219 جامع الأجوبة الفقهية ص 257
مجموعة ناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
بلوغ المرام:
82 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه أخرجه الأربعة وهو معلول
مسألة: إدخال ما فيه ذكر لله إلى الخلاء
♢- جواب ناصر الريسي:
♢- تخريج الحديث:
أخرجه أبو داود (1/25 ) ، والنسائي (8/178) من حديث أنس ، وقال النسائي : ” هذا حديث غير محفوظ ” كذا في التلخيص لابن حجر (1/107)، وضعفه الشيخ الالباني كما في ضعيف الجامع الصغير (4390) ، والمشكاة (343) ، وضعيف سنن ابن ماجة (61 /303) ، وضعيف سنن الترمذي (292 /1817) ، وضعيف سنن النسائي (400 /5213).
♢- فقه الحديث:
هذا الحديث كما تقدم ضعيف، فلا ينبني عليه حكم شرعي، ولكن العلماء رحمهم الله اتفقوا على استحباب تجنيب ما فيه ذكر الله تعالى عند دخول الخلاء تعظيماً لله تعالى إلا عند الحاجة ولا سيما أن بعضهم صح عنده هذا الحديث كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله في فتاوى نور على الدرب بعناية الشويعر (5/29): “وقد تنازع العلماء في صحة هذا الحديث، فمنهم من أعله وقال: إنه معلول. وقال: إنه لا حرج في دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله ولا سيما عند الحاجة. ومنهم من صححه وقال: يستحب للمؤمن أن يتحرز من ذلك، ويكره دخوله الخلاء بشيء فيه ذكر الله، لكن عند وجود الحاجة تزول الكراهة. انتهى
كذلك بعض العلماء فرق بين المصحف وغيره فقال في المصحف بالتحريم وغيره بالكراهة.
♢- جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (34/20):
“يكره الدخول إلى الخلاء بشيء فيه ذكر الله تعالى لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه وقال الشيرازي: كان عليه محمد رسول الله. وهذا الحكم متفق عليه بين المذاهب الأربعة من حيث الجملة إلا قولا في مذهب أحمد. واختلفوا في بعض تفصيلات نوردها فيما يلي:
“لم يفرق الجمهور بين المصحف وغيره في أن الحكم الكراهة بل نص الشافعية على أن حمل المصحف مكروه لا حرام، وقال المالكية والحنابلة في المصحف خاصة: إن تنحيته واجبة والدخول به حرام في غير حال الضرورة بخلاف غيره مما فيه قرآن أو ذكر… وذهب الحنفية إلى أنه إذا كان ملفوفا في شيء فلا بأس كذلك، والتحرز أولى.
وهذا قول المالكية أيضا، كما تقدم نقله، فلا يحرم الدخول بمصحف، ولا يكره الدخول بما فيه ذكر الله إلا في غير حال ستره، وفي اعتبار الجيب ساترا قولان، وذلك لكونه ظرفا متسعا… ولم يفرق الحنفية والمالكية في معتمدهم والشافعية والحنابلة في قول بين أن يكون ما فيه ذكر الله خاتما أو درهما أو دينارا أو غيره فرأوا الكراهة في ذلك… ومن اضطر إلى دخول الخلاء بما فيه ذكر الله جاز له إدخاله ، ولم يكره ، نص الحنفية والمالكية والشافعية على أنه لا يحرم ولا يكره ، واكتفى الحنابلة بأن تتحقق الحاجة إليه”. انتهى
قال الدردير: (وبكنيف) أي عند إرادة دخوله (نحى) أي بعّد (ذكر الله) ندبًا في غير القرآن، وكره له الذكر باللسان كدخوله بورقة أو درهم أو خاتم فيه ذكر الله، ما لم يكن مستورًا أو خاف عليه الضياع وإلا جاز، ووجوبًا في القرآن فتحرم عليه قراءته فيه مطلقًا قبل خروج الحدث أو حينه أو بعده، وكذا يحرم عليه دخوله بمصحف كامل أو بعضه ولو لم يكن له بال في ما يظهر … إلا لخوف ضياع أو ارتياع فيجوز.
قال الدسوقي: وعلم مما قلنا أن جواز الدخول بالمصحف مقيد بأمرين: الخوف والساتر فأحدهما لا يكفي. (حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ج١ ص: ١٠٧-١٠٨).
♢- قال المرداوي في الإنصاف: قلت: أما دخول الخلاء بمصحف من غير حاجة فلا شك في تحريمه قطعًا، ولا يتوقف في هذا عاقل. انتهى
♢- قال الشيرازي كما في المجموع شرح المهذب (2/73):
“إذا أراد دخول الخلاء ومعه شيء عليه ذكر الله تعالى فالمستحب أن ينحيه لما روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه) وانما وضعه لأنه كان عليه محمد رسول الله”. انتهى
♢- وقال الإمام النووي أيضًا: [قال القاضي حسين وغيره لا يجوز توسد المصحف ولا غيره من كتب العلم قال القاضي إلا أن يخاف عليه السرقة فيجوز وهذا الاستثناء فيه نظر والصواب منعه في المصحف وان خاف السرقة] المجموع ٢/ ٧٠
♢- جاء في الفروع (1/128):
“ويكره دخوله بما فيه ذكر الله تعالى بلا حاجة، وعنه لا. وفي المستوعب وغيره تركه أولى وجزم بعضهم بتحريمه، كمصحف، ويجعل فص خاتم فيه ذكر الله تعالى في باطن كفه ولا بأس بدراهم ونحوها، نص عليهما، ويتوجه في حرز مثلها، وقال صاحب النظم: وأولى”. انتهى
♢- قال ابن قدامة رحمه الله في المغنى (1/109): ” إذا أراد دخول الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله تعالى استحب وضعه … فإن احتفظ بما معه مما فيه ذكر الله تعالى واحترز عليه من السقوط أو أدار فص الخاتم إلى باطن كفه ، فلا بأس . قال أحمد : الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه ويدخل الخلاء ، وبه قال إسحاق ورخص فيه ابن المسيب والحسن وابن سيرين ” انتهى باختصار .
♢- ﴿لا يمسه إلا المطهرون﴾ قال ابن القيم رحمه الله: وسمعت شيخ الإسلام يقرر الاستدلال بالآية على أن المصحف لا يمسه المحدث بوجه آخر، فقال: هذا من باب التنبيه والإشارة، إذا كانت الصحف التي في السماء لا يمسها إلا المطهرون، فكذلك الصحف التي بأيدينا من القرآن لا ينبغي أن يمسها إلا طاهر التبيان (١٤٣)
والدراهم المكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله يجوز للمحدث لمسها، وإذا كانت معه في منديل أو خرقة وشق إمساكها جاز أن يدخل بها الخلاء الاختيارات (١٧)
♢- قال الشوكاني في نيل الأوطار (1/74): “والقرآن بالأولى، حتى قال بعضهم: يحرُم إدخال المصحف الخلاء لغير ضرورة”. انتهى
♢ وهذا سؤال وجه للجنة الدائمة
س٢: أحدنا يحمل المصحف في جيبه وربما دخل به الخلاء، فما حكم ذلك أفيدونا؟
ج: حمل المصحف بالجيب جائز، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف، بل يجعل المصحف في مكان لائق به؛ تعظيما لكتاب الله واحتراما له، لكن إذا اضطر إلى الدخول به خوفا من أن يسرق إذا تركه خارجا جاز له الدخول به للضرورة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
برئاسة عبد العزيز بن عبد الله بن باز
♢- وسئل الشيخ ان باز رحمه الله كما في مجموع فتاويه (10/30):
س: سائل يقول: أدخل بيت الخلاء ومعي بعض الأوراق المشتملة على ذكر الله تعالى وآيات قرآنية، فهل علي إثم في ذلك؟ .
ج: “يكره دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله؛ لما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان إذا أراد دخول الخلاء وضع خاتمه؛ لكونه مكتوبا فيه: محمد رسول الله. لكن إذا لم يتيسر محل آمن لوضع الأوراق فيه، حتى يخرج من الخلاء فلا حرج عليه في الدخول بها؛ لكونه مضطرا إلى ذلك، وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} الآية من سورة الأنعام. فإذا أباح الله المحرم عند الضرورة فالمكروه من باب أولى. والله ولي التوفيق”.
♢- وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (11/109): ما حكم الدخول إلى الحمام بأوراق فيها اسم الله؟
فأجاب بقوله: “يجوز دخول الحمام بأوراق فيها اسم الله ما دامت في الجيب ليست ظاهرة، بل هي خفية ومستورة. ولا تخلو الأسماء غالباً من ذكر اسم الله – عزّ وجلّ – كعبد الله وعبد العزيز وما أشبهها”.
وقال رحمه الله كما في تعليقاته على الكافي (1/157):
“الراجح فيما سبق كما قال المؤلف إنه لا يدخل فيها الخلاء إلا إذا كان لحاجة مثل أن يخاف أن تطير في الهواء أو أن ينساها أو أن تسرق فهذه يدخل بها الخلاء وأما الخاتم فيفركه حتى يكون في باطن الكف ويقول هكذا عليه يضم والتعليل تكريما لما فيه ذكر الله وأما المصحف فيحرم الدخول فيه إلا إذا خاف عليه لأن المصحف أشد احتراما مما فيه الذكر”. انتهى
والله أعلم…
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مرة : ما حكم الدخول إلى الحمام بأوراق فيها اسم الله؟
فأجاب: «يجوز دخول الحمام بأوراق فيها اسم الله ما دامت في الجيب ليست ظاهرة، بل هي مخفية ومستورة» انتهى من «فتاوى الطهارة» ص (١٠٩).
فيمكن أن يقال على هذا؛ أنه لا حرج من دخول الخلاء بالهاتف المحمول وعلى شاشته عبارة «الله أكبر» على أن يضعه في جيبه، بحيث لا يكون ظاهرًا.