205 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
قال الشيخ مقبل:
مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
205 – قال الإمام البزار رحمه الله كما في “كشف الأستار” (ج 4 ص 233): حدثنا نصر بن علي، أنبأ عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثنا الجريري -واسمه سعيد بن إياس-، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: كان يقدم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قوم ليست لهم معارف، فيأخذ الرجل بيد الرجل، والرجل بيد الرجلين، والرجل بيد الثلاثة على قدر طاقته، فأخذ ختني بيد رجلين، فخلوت به فلمته، فقلت: تأخذ رجلين وعندك ما عندك؟ فقال: إن عندنا رزقًا من رزق الله، فانطلق حتى أريك. فانطلقت فأراني شيئًا من بر، فقال: هذا عندنا. فقلت: من أين لك هذا؟ قال: اشتريناه من العير التي قدمت أمس. وأراني مثل جثوة البعير تمرًا، فقال: وهذا عندنا. وأراني جرة فيها ودك، فقال: وهذا دهان وإدام. ثم غدا بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم -أو: راح بهما- وقد أطعمهما ودهنهما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إني أرى صاحبيك حسنا الحال، كم تطعمهما كل يوم من وجبة؟» قال: وجبتين. قال: «وجبتين! فلولا كانت واحدة».
قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا بهذا الإسناد.
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ.
والجريري سعيد بن إياس مختلط، ولكن عبد الأعلى بن عبد الأعلى سمع منه قبل اختلاطه، كما في “ثقات العجلي”.
————
(المعجم الوسيط)
الخَتَن: كل من كان من قِبَل المرأة كأبيها، وأخيها، وكذلك، وزوج البنت أو زوج الأخت.
المربد: المكان الذي يجفف فيه التمر. مختار الصحاح: جرن. وقال أبو عبيد: والمربد أيضًا موضع التمر، مثل الجرين، فالمربد بلغة أهل الحجاز، والجرين لهم أيضًا، والأندر لأهل الشام، والبيدر لأهل العراق. قال الجوهري: وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر مربدًا وهو المسطح، والجرين في لغة أهل نجد. (لسان العرب: ربد).
(المعجم المعجم الوسيط)
المِرْبَد: موقف الإبل ومَحْبسها، وبه سُمّيَ مِربد البصرة، كان سُوقا للإبل، وكان.
الشعراء يجتمعون فيه.
و المِرْبَد ما يُجفّف فيه التمر. والجمع: مَرَابِد.
بوب الشيخ مقبل عليه في الجامع:
الإضافة
الصبر على الجوع
باب عيش الصحابة
بوب عليه الهيثمي:
بَابٌ مِنْهُ فِي الِاقْتِصَادِ
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 253)
أورده إبراهيم الحربي في إكرام الضيف (ص43)
المسلم كريم مضياف:
إن إكرام الضيف فى الإسلام عمل كريم محبب للمسلم الصادق، ودليل واضح على قوة إيمانه، وهذه المعاني قد أُشْرِبها من تعاليم النبى صلى الله عليه وسلم الذى حثنا على إكرام الضيف فقال: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه “متفق عليه.
ولقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى من خلال عرضه لقصة إبراهيم الخليل عليه السلام قال تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَاكُلُونَ).
وفى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة دليل على ذلك، فلقد روى أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه، فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضم (أو يضيف) هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى إمرأته فقال: أكرمى ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبيان، فقال: هيئ طعامك، فأصلحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، وجعلا يريانه أنهما يأكلان، وباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة، وأنزل الله تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ولقد قيل: الضيف دليل الجنة، وقال شقيق البلخى: ليس شئ أحب إلى من الضيف لأن مؤنته على الله تعالى ومحمدته لي ” وقال يحيى بن معاذ: لو كانت الجنة لقمة فى يدى لوضعتها فى فم ضيفى.
وكان الصحابة يقولون: الاجتماع على الطعام من مكارم الأخلاق”.
آداب الضيف:
من الآداب التى ينبغى على الضيف أن يراعيها حتى يكون ضيفا خفيف الظل: –
1 – ألَّا يلتمس وقت الطعام ليدخل على الناس فيه قال تعالى:
(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا … “.
2 – – إذا دخل ووجد طعاما فلابد أن يكون ذكيا، ” فإذا قيل له كُل فلينظر إذا كان ذلك رغبة أكل , وإذا كان حياء فلا ينبغى أن يأكل بل ينبغى أن يتعلل.
3 – ألا يقترح طعاما بعينه وإن خير بين طعامين اختار الأيسر، ولا يقصد بالدعوة نفس الأكل؛ بل ينوى الاقتداء بسنة النبى صلى الله عليه وسلم.
4 – ألا يحتقر ما يقدم إليه من طعام وليأكل ولا يسأل عنه ولا يكثر من الأكل.
5 – أن لا يسأل صاحب المنزل عن شئ من داره سوى القبلة وموضع قضاء الحاجة.
6 – ألا يقصد أحسن الأماكن للجلوس؛ بل يلزم الموضع الذى يشير إليه صاحب البيت، ولا يخالفه فى ذلك
7 – عليه بالتواضع ولا يشوش على المضيف ولا يحرجه فلقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ” لا يحل لمسلم، أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه (أى يحرجه) قالوا: يا رسول الله! وكيف يؤثمه؟ قال: ” يقيم عنده ولا شئ له يقربه به “.
8 – لا يكثر النظر إلى الموضع الذى يخرج منه الطعام فذلك دليل على الشره، كما عليه ألا ينظر إلى حريمه.
9 – إن رأى منكرا يغيره إن قدر وبلطف وإلا أنكر بلسانه وانصرف.
10 – ينبغى إذا أكل أن يدعو للمضيف، ولقد كان السلف الصالح يدعون للمضيف فيقولون ” اللهم إن كان هذا الطعام حلالا فوسع على صاحبه وأجزه خيرا، وإن كان حراما أو شبهة فاغفر لى وله , وارض عن أصحاب التبعات يوم القيامة برحمتك يا أرحم الراحمين “.
11 – ويدعو بالدعاء الكريم ” أكل طعامك الأبرار وأفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة الاخيار، وذكركم الله فيمن عنده “.
12 – وبعد هذا كله وقبله أن يزور غبا، فإن الزيارة الغب تزيد المحبة ففى الحديث الذى رواه ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” زر غبا تزدد حُبا “.
آداب المُضَيِّف:
المسلم الحق لا يتمململ ولا يضجر إذا جاءه ضيف؛ بل يهش ويبش له ويكرمه غاية الإكرام؛ لأنه يعرف أن” الضيف يأخذ حقه وجوبا “، فإكرام الضيف واجب، وهو علامة المروءة وهو لا يأنف من خدمة ضيفة، ومن حكم لقمان: أربع لا ينبغى لاحد أن يأنف منهن وإن كان شريفا أو أميرا: قيامه من محله لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على فرسه، وخدمته للعالم.
ومن الأداب التى يجب أن يراعيها المضيف مع ضيفة:
1 – تعجيل الطعام، لأن ذلك من إكرام الضيف، قال حاتم الأصم:
العجلة من الشيطان إلا خمسة فإنها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اطعام الضيف، وتجهيز الميت، وتزويج البكر، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب ”
2 – إذ ا عزم على ضيفه بالطعام فاعتذر فأمسك عنه بمجرد الاعتذار وكأنه تخلص من ورطه، كان ذلك علامة على بخله وسوء تصرفه , بل لا يقول لضيفه: هل أقدم لك طعاما؟ فإن ذلك علامة البخل أيضا، بل عليه أن يقدم الطعام، وكما قال الثورى:
إذا زارك أخوك فلا تقل له أتأكل؟ أو أأقدم إليك؟ ولكن قدم فإن أكل وإلا فارفع.
3 – ألا يبخل بمائدة، أو يوارى بعض الطعام. حكى عن بعض البخلاء أنه استأذن عليه ضيف وبين يديه خبز وزبدية فيها عسل نحل، فرفع الخبز، وأراد أن يرفع العسل، فدخل الضيف قبل أن يرفعه، فظن الرجل أن ضيفه لا يأكل العسل بلا خبز، فقال له: ترى أن تأكل عسلا بلا خبز قال: نعم، وجعل يلعق العسل لعقة بعد لعقه، فقالا له هذا البخيل، مهلاً يا أخى والله أنه
يحرق القلب، قال: نعم صدقت ولكن قلبك “.
4 – ومن الآداب التى يراعيها المضيف كذلك ألا يرفع المائدة قبل أن يأخذ الضيف كفايته من الطعام.
5 – وكذلك لا يشبع قبله ثم ينصرف ويتركه لأن ذلك يحرج الضيف، بل حتى لو كان شبعانا أن يشاركه أو حتى يوهمه بالمشاركه.
محادثة الضيف بما يميل إليه نفسه، ولا ينام قبله، ولا يشكو الزمان بحضوره، كما لا يكلف نفسه فوق ما يطيق.
سُئل الأوزاعي: ما إكرام الضيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام.
8 – وكذا من السنة تشييع الضيف إلى باب الدار.
اللهم اجعلنا ممن يكرمون الضيف حتى ننال هذه الشعبة من شعب الإيمان.
أحاديث في الباب:
روى الإمام البخاري:
(602) – عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي بَكْرٍ، أنَّ أصْحابَ الصُّفَّةِ، كانُوا أُناسًا فُقَراءَ وأنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قالَ: «مَن كانَ عِنْدَهُ طَعامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثالِثٍ، وإنْ أرْبَعٌ فَخامِسٌ أوْ سادِسٌ» وأنَّ أبا بَكْرٍ جاءَ بِثَلاَثَةٍ، فانْطَلَقَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بِعَشَرَةٍ، قالَ: فَهُوَ أنا وأبِي وأُمِّي – فَلاَ أدْرِي قالَ: وامْرَأتِي وخادِمٌ – بَيْنَنا وبَيْنَ بَيْتِ أبِي بَكْرٍ، وإنَّ أبا بَكْرٍ تَعَشّى عِنْدَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ صُلِّيَتِ العِشاءُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَلَبِثَ حَتّى تَعَشّى النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -، فَجاءَ بَعْدَ ما مَضى مِنَ اللَّيْلِ ما شاءَ اللَّهُ، قالَتْ لَهُ امْرَأتُهُ: وما حَبَسَكَ عَنْ أضْيافِكَ – أوْ قالَتْ: ضَيْفِكَ – قالَ: أوَما عَشَّيْتِيهِمْ؟ قالَتْ: أبَوْا حَتّى تَجِيءَ، قَدْ عُرِضُوا فَأبَوْا، قالَ: فَذَهَبْتُ أنا فاخْتَبَاتُ، فَقالَ يا غُنْثَرُ فَجَدَّعَ وسَبَّ، وقالَ: كُلُوا لاَ هَنِيئًا، فَقالَ: واللَّهِ لاَ أطْعَمُهُ أبَدًا، وايْمُ اللَّهِ، ما كُنّا نَاخُذُ مِن لُقْمَةٍ إلّا رَبا مِن أسْفَلِها أكْثَرُ مِنها – قالَ: يَعْنِي حَتّى شَبِعُوا – وصارَتْ أكْثَرَ مِمّا كانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إلَيْها أبُو بَكْرٍ فَإذا هِيَ كَما هِيَ أوْ أكْثَرُ مِنها، فَقالَ لِامْرَأتِهِ: يا أُخْتَ بَنِي فِراسٍ ما هَذا؟ قالَتْ: لاَ وقُرَّةِ عَيْنِي، لَهِيَ الآنَ أكْثَرُ مِنها قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاَثِ مَرّاتٍ، فَأكَلَ مِنها أبُو بَكْرٍ، وقالَ: إنَّما كانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطانِ – يَعْنِي يَمِينَهُ – ثُمَّ أكَلَ مِنها لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَها إلى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَأصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وكانَ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ،
فَمَضى الأجَلُ، فَفَرَّقَنا اثْنا عَشَرَ رَجُلًا، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنهُمْ أُناسٌ، اللَّهُ أعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، فَأكَلُوا مِنها أجْمَعُونَ، أوْ كَما قالَ
وروى البخاري (3798)
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ إلى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَضُمُّ -أوْ يُضِيفُ- هذا؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا، فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ، فَقالَ: أكْرِمِي ضَيْفَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، ونَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أنَّهُما يَاكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أصْبَحَ غَدَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أوْ عَجِبَ- مِن فَعَالِكُما. فأنْزَلَ اللَّهُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]
وروى النسائي (2536) عن أبي سعيد أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب فقال صل ركعتين ثم جاء الجمعة الثانية والنبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب فقال صل ركعتين ثم جاء الجمعة الثالثة فقال صل ركعتين ثم قال تصدقوا فتصدقوا فأعطاه ثوبين ثم قال تصدقوا فطرح أحد ثوبيه فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ألم تروا إلى هذا أنه دخل المسجد بهيئة بذة فرجوت أن تفطنوا له فتتصدقوا عليه فلم تفعلوا فقلت تصدقوا فتصدقتم فأعطيته ثوبين ثم قلت تصدقوا فطرح أحد ثوبيه خذ ثوبك وانتهره.
قال الألباني:
حسن الإسناد
عيش الصحابة
• عن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل اللَّه، وكنا نغزو مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذًا، وضل عملي، وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا: لا يحسن يصلي.
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل الصحابة (3728)، ومسلم في الزهد والرقائق (2966)
• عن أبي هريرة قال: رأيتُ سبعين من أصحاب الصفة، ما منهم رجلٌ عليه رداء، إما إزارٌ وإما كساءٌ، قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورتُه.
صحيح: رواه البخاريّ في الصلاة (442) عن يوسف بن عيسى، حدّثنا ابنُ فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: “رأيتُ سبعين من أصحاب الصفة” قال ابن حجر في الفتح (1/ 536): “هذا يشعر بأنهم كانوا أكثر من سبعين، وهؤلاء الذين رآهم أبو هريرة غير السبعين الذين بعثهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة بئر معونة، وكانوا من أصحاب الصفة أيضًا، لكنهم استشهدوا قبل إسلام أبي هريرة”.
• عن أبي حرب بن أبي الأسود، أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: أتيت المدينة، وليس لي بها معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر، فصلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم، فلما انصرف، قال رجل من أصحاب الصفة: يا رسول اللَّه أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف، فصعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخطب ثم قال: “واللَّه، لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذاك منكم أن يراح عليكم بالجفان، وتلبسون مثل أستار الكعبة” قال: فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة، ما لنا طعام إلا البرير، حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر.
صحيح: رواه أحمد (15988)، والبزار – كشف الأستار (3673)، وصحّحه ابن حبان (6684)، والحاكم (3/ 15) كلهم من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، فذكره. وإسناده صحيح.
قال البزار: “وطلحة هذا سكن البصرة، وهو طلحة بن عمرو، ولم يرو إلا هذا الحديث”.