: 237 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-”———-‘——–
مسند أحمد
20050 – حدثنا يحيى، عن بهز بن حكيم، حدثني أبي، عن جدي، قال: قلت: يا رسول الله، أين تأمرني، خر لي؟ فقال بيده: «نحو الشام»، وقال: «إنكم محشورون رجالا وركبانا، وتجرون على وجوهكم»
قال محققو المسند:
إسناده حسن رجاله ثقات عدا حكيم بن معاوية البهزي وهو صدوق حسن الحديث، رجاله رجال البخاري عدا بهز بن حكيم القشيري وحكيم بن معاوية البهزي ومعاوية بن حيدة القشيري روى لهم البخاري تعليقًا
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيح المسند)
هو في الصحيح المسند 1113 مطولا وساقه بالفاظه فراجعه لكن هنا زيادة (أين تأمرني، خر لي؟ فقال بيده: نحو الشام)
وفي الصحيح المسند لفظه ( ….. هاهنا تحشرون، هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون – ثلاثا – ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم توفون يون القيامة سبعين أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله تبارك وتعالى، تأتون يوم القيامة وعلى أفواهكم الفدام، أول ما يعرب عن أحدكم فخذه)
قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام، فقال: إلى هاهنا تحشرون.
وراجع تحقيق كشف الاستار 3426 لسيف الكعبي
——-‘——-‘—–
الحديث يبين أمرين:
1 – فضل سكنى الشام
2 – إثبات وقوع الحشر في الدنيا أحياء إلى جهة الشام.
أورد أبو داود باباً في سكنى الشام فذكر شيئاً مما ورد في سكنى الشام، وأن في ذلك فضلاً، وقد ورد فيه أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الشام في آخر الزمان يحشر الناس إليها، وينزل عيسى بن مريم هناك، ويكون المهدي الذي يخرج في آخر الزمان هناك، ويصلي خلفه عيسى بن مريم في بيت المقدس، وأن عيسى بن مريم يدرك الدجال بباب لد فيقتله، ويريهم دمه في حربته صلى الله عليه وسلم، وكذلك تأتي يأجوج ومأجوج إلى هناك، ويهلكهم الله عز وجل. شرح سنن أبي داود
و هذه بعض الأحاديث التي تدل على فضل الشام
عن عبد الله بن حوالة الأزدي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة: جند بالشام , وجند باليمن , وجند بالعراق) , فقلت: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك , فقال: ” عليك بالشام , فإنه خيرة الله من أرضه , يجتبي إليه خيرته من عباده) (وإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله) (فإن أبيتم , فعليكم بيمنكم , واسقوا من غدره). صحيح الترغيب والترهيب
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ستخرج نار من حضرموت , أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة , تحشر الناس ” , قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ , قال: ” عليكم بالشام ” صحيح الجامع: 3609 , صحيح الترغيب والترهيب: 3096
قال ابن حجر: فقد ورد في عدة أحاديث وقوع الحشر في الدنيا إلى جهة الشام وذكر حديث حذيفة بن أسيد الذي نبهت عليه قبل وحديث معاوية بن حيدة جد بهز بن حكيم رفعه إنكم محشورون ونحا بيده نحو الشام رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم) أخرجه الترمذي والنسائي وسنده قوي” الفتح” (11/ 380).
حيث جاء في وصف حشر الدنيا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا». رواه البخاري
قال في “الفتح”: هذه هي النار المذكورة في حديث حُذيفة بن أَسِيد -بفتح الهمزة-. عند مسلم في حديث فيه ذكر الآيات الكائنة قبل قيام الساعة، كطلوع الشمس من مغربها، ففيه: “وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن، تُرَحِّل الناس، وفي رواية له: “تَطْرُدُ الناس إلى حشرهم”.
(تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا) أي تستريح معهم إذا استراحوا، والقيلولة النوم نصف النهار، يقال: قال يَقيل قَيلاً، من باب باع، وقَيْلُولةً: إذا نام نصف النهار (وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا”) فيه إشارة إلى ملازمة النار لهم إلى أن يصلوا إلى مكان الحشر. [استفدته من شرح المجتبى للعلامة الاثيوبي]
ورجح العلامة الأثيوبي ما حاصله: أن الراجح حمل الحديث على الحشر الذي يكون قبل قيام الساعة، عند قربها، فيُحشر الناس إلى الشام على هذه الصفات المختلفة، من كونهم راغبين، راهبين، الخ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل. ” شرح المجتبى”
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله -: ” فأما شرار الخلق فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهرا حتى تجمع الناس كلهم بالشام قبل قيام الساعة ” لطائف المعارف لابن رجب (90).