: 223 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مجموعة: عبد الله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف: سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
223) قال الامام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله (ج1 ص90): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَشَى مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلَائِكَةِ.
………………….
الصحيحة 2087
وقال البوصيري في “الزوائد” 19/ 2: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه أحمد بن منيع في “مسنده”: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، به بلفظ: مشوا خلف النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: “امشوا أمامي، وخلفوا ظهري للملائكة”.
وورد في مسند أحمد 6549 – حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَاكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ ” قَالَ عَفَّانُ: ” عَقِبَيْهِ ” (على شرط الذيل على الصحيح المسند)
وفي سنن أبي داود
(2639) – حدَّثنا الحسنُ بن شَوكَر، حدَّثنا إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، حدَّثنا الحجاجُ ابن أبي عثمانَ، عن أبي الزبيرِ
أن جابر بن عبد الله حدثهم، قال: (كان رسولُ الله -?- يتخلَّف في المسير، فيزجِي الضَّعِيفَ، ويُرْدِفُ، ويَدْعُو لهم)
على شرط الذيل على الصحيح المسند
صححه الألباني وقال: صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية
قال الأرنؤوط في تخريج سنن أبي داود:
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسن بن شوكر، فهو حسن الحديث وهو متابع. وقد صرح أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-بالسماع فانتفت شبهة تدليسه
وأخرجه الحاكم (2) / (115) وعنه البيهقي (5) / (257) من طريق أحمد بن حنبل، عن إسماعيل بن عُلَية، بهذا الإسناد.
قال الخطابي: قوله: «يُزجي» أي: يسوق بهم، يقال: أزجيتُ المطية: إذا حثثتُها في السَّوق
(كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة) قال أبو نعيم: لأن الملائكة يحرسونه من أعدائه، قلت: أو يمشون خلفه إعظاما له وإكراما من الله تعالى.” التنوير ” (8/ 448)
وفيه: أن أصحابه يمشون أمامه أو عن يمينه أو عن شماله، ولا يمشون خلفه. (الراجحي)
وفيه إكرام الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- غاية الإكرام، حيث جعل الملائكة تمشي وراءه تعظيمًا له -صلى الله عليه وسلم-، {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
” مشارق الأنوار الوهاجة ” (4/ 451)
(يَسُوقُ أَصْحَابَهُ): أَيْ يُقَدِّمُهُمْ أَمَامَهُ وَيَمْشِي خَلْفَهُمْ تَوَاضُعًا وَإِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ كَالرَّاعِي يَسُوقُهُمْ وَإِيمَاءً إِلَى مُرَاعَاةِ أَضْعَفِهِمْ فَيَتَأَخَّرُ عَنْهُمْ رِعَايَةً لِلضُّعَفَاءِ وَإِعَانَةً لِلْفُقَرَاءِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ ” يُقَدِّمُ أَصْحَابَهُ ” مِنَ التَّقْدِيمِ، أَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطَأُ عَقِبُهُ عَقِبَ رَجُلٍ. وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى أَرْبَابِ الْجَاهِ مِنَ الْجُهَلَاءِ وَأَصْحَابِ التَّكَبُّرِ وَالْخُيَلَاءِ
ـ[جمع الوسائل في شرح الشمائل]ـ
قوله: ((ولا يطأ عقبه رجلان)) ((مظ)): يعني من غاية التواضع يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم ولا يمشي قدامهم. أقول: لا يساعد هذا التأويل التشبيه في رجلان، ولعله كناية عن تواضعه صلوات الله عليه، وأنه لم يكن يمشي مشي الجبابرة مع الأتباع والخدم. شرح المشكاة للطيبي
تنبيه: ولهذا ينبغي للإخوان ألا يمشوا خلف طالب العلم أو غيره، وإنما يكونوا أمامه أو عن يمينه أو عن شماله، وإذا كانوا أكثر من اثنين فمن باب أولى. قاله الشيخ الراجحي في شرح سنن ابن ماجه