205 عون الصمد شرح الذيل والمتمم على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——————
مسند أحمد:
8155 – وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَاللهِ مَا أُوتِيكُمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَا أَمْنَعُكُمُوهُ، إِنْ أَنَا إِلَّا خَازِنٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ ”
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو داود (2949)، والبغوي (2719).
وانظر ما سلف برقم (7194).
قوله: “ما أوتيكم” قال السندي: أي: بهوى نفسي، أي أنه تابع في ذلك لأمر الله، فلا اعتراض عليه.
قال الإستاذ أبو أسامة حفظه الله: رواه البخاري بلفظ “قاسم” وهنا: “خازن”
قلت سيف الكعبي: على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
أخرجه البخاري 3117 كما قلتم بلفظ (قاسم) وهنا خازن ومن طريق عبدالرزاق أخرجه أبوداود 2949 بلفظ الإمام أحمد، وفي تخرجنا لسنن أبي داود أشرنا للفظ البخاري.
————–
أورد أبو داود رحمه الله هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أوتيكم من شيء ولا أمنعكموه، إنما أنا خازن) يعني: إنما أنفذ ما أمرت به. وهذا مثل الحديث الذي جاء عن معاوية: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) وفي آخره قال: (وإنما أنا قاسم والله المعطي)، فهذا من جنسه قال: (أنا خازن) يعني: أحفظ الشيء وأضعه حيث أمرت أن أضعه، ولهذا قال: (ما أوتيكم من شيء ولا أمنعكموه) يعني: ليس هذا إلي وإنما أنا خازن، والله تعالى هو الذي يعطي فأنا أنفذ وأعطي ما أمرني الله عز وجل، وهذا مطابق للجزء الأول من الترجمة وهو قوله: ما يلزم الراعي من أمر الرعية؟ يعني: كونه يعطيهم ويحسن إليهم. [شرح سَنَن ابي دَاوُدَ للعلامة العباد]
و جاء في صحيح البخاري رحمه الله
عن معاوية، قال (صلى الله عليه وسلم): (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين، والله المعطى، وأنا القاسم).
وقال أبو هريرة: عن الرسول (صلى الله عليه وسلم): (إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت).
قال ابن بطال (شرح صحيح البخاري) (ج (5) / (275)): وفيه ردع للولاة والأمراء أن يأخذوا من مال الله شيئا بغير حقه، ولا يمنعوه من أهله.
قال ابن حجر (الفتح) (ج (6) / (218)): والمعنى لا أتصرف فيكم بعطية ولا منع برأيي وقوله: (إنما أنا القاسم أضع حيث أمرت) أي لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا إلا بأمر الله.
قال الشوكاني (النيل) (ج (8) / (83)): قوله: (ما أعطيكم. . . إلخ) فيه دليل على التفويض وأن النفع لا تأثير فيه لأحد سوى الله جل جلاله.
والمراد بقوله: ” أضع حيث أمرت ” إما الأمر الإلهامي أو الأمر الذي طريقه الوحي.