله بن جعفر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب.
مات عبدالله بن جعفر وهو آخر من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني هاشم
ونقل الذهبي في السير: كان ابن عمر إذا سلم على عبدالله بن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. أخرجه البخاري 7/ 62
كان يصلح للإمامة وذكر بعض أخبار كرمه. واستجابة الله لدعائه. فراجع السير