212 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————‘————‘——-
مسند أحمد
23563 قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رياح بن الحارث قال جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا السلام عليك يا مولانا قال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فإن هذا مولاه قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري
قال ابن كثير كما في جامع المسانيد تفرد به أي عن أصحاب الكتب الستة.
أخرج الإمام أحمد في مسنده 23563 وفي فضائل الصحابة من طريق يحيى بن آدم، والإمام أحمد في مسنده 23564 من طريق أبي أحمد (الزبيري)، وابن أبي شيبة في مصنفه، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنة والطبراني في الكبير والآجري في الشريعة من طريق شريك ثلاثتهم عن حنش بن الحارث بن لقيط عن رياح بن الحارث به مختصرا ومطولا
قال البوصيري في الإتحاف ورواته ثقات.
وقال الألباني وهذا إسناد جيد رجاله ثقات.
وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. انتهى
قلت فيه حنش بن الحارث قال ابن سعد كما في الطبقات وكان ثقة قليل الحديث و قال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل حنش بن الحارث صالح الحديث ما به بأس، وذكره العجلي وابن حبان في الثقات.
وفيه أيضا رياح بن الحارث قال الشيخ مقبل كما في الإتحاف مستور الحال وقال مغلطاي في إكماله: قال العجلي ثقة وخرج الحاكم والطوسي حديثه في كتابيهما وذكره ابن خلفون في الثقات.
قلت وذكره ابن حبان في الثقات
الجواب (سيف):على شرط المتمم على الذيل؛ لأننا اعتبرنا توثيق ابن خلفون لا بأس به.
وقال الذهبي في رسالة تخريج من كنت مولاه … : رياح لم أعرفه، لكن وثقه في الكاشف.
————-‘————‘——–
الحديث يبين فضل علي رضي الله عنه، و أنه من سادات المؤمنين، و مناقبه كثيرة.
اسمه: علي بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبي الحسن وهو بن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم شقيق أبيه واسمه عبد مناف على الصحيح
مولده: ولد قبل البعثة بعشر سنين على الراجح.
أمه: وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ابنة عمة أبيه وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وقد أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي صلى الله عليه و سلم.
[محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق]
ان عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله أراد بذلك وجود حقيقة المحبة والا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة وفي الحديث تلميح بقوله تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اتصف بصفة محبة الله له ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي صلى الله عليه و سلم أن لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق.
كنيته: أبا تراب
(المصدر: فتح الباري لابن حجر بتصرف).
قوله (فِي الرَّحْبَةِ) بسكون الحاء (وَهُوَ يَنْشُدُ) بفتح الياء، أي: يسأل. قوله (غَدِيرِ خُمٍّ) بضم معجمة وتشديد ميم: غيضته بثلاثة أميال من الجحفة عندها غدير مشهور يضاف أليها
(مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ) المناسب بآخر الحديث، أعني: (اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ) أن يحمل المولى على معنى المحبوب، أي: من يحبني فليُحبّ عليًّا، وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلي: لست مولاي، وإنما مولاي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال – صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ) وبالجملة فالاستدلال بالحديث على إمامة علي ليس بشيء، إذ الاحتمال يناقض الاستدلال على أن إطلاق المولى على الإمام غير ثابت لا لغة ولا عرفًا، ولو سلم فنقول: لا يصح حينئذ أن يقال: فعلي مولاه في الحال، بل يجب الحمل على أنه خبر عن الاستقبال، وبه يندفع الإشكال، والله تعالى أعلم، وفي (المجمع): في إسناده من لم أعرفهم.
|906| قوله (أَلَيْسَ اللهُ أَوْلَى) هكذا في هذه الرواية، والمشهور: (أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ونحو ذلك. ” حاشية السندي على مسند الامام احمد.
قال النووي على شرح مسلم: (ماء يدعى خما بين مكة والمدينة) هو بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم وهو اسم لغيضة على ثلاثة اميال من الحسنة عندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة فيقال غدير خم.
قال الطيبي: قوله: ((من كنت مولاه)) ((نه)): المولى يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتباع (والجار) وابن العم والحيف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه، وأثرها قد جاء في [الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه] الحديث الوارد فيه، وقوله: ((من كنت مولاه)) يحمل على أكثر من الأسماء المذكورة. قال الشافعي رضي الله عنه: يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} وقول عمر لعلي: (أصبحت مولى كل مؤمن) [أي: ولي كل مؤمن]، وقيل سبب ذلك أن أسامة قال لعلي: لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: معنى الحديث أن علياً رضي الله عنه يستحق التصرف في كل ما يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم التصرف فيه، ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون إمامهم. أقول: لا يستقيم أن تحمل الولاية على الإقامة التي هي التصرف في أمور المؤمنين، لأن المتصرف المستقل في حياته صلى الله عليه وسلم هو هو صلى الله عليه وسلم لا غير، فيجب أن يحمل على المحبة وولاء الإسلام ونحوهما.
فائدة: ولكن التنصيص على علي رضي الله عنه في ذلك يدل على فضله، لا على أفضليته على من هو أفضل منه. قاله العباد في شرح سنن أبي داود.
قال علي القاري: تمسكت الشيعة أنه من النص المصرح بخلافة علي – رضي الله عنه – حيث قالوا: معنى المولى: الأولى بالإمامة، وإلا لما احتاج إلى جمعهم كذلك، هذا من أقوى شبههم، ودفعها علماء أهل السنة بأن المولى بمعنى المحبوب وهو – كرم الله وجهه – سيدنا وحبيبنا، وله معان أخر تقدمت، ومنه الناصر وأمثاله، فخرج عن كونه نصا فضلا عن أن يكون صريحا ولو سلم أنه بمعنى الأولى بالإمامة، فالمراد به المآل، وإلا لزم أن يكون هو الإمام مع وجوده – عليه السلام – فتعين أن يكون المقصود منه حين يوجد عقد البيعة له، فلا ينافيه تقديم الأئمة الثلاثة عليه لانعقاد إجماع من يعتد به حتى من علي ثم سكوته عن الاحتجاج به إلى أيام خلافته قاض على من له أدنى مسكة بأنه علم منه أنه لا نص فيه على خلافته عقب وفاته – عليه السلام – مع أن عليا – كرم الله وجهه – صرح نفسه بأنه – صلى الله عليه وسلم – لم ينص عليه ولا على غيره، ثم هذا الحديث مع كونه آحادا مختلف في صحته، فكيف ساغ للشيعة أن يخالفوا ما اتفقوا عليه من اشتراط التواتر في أحاديث الإمامة؟ ما هذا إلا تناقض صريح وتعارض قبيح (رواه أحمد)، أي: في مسنده، وأقل مرتبته أن يكون حسنا فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث، وأبعد من رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي – صلى الله عليه وسلم – ولعل سبب قول هذا القائل أنه وهم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال هذا القول عند وصوله من المدينة إلى غدير خم، ثم قول بعضهم إن زيادة: اللهم وال من والاه موضوعة مردودة، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها والله أعلم.
وفي الرياض عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا … «وعن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على النبي – صلى الله عليه وسلم – ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتغير فقال: ” يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ” قلت: بلى، يا رسول الله. قال: ” من كنت مولاه فعلي مولاه» ” أخرجه أحمد. (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح).
[مكانة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة]:
265 – وَيُحِبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَتَوَلَّوْنَهُمْ.
266 – وَيَحْفَظُونَ فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: «أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي».
267 – وَقَالَ أَيْضًا لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ؛ وَقَدْ شَكَا إِلَيْهِ أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ يَجْفُو بَنِي هَاشِمٍ؛ فَقَالَ: «وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي». ” العقيدة الواسطية لابن تيمية)
تنبيه:
لا يجوز أن يخصص لعلي بكرم الله وجه.