2016/8/6، 2:24 م سيف: سُورَةِ القتال تفسير آيات 28 24
تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(أَفَل يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهـمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (25) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهـوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ا صلى الله عليه وسلم مْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهـمْ (26) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهـهُمْ وَأَدْبارَهـمْ (27) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهـوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28)
يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا بِتَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَتَفَهُّمِهِ وَنَاهـيًا عَنِ العْرَاضِ عَنْهُ فَقَالَ: أَفَل يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها أَيْ بَلْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا، فَهِيَ مُطْبَقَةٌ صلى الله عليه وسلم يَخْلُصُ إِلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ مَعَانِيهِ
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهـمْ أَيْ فَارَقُوا اليمَانَ وَرَجَعُوا إِلَى الْكُفْرِ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ أَيْ زَيَّنَ لَهُمْ ذَلِكَ وَحَسَّنَهُ وَأَمْلى لَهُمْ أَيْ غَرَّهـمْ وَخَدَعَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهـوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ا صلى الله عليه وسلم مْرِ أي مالؤوهـم وَنَاصَحُوهـمْ فِي الْبَاطِنِ عَلَى الْبَاطِلِ وَهـذَا شَأْنُ الْمُنَافِقِينَ يُظْهِرُونَ خِ صلى الله عليه وسلم فَ مَا يُبْطِنُونَ. وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهـمْ أَيْ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُخْفُونَ، اللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ وعالم به كقوله تبارك وتعالى: وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ
[النِّسَاءِ: 81]
ثُمَّ قَالَ تعالى: فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهـهُمْ وَأَدْبارَهـمْ أَيْ كَيْفَ حَالُهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمُ الْمَ صلى الله عليه وسلم ئِكَةُ لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ وَتَعَصَّتِ ا صلى الله عليه وسلم رْوَاحُ فِي أَجْسَادِهـمْ وَاسْتَخْرَجَتْهَا الْمَ صلى الله عليه وسلم ئِكَةُ بالعنف والقهر والضرب، كما قال سبحانه وتعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهـهُمْ وَأَدْبارَهـمْ
[النفال: 50]
الية. وقال تَعَالَى: وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلئِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ
[النعام: 93]
أَيْ بِالضَّرْبِ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
[النعام: 93]
وَلِهَذَا قَالَ هـاهـنَا: ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهـوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ.