2421 – 2423 الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
مجموعة أبي تيسير طارق ومجموعة عبدالحميد. ومحمد البلوشي.
وهاشم السوري
مراجعة عبدالخالق الصومالي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
==========
(7 باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسن: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار. لا يكلمني ولا اكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم انصرف حتى أتى خباء فاطمة رضي الله عنها فقال: أثم لكع؟ أثم لكع؟ يعني: حسنا. فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
عن البراء قال: رأيت الحسن بن علي على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه.
وعن سلمة بن الأكوع قال: لقد قدت نبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين بلغته الشهباء حتى ادخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه وهذا خلفه.
——–
الحديث عن الأحاديث سيكون في أربعة أمور:
1 – شرح الحديث:
الحديث الأول: (عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال للحسن) رضي الله عنه، أي في شأنه، فاللام بمعنى (في)، والحديث مختصرُ هنا، وفي الحديث الآتي أطول منه، ولفظ البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ المَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ فَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ: «أَيْنَ لُكَعُ – ثَلاَثًا – ادْعُ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ». فَقَامَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقَالَ الحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزَمَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ» وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ. [كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان، حديث رقم 5884].
والحديث الثاني: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ)، أي: قطعة منه. (لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ) أي: الموضع المتسع أمام البيت. (بَيْتِ فَاطِمَةَ، فَقَالَ «أَثَمَّ لُكَعُ، أَثَمَّ لُكَعُ») معناه الصغير بلغة تميم ومراده صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما. أما حديث (لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع) فمعناه الذليل ابن الذليل (فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا)، أي: قلادة من خرز أو طيب أو قرنفل وقيل غير ذلك. (أَوْ تُغَسِّلُهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ) أي: يسرع (حَتَّى عَانَقَهُ، وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ» “).
والحديث الثالث بنحو الحديث الأول.
2 – نبذة يسيرة عن الحسن والحسين رضي الله عنهما.
أولاً: الحسن رضي الله عنه
هو الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام السيد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه، وسيد شباب أهل الجنة، أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد.
مولده: في شعبان، سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: في نصف رمضانها.
وحفظ عن جده أحاديث، وعن أبيه، وأمه.
حدث عنه ابنه الحسن بن الحسن وسويد بن غفلة وأبو الحوراء السعدي والشعبي وهبيرة بن يريم وأصبغ بن نباتة والمسيب بن نجبة.
وكان يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله أبو جحيفة أحمد حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء قلت: للحسن ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في في فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها، فجعلها في التمر. فقيل يا رسول الله: وما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي؟ قال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. [سير أعلام النبلاء (3/ 279 – 245)].
وذكر الحافظ الذهبي بعد ذلك جملة من الأحاديث والآثار المتعلق به رضي الله عنه.
ثانياً: الحسين رضي الله عنه
هو أبو عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي.، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، ومحبوبه.
“قال الزبير وغيره: ولد في شعبان سنة أربع، وقيل: سنة ست، وقيل: سنة سبع، وليس بشيء. قال جعفر بن محمد: لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد. قلت: فإذا كان الحسن ولد في رمضان وولد الحسين في شعبان احتمل أن تكون ولدته لتسعة أشهر ولم تطهر من النفاس إلا بعد شهرين.
وقد حفظ الحسين أيضا عن النبي صلى الله عليه و سلم وروي عنه، أخرج له أصحاب السنن أحاديث يسيرة … “.
حدث عن جده، وأبويه، وصهره عمر، وطائفة.
حدث عنه: ولداه علي وفاطمة، وعبيد بن حنين، وهمام الفرزدق، وعكرمة، والشعبي، وطلحة العقيلي، وابن أخيه زيد بن الحسن، وحفيده محمد بن علي الباقر، ولم يدركه، وبنته سكينة، وآخرون.
[انظر: الإصابة (2/ 547)، و سير أعلام النبلاء (3/ 320 – 280)].
وذكر الحافظ الذهبي بعد ذلك جملة من الأحاديث والآثار المتعلق به رضي الله عنه.
3 – جاء في أحاديث في بيان فضل آل البيت،
وسيأتي الباب التالي في صحيح مسلم باب
فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
فالحسن والحسين يدخلان في هذا الفضل
ففي صحيح مسلم 2404 في باب فضائل علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت (ندع ابناءنا وأبناءكم) دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي
=====
4 – فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما:
1 – ما جاء فيما ترجم له في الباب، من فضل الحسن والحسين رضي الله عنهما.
2 – بيان فضل محبة الحسن رضي الله عنه.
3 – ما جاء في حبهما رضي الله عنهما، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن ويقول: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما أو كما قال)). [رواه البخاري (3747)].
وعن عبد الله قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهما أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال: من أحبني فليحب هذين)). [رواه أبو يعلى (8/ 434) (5017)، قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/ 182): رجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم خلاف، وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (1/ 330): له شاهد نحوه بسند صحيح، وحسن إسناده الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (4002)].
4 – أنهما سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عن أبي سعيد الخدري قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)). [رواه الترمذي (3768)، وأحمد (3/ 3) (11012)، وغيرهما، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الدارقطني في ((سؤالات السهمي)) (216): صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/ 204): رجاله رجال الصحيح].
عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: ((سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا قال: فنالت مني وسبتني. قال فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال: من هذا؟ فقلت حذيفة قال: مالك؟ فحدثته بالأمر فقال: غفر الله لك ولأمك، ثم قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت بلى قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها)). [رواه الترمذي (3781)، وأحمد (5/ 391) (23377)، وغيرهما، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي))].
قلت سيف:
حديث حذيفة في الصحيح المسند (298)
و حديث أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ”
الصحيح المسند (421)
5 – هما ريحانتاي من الدنيا، عن ابن أبي نعم قال كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ((ممن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتاي من الدنيا)). [رواه البخاري (5994)].
6 – فيما روي أن الحسن سيد، عن الحسن سمع أبا بكرة: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)). [رواه البخاري (3746)
7 – قال عنهما النبيُ صلى الله عليه وسلم: ((هذا مني وحسين من علي رضي الله تعالى عنهما)) عن خالد بن معدان قال: ((وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام. فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره وقال: هذا مني وحسين من علي رضي الله تعالى عنهما)) (10). [رواه أبو داود (4131)، وأحمد (4/ 132) (17228)، والطبراني (3/ 43) (2629). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 158): إسناده قوي، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود].
قلت سيف: ضعفه محققو المسند بتدليس بقية حيث يدلس تدليس تسوية.
المهم هو صرح فلعله كان يروى الحديث مرة مختصرا ومرة بالزيادة.
لكن بقي أنه لم يصرح في كل الإسناد.
8 – لَمْ يَكُنْ فِي وَلَدِ عَلِيٍّ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْحَسَنِ، عن عقبة بن الحارث قال: “رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول: بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي، وعلي يضحك” رواه البخاري 3542
9 – عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي فجعل في طست فجعل ينكت وقال في حسنه شيئاً فقال أنس: كان أشببهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوباً بالوشمة) البخاري3748.
عن الزهري أخبرني أنس قال: (لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي). عزاه الألباني للبخاري وهو فيه برقم 3542
وورد بإسناد من طريق هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب قال: كان الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس. والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم اسفل من ذلك أخرجه أحمد
لكن هانئ بن هانئ
تراجع الألباني عن توثيقه حيث جهله الشافعي وابن المديني وقال النسائي: لا بأس به.
قال ابن حجر: مستور
المهم الحديث في الفضائل فلعلنا نتساهل ونجعله على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
وزاد عبدالله بن معاذ عن معمر عن الزهري عن أنس لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي. وإن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه ابن له فأخذه فقبله وأجلسه في حجره ثم جاءت ابنة له فاخذها فأجلسها إلى جنبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهلا عدلت بينهما. قال الدارقُطني عن هذه الزيادة: ليس بمحفوظ عن الزهري. العلل 12/ 195:
10 – حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ويقومان، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال: ” صدق الله: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) رأيت هذين فلم أصبر ” ثم أخذ في خطبته.
رواه أبو داود وهو في الصحيح المسند 147
11: أخرج أبو يعلى عن عبدالرحمن بن سابط قال كنت مع جابر فدخل الحسين بن علي رضي الله عنهما فقال جابر: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
وهو في الصحيح المسند 225
12 – عن عمار بن أبي عمار , عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ” رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرى النائم بنصف النهار , وهو قائم أشعث أغبر , بيده قارورة فيها دم ” , فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله , ما هذا؟ , قال: ” هذا دم الحسين وأصحابه , لم أزل ألتقطه منذ اليوم ” قال عمار: فأحصينا ذلك اليوم , فوجدناه قتل ذلك اليوم. أخرجه أحمد … وهو في الصحيح المسند 597
13 – تقبيله صلى الله عليه وسلم لأحفاده، وحملهم على عاتقه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه (ما بينَ مَنْكِبه وعُنُقِه) وهذا على عاتقه، وهو يلثم (يُقَبِّل) هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى إلينا، فقال فقال له رجل: يا رسول الله إنَّك لَتُحِبُّهُما؟ قال: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني) رواه أحمد 7876 وصححه الألباني.
قلت سيف: ذكره في ذخيرة الحفاظ وقال: أبا جحيفة من غلاة التشيع والحديث محتمل التحسين.
14 – ملاعبته لحفيده: عن يعلى العامري رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دُعوا إليه، فإذا حسين مع غلمان يلعب في السِّكَّة (الطريق)، قال: (فتقدَّم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وبسط يديه، فجعل الغلامُ يفِرُّ ها هُنا وَها هُنا، ويضاحِكُه النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى أخذه (أمسكه)، فجعل إحدى يديه تحت ذقنِه والأخرى في فأس (وسط) رأسه فقبَّلَه وقال: حُسَيْن منِّي، وأَنا من حُسَيْن، أحبّ اللَّه من أحبَّ حُسَيْناً) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
قلت سيف: اختار البخاري رواية راشد بن سعد عن يعلى بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
ورواية راشد بن سعد على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند من أجل الخلاف في عبدالله بن صالح.
(الحسن والحسين سبطان من ا سباط) جمع سبط وهـو ولد الولد أكد به البعضية وقدرهـا ويقال القبلية قال تعالى: {وقطعناهـم اثنتي عشرة أسباطا أمما}
أي قبائل ويحتمل إرادته هـنا على معنى أنه يتشعب منهما قبيلة ويكون من نسلهما خلق كثير وقد كان.
فيض القدير
15 – وروى النسائي عن عبد الله بن شَدَّاد عن أَبيه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهرني صلاتك سجدة أطلتها! حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك؟! قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) رواه النسائي وصححه الألباني.
وهو في الصحيح المسند 475
وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد، ولو كانوا صغاراً يتعثرون في سيرهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ ذلك ولم ينكره، بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله، ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الصلاة منذ نعومة أظفارهم، فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه ـ من قراءة القرآن و التكبير والتحميد والتسبيح ـ أثراً قوياً في نفوسهم لا يزول حين كبرهم و بلوغهم الرشد ودخولهم في أعباء الحياة.
16 – رُقْيَتُه صلى الله عليه وسلم لحفيده:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذ الحسن والحسين يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكم إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق عليهما الصلاة والسلام)، قال ابن حجر: “قوله: (وهامّة): واحدة الهوام ذوات السموم، قوله: (ومن كل عين لامة): قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل”. أخرجه البخاري
17 – وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات) رواه مسلم.
18 – عن زهير بن الأقمر قال: بينما الحسن بن علي – رضي الله عنهما – يخطب بعدما قتل علي , إذ قام رجل من الأزد , آدم طوال , فقال: ” لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واضعه في حبوته يقول: من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ” , ولولا عزمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما حدثتكم.
الصحيح المسند 1480
19 – عن معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما – قال: ” رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمص لسان , أو قال: شفة الحسن بن علي – رضي الله عنهما – ” , وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
صححه محققو المسند 16849
وفيه عبدالرحمن بن أبي عوف اعتبره الشيخ مقبل مجهول لكن وثقه الذهبي وابن حجر ومحققو المسند فهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
ثم وقفت على توثيق الدارقطني له كما في موسوعة أقواله فالحديث يرتقي ليكون على شرط الذيل على الصحيح المسند.
20 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدلع لسانه للحسن بن علي “، فيرى الصبي حمرة لسانه , فيبهش إليه ”
هو من طريق محمد بن عمرو واضطرب فيه فمرة رواه عن أبي سلمة مرسلا
27 – عن الشعبي قال: (كان ابن عمر – رضي الله عنهما – بماله فبلغه أن الحسين بن علي – رضي الله عنهما – قد توجه إلى العراق، فلحقه على مسيرة ثلاثة ليال , فقال: أين تريد؟، قال: العراق، هذه كتبهم وبيعتهم , فقال له ابن عمر: لا تأتهم، فأبى، قال: إني محدثك حديثا: ” إن جبريل أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فخيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة , ولم يرد الدنيا ” , وإنكم بضعة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -) (كذلك يريد منكم) (وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم , فأبى أن يرجع، فاعتنقه ابن عمر وبكى) (وقال: أستودعك الله والسلام).
قلت سيف: أخرجه ابن حبان كما في الموارد 2242 وحسنه الألباني.
فيه يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في ثقاته فلعلنا نجعله على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
28 عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى الحسين بن علي ”
29 – عن يحيى بن سعيد قال: سمعت علي بن الحسين يقول: يا أهل العراق، أحبونا لحب الإسلام، فوالله إنه زاد حبكم بنا , حتى صار شينا.
30 – قال الترمذي:
3780 حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا هذا حديث حسن صحيح.
قال الألباني: صحيح الإسناد
وقال الذهبي في السير 3/ 549 وصح من حديث عمارة بن عمير: جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه فاتيناهم وهم يقولون: قد جاءت فإذا حية. ….
31 – قال ابن كثير:
، عن أبي هريرة.
قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال: «أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم».
تفرد بهما الإمام أحمد.
قلت سيف:
وصححه بعض الباحثين وخالفه آخر حيث أن كل طرقه معله واحسنها طريق صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم لكن ضعفه الترمذي فقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف.
ومصطلح غريب عند الترمذي بحث في رسالتين جامعيتين إحداها منهج الترمذي وجمع ما أطلق عليه غريب استقلالا غير مضافة لكلمة أخرى فكلها ضعيفة عند الترمذي إلا خمسة أحاديث بعضها في البخاري ومسلم.
تتمة كلام ابن كثير:
وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن عمير، ثنا الحجاج -.
وحدثنا أبو نعيم – الفضل بن دكين – ثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن الحسين بن علي حج ماشيا وأن نجائبه لتقاد وراءه.
والصواب: أن ذلك إنما هو الحسن أخوه، كما حكاه البخاري.
وقال المدائني: جرى بين الحسن والحسين كلام فتهاجرا، فلما كان بعد ذلك أقبل الحسن إلى الحسين فأكب على رأسه يقبله، فقام الحسين فقبله أيضا.
وقال: إن الذي منعني من ابتدائك بهذا، أني رأيت أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به مني.
وحكى الأصمعي: عن ابن عون: أن الحسن كتب إلى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء فقال الحسين: إن أحسن المال ما وقى العرض.
وقد روى الطبراني: حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ثنا يزيد بن البراء بن عمرو ابن البراء الغنوي، ثنا سليمان بن الهيثم قال: كان الحسين بن علي يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له الناس.
فقال رجل: يا أبا فراس من هذا؟
فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم إلى آخر الأبيات
هكذا أوردها الطبراني في ترجمة الحسين في معجمه الكبير، وهو غريب، فإن المشهور أنها من قيل الفرزدق في علي بن الحسين لا في أبيه، وهو أشبه فإن الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى العراق.
فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم ثم أن الحسين قتل بعد مفارقته له بأيام يسيرة، فمتى رآه يطوف بالبيت والله أعلم.
وروى هشام عن عوانة قال: قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد: أين الكتاب الذي كتبته إليك في قتل الحسين؟
فقال: مضيت لأمرك وضاع الكتاب.
أما والله لقد نصحتك في حسين نصيحة
فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله، صدق عمر والله.
ولوددت والله أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأن حسينا لم يقتل.
قال: فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله بن زياد.”
# البداية والنهاية ج (8)
32 – تنبيه:
قلت سيف: ورد عدة أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه الملك بتربة من كربلاء كما في الصحيحة 1171
لكن طريق عبدالله بن نجي عن أبيه عن علي ذكر البخاري هذا السند وقال: فيه نظر كما في التاريخ الكبير
وحديث أنس فيه عمارة بن زاذان يروي عن ثابت مناكير قاله أحمد
وذكره الدارقطني في العلل من طريق سعيد بن عمارة بن غزية عن أبيه عن محمد بن إبراهيم عن عائشة … . ورجح أنه بإسقاط (أبيه) أصح
وسعيد بن عمارة بن غزية. و لم أجد له ترجمة
وهذه جهالة شديدة.
ثم انتبهت أنه على الرواية التي رجحها الدارقطني قال: سعيد بن عمارة الأنصاري ولا ينسبه ولا يقول فيه عن أبيه وهو الصحيح.
يعني أنه غير منسوب لكني كذلك لم اجد من نسبته انصاري.
وحديث ام الفضل وفيه محمد بن مصعب ضعيف. وشداد بن عبد الله لم يدرك أم الفضل قاله الذهبي.
وعن عائشة أو أم سلمة لكن سعيد بن أبي داود لم يسمع من عائشة ولا من أم سلمة.
وورد عن أم سلمة كما عند الطبراني 637 و 2819 كلاهما فيه يحيى الحماني يسرق الحديث ذكر ذلك الألباني في الاستدراك في آخر المجلد. وفيهما كثير بن زيد إلى الضعف أقرب وفيه المطلب بن عبدالله بن حنطب كثير الإرسال والتدليس وهو لم يسمع من أحد من الصحابة
وعن أبي الطفيل قال: استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر الشيخ الألباني أن الهيثمي عزاه للطبراني وقال الهيثمي: إسناده حسن. وهو في المجمع 15121
قلت سيف: ولم أجده عند الطبراني لدراسة إسناده
وحسنه محققو المسند: تحت حديث 26524 لكن قالوا في تخريج حديث أنس 13539 وإسناده ضعيف ثم ذكروا شواهد وقالوا: ولا يخلو إسناد واحد من هذه الشواهد من مقال فالحديث ضعيف.
و بهذه الطرق الحديث لا تطمئن النفس لتقويته
لكن على فرض صحته فليس فيه متمسك للشيعة لتقديس تربة كربلاء فقد قال الألباني كما في الصحيحة. 1171 وانظر النقطة التالية.
33 – في: الصحيحة: 1171 وذكر احاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم أري تربة الحسين حيث يقتل: قال الشيخ الألباني فائدة: ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء , وفضل السجود على أرضها , واستحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة , كما عليه الشيعة اليوم , ولو كان ذلك مستحبا , لكان أحرى به أن يتخذ من أرض المسجدين الشريفين , المكي والمدني , ولكنه من بدع الشيعة , وغلوهم في تعظيم أهل البيت وآثارهم، ومن عجائبهم أنهم يرون أن العقل من مصادر التشريع عندهم , ولذلك فهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين , ومع ذلك فإنهم يروون في فضل السجود على أرض كربلاء من الأحاديث ما يشهد العقل السليم ببطلانه بداهة، فقد وقفت على رسالة لبعضهم وهو المدعو السيد عبد الرضا (!) المرعشي الشهرستاني بعنوان ” السجود على التربة الحسينية “. ومما جاء فيها (ص 15): ” وورد أن السجود عليها أفضل لشرفها وقداستها , وطهارة من دفن فيها , فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة أن السجود عليها ينور إلى الأرض السابعة. …..
ومثل هذه الأحاديث ظاهرة البطلان عندنا , وأئمة أهل البيت – رضي الله عنهم – براء منها , وليس لها أسانيد عندهم ليمكن نقدها على نهج علم الحديث وأصوله , وإنما هي مراسيل ومعضلات! ولم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة على أئمة البيت , حتى راح يوهم القراء أنها مروية مثلها في كتبنا نحن أهل السنة، فها هو يقول: (ص 19): ” وليس أحاديث فضل هذه التربة الحسينية وقداستها منحصرة بأحاديث الأئمة، إذ أن أمثال هذه الأحاديث لها شهرة وافرة في أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية عن طريق علمائهم ورواتهم، ومنها ما رواه السيوطي في كتابه ” الخصائص الكبرى ” في ” باب إخبار النبي – صلى الله عليه وسلم – بقتل الحسين، وروى فيه ما يناهز العشرين حديثا عن أكابر ثقاتهم كالحاكم والبيهقي , وأبي نعيم , والطبراني والهيثمي في ” المجمع ” (9/ 191) , وأمثالهم من مشاهير رواتهم “. فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي ولا الهيثمي ولو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية ….. ثم بين كذبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ تربة من قبر حمزة فكان يصلي عليها
34 – تنبيه: ذكر أن الشيخ عثمان الخميس له رسالة ماجستير في احاديث الحسن والحسين وخصص بابا في فضائلهما.