(22) (892) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان ومحمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مسند عبدالرحمن بن حسنة رضي الله عنه
892 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال
انطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ومعه درقة ثم استتر بها ثم بال فقلنا انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمع ذلك فقال ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم فنهاهم فعذب في قبره.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
– عبد الرحمن بن حسنة منسوب إلى إمه، وله ثلاثة أحاديث، هذا أحدها واثنان عند البغوي وأبي نعيم في كتابيهما المؤلف في تراجم الصحابه.
– قال ابن حجر: صححه الدارقطني وغيره، قال الحاكم: صحيح الاسناد، قال الذهبي: على شرطهما. ونقل بعضهم أن ابن المنذر قال: خبر صحيح.
– الدرقة: ترس من جلود ليس فيه خشب، ولا عصب، وفي رواية لأحمد (كهيئة الدرقة)
– ورد من حديث أبي موسى أخرجه البخاري226 ومسلم 273 عن أبي وائل قال (كان أبو موسى يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض فقال حذيفة لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ).
– ليس هذا من الصحابة على سبيل الإستهزاء إنما من باب التعجب أو السؤال، وقال العباد: قد يكون ذلك قبل أن يسلما.
– ذهب العيني في شرح سنن أبي داود إلى أن صاحب بني اسرائيل المذكور في الحديث هو موسى عليه السلام وأن بني إسرائيل تعنتوا حتى أتعبوا نبيهم، ومعنى (فعذب في قبره) يعني جلد أحدهم، وذهب غيره أن المقصود رجل كان ينهى عن الطاعة فعذب في قبره.
– فيه ما كان عليه العرب من قلة الحياء وكشف العورة، وكانوا يزعمون أن شهامة الرجل لا تقتضي الستر (قرره النووي) وذكر ولي الدين العراقي احتمال آخر: وأن تعجبهم كان لبوله قاعداً، وقال دليله ما ورد عند البغوي بلفظ (كما تبول المرأة وهو قاعد) وعند الطبراني (وهو جالس)
– البول قاعداً كان أكثر فعل النبي صلى الله عليه وسلم، حتى نفت عائشة أن يكون بال قائما، وأثبته حذيفة وابن عمر رضي الله عنهم، والمثبت مقدم.
-فيه أن الشريعة الإسلامية جاءت بالحياء، وستر العورة.
-فيه البول إلى سترة.
-فيه أن الله شدد على بني اسرائيل بسبب تعنتهم.
تنبيه: ما ورد أنهم يقرضون أجسادهم شاذة، وورد عن أبي موسى موقوفاً (جلد أحدهم) أخرجها مسلم273، وورد عند البخاري 226 (ثوب أحدهم) وهو موقوف أيضاً على أبي موسى. فيحمل حديث جلد أحدهم على أن ثيابهم من الجلود.
– فيه نجاسة البول حتى قال ابن المنذر: وبه قال كل من حفظنا عنه من أهل العلم، وذكر اختلافهم في اليسير الذي مثل رؤوس الأبر يصيب الثوب ….
-الاستبراء من البول، والتنزه في الأبدان والثياب من النجاسات.
– اثبات عذاب القبر، ومنه قوله تعالى (النار يعرضون عليها غدواً وعشيا، ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)
– فيه خطورة النهي عن الطاعات وأنها من أسباب عذاب القبر، ومنه قوله تعالى (أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى).
-ووردت نصوص أخرى ذكرت أسباب لعذاب القبر جمعها أحد الإخوة في كتاب له وزدت عليها:
1 – عدم العمل بالعلم من أسباب عذاب القبر، أخرج الإمام أبو يعلي (180) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “أتيت على السماء الدنيا ليلة أسري بي، فرأيت فيها رجالاً تقطع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل، ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك” قال الوادعي: هذا حديث صحيح
2 – أخرج الإمام البخاري رحمه الله (5789): عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أو قال أبو القاسم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “بينما رجلٌ يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمتة، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة”.أخرجه مسلم (2088).
3 – أخرج الإمام أحمد رحمه لله (3/ 224) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم”.قال الوادعي هذا حديث صحيح.
4 – السرقة والسنة السيئة من أسباب عذاب القبر
أخرج الإمام مسلم رحمه الله (904) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “عرضت علىَّ النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار”.
وأخرج رحمه الله عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “لقد جيء بالنار وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيما صاحب المحجن يجر قصبة في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به”.
وأخرج الإمام مسلم رحمه الله رحمه الله (901) عن عائشة قالت: خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكرت الحديث بطوله, قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفاً من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم, ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها عمر بن لحيََّ وهو الذي سيب السوائب”.
5 – والغلول كما في حديث صاحب الشملة التي غلَّها، 6 – وأخذ حق الفقراء كما في قصة الرجل الذي كان مع أهل الصفة فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم، هل ترك شيئًا، قالوا: دينارين، قال: (كيتان).
وجميع المعاصي ولأعراض عن ذكر الله وعبادته من أسباب عذاب القبر
ثم أعلم أن جميع المعاصي من الشرك فما دونه من أسباب عذاب القبر، إلا أن يتجاوز الله فيما دون الشرك لحديث البراء رضي الله عنه وغيره، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} [الجن:23] الآية.
وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:124].
وهناك أسباب لنعيم القبر منها:
إزالة الأذى من طريق المسلمين من أسباب النعيم في القبر كما في حديث أخرجه الإمام مسلم رحمه الله (1914) عن أبي هريرة رضي الله عنه،
من أسباب النجاة من عذاب القبر الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح كما في حديث أخرجه الإمام مسلم رحمه الله (1631) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وكل الأعمال الصالحة سببُُ للنجاة من عذاب القبر، كما في حديث البراء رضي الله عنه: “فيأتيه رجلٌ حسن الوجه حسن الثياب، فيقول: من أنت، فوجهك الذي يأتي بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح.
ولعله إذا جاءت بإذن الله مناسبه ذكرنا أحاديث أسباب نعيم القبر (وراجع اثبات عذاب القبر للبيهقي)