55 جامع الأجوبة الفقهية ص104، 105
مسألة : استحالة النجاسة.
يعني هل تطهر النجاسة بالاستحالة؟
وسئل – رحمه الله -:
عن استحالة النجاسة كرماد السرجين النجس والزبل النجس تصيبه الريح والشمس فيستحيل ترابا. فهل تجوز الصلاة عليه أم لا؟ .
فأجاب:
وأما استحالة النجاسة، كرماد السرجين النجس والزبل النجس يستحيل ترابا فقد تقدمت هذه المسألة. وقد ذكرنا أن فيها قولين في مذهب مالك وأحمد. أحدهما: أن ذلك طاهر وهو قول أبي حنيفة وأهل الظاهر وغيرهم. وذكرنا أن هذا القول هو الراجح. فأما الأرض إذا أصابتها نجاسة؛ فمن أصحاب الشافعي وأحمد من يقول: إنها تطهر وإن لم يقل بالاستحالة. ففي هذه المسألة مع ” مسألة الاستحالة ” ثلاثة أقوال والصواب الطهارة في الجميع كما تقدم.
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام
قال الحافظ في الفتح:
وفي الحديث : دليل على طهارة الأرض بالاستحالة ؛ فإن النبي ( لم يأمر عند نبش الأرض بإزالة تراب القبور ولا تطهيرها ، ولو فعل ذلك لما أهمل نقله ؛ للحاجة إليه .
ويدل عليه – أيضا – : أن الصحابة كانوا يخوضون الطين في الطرقات ولا يغسلون أرجلهم – كما تقدم عنهم – والنجاسات مشاهدة في الطرقات ، فلو لم تطهر بالاستحالة لما سومح في ذلك .
وهذا قول طائفة من العلماء من السلف ، كأبي قلابة وغيره ، ورجحه بعض أصحابنا ، وهو رواية عن أبي حنيفة ، والمشهور عنه : أن الأرض النجسة إذا جفت فإنه يصلى عليها ، ولا يتيمم بها . ومذهب مالك والشافعي واحمد وغيرهم : أنها نجسة بكل حال .اهـ
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
السؤال الأول من الفتوى رقم (12556)
س 1: توجد إلى جانب بئر المجاري الخاص لبيتي شجرة من الخوخ، وبالطبع أن هذه الشجرة تتغذى من هذا البئر، وإن كان هناك ماء من المطر، وليس كل الغذاء من البئر، فهل يجوز أكل هذه الثمار وبيعها أم أن حكمها حكم الجلالة؟
ج 1: إذا كان الواقع كما ذكر فالثمار التي تثمرها هذه الشجرة ونحوها يجوز أكلها على الصحيح من قولي العلماء؛ لأن تلك المياه المتنجسة قد طهرت باستحالتها إلى غذاء طيب تغذت به الشجرة فنمت وأثمرت. وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية القول بأن الاستحالة من أسباب تطهير الأشياء النجسة، مثل أن يصير ما يقع في الملاحة من دم وميتة ولحم خنزير ملحا طيبا كغيره من الأملاح، ومثل أن يصير الوقود رمادا، وكالخمر إذ صارت خلا بفعل الله تعالى، فإنها تكون حلالا باتفاق العلماء.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب الرئيس … الرئيس
عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز