209،210،211 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
وناصر الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
باب من مضمض من السويق ولم يتوضأ51
209 – حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى بني حارثة أن سويد بن النعمان أخبره أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي أدنى خيبر فصلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثري فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ.
210 – وحدثنا أصبغ قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمرو عن بكير عن كريب عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عندها كتفا ثم صلى ولم يتوضأ.
فوائد الباب:
1 – حديث سويد بن النعمان أخرجه مالك والبخاري والنسائي وابن ماجه.
2 – حديث ميمونة أخرجه البخاري ومسلم.
3 – باب ترك الوضوء مما مسته النار قاله الإمام مالك في الموطأ ثم ذكر حديث سويد بن النعمان.
4 – قوله (عام خيبر) فيه كيف كان عيشهم رضي الله عنهم قبل فتح خيبر.
5 – قوله (ثم دعا بالأزواد) وعند الإمام أحمد من طريق ابن نمير 15800 ” ثم دعا بالأطعمة”.
6 – قوله (فثري) قال الخطابي كما في أعلام الحديث ” أي بُلَّ، ومنه الثرى، وهو التراب الندي، وأرض ثرياء، أي نديَّة”.
7 – قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري:” ومعنى المضمضة من السويق، وإن كان لا دسم له، أنه تحتبس بقاياه بين الأسنان ونواحي الفم، فيشتغل تتبعه بلسانه المصلي عن صلاته”.
8 – فيه المضمضة بعد الطعام قاله البخاري.
9 – فيه الاجتماع على الطعام.
10 – حمل الزاد في الغزو وقول الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} قاله البخاري في صحيحه.
11 – ” في حديث سويد من الفقه: إباحة اتخاذ الزاد في السفر، وفي ذلك رد على الصوفية الذين يقولون: لا يدخر لغده” نقله ابن بطال في شرحه.
12 – “فيه نظر الإمام لأهل العسكر عند قلة الأزواد وجمعها ليقوت من لا زاد معه من أصحابه”. قاله ابن بطال.
13 – “وفيه أن للسلطان أن يأخذ المحتكرين بإخراج الطعام إلى الأسواق عند قلته، فيبيعونه من أهل الحاجة بسعر ذلك اليوم”. قاله ابن بطال.
14 – المقصود أنه لم يجعل أكل السويق ناقضا للوضوء، وكذلك أكل اللحم. قاله الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
15 – قوله (وهي أدنى خيبر) وعند البخاري 2981 من طريق عبد الوهاب ” وهي من خيبر وهي أدنى خيبر”. وهي مدرجة في الحديث فعند البخاري 5384 من طريق سفيان ” قال يحيى وهي من خيبر على روحة”.
16 – قوله (فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا) وعند ابن ماجه من طريق علي بن مسهر ” فأكلوا وشربوا” وعند البخاري من طريق عبد الوهاب ” فلكنا وأكلنا وشربنا” قال الحافظ في الفتح ” ” فلكنا -بضم اللام-: أي أدرنا اللقمة في الفم”. وعند البخاري من طريق شعبة ” فلاكوه”. وعند الإمام أحمد في مسنده 15799 من طريق شعبة ” فلاكوا منه، وشربوا منه، ثم أتوا بماء فمضمضوا”.
17 – وعند البخاري 5384 “قال سفيان سمعته منه: عودا وبدءا” أي مرة بعد مرة وعند البخاري أيضا 5454 ” وقال سفيان كأنك تسمعه من يحيى” أي من شدة ضبطه للحديث.
18 – قوله (فمضمض) وعند ابن ماجه ” فمضمض فاه”.
19 – قوله (ولم يتوضأ) وعند الإمام أحمد في المسند من طريق ابن نمير:
” وما مس ماء”.
20 – قوله (حدثنا عبد الله بن يوسف) تابعه عبد الله بن مسلمة كما عند البخاري 4195 تابعه ابن القاسم هو عبد الرحمن كما عند النسائي 186.
21 – قوله (أخبرنا مالك) تابعه عبد الوهاب هو الثقفي كما عند البخاري 2981 وتابعه شعبة كما عند البخاري 4175 وتابعه سفيان هو ابن عيينة كما عند البخاري 5384 وتابعه حماد هو ابن زيد كما عند البخاري 5390 وتابعه الليث كما عند النسائي في السنن الكبرى 189 وتابعه يحيى القطان كما عند النسائي في السنن الكبرى 6666 وتابعه علي بن مسهر كما عند ابن ماجه 492 وتابعه ابن نمير كما عند الإمام أحمد في مسنده 15800.
22 – قوله (عن يحيى بن سعيد) وعند البخاري 215 من طريق سليمان هو ابن بلال ” حدثني يحيى بن سعيد” وعند الإمام أحمد في مسنده 15990 من طريق يحيى القطان ” حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري”.
23 – قوله (عن بشير بن يسار) وعند البخاري 215 من طريق سليمان ” أخبرني بشير بن يسار”.
24 – قوله (أن سويد بن النعمان) زاد ابن ماجه ” الأنصاري” زاد البخاري من طريق شعبة ” وكان من أصحاب الشجرة”. لذا أورده البخاري في باب غزوة الحديبية وقول الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}.
25 – فيه منقبة للصحابي سويد بن النعمان رضي الله عنه حيث قال: وكان من أصحاب الشجرة أي أصحاب بيعة الرضوان.
26 – في إيراده حديث أم المؤمنين ميمونة ربما يشير البخاري أيضا إلى ما ورد عن محمدِ بنِ عمرِو بنِ عَطاءٍ قال: كُنتُ مَعَ ابنِ عباسٍ في بَيتِ مَيمونَةَ زَوجِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – في المَسجِدِ، فجَعَلَ يَعجَبُ مِمَّن يَزعُمُ أن الوُضوءَ مِمّا مَسَّتِ النّارُ، ويَضرِبُ فيه الأمثالَ، ويَقولُ: إنَّا نَستَحِمُّ بالماءِ المُسَخَّنِ ونَتَوَضّأُ به، ونَدَّهِنُ بالدُّهنِ المَطبوخِ. وذكَر أشياءَ مِمّا يُصيبُ النّاسُ مِمّا قَد مَسَّتِ النارُ، ثم قال: لَقَد رأَيتُنِي في هذا البَيتِ عِندَ رسولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وقَد تَوَضأَ ثم لَبِسَ ثيابَه، فجاءَه المُؤَذِّنُ فخَرَجَ إلى الصَّلاةِ، حَتَّى إذا كان في الحُجرَةِ خارِجًا مِنَ البَيتِ لَقيَته هَديَّةٌ؛ عُضوٌ مِن شاةٍ فأَكَلَ مِنها لُقمَةً أو لُقمَتَينِ، ثم صَلَّى وما مَسَّ ماءً أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 721 قال أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ. وأبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الحَميدِ الحارِثيُّ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن الوَليدِ بنِ كَثيرٍ، عن محمدِ بنِ عمرِو بنِ عَطاءٍ به وأخرجه مسلم في صحيحه 359 قال: وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة به ولم يسق لفظه إسناد البيهقي صحيح فيه أحمد بن عبد الحميد الحارثي وثقه الدارقطني كما في سؤالات الحاكم وذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه جمع ووصفه الذهبي بالصدوق.
27 – وعن إبراهيم، عن علقمة قال: «أتينا بقصعة من بيت ابن مسعود فيها خبز ولحم فأكلنا، ومعنا ابن مسعود فمضمض، وغسل أصابعه عند المغرب» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 652 عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم به.
28 – عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول: ” إنما النار بركة الله، وما تحل من شيء ولا تحرمه ولا وضوء مما مست النار، ولا وضوء مما دخل، إنما الوضوء مما خرج من الإنسان.
وأما قوله: لا تحل من شيء. لقولهم: إذا مست النار الطلاء حل، وقوله: لا تحرمه لقولهم: الوضوء مما مست النار ” قال عطاء: وسمعت ابن عباس يقول لإنسان يسأله، عن ذلك: «فإن كنت متوضئا مما مست النار فإن الحميم يغتسل به»، وكان لا يرى بالغسل بالحميم بأسا ويتوضأ به، وأن الأدهان قد مستها النار فلا تتوضأ منها.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 653.
29 – عن قتادة، عن ابن المسيب قال: «إنما الوضوء مما خرج»، قال: «وليس مما دخل، لأنه يدخل وهو طيب لا عليك منه ويخرج وهو خبيث عليك منه الوضوء والطهور» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 663 عن معمر عن قتادة به.
30 – عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الثمار الخريز والموز قال: «لم أكن لأغسل منها يدي ولا أمضمض إلا أن تقذرني أن يلصق شيء منها بيدي، فأما لغير ذلك فلا»، قلت: فما شأنك تمضمض من اللحم من بين ذلك؟ قال: «إن اللحم يدخل في الأضراس والأسنان» قلت: أرأيت لو علمت أنه لم يدخل في أسنانك منه شيء أكنت مباليا ألا تمضمض؟ قال: «لا، والله ما كنت أبالي ألا أتمضمض منه أبدا» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 680.
31 – عن ابن جريج قال: حدثني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: «أتانا أبو بكر بخبز ولحم فأكلنا، ثم دعا بماء فمضمض ولم يتوضأ، ثم قام إلى الصلاة» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 681.
32 – عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا أو لحما، ثم صلى ولم يتمضمض ولم يمس ماء. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10657 قال حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن الزهري، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، وهشام بن عروة، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس به.
33 – قال ابن عثيمين -رحمه الله- في التعليق على البخاري:
وفيه أيضا اقتداء الصحابة بالنبي صلّى الله عليه وسلم لقولهم: (ومضمضنا).
34 – قوله في حديث ميمونة (حدثنا أصبغ) تابعه أحمد بن عيسى كما عند مسلم 356 تابعه خالد بن خداش كما عند الأثرم في سننه 165.
35 – قوله (أخبرني عمرو) وعند مسلم 356 ” أخبرني عمرو بن الحارث”.
36 – قوله (عن بكير) وعند مسلم ” حدثني بكير بن الأشج” تابعه يعقوب بن الأشج كما عند مسلم 356.
37 – قوله (أخبرنا ابن وهب) تابعه ابن لهيعة كما عند الإمام أحمد في مسنده 26813.
38 – قوله (عن كريب) وعند الإمام أحمد من طريق ابن لهيعة ” أن كريبا حدثه”.
39 – قوله (عن ميمونة) وعند الإمام أحمد في مسنده ” سمع ميمونة”.
====
====
====
باب (52) هل يمضمض من اللبن
211 – حدثنا يحيى بن بكير وقتيبة قالا حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض؛ وقال: إن له دسما. تابعه يونس وصالح بن كيسان عن الزهري
_____
فوائد الباب:
1 – حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه لكن عند ابن ماجه بلفظ الأمر من قوله صلى الله عليه وسلام وهو شاذ كما قال الألباني رحمه الله تعالى. في الصحيحة تحت حديث (1361).
وذكر حديث سهل وأن فيه عبدالمهين،
لكن ذكر الألباني طريق واعتبرها حسنة لذاتها من حديث أم سلمة -رضي الله عنها- في الصحيحة (1361) – «إذا شربتم اللبن فمضمضوا، فإن له دسما».أخرجه ابن ماجه ((1) / (181)) من طريق محمد بن خالد (الأصل: خالد بن محمد) عن موسى بن يعقوب حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه عن أم سلمة زوج النبي ? قالت قال رسول الله ?: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن كما قال الحافظ في «الفتح» ((1) / (250)) ورجاله ثقات
كما قال البوصيري في «الزوائد» ((37) / (2)) وفي موسى بن يعقوب وهو الزمعي
كلام من قبل حفظه. انتهى.
قال ابن الملقن:
وقال ابن جرير الطبري في «تهذيبه»: ليس في الخبر إيجاب المضمضة ولا الوضوء إذ كانت أفعاله غير لازمةٍ لأمته العمل بها إذا لم تكن بيانًا عن جملة فرض في تنزيله.
قُلْتُ: لكن في «سنن أبي داود» من حديث ابن عباس أيضًا مرفوعًا: «مضمضوا من اللبن فإن له دسمًا»
لكن فيه من حديث أنس أنه – ? – شرب لبنًا فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى. واستدل به أبو حفص البغدادي على نسخ المضمضة فيه ….. إلى آخر كلامه رحمه الله.
ومُوسى بن يعقوب الزمعي قالَ النَّسائِيّ: لَيْسَ بِالقَوِيّ. قال المقدسي: ومُوسى لَيْسَ بِالقَوِيّ فِي الحَدِيث.
وقال ابن المدينى: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال أبوداود: هو صالح روى عنه ابن مهدي وله مشايخ. مجهولون، وقال ابن عدي: لا بأس به عندي ولا برواياته.
انظر: تهذيب التهذيب ج (10) / (378) – (379)، الجرح والتعديل ج (4) / ق (1) / (167)، ميزان الاعتدال ج (4) / (227).
وفي تاريخ ابن معين رواية الدوري:
(672) – سَمِعت يحيى يَقُول مُوسى بن يَعْقُوب الزمعِي ثِقَة.
وقال الدارقطني في العلل (759) حديث آخر:
والِاضْطِرابُ فِيهِ مِن مُوسى بْنِ يعقوب ولا يحتج به.
قال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ.
2 – ورد في البخاري ما يفهم منه ترك المضمضة، قال البخاري (5457) – حَدَّثَنا إبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قالَ: حَدَّثَنِي أبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الحارِثِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ?: أنَّهُ سَألَهُ عَنِ الوُضُوءِ مِمّا مَسَّتِ النّارُ؟ فَقالَ: «لاَ، قَدْ كُنّا زَمانَ النَّبِيِّ ? لاَ نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعامِ إلّا قَلِيلًا، فَإذا نَحْنُ وجَدْناهُ لَمْ يَكُنْ لَنا مَنادِيلُ إلّا أكُفَّنا وسَواعِدَنا وأقْدامَنا، ثُمَّ نُصَلِّي ولاَ نَتَوَضَّأُ».
وذكره الألباني وضعفه بمحمد بن فليح وأبيه. قال في السلسلة الضعيفة:
(5675) – ضعيف. أخرجه ابن ماجه ((3282)) من طريق عبد الله بن وهب عن محمد بن أبي يحياعن أبيه عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله قال: … .. فذكره. وقال:
«غريب»
وأخرجه البخاري ((5457)) من طريق إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد ابن فليح قال: حدثني أبى: … . فذكره.
ثم ضعفه … وقال: بل قد جاء الحديث من طرق أخرى عن جابر فى ترك الوضوء من ما مسته النار، وليس فيها هذا الذي فى حديث فليح من المناديل! انتهى.
لكن هي عادة عند العرب عند عدم الماء إلى اليوم. يمسحون بزيت الشحم المخالط للحم سواعدهم وأقدامهم. ترطيبا لها وإزالة لجفافها.
2 – قال: المهلب: إن له دسما – قد بين العلة التي من أجلها أمروا بالوضوء مما مست النار في أول الإسلام، وذلك -والله أعلم- على ما كانوا عليه من قلة التنظف في الجاهلية، فلما تقررت النظافة وشاعت في الإسلام، نسخ الوضوء، تيسيرا على المؤمنين. نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.
3 – فيه: أن مضمضة الفم عند أكل الطعام من أدب الأكل. قاله ابن بطال.
4 – المضمضة سنة عند كل ماله دسومة أو يبقى في الفم منه بقية تصل إلى باطنه في الصلاة.
5 – عن توبة العَنبَريِّ أنَّه سمع أنسَ بنَ مالك: إنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – شَرِبَ لَبَناً فلم يُمَضمِضْ ولم يَتَوضَّأ وصَلَّى. أخرجه أبو داود 197 ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 746 والضياء في المختارة 1582 من طريق زيد بن الحُبَاب، عن مُطيع بن راشد، عن توبة العَنبَريّ به ثم قال
قال زيد: دَلَّني شُعبَة على هذا الشَّيخ.
يقصد دله على مطيع بن راشد.
قال الضياء إسناده حسن، قلت فيه مطيع بن راشد. قال الذهبي في الميزان: لا يعرف. وقال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال ” قال أبو داود: أثنى عليه شعبة.” ونقله الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب أيضا وقال الحافظ في التقريب: مقبول، وقال أيضا في إسناد هذا الحديث بعينه الذي فيه مطيع “إسناد حسن” كما في الفتح.
تنبيه: ما نقل في التهذيب أن أبا داود قال: أثنى عليه شعبة يعني مطيعا، إنما هو استنباط من مغلطاي حيث ربما فهم من الدلالة ثناء.
فالدلالة فيها الرضا عنه لكن الثناء درجة أعلى.
وقال الذهبي قال في مطيع: لا يعرف.
6 – قال الحافظ في الفتح ” وأغرب ابن شاهين فجعل حديث أنس ناسخا لحديث بن عباس ولم يذكر من قال فيه بالوجوب حتى يحتاج إلى دعوى النسخ ” انتهى.
قلت: ولو قال حديث أنس صارف للأمر من الوجوب للاستحباب لكان أصوب والله أعلم.
وأشار ابن خزيمة في صحيحه أن ذكر العلة للمضمضة وهي الدسم تفيد استحباب المضمضة لا وجوبها. وقال البيهقي في كتاب الآداب ” وَعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ شَرِبَ لَبَنًا فَلَمْ يَتَوَضَّا وَصَلَّى. مَحْمُولٌ عَلَى الْجَوَازِ، وَمَا قَبْلَهُ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ”.
7 – عن ابن سيرين، أن ابن عباس شرب لبنا، ثم قام إلى الصلاة، فقال له مطرف: ألا تمضمض؟ قال: «لا أباليه؛ اسمح يسمح لكم»، فقال رجل: إن الله يقول: {من بين فرث ودم} [النحل: 66]، قال ابن عباس: ” وقد قال: {لبنا خالصا سائغا للشاربين} [النحل: 66] “. أخرجه عبد الرزاق في المصنف 686 عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين به رجاله رجال الصحيح. وقد ذكر بعض أهل العلم أن ابن سيرين لم يثبت له سماع من ابن عباس.
تابعه قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: شرب ابن عباس لبنا ثم قام إلى الصلاة، فقلت: ألا تمضمض؟ قال: «لا، أباليه اسمحوا يسمح الله لكم» أخرجه عبد الرزاق في المصنف 685 عن معمر، عن قتادة به.
تابعه يزيد الرشك، أنه سمع مطرف بن عبد الله يقول: شرب ابن عباس لبنا، ثم قام إلى الصلاة فقلت: ” ألا تمضمض؟ فقال: «لا أباليه بالة؛ اسمحوا يسمح لكم». أخرجه عبد الرزاق في المصنف 687 عن جعفر بن سليمان قال: أخبرني يزيد الرشك به.
تابعه ابن جريج قال: حدثني حسن بن مسلم، أن ابن عباس، شرب سويقا دقيقا في مسجد البصرة، فقال له: الغضبان بن القبعثري: ألا تمضمض؟ قال ابن عباس: «اسمح يسمح لكم»، ولم يمضمض أخرجه عبد الرزاق في المصنف 690 كأنه منقطع بين الحسن بن مسلم وابن عباس.
8 – عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: «أكل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كتف لحم أو ذراعا، ثم قام فصلى لنا ولم يتوضأ»، قال عطاء: وحسبت أن جابرا قال: ولم يمضمض ولم يغسل يده. قال: حسبت أنه قال: مسح يده أخرجه عبد الرزاق في المصنف 647.
9 – عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عرقا أو لحما ثم صلى ولم يتوضأ ولم يمس ماء. رواه مسلم 354 مفهومه بالكلمة الأخيرة أنه لم يتمضمض.
تنبيه: الحديث أورده البيهقي عن ابن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل عرقا من شاة ثم صلى ولم يتمضمض ولم يمس ماء: قال البيهقي: مخرج في كتاب مسلم من حديث هشام بن عروة به
لكن لفظ مسلم 354: أكل عرقا أو لحما ثم صلى ولم يتوضأ ولم يمس ماء. فليس فيه (ولم يتمضمض) وهو من طريق يحيى بن سعيد عن هشام بن أخبرني وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء. وحدثني الزهري عن علي بن عبدالله بن عباس عن ابن عباس ح وحدث محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس.
وأورده 359 بعد حديث المضمضمة مرة أخرى من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس ( … فأتي بهدية خبز ولحم فأكل ثلاث لقم ثم صلى بالناس وما مس ماء).
10 – عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عما مست النار، فأمر بشاة فذبحت، ثم أعجلته حاجة قال: أحسبه دعاه الأمير فدعا بلبن وسمن وخبز، فأكل وأكلنا معه، ثم قام إلى الصلاة فصلى وما توضأ “. قال ابن سيرين: «فظننت إنما أراد أن يريني ذلك».
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 660 عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين به.
11 – قال ابن عثيمين-رحمه الله- في التعليق على البخاري:
يؤخذ من هذا مشروعية التمضمض من كل مطعوم فيه دسم سواء كان مشروبا أو ممضوغا فإنه ينبغي أن يتمضمض منه لإزالة هذا الدسم.
وإذا كان الدسم كثيرا فيحسن التسوك، ولهذا قال العلماء: يسن التسوك عند الفراغ من الأكل إذا تغير الفم بذلك حتى يزول أثره بالكلية.
12 – قوله (عن عقيل) تابعه الأوزاعي كما عند البخاري 5609 ومسلم 358 تابعه يونس علقه البخاري هنا ووصله مسلم 358 تابعه عمرو هو ابن الحارث كما عند مسلم 358 تابعه صالح بن كيسان علقه البخاري هنا ووصله السراج في مسنده على ما أفاده الحافظ في تغليق التعليق.