225 التعليق على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة –
_-_-_-_-_-_-
الصحيح المسند
225 قال أبويعلى3/ 397 حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
ربيع بن سعد عن عبدالرحمن بن سابط قال:” كنت مع جابر، فدخل
حسين بن علي – رضي الله عنهما – فقال جابر: من سرّه أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأشهد لسمعت رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – يقوله “.
قلت سيف:
وأخرجه ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (6\ 2583) من طريق
يعقوب بن سفيان ثنا ابن نمير به
فائدة: قال حفص بن غياث: “الربيع الحنفي”، قال الإمام أحمد: “إنما هو الجعفي، وليس هو حنفي”
الربيع بن سعد الجعفي [الكوفي]
في لسان الميزان ذكر انه لا يكاد يعرف لكن في التذييل على كتب الجرح والتعديل
(276) ل- الربيع بن سعد الجعفي [الكوفي]:
لا يكاد يُعرف، وذكره ابن حِبَّان في “الثقات” فقال: “روى عنه مروان بن معاوية، ووكيع. وقيل اسم أبيه: سعيد”.ا. هـ. باختصار.
قلت: قال الدوري وابن الجنيد، عن ابن معين: “ثقة”، وقال يعقوب بن سفيان: “ثقة”، وقال ابن عمّار الموصلي: “ثقة، كوفي”، وقال أبو حاتم الرازي: “لا بأس به”، … وذكره ابن شاهين في “الثقات”.
_-_-_-_-_-_-_-_-
[الحسين بن علي] هو:
الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المدني، سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وريحانته من الدنيا، وأحد سيدي شباب أهل الجنة، رَوَى عن جده -صلى الله عليه وسلم-، وأبيه، وأمه، وخاله هند بن أبي هالة، وعمر بن الخطاب.
وروى عنه أخوه الحسن، وبنوه: علي، وزيد، وسكينة، وفاطمة، وابن ابنه أبو جعفر الباقر، والشعبي، وعكرمة، وكُرز التيمي، وسِنَان بن أبي سنان الدُّؤلي، وعبد الله ابن عمرو بن عثمان، والفرزدق، وجماعة.
قال الزبير بن بكار: وُلد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع، وقال جعفر بن محمد: كان بين الحسن والحسين طهر واحد.
وأخرج البخاريّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أُتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين -رضي الله عنه-، فجُعِل في طست، فجعل يَنكُت، وقال في حسنه شيئًا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان مخضوبا بالوسمة. “صحيح البخاريّ” 7/ 94.
وأخرج أبو يعلى بسند حسن عن جابر -رضي الله عنه- قال: من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى الحسين بن عليّ رضي الله عنهما، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله. رواه أبو يعلى في “مسنده” 3/ 397.
وأخرج أحمد في “مسنده” بسند صحيح عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام بنصف النهار، أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم يلتقطه، أو يتتبع فيها شيئًا، قال: قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم، قال عمار: فحفظنا ذلك اليوم، فوجدناه قُتل ذلك اليوم.
وأخرج المصنّف برقم (658) بسند صحيح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- حامل الحسين بن علي على عاتقه، ولُعابه يسيل عليه.
وأخرج أحمد، والنسائيّ بسند صحيح عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة”.”المسند” 3/ 3 و”الخصائص” للنسائيّ ص 150.
وأخرج أبو داود بسند صحيح عن عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه- خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقبل الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران، يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر، ثم قال: “صدق الله: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 8] رأيت هذين، فلم أصبر”، ثم أخذ في الخطبة. حديث صحيح أخرجه أبو داود 3/ 358.
ومناقبه جمّة، وسيذكر المصنّف في الفضائل بعض الأحاديث الواردة في فضلهما برقم (142 – 145). أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب خمسة أحاديث برقم 65 و 657 و 1512 و 1600 و 3296.
مشارق الانوار الوهاجة (2/ 329). للعلامة الأتيوبي.
قال القسطلاني: وفيه أن المبشر بالجنة أكثر من العشرة كما ورد النص في الحسن والحسين وأمهما وأمهات المؤمنين، فتحمل بشارة العشرة أنهم بشروا دفعة واحدة أو بلفظ بشره بالجنة أو أن العدد لا ينفي الزائد. ارشاد الساري (3/ 4).
و من الفوائد: لا يشهد لمعين بجنة و لا نار من أهل القبلة الا ما ورد النص على ذلك.
قال الطحاوي: / (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ جَنَّةً وَلَا نَارًا، وَلَا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلَا بِشِرْكٍ وَلَا بِنِفَاقٍ، مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى)
قال العلامة الفوزان في تعليقه على متن الطحاوية:
نحن لا نشهد لأحد، مهما بلغ من الصلاح والتقى، لا نشهد له بالجنة؛ لأننا لا نعلم الغيب، ولا نحكم لأحد من المسلمين بالنار مهما عمل من المعاصي، لا نحكم عليه بالنار؛ لأننا لا ندري بما ختم له وما مات عليه، وهذا في المعيّن.
فنحن ما لنا إلا الظاهر فقط، وكذلك لا يحكم لأحد بالنار، إلا من شهد له بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء بجنة أو نار، مثل العشرة المبشرين بالجنة، وهم الخلفاء الراشدون الأربعة، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيد الله، رضي الله عنهم. وكذلك شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، شهد له بالجنة، وكذلك رجل من الأنصار قال: “يدخل عليكم رجل من أهل الجنة” فدخل رجل تنطف لحيته من وضوئه، وبيده اليسرى نعلاه، ثم جلس في الحلقة، وفي اليوم الثاني والثالث قال عليه الصلاة والسلام نفس المقالة، ودخل نفس الرجل، وهذا من باب التأكيد، وإلا فشهادة واحدة تكفي، وقد تابعه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- حتى يعلم عمله الذي بسببه بشر بالجنة، فلم يجد عنده كثير عبادة، وجده محافظاً على الفرائض، ويقوم من الليل، وكان إذا استيقظ من الليل ذكر الله وسبح وهلل، فلما أراد عبد الله أن يغادر قال للرجل: إني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول كذا وكذا، فأردت أن أسبر عملك، فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيت. فلما ولىّ دعاه وقال: إلا أنني لا أجد في قلبي غلاً على مسلم، قال: هذا، الذي لا نطيقه
الحاصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد لأحد بالجنة، فإننا نشهد له بالجنة، ونقطع له بالجنة، وأما غيره فلا نقطع له، ولكن نرجو له الخير. وكذلك الكافر المعين لا نحكم عليه بالنار؛ لأنه قد يتوب ويموت على التوبة، يختم له بخير، لكننا نخاف عليه، هذا من حيث التعيين.
أما من حيث العموم: فنقطع أن المسلمين في الجنة، ونقطع أن الكفار من أهل النار.
قال الشيخ صالح ال الشيخ: يريد العلامة الطحاوي رحمه الله أنّ أهل السنة والجماعة يتَّبِعُونَ في الأمور الغيبية ما دلَّ عليه الدليل من كتاب الله – عز وجل – ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يَقْفُون ما ليس لهم به علم ولا يقولون على الله – عز وجل – ما لا يعلمون امتثالاً لقوله سبحانه {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36]، وامتثالاً لقوله – عز وجل – {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33]، فَحَرَّمَ الله – عز وجل – القول عليه بلا علم، ومن القول عليه بلا علم أن يُشهَدَ في أمرٍ غيبي أنَّ الله – عز وجل – لا يغفر لفلان، أو أنَّ فلاناً من أهل الجنة؛ يعني قد غُفِرَ له، أو أنه من أهل النار المُعَيَّن لأنه لم يشأ الله أن يغفر له.
فأصل هذه المسألة وهي ما قَرَّرَهُ من أننا لا نُنَزِّلُ أَحَداً من أهل القبلة جنةً ولا ناراً، هذه لأجل أنَّ هذا الأمر غيبي والله – عز وجل – حًكمُهُ في أهل القبلة قد يُعذِّبْ وقد يغفر؛ يغفرُ لمن يشاء ويعذبُ من يشاء، فمن نزَّلَ جنةً أو ناراً أحداً من أهل القبلة ممن لم يدل الدليل على أنه من أهل الجنة أو من أهل النار فقد قال على الله بلا علم وتجرأ على الرب جل جلاله.
فالواجب اتِّبَاعْ النص وتقديس الرب – عز وجل – وتعظيم صفات الرب جل جلاله، وأن لا يُشْهَدَ على مُعين من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة جزماً أو من أهل النار جزماً إلا من أخبر الوحي بأنه في هذا الفريق أو في هذا الفريق. شرح الطحاوية (457).
قلت سيف: تنبيه: الحديث الذي فيه أن عبدالله بن عمرو ادعى أن بينه وبين أبيه خصومة ليبيت عند الرجل وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا، فأردت أن أسبر عملك، فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيت. فلما ولىّ دعاه وقال: إلا أنني لا أجد في قلبي غلاً على مسلم، قال: هذا، الذي لا نطيقه. لا يصح.