21 فتح المنان في شرح أصول الإيمان
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا).
——-‘——
——-‘——
——-‘——
من الفوائد والثمرات التي يجنيها المسلم بتحقيق الايمان بالله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته:
(1) – ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة فحظ العبد منها بحسب حظه من إيمانه بربه وأسمائه وصفاته وألوهيته.
(2) – خوف العبد من ربه وخشيته وتحقيق طاعته فكلما كان العبد بربه أعرف كان إليه أقرب، ومنه أخشى ولعبادته أطلب، وعن معصيته ومخالفته أبعد.
(3) – ينال العبد طمأنينة القلب وراحة النفس، والاهتداء في الدنيا والآخرة.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
[سورة الرعد 28]
(4) – ينال العبد ثواب الآخرة فيدخل الجنة وينجو من النار ويفوز برضى الرب سبحانه
(5) – الايمان بالله هو الذي يصحح الأعمال ويجعلها مقبوله
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[سورة المائدة 5]
(وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَائِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)
[سورة ا سراء 19]
(6) – الإيمان بالله يحمل صاحبه على التزام الحق واتباعه علما وعملا. ظاهرا وباطنا، ومجانبة المحرمات وفعل الخيرات. ولزوم الأخلاق الحميدة.
7 – أن الإيمان بالله ملجأ المؤمنين في كل ما يلم لهم من شرور وحزن وأمن وخوف وطاعة ومعصية ففي كل ذلك هم بين حمد وشكر وصبر وتوبة وسؤال الثبات واعتراف بالتقصير. فالمؤمنون في جميع تقلباتهم وتصرفاتهم ملجؤهم إلى الإيمان بالله وحده.
انتهى باختصار من كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
—
نقولات أهل العلم في فوائد الإيمان:
8. قال ابن القيم رحمه الله: فكلما ازدادت معرفة العبد بربه ازدادت هيبته له وخشيته إياه كما قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء أي العلماء به. ” روضة المحبين” (406).
- وقال ابن كثير: (إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر (. ” تفسير ابن كثير” (6/ 482).
10.والعالم من يخشى الله، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فإن الآية تقتضي حصر العلماء في أهل الخشية كما تقتضي حصر الخشية في العلماء، وحقيقة العلم هو ما جاءت به الرسل من معرفة الله سبحانه بصفات الكمال، ونعوت الجلال إثباتا لا تعطيلا، وتنْزيها لا تمثيلا، وذلك يقتضي من إسلام الوجه له، والتبتل إليه وحده لا شريك له حبا وإجلالا وتعظيما وذلا وإخلاصا وانقيادا، وهو محسن في ذلك بعدم الانحراف عما جاءت به الرسل طاعة لهم وتكريما. ” مجموعة الرسائل و المسائل النجدية” (299).
11. وإنّ من أهم مايتضمنّه الإيمان بالله تعالى -الذي هو أول أركان الإيمان- التعرف عليه سبحانه بأسمائه وصفاته معرفة تثمر الخشية والعمل بآثارها على منهاج أهل السنة والجماعة.
12. وإن مما يبين أهمّيّة موضوع أسماء الله الحسنى أموراً كثيرة منها:
أ-إنّ العلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه، وتعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب2.
ب-إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها.
ج-إن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسني مما يزيد الإيمان كما قال الشيّخ ابن سعدي رحمه الله: “أنّ الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمّن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبيّة، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء، والصفات، وهذه الأنواع هي رَوح الإيمان وروحه، وأصله وغايته فكلّما ازداد العبد معرفة بأسماء الله، وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه. ” أسماء الله الحسنى للسعدي
13. سئل الشيخ عبدالرزاق العفيفي: ما أثر الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته؟
فقال الشيخ -رحمه الله -: “الأسماء والصفات لها أثر عظيم في حياه الفرد، فمعرفة الفرد أن الله تعالى رحمن يبعث في قلبه الرجاء، وإذا ذكر القهار يبعث فيه الخوف من الله تعالى، والقرآن مليء بصفات الله تعالى”.
” فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبدالرزاق العفيفي ” (351).
—
14. قال الشيخ صالح ال الشيخ: حقيقةً الإيمان بأسماء الله وصفاته يُثْمِرُ ثمراتٍ عملية في القلب من وَجَلِ القلوب، من إجلال الله وحب القلوب لجمال الله وأنواع ما يحدث في القلب من الإيمان و مدارج الإيمان التي تتصل بالإيمان بالأسماء والصفات، كذلك الإيمان بالجنة والنار، كذلك الإيمان بالعرش والكرسي لمن تأمله فإنه يجعل القلب خاضعا لربنا ويجعل القلب مُخْبِتَاً مُنِيبَاً لله فإنْ غَفَلَ جاءه تعظيمه وإيمانه وعقيدته بالإنابة السريعة بالاستغفار الحق. ” شرح الطحاوية “.
—