217 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
قال الشيخ مقبل:
(217) – قال الإمام أبو يعلى (ج (4) ص (60)): حدثنا ابن أبي سمينة، حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: قال أبي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبي بخزيرة فصنعت، ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: فأتيته وهو في منزله، قال: فقال لي: «ماذا معك يا جابر؟ ألحم ذي؟» قال: قلت: لا. قال: فأتيت أبي، فقال لي: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قلت: نعم. قال: فهلّا ((1)) سمعته يقول شيئًا؟ قال: قلت: نعم، قال لي: «ماذا معك يا جابر؟ ألحم ذي؟». قال: لعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكون اشتهى. فأمر بشاة لنا داجن فذبحت، ثم أمر بها فشويت، ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال لي: «ماذا معك يا جابر؟» فأخبرته، فقال: «جزى الله الأنصار عنا خيرًا، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة».
حدثنا أحمد بن الدورقي، حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: قال أبي: عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبي بخزيرة فصنعت، ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم … فذكر نحوه.
هذا حديث صحيحٌ. وابن أبي سمينة هو محمد بن يحيى، كما جاء مصرحًا به عند ابن السني (ص (131))، وفي «تهذيب الكمال» في ترجمة إبراهيم بن حبيب بن الشهيد.
الحديث أخرجه ابن السني (ص (137)) فقال: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة به.
وأخرجه الحاكم (ج (4) ص (111)) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» كما في «تحفة الأشراف» عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان، عن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد به.
وأخرجه المزي في «تهذيب الكمال» في ترجمة إبراهيم بن حبيب بن الشهيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
((1)) كذا، وفي «تهذيب الكمال» في ترجمة إبراهيم بن حبيب بن الشهيد: هل، على الاستفهام. وفي «عمل اليوم والليلة» لابن السني (ص (137)): فهل، وهو الصحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*أولًا: دراسة الحديث رواية:*
* قال الحاكم في المستدرك (7099): ” هَذا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإسْنادِ ولَمْ يُخَرِّجاهُ ” ووافقه الذهبي.
* قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10) / (3): “رَواهُ أبُو يَعْلى بِإسْنادَيْنِ، ورِجالُ أحَدِهِما رِجالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ إبْراهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وهُوَ ثِقَةٌ.”
* قال الشيخ الألباني في صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان (2) / (392): “صحيح – «الصحيحة» ((461)).
* قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (461): “وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن سمينة ولم أعرفه الآن. ثم رأيت ابن السني أخرج الحديث في «عمل اليوم والليلة» ((271)) فقال: أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة. فعرفناه وهو صدوق كما في «التقريب» فثبت الإسناد والحمد لله. وقد توبع، فقال أبو يعلى عقبه: حدثنا أحمد بن الدورقي حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد به نحوه.
والدورقي هذا – بفتح الدال – أحمد بن إبراهيم النكري البغدادي ثقة حافظ من شيوخ مسلم، فصح الحديث والحمد لله. وقد رواه النسائي كما في ترجمة إبراهيم من «التهذيب».
وتابعه محمد بن عمر بن علي بن مقدم حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد به.
أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ((2) / (285)) عن عبد الله بن أحمد ابن سوادة عنه.
وهذه متابعة قوية فإن ابن مقدم – بالتشديد – صدوق من رجال «السنن».
وابن سوادة صدوق أيضا كما في «تاريخ بغداد» ((9) / (373)).
ثم رأيته في «مستدرك الحاكم» ((4) / (111) – (112)) من طريق النسائي وغيره عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا أبي به، وسقط من إسناده ذكر جده حبيب بن الشهيد، وقال: «صحيح الإسناد». ووافقه الذهبي.”
* قال حسين أسد في مسند أبي يعلى (2079): “إسناده صحيح”
*ثانيًا: دراسة الحديث دراية:*
* قال الصنعاني في التنوير شرح الجامع الصغير (5) / (263): ” (جزى الله الأنصار عنا خيرًا) أي كافأهم وأعطاهم وهم إذا أطلقوا الأوس والخزرج الذين نصروه – صلى الله عليه وسلم – وأعانوه وقوله. (ولا سيما) هي كلمة مركبة بمعنى وأخص وأعني وفيما بعدها أنواع الإعراب الثلاثة كما عرف من النحو ففي. (عبد الله) الرفع والنصب والجر. (بن عمرو بن حرام) ((2)) بحاء مهملة والراء ضد الحلال وهو أبو جابر بن عبد الله صحابي جليل استشهد في أحد (وسعد بن عبادة) ((1)) بضم المهملة وتخفيف الموحدة من نقباء الأنصار وسبب الحديث عن جابر أن أباه أمر بحريرة فصنعت ثم بعث بها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – معه فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ألحم هذا»؟ فقلت: لا فرجعت إلى أبي فحدثته وقال عسى: أن يكون رسول الله يشتهي اللحم فذبح داجنًا ثم أمرني بحملها فذكره، والحريرة بالمهملة وراء من دقيق يطبخ بلبن أو دسم كما في القاموس ((2))، والحديث يحتمل الإخبار والإنشاء والآخر أقرب وفيه ندب المكافأة بالدعاء وتعميم الدعاء لغير ذي السبب. (ع حب ك) ((3)) عن جابر) قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي”.
* ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ذكر أبواب كثيرة في بيان فضائل الأنصار:
قال رحمه الله: ومِن ذِكْرِ جِماعِ فَضائِلِ الأنْصارِ، وما يَجِبُ مِن مَعْرِفَةِ حَقِّهِمْ رِضِوانَ اللَّهُ عليهم أجْمَعِينَ، وذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «اسْتَحْدِثُوا الإيمانَ بِحُبِّ الأنْصارِ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -: «الأنْصارُ مِحْنَةٌ حُبُّهُمْ إيمانٌ وبُغْضُهُمْ نِفاقٌ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -: «لا يُبْغِضُ الأنْصارَ إلّا مُنافِقٌ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «مَن لَقِيَ اللَّهَ تَعالى وهُوَ يُحِبُّ الأنْصارَ أحَبَّهُ اللَّهُ تَعالى»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «حُبُّ الأنْصارِ إيمانٌ وبُغْضُهُمْ نِفاقٌ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ حِينَ رَأَىهُمْ مُمْتَثِلًا وإخْبارُهُ أنَّهُمْ أحَبُّ النّاسِ إلَيْهِ
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -: «الأنْصارُ عَيْبَتِي الَّتِي آوِي إلَيْها وكِرْشِي الَّتِي آكُلُ فِيها»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -: «النّاسُ دِثارٌ والأنْصارُ شِعارٌ»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «لَوْلا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنْصارِ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «لَمْ يُؤْمِن بِي مَن لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ الأنْصارِ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ: «لَوْ سَلَكَ النّاسُ وادِيًا وسَلَكْتُمْ وادِيًا»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ: «إنَّهُمْ قَوْمٌ فِي جَدِّهِمْ فَرَطٌ»
تنبيه:
ما ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أنَّهُ قالَ لِلْأنْصارِ: «اصْبِرُوا حَتّى تَلْقَوْنِي عَلى الحَوْضِ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «إنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلى الحَوْضِ»
ذِكْرُ تَفْدِيَةِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – الأنْصارَ بِأبَوَيْهِ
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لَمّا رَأى مِنَ الأنْصارِ: «أنْتُمْ أحَبُّ النّاسِ إلَيَّ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ «المَحْيا مَحْياكُمْ والمَماتُ مَماتُكُمْ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «أعِفَّةٌ صُبُرٌ»
ذِكْرُ ما أوْصى بِهِ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فِي الأنْصارِ أنْ يُحْسَنَ إلى مُحْسِنِهِمْ ويُتَجاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «احْفَظُونِي فِي الأنْصارِ»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «جَزاكُمُ اللَّهُ عَنّا خَيْرًا»
ذِكْرُ دُعاءِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ ولِذَرارِيِّ الأنْصارِ ولِذَرارِيِّ ذَرارِيِّ الأنْصارِ
ذِكْرُ دُعاءِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ ولِأبْنائِهِمْ وأبْناءِ أبْنائِهِمْ
ذِكْرُ دُعاءِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِنِساءِ الأنْصارِ ولِنِساءِ أبْنائِهِمْ
ذِكْرُ اسْتِغْفارِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِأزْواجِ الأنْصارِ ولِذَرارِيهِمْ
دُعاءُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِكَنائِنِ الأنْصارِ
دُعاءُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِمَوالِيَ الأنْصارِ
ذِكْرُ دُعاءِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِجِيرانِ الأنْصارِ
ذِكْرُ دُعاءِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِحَشَمٍ الأنْصارِ
حُبُّ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – عَبِيدَ الأنْصارِ
ذِكْرُ صَلاةِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – عَلى الأنْصارِ وعَلى ذَرارِيَّهُمْ
قَوْلُهُ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ: «أبْشِرُوا وأمِّلُوا خَيْرًا»
قَوْلُهُ – صلى الله عليه وسلم – «اللَّهُمَّ أصْلِحِ الأنْصارَ»
قَوْلُهُ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ: «جَزاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا»
قَوْلُهُ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ – صلى الله عليه وسلم – «أحِبّائِي وإخْوانِي وأعْوانِي»
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللَّهَ تَعالى جَعَلَ لِي أنْصارًا ووُزَراءَ؛ فَمَن سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ تَعالى»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «لا يُبْغِضُ الأنْصارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ – صلى الله عليه وسلم – ” فَداكُمْ أبِي وأُمِّي
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ «مَرْحَبًا بِكُمْ وأهْلًا»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ «إنَّ اللَّهَ قَدْ سَمّاكُمْ بِأحْسَنِ الأسْماءِ»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «إنَّ النّاسَ يَزِيدُونَ والأنْصارَ قَدِ انْتَهَوْا»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «الحُكْمُ فِي الأنْصارِ»
قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «المُهاجِرُونَ والأنْصارُ بَعْضُهُمُ أوْلِياءُ بَعْضٍ»
دُعاءُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – لِلْأنْصارِ والمُهاجِرَةِ
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «فِي كُلِّ دُورِ الأنْصارِ خَيْرٌ»
مُحالَفَةُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – بَيْنَ الأنْصارِ والمُهاجِرِينَ
بَنُو النَّجّارِ أخْوالُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم –
زِيارَةُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – الأنْصارَ عامًّا وخاصًّا
ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – «مَن أخافَ هَذا الحَيَّ مِنَ الأنْصارِ فَقَدْ أخافَ ما بَيْنَ هَذَيْنِ»
قَوْلُ عائِشَةَ ما ضَرَّ امْرَأةً تَكُونُ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الأنْصارِ أنْ لا تَكُونَ بَيْنَ أبَوَيْها انتهى
تنبيه: حديث (الحكم في الأنصار)
ضعفه محققو المسند. ففي المسند
17654 حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ، وَالْحُكْمُ فِي الْأَنْصَارِ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالْهِجْرَةُ فِي الْمُسْلِمِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ بَعْدُ “.
قال محققوالمسند: إسناده ضعيف إسماعيل بن عياش لا يحتمل تفرده بمثل هذا وسبق (8761) من حديث أبي هريرة والراجح وقفه
وصححه الألباني
والحديث في الصحيحة 1851، وقلنا: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
قال الصنعاني في مكان آخر: يحتمل أن أوائل هذه الأمور كانت لهؤلاء، أو أنهم أحق بها إن وجدوا. (التنوير) انتهى
وفي السلسلة الصحيحة 1084 أيضا
المُلْكُ في قريشٍ، والقضاءُ في الأنصارِ، والأذانُ في الحبشةِ، والشرعةُ في اليمنِ، والأمانةُ في الأُزْدِ
قال المناوي:
(4145) – (الخلافة في قريش) يعني أن خليفة النبي – صلى الله عليه وسلم – من بعده إنما يكون منهم فلا يجوز نصبه من غيرهم عند وجودهم وسمي خليفة لأنه خلف الماضي قبله وقام مقامه ولا يسمى أحد خليفة الله بعد آدم وداود قال الحرالي: والملك التلبس بشرف الدنيا واستئثاره بخيرها (والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة) قال الزمخشري: يعني الأذان وجعله في الحبشة تفضيلا لبلال ورفقا منه وجعل الحكم في الأنصار لأن أكثر فقهاء الصحابة منهم كمعاذ وأبي زيد وغيرهم (والجهاد والهجرة) أي التحول من ديار الكفر إلى ديار الإسلام (في المسلمين) أي كلهم (والمجاهدين بعد) قال في الفردوس: -[(509)]- الدعوة الأذان والحكم الفقه والقضاء لأن أكثر فقهاء الصحابة من الأنصار
(حم طب عن عتبة) بضم العين المهملة ومثناة فوقية ساكنة (ابن عبد) السلمي أبي الوليد صحابي شهد أول مشاهده قريظة رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رجاله ثقات
فيض القدير (3) / (508) — المناوي (ت (1031))
* قال المناوي في فيض القدير (3) / (346): ” (3584) – (جزى الله الأنصار) اسم إسلامي سمى به المصطفى – صلى الله عليه وسلم – الأوس والخزرج وخلفاءهم والأوس منسوبون إلى أوس بن حارثة والخزرج منسوبون إلى الخزرج بن حارثة وهما أبناء قبيلة وهي اسم أمهم وأبوهم حارثة بن عمرو (عنا خيرا) أي أعطاهم ثواب ما آووا ونصروا وجهدوا في ذلك (ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام) والد جابر بن عبد الله من كبار الأنصار وعلية الصحابة وفضلائهم (وسعد بن عبادة) بضم العين وخفة الموحدة التحتية عظيم الأنصار
(ع حب ك) في الأطعمة وكذا أبو نعيم والديلمي (عن جابر) بن عبد الله قال: أمر أبي بحزيرة فصنعت ثم حملتها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ألحم هذا فقلت: لا فرجعت إلى أبي فحدثته فقال: عسى أن يكون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشهى اللحم فشوى داجنا ثم أمرني بحملها إليه فذكره قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي”.
* جاء في النهاية لابن الأثير:
الداجن: هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.
الخزيرة: لحم يقطع صغارًا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة.
* أورد الشيخ مقبل هذا الحديث في الجامع في عدة مواضع:
16 – كتاب الفضائل39 – ذكر جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما –
17 – كتاب الأطعمة20 – ما جاء في الخزيرة
38 – فضل عبد الله بن حرام وسعد بن عبادة – رضي الله عنهما –
بوب عليه النسائي في عمل اليوم والليلة:
125 – باب ما يقول لمن يهدي إليه هدية؟
* بوب على هذا الحديث ابن السني في عمل اليوم والليلة (276): بابُ ما يَقُولُ لِمَن يَهْدِي إلَيْهِ هَدِيَّةً
جاء في سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد:
الباب الثالث فيما أكله صلّى الله عليه وسلم من لحوم الحيوانات
وفيه أنواع:
الأول: في أكله لحم الشاة وما كان يختاره من الأعضاء.
روى البخاري والترمذي في الشمائل- وصححه-، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها.
وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي في الشمائل عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كان أحب العراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذراع ذراع الشاة، وكان يعجبه الذراع [أخرجه أبو داود في الأطعمة باب (21)].
وروى البزار برجال ثقات عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تذبح شاة فيقسمها بين الجيران قال: فوزعها بين الجيران، ورفعت الذراع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان أحب الشاة إليه الذراع،
فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما بقي عندنا منها إلا الذراع، قال: «بقي كلها إلا الذراع» [صحيح. سنن الترمذي بلفظ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا»].
وروى الترمذي- وحسنه- عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان الذراع أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يجد اللحم إلا غبّا وكان يعجل إليه لأنه أعجله نضجا [منكر. الترمذي 1838].
وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان أحب اللحم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الكتف [منكر. الترمذي 1838].
وروى ابن ماجه عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: ما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحم قط إلا أجاب، ولا أهدي له لحم إلا قبله [ضعيف جدا. ابن ماجه 3306].
وروى مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلحم بقر فقيل: هذا ما تصدق به على بريرة فقال: «هو لها صدقة ولنا هدية» [أخرجه البخاري 9/ 404 (5279) ومسلم 2/ 1144 (14/ 1504).].
وروى عن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأتى بلحم فجعل القوم يلقمونه اللحم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أطيب اللحم لحم الظهر» [ضعيف. ابن ماجه 3308].
وروى الحاكم والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قدمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم عناقا فنظر إلي وقال: «قد علمت حبنا اللحم».
وذكر الحديث.
وروى أبو نعيم عن أنس وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما قالا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراعان والكتف [في ضعيف الجامع 4578، لكن في أبي داود: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ» 3781 صحيح، وفي مسلم 194 بمعناه].
وروى الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم مقدّمها [ضعيف. الضعيفة].
وروى الشيخان والحميدي عن عمر بن أمية أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحتز من كتف شاة في يده، يأكل منها، فدعي إلى الصلاة فألقاها، وألقى السكين التي كان يحتز بها، ثم قام فصلى، ولم يتوضأ.
وروى الإمام أحمد والنسائي والبيهقي عن ضبيعة بنت الزبير بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنها، أنها ذبحت في بيتها شاة، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أطعمينا من شاتكم، فقالت للرسول: ما بقي عندنا إلا الرقبة، وإني لأستحي أن أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالرقبة، فرجع الرسول فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «ارجع إليها فقل: أرسلي بها فإنها هادية الشاة، وأقرب الشاة إلى الخير وأبعدها من الأذى» [إسناده ضعيف. مسند أحمد 27031].
الثاني: في أكله صلّى الله عليه وسلّم القديد.
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لطعام صنعه، فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقرب إليه خبزا من شعير، ومرقا فيه دبّاء وقديد [أخرجه البخاري 4/ 318 (2092) (5379، 5436) ومسلم 3/ 1615 (144/ 2041).].
وروى النسائي عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن لحوم الأضاحي، قالت: كنا نخبئ الكراع لرسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا ثم يأكله [الكبرى للنسائي 4507].
وروى ابن ماجه عنها قالت: لقد كنا نرفع الكراع فيأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمسة عشر يوما من الأضاحي [صحيح. ابن ماجه 3313].
وروى أبو الشيخ عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: أكلنا القديد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم. [594
أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني (3/ 209)]
وروى الأربعة عن رجل قال: ذبحت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة ونحن مسافرون، فقال: «أصلح لحمها، فلم أزل أطعمه منه إلى المدينة» [مسلم 1975 عن ثوبان].
الثالث: في أكله صلّى الله عليه وسلّم الشّواء.
روى الإمام أحمد وابن ماجة والترمذي في الشمائل عن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله تعالى عنه قال: أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد لحما قد شوي، فمسحنا أيدينا بالحصباء، ثم قمنا نصلي ولم نتوضأ [صحيح دون مسح الأيدي. ابن ماجه 3311].
وروى أبو يعلى والنسائي في الكبرى عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: أمر أبي بحريرة فصنعت، ثم أمرني فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيته وهو في المسجد، فقال لي: «ماذا معك يا جابر؟ ألحم ذا؟» قلت: لا، فأتيت أبي، فقال: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قلت: نعم، قال لي: يا جابر ألحم ذا؟ قال: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون اشتهى اللحم، قال: فأمر بشاة لنا داجن فذبحت ثم أمر بها فشويت، ثم أمرني، فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «ماذا معك يا جابر؟» فأخبرته، فقال: «جزى الله تعالى الأنصار عنا خيرا ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة رضي الله تعالى عنهما».
وروى الشيخان والنسائي عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال: أشهد لكنت أشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بطن الشاة، ثم صلى ولم يتوضأ.
وروى الترمذي- وحسنه- عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أنها قربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فأكل منه، ثم قام إلى الصلاة وما توضأ. [صحيح. الترمذي 1829]
وروى عن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه قال: ضفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأمر بجنب فشوي، وأخذ الشفرة فجعل يحزّبها منه، فجاء بلال رضي الله تعالى عنه فأذنه بالصلاة، فألقى الشّفرة وقال: «ما له تربت يداه». [صحيح. أبي داود 188]
الرابع: في أكله صلّى الله عليه وسلّم لحم الجزور.
روى النّسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: كان علي رضي الله تعالى عنه قدم بهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الهدي الذي قدم به صلى الله عليه وسلم، وعلى رضي الله تعالى عنه من اليمن مائة بدنة، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثا وستين، ونحر علي رضي الله تعالى عنه سبعا وثلاثين، وأشرك عليا رضي الله تعالى عنه في بدنة، ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلت في قدر فطبخت، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعلي رضي الله تعالى عنه من لحمها وشربا من مرقها [إسناده لا بأس به فى المتابعات والشواهد إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (4/ 372)]
الخامس: في أكله صلّى الله عليه وسلّم سمك البحر المالح.
روى الشيخان وابن أبي عمر عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: غزونا جيش الخبط وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه فجعنا جوعا شديدا فألقى لنا البحر حوتا ميتا لم نر مثله يقال له العنبر، فقال أبو عبيدة: كلوا منه فأكلنا وادّهنّا، وأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه فمر الراكب تحته، وكان يجلس النفر الخمسة في موقع عينيه، فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كلو رزقا أخرجه الله تعالى لكم، وأطعمونا، إن كان معكم»، فأتاه بعضهم بشيء فأكله.
وروى الدارقطني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: غزونا فجعنا حتى إنا لنقسم التمر التمرة والتمرتين، فبينا نحن على شط البحر إذ رمى البحر بحوت ميتة، فاقتطع الناس ما شاءوا من شحم لحم، وهو مثل الظّرب
فبلغني أن الناس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخبروه فقال لهم: «معكم منه شيء؟» فقالوا: نعم، فأعطوه منه فأكله. [البخاري
أكله عليه وسلّم الجراد.
روى الخمسة وأبو نعيم في الطب وابن حبان عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم سبع غزوات أو ست غزوات فكنا نأكل معه الجراد [البخاري 5495].
وروى أبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلّم يبعثنَّي فألتقط لهن الجراد فيقلينه بالزيت ثم يطعمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. [895 – الطب النبوي لأبي نعيم الأصفهاني (2/ 758)]
– سند الحديث عند أبي نعيم
(895) – حَدَّثَنا أحمد في كتابه قال حدثني عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب قال، حَدَّثَنا عبد الصمد بن عبد الوهاب علي بن عياش قال، حَدَّثَنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون قال، حَدَّثَنا أبو سعد قال سمعت أنس بن مالك يقول: …. الحديث
الطب النبوي لأبي نعيم الأصفهاني (2) / (758) — أبو نعيم الأصبهاني (ت (430))
وابوسعد في الرواة عن أنس اثنان:
الأول شُرَحْبِيل بن سعد أبُو سعد عَن أنس
والثاني: وسعيد أبُو سَعْد هو سَعِيد بن المرزبان أبُو سَعْد البقال من أهل الكوفة.
وهو المقصود لأن ابن عدي ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون فيمن روى عنهم
والأكثر على تضعيفه: انظر «تهذيب الكمال» (11): (54) – (55)، وفي «التقريب» ((2389)): «ضعيف مدلس». انتهى
بل بعضهم ضعفه جدا
، وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون.
ذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال في «التقريب»: مقبول، من السابعة.
قال الهيثمى: عبد الرحمن بن سليمان بن أبى الجون، وثقه دحيم وابن حبان وابن عدى وضعفه أبو داود وأبو حاتم. مجمع الزوائد: (2) / (251).
السابع: فيما جاء في لحم الفرس.
روى الطبراني عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أنهم نحروا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فأكلنا نحن، وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم. [البخاري 5519 ومسلم 1942 من دون زيادة أهل البيت]
الثامن: في أكله صلّى الله عليه وسلّم لحم الدجاج.
روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يأكل لحم الدّجاج [أخرجه البخاري 9/ 645 (5517) ومسلم 3/ 1270 (9/ 1649)].
لفظ البخاري:
(5517) – حَدَّثَنا يَحْيى، حَدَّثَنا وكِيعٌ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ أيُّوبَ، عَنْ أبِي قِلاَبَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الجَرْمِيِّ، عَنْ أبِي مُوسى يَعْنِي الأشْعَرِيَّ – رضي الله عنه -، قالَ: «رَأيْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَاكُلُ دَجاجًا»
ولفظ مسلم 1649: من طريق زَهْدَمٍ الجَرْمِيِّ، قالَ أيُّوبُ: وأنا لِحَدِيثِ القاسِمِ، أحْفَظُ مِنِّي لِحَدِيثِ أبِي قِلابَةَ، قالَ: كُنّا عِنْدَ أبِي مُوسى فَدَعا بِمائِدَتِهِ وعَلَيْها لَحْمُ دَجاجٍ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمِ اللهِ، أحْمَرُ شَبِيهٌ بِالمَوالِي، فَقالَ لَهُ: هَلُمَّ، فَتَلَكَّأ، فَقالَ: هَلُمَّ، فَإنِّي قَدْ رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَاكُلُ مِنهُ
وروى ابن عدي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأكل دجاجة أمر بها فربطت أياما، ثم يأكلها بعد ذلك. [ذكره ابن عدي في ترجمة غالب بن عُبَيد الله الجزري وضعفه. الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 109)]
وروى أبو الحسن بن الضحاك عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل الدجاج حبسه ثلاثة أيام.
التاسع: في أكله صلّى الله عليه وسلّم لحم الحبارى.
روى أبو داود والتّرمذي والبيهقي والمحاملي وابن عدي عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم لحم حبارى [ضعيف. سنن أبي داود 3797].
وروى الدارقطني في الإفراد عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: بعثتني أمي أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بطير مشوي، ومعه أربعة أرغفة، فأتيته به فقال: «يا أنس ادع لنا من يأكل معنا من هذا الطير»، [قال ابن الجوزي: تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ عُمَارَةَ عَنْ مَالِكٍ.
قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بَإِفْرَادِهِ. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/ 226)]
فذكر الحديث، ويأتي في مناقب علي رضي الله تعالى عنه، قال أبو الحسن ابن الضحاك: قد ذكر عن أنس أن الطير كان حبارى مفسرا ولم يرد هنا مفسرا.
العاشر: في أكله صلّى الله عليه وسلّم الأرنب.
روى الستة عن أنس رضي الله تعالى عنه نفجنا أرنبا بمر الظّهران فسعى القوم فلغبوا، فأدركتها فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة فذبحها بمروة وشويتها فبعث معي أبو طلحة بعجزها، وفي لفظ بوركها، وفي لفظ بفخذها، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقبلها، ولفظ البخاري- في الهبة- فأكلها. وفي لفظ: فأكله، قيل له: أكله؟ قال: «قبله» [أخرجه البخاري 5/ 202 (2572) ومسلم 3/ 1547 (53/ 1953).].
وروى الدّارقطني عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أرنب وأنا نائمة، فخبأ لي منها العجز، فلما قمت أطعمني. [ضعفه في أنيس الساري 1563]
روى أبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأرنب وأنا جالس، فلم يأكلها، ولم ينه عنها، وذكر أنها تحيض [ضعيف الإسناد, أبي داود 3792].
وروى ابن ماجه عن خزيمة بن جزء رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا رسول الله ما تقول في الأرنب؟ قال: «لا آكله، ولا أحرمه»، قلت: فإني آكل ما لم تحرم، قلت: ولم يا رسول الله؟
قال: «إن لها دما» [ضعيف. ابن ماجه 3245]
وقال في زاد المعاد: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلّم لحم الجزور، والضأن، والدجاج، ولحم الحبارى ولحم حمار الوحش، والأرنب، وطعام البحر
الحادي عشر: في أكله صلّى الله عليه وسلّم الحجل.
روى الترمذي والحاكم، وصححه، وابن السّني وأبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم حجل مشوي فقال: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير»، فجاء علي رضي الله تعالى عنه فأكل منه [ضعيف. الترمذي 3721 بلفظ طير].
الثاني عشر: في أكله صلّى الله عليه وسلّم لحم شاة من الأروي.
روى أبو إسحاق المذكي في أماليه انتقاء الدارقطني عن حازم رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيد صدته: شاة من الأرويّ فأهديتها إليه فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل منها وكساني عمامة عدنيّة وقال لي: «ما اسمك؟» قلت: حازم، قال: «لست بحازم، ولكنك مطعم». [مدرك بن سليمان وأباه وجده لم أجد لهم ترجمة
الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء (2/ 300)]
الثالث عشر: في أكله صلّى الله عليه وسلّم لحم حمار الوحش.
روى البخاري عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه قال: كنت جالسا مع رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل بطريق مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نازل أمامنا، والقوم محرمون، وأنا غير محرم، فأبصروا حمارا وحشيا، وأنا مشغول أخصف نعلي، فلم يؤذنوني به، وأحبوا لو أني أبصرته، فالتفت فأبصرته، فقمت إلى الفرس، فأسرجته: ثم ركبت ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح، فقالوا: لا والله لا نعينك عليه بشيء، فغضبت، فنزلت، فأخذتهما، ثم ركبت وشددت على الحمار فعقرته، ثم جئت به وقد مات، فوقعوا فيه يأكلونه، ثم إنهم شكّوا في أكلهم إياه وهو حرم فرحنا، وخبأت العضد معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه عن ذلك فقال: «معكم شيء؟» قلت: نعم، فناولته العضد، فأكلها حتى نفذها وهو محرم [أخرجه البخاري 4/ 22 (1821، 2854، 5490، 5491) ومسلم 2/ 855 (63/ 1196)].
الرابع عشر: في أكله صلّى الله عليه وسلّم المخ.
روى أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في المجالسة عن معن بن كثير عن أبيه أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه- قال- أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة وجفنة مملوءة مخّا، فقال: «يا أبا ثابت ما هذا؟» فقال: والذي بعثك بالحق لقد نحرت وذبحت أربعين ذات كبد، فأحببت أن أشبعك من المخ، قال: فأكل، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، بخير
قال إبراهيم بن حبيب: سمعت أن الخيزران حدثت بهذا الحديث، فقسمت قسما من مالها على ولد سعد بن عبادة، وقالت: أكافئ ولد سعد عن فعله برسول الله صلى الله عليه وسلم. [37082 – كنز العمال (13/ 404)]
تنبيهات
الأول: الشك في عدد الغزوات في أكله صلّى الله عليه وسلّم الجراد من شعبة أحد رواة الحديث.
الثاني: قال التّوربشتي والحافظ وغيرهما يحتمل أنه يريد بالمعية مجرد الغزوات دون ما يتبعه من أكل الجراد، وقال التّروبشتي: أي أكلوه وهم معه، ويحتمل أنه يريد مع أكله، ويدل له رواية أبي نعيم عن ابن أبي أوفى السابقة، ورجح التروبشتي الأول لخلو أكثر الروايات عن هذه الزيادة، ولما
رواه أبو داود عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد، فقال: لا آكله ولا أحرمه.
قال الحافظ والصواب أنه مرسل فإن قيل: كيف يترك الحديث الصحيح بمثل هذا الحديث؟ قلنا: لم نتركه، وإنما أولناه لما فيه من الاحتمال كي يوافق سائر الروايات، ولا يرد الحديث الذي أوردناه- وهو من الواضح الكلي- بما فيه خفاء والتباس.
قال الطّيّبي: التأويل الأول بعيد لأن المعية تقتضي المشاركة في الفعل كما في قوله:
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد صرح به صاحب الكشاف، والرواية الخالية عنه مطلقة تحتمل الأمرين وهذه مقيّدة تحمل على المقيّد، وحديث سلمان ضعفه البغوي، ورواية من روي أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يأكل الجراد إخبار عن عدم الأكل بأنه لم يكن معه، فلم يشاهد فيبقى الكلام في لفظة معه.
الثالث:
روى ابن عدي من طريق ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الضّبّ فقال: «لا آكله ولا أحرمه»، وسئل عن الجراد فقال: مثل ذلك،
قال الحافظ: هذا الحديث ليس بثابت، لأن ثابتا قال فيه النّسائي: إنه ليس بثقة.
الرابع: نقل النووي رحمه الله تعالى الإجماع على حل أكل الجراد، لكن فصّل ابن العربي في شرح التّرمذي بين جراد الحجاز وبين جراد الأندلس، فقال: في جراد الأندلس لا يؤكل لأنه ضرر محض.
قال الحافظ: إن ثبت أنه يضر آكله بأن يكون فيه سمة تخصه دون غيره من جراد البلاد تعين
استثناؤه الخامس: ادعى ابن الجوزي أن حديث أكله صلّى الله عليه وسلّم الحجل موضوع، ورد عليه الحافظ صلاح الدين العلاثي، وقال: إن له طرقا كثيرة وغالبها واه، ومنها ما فيه ضعف قريب، وربما يقوي بعضها بعضا إلى أن تنتهي إلى درجة الحسن، وقال: والحكم على الحديث بالوضع بعيد جدا، وبسط الحكم على ذلك.
هذا إنما ننقل تعقب الأئمة بعضهم بعضا وإلا لم ندرس الحديث.